الأحد، 23 أغسطس 2015

«جنوب» بلا حركة شعبية هو الحل..

خالد حسن كسلا
في هذه الأجواء السياسية بجنوب السودان الملائمة للحديث والكتابة حول إعادة الوحدة بين جنوب السودان والسودان.. نقول إن جنوب السودان طبعاً أفضل له أن يعود.. فهذه حقيقة أثبتها الواقع المر هنا.
> لكن بالمقابل هل إعادة هذه الوحدة ستكون في صالح السودن إذا نظرنا إليها من خلال اتفاقية نيفاشا ومن خلال النزاعات القبلية الحادة خاصة التي دارت مؤخراً بين الدينكا والنوير؟!
> إعادة الوحدة لابد أن تسبقها إعادة جنوب السودان إلى ما قبل الحركة الشعبية.. أما إعادته بهذه الحركة وبجيشها الشعبي ليكون جيشاً آخر مع الجيش السوداني فهذا سيجعلها وبالاً جديداً مجدداً على السودان.
> وإعادة الوحدة بين الشمال والجنوب تبقى قضية لا علاقة لها بالحركة الشعبية ولا بجيشها.. من ناحية الجيش فإن الجيش السوداني الذي يهرب منه كاربينو وقرنق عام 1983م قبل تطبيق الشريعة الإسلامية لسواء حظهم وحده يمكن أن ينتشر في جنوب السودان أي إعادة انتشار بعد إعادة الوحدة.. وإعادة كل مؤسسات السلطات الثلاث بعد إعادة الوحدة.
> ترى هل من سبيل إلى إعادة الوحدة بهذه الاستحقاقات الحتمية لتكون وحدة مختلفة عن تلك التي فخختها القوى الأجنبية بالمؤامرات عليها وبدعم وتمويل التمرد؟!
> أول من يعترض عليها.. بل الوحيد الذي سيعترض عليها بهذه الشروط هي الحركة الشعبية بشقيها الحاكم والمعارض لأنها تعني إقصاءها من المسرح بعد تجربتهم الفاشلة في الحكم.
حتى التجربة في التمرد كانت في طريقها إلى الفشل لولا أن أنقذتها واشنطن بالإرادة التآمرين في فرض مفاوضات سيئة جداً ومن أهم مساوئها أخرجت الجيش السوداني من الجنوب قبل الانفصال.. ولم تشر إلى المسيرية بالاسم في سياق ذكر سكان أبيي رغم أنها لم تكن جزءاً من قضية الجنوب وكأنما أريد لها أن تحترق بالحروب والنزاعات القبلية مثل ملكال وبانتيو.
> وشعب الجنوب الآن إذا كان يملك إرادة قوية يمكنه أن يطالب المجتمع الدولي بالعودة إلى السودان عبر استفتاء دون أن يقود هذه العودة الحركة الشعبية التي فشلت في إدارة حكم الإقليم ثم إدارة حكمه وهو دولة نفطية كان يمكن أن تتحول إلى دولة مثل سويسرا «سويسرا إفريقيا».
> لكن هل سترغب الحركة الشعبية في إعادة الوحدة التي تعني بقوة فشها في إدارة جنوب السودان وتعني بقوة تحملها للمسؤولية الكاملة عن أنهار الدماء التي سالت هناك خلال عامين؟!
> طبعاً إعادة الوحدة لا يمكن أن تكون باستمرار حكم الحركة الشعبية للجنوب، وطبعاً إعادة الوحدة ستكون هذه المرة بمجموعات مسلحة قبلية ضخمة هناك إذا لم تشتبك مع القوات المسلحة السودانية يمكن أن تتصارع فيما بينها بدوافع عنصرية كما يحدث الآن.
> إذاً مسألة إعادة الوحدة تبقى قضية معقدة جداً جداً.. لكن يمكن أن يستعين الجنوب بفترة انتداب سوداني بحكم أن في السودان شخصيات فهمت تلك المناطق تماماً من كل النواحي أمثال إدريس محمد عبدالقادر.
> ومعلوم أن واشنطن لن تنجح في إدارة دولة الجنوب لمعالجة مشكلاتها وكذلكلن تنجح يوغندا ولا كينيا ولا إثيوبيا ولا إسرائيل بالطبع.
> لكن السودان يمكن أن يقوم بهذا الدور الإداري للتمهيد بإعادة الوحدة إلى صورتها في يونيو 1983م.. أي العودة إلى اتفاقية أديس أبابا 1976م يضاف إليها احترام نتيجة الانتخابات الديمقراطية التي قسمّت الجنوب عام 1982م إلى ثلاثة أقاليم الدينكا في بحر الغزال والنوير والشلك في أعالي النيل «أدانيه الآن» والإستوائيين في الإقليم الإستوائي.
> فترة الانتداب السوداني يمكن أن تمهد الطريق وتهيئ الأرض السياسية والأمنية لإعادة الوحدة بعد القضاء بطريقة سلسلة على نفوذ الحركة الشعبية كقوة مسلحة مسيطرة على معظم الجنوب ومسؤولة من الدماء والدمار وتحويلها إلى حزب سياسي بطريقة دستورية.
> إعادة الوحدة ليست لعباً ومزاجاً بعد كل الذي حدث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق