الأحد، 2 أغسطس 2015

حركات التمرد السودانية .. مستقبل مجهول بدولة الجنوب..!!

في ظل تصاعد الاحداث والصراع الدامي بين الاطراف الجنوبية (يتناسى ) قادة الحركات المتمردة السودانية التي تتخذ من أراضي دولة الجنوب مقرا لها ما ستسفر عنه مآلات الأوضاع هناك ، في ظل تطاول أمد الحرب هناك.

الشواهد تؤكد بأنه منذ إنفصال جنوب السودان عن دولته الأم بكل سلاسة وهدوء فى التاسع من يوليو من العام 2011 م, لاحت فى الأفق العديد من الإشارات السالبة التى تدل على أن جوبا لا تريد علاقات جيدة مع جارتها الأم , وقال رئيس دولة الجنوب سلفاكير مليارديت فى خطابه الرئاسي الأول أمام رئيس جمهورية السودان الذى جاء مشاركا فى إحتفالات تكوين الدولة وكل الوفود العالمية الأخرى أنه لن ينسى أخوانه فى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان!!

هذه الإشارات التى جاءت فى خطاب سلفاكير تم تنفيذها على أرض الواقع بعد فترة وجيزة من هذا الإحتفال, حيث أشعلت الحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان نيران الحرب والتمرد عبر دعمها لقوات الحركة الشعبية – قطاع الشمال - التابعة لها فى مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة, بالإضافة لإيوائها لحركات دارفور المسلحة, والتى شكلت منها فيما بعد ما يعرف بتحالف كاودا الذى تحول فيما بعد لتنظيم الجبهة الثورية.

هذه الحركات المتمردة الآن تواجه مصيرا مجهولا في ظل التحرك الدولي وآخره جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ينشط لبحث حل لمشكلة جنوب السودان التي تطاول الصراع والحرب فيها ، وهو أمر سيعجل بالتأكيد إلى وضع دولة الجنوب تحت بند الوصايا الدولية والتي سيجعل المجتمع الدولي متحكما على كل مفاصل الدولة الجنوبية بما فيها اراضيها ومنافذها ومخارجها .

والغريب في الآمر ورغم خطورة الوضع الآني والقادم بجانب حالة الضنك والعوز التي تعيشها حكومة جوبا إلا أن حركة جبريل إبراهيم وحركة مناوي كما قالت مصادر عن دولة الجنوب ، أجريتا ترتيبات أدارية مؤخراً بحيث تصبح مقارها على ارض دولة جنوب السودان رغم الصعوبات العديدة التي تواجهها داخل الأراضي السودانية بسبب الضربات والهزائم التي ظلت تتلقاها من القوت المسحة السودانية وذراعها اليمين قوات الدعم السريع ، التي أذاقت تلك الحركات مر الهزائم في دارفور وجنوب كردفان ، الأمر الذي جعلها تتقوقع داخل دولة الجنوب.

يحدث ذلك في وقت قالت فيه مصادر فى حكومة الجنوب ان هنالك مشاكلاً وخلافات داخل كل حركة من حركات دارفور هذه و سوف تنفجر هذه الخلافات فى اى لحظة ويصبح الجنوب مسرحاً لتصفية حسابات فيما بينها ، مما سوف يؤثر علي أمن الجنوب ويحيله إلى ميدان حرب لا ناقة له فيها ولا جمل ، وأضاف القيادي إن (قلة قليلة جداً) من قادة حكومة الجنوب هى التى اتخذت قرار إيواء حركات دارفور و الأمر لم يطرح على الجميع و لم تتم مناقشته بصورة عميقة و وافية.

عموما تقول دارسة عاجلة أجراها خبير بريطاني مرتبط بحكومة الجنوب منذ سنوات أشارت الى صعوبة انجاز اى شئ مؤثر لهذه الحركات فى دارفور انطلاقاً من الجنوب ، وقد تم عرض الدراسة (بالتفصيل) على زعيم الحركة الذي يبدو انه اقتنع بها ، في ظل تطاول أمد الصراع بينه وبين متمردي الجنوب ، وهو الذي كان يأمل بأن ترجح هذه القوات كفته العسكرية والحربية لكن ذلك لم يحدث الأمر الذي ولد شعورا بالاحباط وبعدم الرغبة في رعاية ودعم هذه الحركات وقادتها من خزينة دولة أضحت خاوية على عروشها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق