الاثنين، 3 أغسطس 2015

منظمة إرهابية مقرها نيويورك!

تهديد صريح بالقتل والتصفية الجسدية للدبلوماسيين السودانيين في أوروبا وجّهته مؤخراً منظمة صهيونية مغمورة وربما مستحدثة حديثاً للدبلوماسية السودانية.
المنظمة الصهيونية التي أطلقت علي نفسها (المحكمة الدولية لمعاداة السامية) قالت إن تهديد القتل الذي أرسلته للدبلوماسية السودانية مبني على حيثيات سلوك السودان الداعم للقرارات الدولية التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، إذ أن المنظمة تعتقد أن دعم السودان لهكذا قرارات هو بمثابة معادة للسامية!
ولا شك أن الحكومة السودانية التي تدرك كيفية التعامل مع مثل هذه التهديدات الإرهابية اتخذت التدابير اللازمة لحماية دبلوماسييها في أوربا جرياً على النظرية الأمنية المتعارف عليها بأخذ مثل هذه التهديدات -حتى ولو كانت ساذجة- محمل الجد ولا شك أيضاً أن قرارات المنظمة وفق البيان الذي أصدرته هو الآن مثار دهشة في كافة الأوساط الدبلوماسية حول العالم، إذ أن تهديد الدبلوماسيين وتحويلهم إلى أهداف مشروعة ليس من الأمور المألوفة في العلاقات الدولية مهما كانت درجة العداء والخصومة بين أي طرفين.
كما أن بيان المنظمة الصهيونية هذا أثار انتباه العشرات من دول العالم، العربية والإسلامية والأوربية التي تؤمن بحقوق ومواقف الشعب الفلسطيني باعتباره شعب سُلبت أرضه وحقوقه منه بالقوة، وما إذا كانت هذه الدول في المستقبل القريب سوف تتلقي (تباعاً) تهديدات مماثلة تعتبرها المنطقة (معادية للسامية)! بل نتساءل بقوة ما إذا كان يتعين على أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين وغير الدائمين أن يكفوا منذ الآن عن التصويت على أية قرارات تصب في مصلحة الفلسطينيين لأن التهديدات سوف تطالهم!
كما أن التساؤل الأبرز يطل بقوة ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر حديثاً عن الإرهاب والأعلى صوتاً في التحذير منه والادعاء بمكافحته انتهى بها المطاف بأن (تستضيف) على أرضها وفى مدينة نيويورك على وجه الخصوص منظمة إرهابية تجاهر علناً وفي وضح النهار  بالإعلان عن نشاطها الإرهابي المتسلح بوسيلة القتل والتصفية الجسدية؟ إذ أن المنظمة قالت ودون أن يطرف لها جفن إنها تتخذ من نيويورك مقراً لها!
ولسنا في حاجة هنا للإشارة إلى أمين عام المنظمة الدولية التي تتشارك منظمته الدولية المقر مع هذه المنظمة الصهيونية، السيد بان كي مون إذا كان راض عن هذا التطور الإرهابي الكبير أم انه يعتبرها (محكمة مستقلة)، ليست تابعة للأمم المتحدة تماماً كما هو الحال بشأن محكمة الجنايات الدولية!
إن السودان بطبيعة الحال لا تخيفه مثل هذه التهديدات بل على العكس يمكن للسودان أن يعتبر مجرد التهديد هذا بمثابة وسام وقلادة شرف قومية غالية الثمن يضعها في صدره كونه ولفرط اهتمامه الشديد بقضية الحق الفلسطيني، القضية المركزية العربية الإسلامية الأكثر حضوراً في الساحة الدولية، نال شرف المواجهة مع الصهيونية.
ومع أن السودان واجه هذه الصهيونية مئات وآلاف المرات  في حرب الجنوب المقيتة منذ الخمسينات وهزمها شر هزيمة، ثم واجهها في إقليم دارفور وهي تدعم الحركات المسلحة وتعينها وتدفعها دفعاً، وهزمها للدرجة التي هربت فيها هذه الحركات خارج الإقليم وفضلت العبث في أرض الجنوب والعمل كمرتزقة هناك وواجهها في جنوب كردفان وجعل قوات قطاع الشمال تختفي وتتخفى في كهوف الجبال العميقة لا ترى الشمس إلا لماماً؛ مع كل هذه المواجهات مع الصهيونية فإن السودان لن يكون جديداً عليه أن يحظى بمواجهة جديدة في ساحة أروبية رحبة! فقط على الدول الأوربية التي وصلتها هذه الرسالة الصهيونية أن تعيد قراءة أكذوبة معاداة السامية التي تخشى تبعاتها بدرجة تثير حقاً الدهشة!
إن السامية المزعومة لا تبيح القتل وملاحقة الآخرين على هذا النحو لمن يزعمون أنهم بلغوا الآفاق بشأن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق