الأربعاء، 30 مارس 2016

كيف يمكن خلق معادلة معقولة ما بين المشاركين والرافضين للحوار الوطني؟

القوى السودانية المعارضة التى رفضت مشروع الحوار الوطني كان لها كامل الحرية في اتخاذ هذا الموقف، والموقف نفسه -سالباً كان أم ايجابي- يندرج ضمن الممارسة الديمقراطية الأشمل الجارية في السودان، وهي ان تقرر أي مجموعة سياسية –بمحض إرادتها– إتخاذ الموقف الذي يناسبها! فكما رأينا ما من أحد حاول إجبار رافضي الحوار للمشاركة فيه ولم يجرؤ أحد على تخوين أو شيطنة هؤلاء الرافضين، بل أتيحت لهم فرصاً كاملة للتعبير عن أسباب رفضهم للمشاركة في الحوار.
و على الجانب الآخر فإن الذين شاركوا في المشروع، هم أيضاً مارسوا حقهم الديمقراطي في القبول والتفاعل مع مشروع وطني داخلي طرحته الحكومة، ثم مارسوا حقهم أيضاً في التعبير عن أسبابهم ودوافعهم التى دفعتهم للمشاركة. الرافضين للمشاركة تبقى حقوقهم في رفض أو قبول مخرجات الحوار الوطني، حقوق مشروعة وقائمة، إذ على الرغم من عدم مشاركتهم -اختلفنا او اتفقنا مع أسبابهم- فإن هذا أبداً لا يسقط حقهم فى الاستفادة من ثمار المخرجات والنتائج النهائية، وهذه واحدة من أهم مميزات الديمقراطية حيث لا مجال للقول أو الاحتجاج على من لم يسهم في المشروع بعدم التمتع بثمار وحصاد الغرس الوطني طالما أنه سوداني وموجود في المضمار السياسي العام.
تبقى فقط التعقيدات في عدة أمور: أولاً، وفقاً للمعادلة النسبية ما بين المشاركين والمقاطعين للحوار، فإن المشاركين أعلى نسبة من الرافضين ومن ثم فإن حسن ترجيح ميزان المعادلة يقتضي ألا تعتقد القوى الرافضة للحوار ان ما سهرت من أجله القوى المشاركة الليالي والساعات الطوال في المدارسة والنقاش وبلورة الآراء أمراً سهلاً وبلا قيمة. وهذا يقتضي ان تعترف القوى الرافضة للقوى المشاركة بأنها اجتهدت وبذلت ما في وسعها بالمكون السياسي المحلي المتاح ومن ثم فإن ما توصلت اليه من الحصافة تثمينه و التأمين عليه.
ثانياً، تأمين الرافضين على ما توصل اليه المشاركين ضروري لخلق (جسر سياسي) يتيح للرافضين إضافة أمور جديدة لا تتعارض مع ما تم التوصل اليه. لأنه وببساطة اذا كانت القوى الرافضة والتى قاطعت عملية الحوار تسعى لاستحداث حوار جديد أو مخرجات جديدة لم تكن موضعاً للنقاش، فإن هذا يعني قلب المعادلة، وخروج المشاركين الأوائل ودخول رافضين، ما يعيد الجميع للمربع الأول فقط بعد تغيير اللاعبين!
ثالثاً، الرافضين للحوار وطالما حظيوا باحترام المشاركين يقع عليهم هم أيضاً واجب احترام جهدهم باعتباره جهد الاغلبية من جهة، وبإعتباره أساساً للتوافق السياسي المنشود بين كافة الفرقاء السودانيين من جهة أخرى. فإذا كان متاحاً لكل القوى السودانية سياسية كانت أو مسلحة ان تلتئم وتناقش قضايا البلاد بالداخل وعبر مائدة مستديرة وبلا وسطاء، أو تدخل من أجانب، فإن الذين لم يرتضوا هذا الوضع الطبيعي عليهم ألا يحاولوا جر هؤلاء إلى إرتضاء وضع غير طبيعي.
وهكذا يمكن القول إجمالاً ان المعادلة السياسية العادلة تقتضي إقرار الممانعين بما تم من جهد غض النظر عن رأيهم فيه، و من ثم اجراء عمليات اضافة غير مؤثرة على الأساس، بحيث يصبح البناء صالحاً للسكنى والإقامة المستقرة الدائمة!

هل تعي جوبا الدرس؟

في لقاء سريع وعابر استفسرت (سودان سفاري) مسئولاً سودانياً رفيعاً، عضو فى اللجنة السياسية الأمنية السودانية الجنوبية والمعنية بمعالجة التعقيدات الحدودية وقضايا انتشار القوات و بنود اتفاقية التعاون المشترك الموقعة في 27 سبتمبر 2013، عن عدد من الخروقات التي وقعت من الجانب الجنوبي طوال السنوات الثلاثة الماضية فقط ؛ قال المسئول إنها لا تحصى! و أضاف ان الإجابة ليست صيغة مبالغة ولكن الأكثر سوءاً كما قال المسئول، إن مسئولاً دولياً مرموقاً قال له إن ما احتمله السودان من الحكومة الجنوبية -بنص تعبيره- يصعب احتماله!
ربما كانت هذه الخلفية الموجزة كافية للإحاطة بطبيعة التعقيدات التى أوجدتها الحكومة الجنوبية -بلا أدنى داع- على صفحات علاقاتها المتأرجحة مع السودان. فهناك الآن ما يربوا على الـ2000 مسلح سوداني يتلقون تدريبات في معسكرات على أراضي جنوبية تصرف عليهم الحكومة الجنوبية بسخاء.هنالك المئات من عناصر وقادة الحركات السودانية المسلحة يقيمون في جوبا ويعقدون اجتماعات راتبة وطارئة فيها تحت حماية وتأمين الاستخبارات الجنوبية .
عدد من الكتائب متنوع التسليح دفعت بها الحكومة الجنوبية باتجاه الحدود حتى لم تدع مسافة لسنتمتر واحد بينها وبين الحدود المفترضة. ثم لما أحسّت جوبا بأن الخرطوم تتجه لاتخاذ مواقف حازمة ادعت أنها سحبت قواتها لمسافة 1 كلم إلى الجنوب!
وزير الخارجية الجنوبي برنابا مريال سارع للتصريح لوسائل الاعلام غداة تحرك الخرطوم وبعد اتخاذ مجلس الوزراء السوداني قراراً باعتبار اللاجئين الجنوبيين في السودان لاجئين اجانب واتخاذ الاجراءات القانونية في مواجهة المخالفين بأن جوبا لن تعامل المواطنين السودانيين بذات الطريقة!
المضحك و المبكي في آن واحد في تصريحات (برنابا) ان جوبا -من الاساس- لم تكن تعامل المواطنين السودانيين بأدنى معاملة كريمة حتى بوصفهم اجانب دعك من ان تعتبرهم مواطنين جنوبيين! جوبا فقط تجزل العطاء لحملة السلاح السودانيين ولكنها لا تطيق مطلقاً وجود مواطن سودني على أراضيها –ولا حاجة لنا لتقليب مواجع اسر التجار السودانيين الذين تعرضوا لاعمال عدوانية ووحشية ممنهجة على يد الجيش الشعبي الجنوب طوال السنوات السبع الماضية لا لشيء سوى لأنهم سودانيين (جلابة)!
اتفاقية التعاون المشترك التي كان من المؤمل ان تستفيد منها جوبا في تنمية وتطوير الدولة الوليدة و تتيح الحركة على الحدود و التجارة البينية وتبادل الخبرات و التعليم العالي، وضعتها جوبا منذ يوم توقيعها في درج جانبي منسيّ في خارجيتها! إذن ماذا بوسع السودان ان يفعل وجارته الوليدة لا تعرف كيف تدير مصالحها مع الدولة الأم ولا تكف عن إيذائها وإيذاء نفسها؟  كما أن المجتمع الدولي بلا شك على علم تام بما تفعله جوبا ويعلم أيضاً ما تفعله جوبا ما من جدوى سياسية أو استراتيجية له.
النظام القائم في جوبا بدلا من ان يرسخ لبناء الدولة ونهضتها و تنميتها، جعل يثير المشاكل مع جيرانه و يشعل الصراعات الداخلية. نظام بهذه المواصفات غير المسبوقة دولياً ما من سبيل للتعاطي معه إلا بأسلوب (قرصة الاذن) من حين لآخر، والغريب انه وكلما امسك السودان بالأذن الجنوبية قارصاً لها، صرخت جوبا صرخة مدوية ثم سارعت بمحاولة حل المشكلة، ثم ما تلبث حين يهدأ الألم لمعاودة ذات ما فعلته وكأن شيئاً لم يكن!

الثلاثاء، 29 مارس 2016

"7+7" تستنكر اعتقال جوبا لمشاركين بالحوار

استنكرت لجنة تهيئة المناخ التابعة للآلية التنسيقية العليا للحوار (7+7)، الاعتقال الذي تم بحق اثنين من منسوبي حركة جيش تحرير السودان الثورة الثانية بقيادة أبو القاسم إمام، المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني من قبل السلطات بجنوب السودان.
وقال الرئيس المشترك للجنة، عثمان أبو المجد، في تصريحات لــ (الشروق)، إنه تم اعتقال عبدالله خليل وآدم عبدالله بدولة الجنوب دون إبداء أي أسباب. وطالب السلطات بجنوب السودان بالإفراج عن المعتقلين أو تقديمهما لمحاكمة عادلة في حالة وجود قرائن.
وشدد أبو المجد على عدم التفريط في الحريات والحقوق الأساسية للمواطنين.
إلى ذلك، دعا رئيس لجنة تهيئة المناخ عبود جابر سعيد أطراف التفاوض بأديس أبابا للإسراع بالتوقيع على خارطة الطريق التي أقرتها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.
وتوقع عبود انضمام عدد من القوى الممانعة للحوار الوطني. وقال إن قوى المستقبل للتغيير تدرس خياراتها للانضمام عقب اجتماع لجنة (4 + 4) التي تم تشكيلها مؤخراً.

الخرطوم تطالب بضغط دولي على رافضي "خارطة الطريق"

طالبت الحكومة السودانية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأفريقي والمجتمع الدولي بالمزيد من الضغط على الحركات والمعارضين من أجل إحلال السلام بالبلاد، والتوقيع على خارطة الطريق التي دفعت بها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الأسبوع الماضي بأديس أبابا.
وانتقد وزير الإعلام السوداني د. أحمد بلال عثمان، في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية، تمسك المعارضة بموقفها الرافض للتوقيع رغم انتهاء المهلة التي حددتها الوساطة، في ذات الوقت الذي رحَّب فيه ببيان الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون الذي حث فيه المعارضة السودانية على توقيع خارطة الطريق، وإشادته بالحكومة للتوقيع على هذه الوثيقة.
واتهم الحركات المسلحة بعدم الالتزام بمعايير السلام، مطالباً حكومة الجنوب بإيقاف الدعم والإيواء لهذه الحركات ووصفها بأنها أصبحت المنفذ الوحيد لهذه الحركات السالبة.
وأكد وزير الإعلام حرص الحكومة على إحلال السلام الشامل، مشيراً إلى وجود بعض المجموعات التي لا تدعم السلام وتقف في صف الحرب من الداخل والخارج.
وانتهت الثلاثاء المهلة التي حددتها الوساطة الأفريقية لرافضي التوقيع على خارطة الطريق التي طرحتها في اللقاء التشاوري بين الحكومة وحركات العدل والمساواة وتحرير السودان من دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال وحزب الامة القومي المعارض.
ومن المقرر أن يرفع الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي تقريراً لمجلس السلم والامن الأفريقي بشأن رفض المعارضة السودانية التوقيع على خارطة الطريق التي تستهدف إيقاف الحوار والمشاركة في الحوار.

السودان يُجدِّد انحيازه لقضايا القارة الأفريقية

جدَّد نائب الرئيس السوداني، حسبو محمد عبدالرحمن، التزام بلاده التام وانحيازها لقضايا القارة الأفريقية، متعهداً ببذل كافة الجهود لضمان استقرارها، داعياً الأحزاب بالقارة كافة إلى التوحد والتضامن في كل المجالات لضمان تماسك الدول الأفريقية.
وأشار عبدالرحمن، لدى مخاطبته الجلسة الختامية للجمعية العمومية للمجلس الأحزاب الأفريقية، يوم الثلاثاء، إلى أن مؤسسات القارة ومنظماتها السياسية والاجتماعية والثقافية، ينتظرها الكثير من القضايا والمشكلات الشائكة التي تطلب جهود كبيرة.
وأوضح أن الأجيال السابقة قدمت تضحيات كبيرة، وينتظر من الأجيال الحالية أن تحافظ على هذا الإرث الكبير، وتعمل على حل المشاكل التي حالت دون تقدم القارة.
ونبَّه إلى أن المجلس على رأس المؤسسات التي يمكن أن تساهم في حل المشكلات التي أقعدت بالقارة كثيراً، وتأتي في مقدمتها النزاعات والحروب الأهلية، هذا بالإضافة إلى السعي نحو التحرر الاقتصادي الذي يُعدُّ المفتاح نحو التحرر السياسي.

الخرطوم والقاهرة تبحثان تجاوز أي خلافات

بحث كل من السودان ومصر، يوم الاثنين، دور اللجنة المشتركة بين الطرفين، وكيفية تجاوز أي خلافات أو مشكلات قد تبدو في الأفق، من خلال الحوار والتعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والأخوية بين البلدين.
وبحث مساعد الرئيس السوداني، د.جلال يوسف الدقير، بالقصر الرئاسي، مع مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار أسامة المجدوب، أهمية ودور اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة الرئيسين في دفع وتعزيز التعاون المشترك بين الخرطوم والقاهرة.
وقال المجدوب إنه جرى بحث ومناقشة دور اللجنة المشتركة، وكيفية تجاوز أي خلافات أو مشكلات قد تبدو في الأفق، من خلال الحوار والتعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والأخوية بين البلدين.
وفي السياق، أكد مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار، عقب اللقاء بمساعد الرئيس موسى محمد أحمد، أهمية تعزيز علاقاتهما بين الخرطوم والقاهرة، ودفعها إلى الأمام، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وقال المجدوب إن اللقاء بمساعد الرئيس كان إيجابياً، وناقش كيفية تعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين، بجانب التعاون مع شرق السودان بمجالات الزراعة والصحة.
وأضاف "اللقاء تطرق إلى التعاون في مجال الطرق بين البلدين، وتأثيرها في التجارة البينية، وعلى أوجه التعاون المشترك بين السودان ومصر وإثيوبيا".

السودان: استراتيجية موحدة لجيوش التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب

أقرَّ اجتماع رفيع لقادة هيئات أركان جيوش دول التحالف الإسلامي، انعقد بالعاصمة السعودية الرياض، وضع خطة استراتيجية موحدة لعمل دول التحالف للتصدي لظاهرتي الإرهاب والتطرف، والتوصل لخارطة طريق لتنسيق الجهود العسكرية والاستخباراتية لتحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وشارك السودان في العملية العسكرية التي أطلقت عليها السعودية اسم (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين في اليمن، بجانب مشاركته مؤخراً في مناورات (رعد الشمال) التي انطلقت في منطقة حفر الباطن بالسعودية.
وأعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش السوداني، الفريق أول عماد الدين عدوي، في تصريحات صحفية عقب مشاركته في اجتماعات الرياض، عن اعتزاز بلاده بالمشاركة في الاجتماعات ضمن دول التحالف الإسلامي.
وأشار إلى أن التحالف أدخل الطمأنينة إلى قلوب شعوب الدول الإسلامية، مبدياً شكره لقيادة المملكة العربية السعودية على تبنيها واحتضانها لهذا العمل.
أهداف استراتيجية
واتفق رؤساء الأركان وفقاً لعدوي، على العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تخدم التوجه العام للتحالف في مكافحة الإرهاب بالتركيز على تعزيز الجهود الدولية، وتنظيم الجهود لمكافحة التطرف ومكافحة تمويل الإرهاب بالتنسيق مع العالم.
وأوضح أن المشاركة في التحالف اختيارية بحسب الإمكانيات المتاحة لكل دولة، مبيناً اعتزاز السودان بهذه المشاركة، وأنها خطوة تشيع الرضا وسط الأمة الإسلامية.
وقال إن الاجتماعات خرجت بخارطة طريق محددة لتنسيق كافة الجهود العسكرية والاستخباراتية، وعقد الشراكات مع دول العالم التي تحمل نفس الأهداف الرامية إلى القضاء على الإرهاب.
وأضاف أن الاجتماعات توصلت إلى محددات لتنسيق العمل تقوم على مراعاة الشرعية في كافة الأعمال، بما يتسق مع الأعراف والنظم الدولية المعروفة واحترام سيادة الدول الأعضاء، فضلاً عن التنسيق الجيد بين العضوية، مؤكداً أن الاجتماعات أرست اللبنة الأساسية لانطلاق التحالف.



كيف يمكن خلق معادلة معقولة ما بين المشاركين والرافضين للحوار الوطني؟

القوى السودانية المعارضة التى رفضت مشروع الحوار الوطني كان لها كامل الحرية في اتخاذ هذا الموقف، والموقف نفسه -سالباً كان أم ايجابي- يندرج ضمن الممارسة الديمقراطية الأشمل الجارية في السودان، وهي ان تقرر أي مجموعة سياسية –بمحض إرادتها– إتخاذ الموقف الذي يناسبها! فكما رأينا ما من أحد حاول إجبار رافضي الحوار للمشاركة فيه ولم يجرؤ أحد على تخوين أو شيطنة هؤلاء الرافضين، بل أتيحت لهم فرصاً كاملة للتعبير عن أسباب رفضهم للمشاركة في الحوار.
و على الجانب الآخر فإن الذين شاركوا في المشروع، هم أيضاً مارسوا حقهم الديمقراطي في القبول والتفاعل مع مشروع وطني داخلي طرحته الحكومة، ثم مارسوا حقهم أيضاً في التعبير عن أسبابهم ودوافعهم التى دفعتهم للمشاركة. الرافضين للمشاركة تبقى حقوقهم في رفض أو قبول مخرجات الحوار الوطني، حقوق مشروعة وقائمة، إذ على الرغم من عدم مشاركتهم -اختلفنا او اتفقنا مع أسبابهم- فإن هذا أبداً لا يسقط حقهم فى الاستفادة من ثمار المخرجات والنتائج النهائية، وهذه واحدة من أهم مميزات الديمقراطية حيث لا مجال للقول أو الاحتجاج على من لم يسهم في المشروع بعدم التمتع بثمار وحصاد الغرس الوطني طالما أنه سوداني وموجود في المضمار السياسي العام.
تبقى فقط التعقيدات في عدة أمور: أولاً، وفقاً للمعادلة النسبية ما بين المشاركين والمقاطعين للحوار، فإن المشاركين أعلى نسبة من الرافضين ومن ثم فإن حسن ترجيح ميزان المعادلة يقتضي ألا تعتقد القوى الرافضة للحوار ان ما سهرت من أجله القوى المشاركة الليالي والساعات الطوال في المدارسة والنقاش وبلورة الآراء أمراً سهلاً وبلا قيمة. وهذا يقتضي ان تعترف القوى الرافضة للقوى المشاركة بأنها اجتهدت وبذلت ما في وسعها بالمكون السياسي المحلي المتاح ومن ثم فإن ما توصلت اليه من الحصافة تثمينه و التأمين عليه.
ثانياً، تأمين الرافضين على ما توصل اليه المشاركين ضروري لخلق (جسر سياسي) يتيح للرافضين إضافة أمور جديدة لا تتعارض مع ما تم التوصل اليه. لأنه وببساطة اذا كانت القوى الرافضة والتى قاطعت عملية الحوار تسعى لاستحداث حوار جديد أو مخرجات جديدة لم تكن موضعاً للنقاش، فإن هذا يعني قلب المعادلة، وخروج المشاركين الأوائل ودخول رافضين، ما يعيد الجميع للمربع الأول فقط بعد تغيير اللاعبين!
ثالثاً، الرافضين للحوار وطالما حظيوا باحترام المشاركين يقع عليهم هم أيضاً واجب احترام جهدهم باعتباره جهد الاغلبية من جهة، وبإعتباره أساساً للتوافق السياسي المنشود بين كافة الفرقاء السودانيين من جهة أخرى. فإذا كان متاحاً لكل القوى السودانية سياسية كانت أو مسلحة ان تلتئم وتناقش قضايا البلاد بالداخل وعبر مائدة مستديرة وبلا وسطاء، أو تدخل من أجانب، فإن الذين لم يرتضوا هذا الوضع الطبيعي عليهم ألا يحاولوا جر هؤلاء إلى إرتضاء وضع غير طبيعي.
وهكذا يمكن القول إجمالاً ان المعادلة السياسية العادلة تقتضي إقرار الممانعين بما تم من جهد غض النظر عن رأيهم فيه، و من ثم اجراء عمليات اضافة غير مؤثرة على الأساس، بحيث يصبح البناء صالحاً للسكنى والإقامة المستقرة الدائمة!

الاثنين، 28 مارس 2016

الحـــركات المسلحـة بـين المهـلـة والضغـــوط

أبو عبيدة عبد الله-
في عام 2006م حينما وضع الوسيط في مفاوضات دارفور سالم احمد سالم مسودة اتفاق امام وفد الحكومة الذي كان يقوده الراحل مجذوب الخليفة، وحركة تحرير السودان بشقيها بقيادة مني اركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، بجانب حركة العدل والمساواة بقيادة الراحل خليل ابراهيم، وافقت الحكومة رغم تحفظها على مسودة الاتفاق، فيما رفض مناوي التوقيع في بادئ الأمر، لكنه وتحت ضغوط مبعوث واشنطن للمفاوضات روبرت زوليك وقع، لكنه سرعان ما عاد وحمل السلاح مجدداً، اما عبد الواحد وخليل فلم يفكرا في التوقيع على ابوجا، وعبد الواحد كان متمسكاً بضرورة تعويض المتضررين تعويضات فردية، فيما طالب خليل بضرورة تعيين نائب للرئيس من الحركات.
وما بين 2006 و2016م مياه كثيرة مرت تحت الجسر، لكن ذات الحركات مازالت خارج الملعب السياسي، وانضم اليها قطاع الشمال بعد انفصال الجنوب، وتغير الوسيط سالم احمد سالم وجاء ثامبو امبيكي، ليضع مسودة اتفاق تم وضعه من رؤى ومقترحات الاطراف المختلفة باديس ابابا، وانضم اليها حزب الامة القومي بزعامة الصادق المهدي، ووضع امبيكي الاتفاق امام الفرقاء للتوقيع عليه، والحكومة سرعان ما وقعت بعد ان وجدت الاتفاق يحقق كثيراً من رؤاها ومقترحاتها، وهي من الحالات القليلة التي تمسك فيه الحكومة القلم من الوهلة الاولى للتوقيع على اتفاق وضعته الوساطة سواء اكان في ابوجا بجولاتها السبع او نيفاشا، دون ان تعدل او تتحفظ على بعض النقاط فيه، فوقعت الحكومة سريعاً قبل أن يطرأ اي جديد على موقف الوساطة بتغيير المسودة او غيره.
الاستراتيجية الأمنية والبناء
وحزم وفد الحكومة حقائبه على عجل وتوجه الى المطار ومنه الى الخرطوم، مؤكداً إن الحكومة قبلت بخريطة الطريق التي تقدمت بها الآلية الإفريقية بعد دراسة الاتفاق في إطار سعيها للسلام. واضاف أن أي طريق يؤدي الى السلام سيسلكه، وهذه الاتفاقية فيها وصف لطريق لسلام دائم في السودان.
وشرح أمين حسن عمر للصحافيين عقب وصوله مطار الخرطوم الكيفية التي اتبعتها الوساطة لتقديم خريطة الطريق، مشيراً الى انها دفعت بورقة وجلست مع كل طرف على حدة ثم تقدمت بخريطة طريق توضح كيف يمكن للأطراف الممانعة أن تكون جزءاً من الحوار الوطني الذي تجرى فعالياته بقاعة الصداقة بالخرطوم، والذي تقاطعه بعض قوى المعارضة.
أمين أعرب عن أمله في أن تتغلب روح المسؤولية الوطنية على الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة بالإقبال على توقيع خريطة الطريق المعدة من قبل الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي وقعتها الحكومة. واشار الى أنه حال اختيارهم السلام فإن الطريق ممهد الآن، وأضاف قائلاً: «إذا كانوا مازالوا يعتقدون أن الحرب هي الخيار، اعتقد أن الوقت والظروف قد تقنعهم بأن هذا النوع من التفكير تفكير خاطئ».
بدون «قومة نفس»
الحكومة قد تكون لأول مرة تجد نفسها في موضع مريح يتيح لها امكانية ان تتفاوض مع طرف يحمل السلاح وهي هادئة البال، فالوضع السياسي داخل السودان مستقر بدرجة كبيرة من خلال الحوار الجاري حالياً، ورغم مقاطعة بعض الاحزاب الا ان الحكومة مسيطرة على الموقف وتدير العملية السياسية دون «قومة نفس».
اما ميدانياً فالمعادلة هنا غير موجودة، فحركات دارفور وبعد المعارك التي دخلتها مع الحكومة العام الماضي، فقدت السيطرة على كثير ان لم يكن كل من المواقع التي كانت تسيطر عليها، بل خرجت من اقليم دارفور بالكامل ودخلت الجنوب، لكن الصراعات التي تدور هناك وجدت الحركات نفسها حيالها أنها مضطرة الى ضرورة ان تنحاز الى طرف، فاختارت الجيش الشعبي لأنه يضمن لها الامداد والتشوين والتسليح، فقاتلت معه ضد رياك مشار، لكنها وبسبب الخلاف الذي وقع داخل مكونات الجبهة الثورية او بالاحرى بين حركات دارفور وقطاع الشمال حول قيادة الجبهة الثورية، آثرت حركات دارفور الخروج من الجنوب والتوجه الى الحدود مع ليبيا والقتال مع قوات حفتر، وفيها من ظل تائهاً في الصحراء، وهذا الوضع جعل كثيراً من قيادات تلك الحركات يستجيب لصوت العقل والانضمام لمسيرة الحوار والمشاركة في فعاليات قاعة الصداقة، امثال د. صالح ومحمد بحر محمدين وغيرهم من قيادات الحركات.
تمترس قطاع الشمال
اما قطاع الشمال فقد تمترس في الفترة الاخيرة في الشريط الحدودي مع دولة الجنوب المحاذي لولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وظلت تلك القوات محاصرة وغير قادرة على التقدم بسبب العمليات العسكرية المكثفة التي شنتها القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى، وظلت تمارس قوات قطاع الشمال حرب العصابات على طريق الدلنج ــ كادوقلي، حيث تمارس السلب والنهب على الطريق العام.
هذا الوضع لحركات دارفور وقطاع الشمال جعل وضعها التفاوضي ضعيفاً، فضلاً عن عدم وجود ثقة كافية بين مكونات الجبهة الثورية، فالحركات لديها اعتقاد ان قطاع الشمال ربما يصل لاتفاق مع الحكومة خارج اطار الجبهة الثورية، وقطاع الشمال كذلك لديه ذات الاعتقاد في الحركات.
لكن دخول واشنطن وتهديدها للحركات المسلحة بضرورة التوقيع على خريطة امبيكي، ربما يؤدي لمواقف مغايرة خلال اليومين المقبلين، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تدخلها للضغط على الحركات المسلحة للتوقيع على خريطة الطريق التي وقعتها الحكومة للتفاوض بشأن المنطقتين ودارفور، وذكر القائم بالأعمال الأمريكي ستيفن كوستيس أن الحوار هو الحل الأوحد لمشكلات السودان.
موقف مغاير
اما حزب الامة القومي الذي شارك في المفاوضات فموقفه من خريطة امبيكي كان مغايراً لمواقف الحركات المتمردة، حيث اعلن الحزب تحفظه على بعض البنود، لكنه اشار الى ان الخريطة جيدة ويمكن ان تكون اساساً او قاعدة ينطلق منها لتحقيق السلام والاستقرار، وانحصرت تحفظات حزب الأمة في ثلاث نقاط هي المطالبة بأن يكون الاجتماع المزمع عقده في الخرطوم بين الآلية ولجنة «7+7» يضم الى جانبه الحكومة لمزيد من الضمانات، والامر الثاني هو ضرورة مشاركة قوى المعارضة الداخلية في الاجتماع التشاوري الذي ينعقد بالخارج لالحاق الرافضين بالحوار الوطني وليس حزب الأمة القومي وحده، والأمر الثالث هو ان يكون هناك نص صريح يشير الى ان الحوار الوطني الجاري حالياً يعد بداية، ولا يوصف بانه الحوار الوطني ثم يصير حواراً وطنياً او قومياً بعد اضافة الرافضين اليه.
وفي الخرطوم اتهمت قوى المعارضة الوساطة والحكومة بالتوقيع على خريطة طريق تنحاز لرؤية الحكومة ولا تستجيب لتطلعات السودانيين المشروعة، في محاولة لكسر إرادة أطراف المعارضة وتجاوز مطالب شعبنا في التغيير، حسب تعبيرها.
وقال بيان مشترك لقوى المعارضة إن الحكومة تمسكت بموقفها الرامي لإلحاق المعارضة بحوار «الوثبة» وقرارات الاتحاد الإفريقي التي دعت الى حوار وطني شامل يبدأ بعقد المؤتمر التحضيري في أديس أبابا. وأضاف أن وفد المعارضة طالب بحوار متكافئ وشفاف وشامل يحقق إنهاء الحرب والإجماع الوطني وتطبيع العلاقات الإقليمية والدولية. وتابع قائلاً: «لكن الحكومة والوساطة اختارتا التوقيع على خريطة طريق تؤدي الى إلحاق المعارضة بالحوار الجاري مما يؤدي الى إعادة إنتاج النظام والأزمة، ولكننا تمسكنا بمطالب الشعب ودفعنا بأفكار جديدة لتحقيقها».
آراء خاصة
د. غازي صلاح الدين رئيس حركة الاصلاح الآن كشف عن اتصالات سيجريها مع الأطراف التي رفضت التوقيع على وثيقة خريطة الطريق لمنحهم مقترحات تعينهم على التعامل معها. وقال للصحافيين: «حال قدمت لنا الورقة سننظر فيها، وسنخرج بقرار نراعي فيه إجماع القوى السياسية، وربما تطرح علينا الورقة كما طرحت على الطرف الآخر، وأنا قرأتها ولي حولها آرائي الخاصة».
وذكر أن هناك مجموعات مهمة جداً غير موجودة في الحوار، وأضاف في تصريحات صحافية قائلاً: «أكدنا مراراً وتكراراً أن هناك اجتماعات تشاورية غير رسمية وهي استكشافية لمعرفة أوجه الاختلاف».
وأوضح د. غازي أن الاجتماع الاخير لقوى المستقبل امس الاول ليست له أجندة، لكن من واجباته واختصاصاته تحديد الأجندة. وقال: «أمبيكي وضع مجموعة موضوعات هي الأجندة، ولا أستطيع الحديث عنها الآن لأنها أحيلت داخلياً الى لجنة للنظر فيها وكيف يمكن أن توضع وكيف يمكن التعامل معها». وقال: «دخلنا في التزام بألا ترفع أية قضية باعتبار أنها شرط يمنع التفاوض».
إنتاج الأزمة
ومن جانبها تقول قوى معارضة إنها رفضت التوقيع على خريطة الطريق لأجل وقف انحياز الوساطة لجانب الحكومة، مشيرة إلى أن توقيع اتفاق من طرف واحد يعيد إنتاج الأزمة ولا يحقق تطلعات الشعب السوداني في السلام والعدالة والتحول الديمقراطي.
وبحسب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، فإن خريطة الآلية تناقض قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي، وتنحاز لرؤية الحكومة المعلنة بقصر الأمر على المؤتمر الوطني وبعض القوى الأخرى.
واتهم الدقير في تعليقه لـ «الجزيرة نت» الآلية الإفريقية بالتخلي عن الحياد في مهمتها كوسيط، مع محاولة سوق الجميع نحو «حوار الوثبة» الذي يجريه المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم حالياً.
أما حركة العدل والمساواة فاعتبرت خريطة الطريق تعبيراً عن إفلاس حقيقي للآلية، وقالت إن الوساطة وصلت إلى نهاية ما يمكن أن تقدمه بأن توقع على خريطة طريق دون موافقة أحد طرفي النزاع.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة جبريل آدم بلال لـ «الجزيرة نت» إن أمبيكي لم يعد قادراً على تقديم ما يفيد لمعالجة الأزمة السودانية، مشيراً إلى أنه لم يستطع التفريق بين موقفه وموقف الحكومة السودانية.
فيما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين حسن الساعوري أن خريطة الطريق هي محاولة من أمبيكي للتوفيق بين ورقتي الحكومة والمعارضة، وليست عملية انحياز لأي طرف».
ويؤكد أن أمبيكي اقتنع بأن عملية الحوار الدائر في الخرطوم هي المناسبة لحل الأزمات السودانية، متوقعاً أن يكون رفض المعارضة هو للحصول على مهلة ربما تكون لتقديم مزيد من الاشتراطات أو بانتظار إشارة من أصدقائها في المنطقة أو الغرب.
امبيكي لم ييأس بعد ومازال بعد ثماني سنوات من تكليفه بملف التفاوض، يقول انه قادر على اجراء مشاورات تهدف للتوصل الى وقف شامل لإطلاق النار ووقف العدائيات تمهيداً لعقد مباحثات حول القضايا الاستراتيجية. وأشاد بتوقيع الحكومة على الاتفاق قائلاً إن الآلية دعت الى الاجتماع التشاوري الحكومة والحركات المسلحة ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي للتشاور حول كيفية الإسراع بعملية السلام والحوار الوطني.
نهاية المشكلات
وقال امبيكي إن الاتفاق تضمن خريطة واضحة تنهي مشكلات السودان بوقف الحرب والعدائيات والمسائل الإجرائية لعملية الحوار والمسائل الانسانية، ورجح أن توقع المعارضة على الخريطة بعد إكمال مشاوراتها.
وأضاف أن هذه الخريطة تفتح الباب لإنهاء الحرب والاقتتال في المنطقتين ودارفور والترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات لإكمال هذه القضايا.
وسيصل امبيكي الخرطوم يوم الثلاثاء القادم للمشاركة في اجتماع آلية «7+7» مع الأحزاب السياسية وترتيب لقاء بين آلية الحوار والحركات المسلحة وحزب الأمة بأديس أبابا، لمناقشة إجراءات المشاركة في الحوار الوطني.
ورأى أن توقيع الاتفاق من قبل الحكومة يمثل التزاماً لتسريع إكمال المفاوضات حول القضايا المذكورة: وقف العدائيات وإطلاق النار والمساعدات الإنسانية، ونبه إلى انه لا يمكن تأخير عملية السلام والحوار في السودان وإطالة معاناة المواطنين. وذكر أن الحوار الوطني سيكون وثيقة شاملة تناقش جميع القضايا السودانية وتنهي الحروب في السودان.
التطور الجديد في خريطة امبيكي هو تدخل رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما بكل قوة، وإمهالها المعارضة حتى يوم الإثنين القادم للتوقيع على خريطة الطريق.
وأثنت زوما على الحكومة السودانية لتوقيعها على اتفاق خريطة الطريق التي اعتبرتها جزءاً من الجهود الرامية إلى التصدي للتحديات العديدة التي تواجه السودان. ودعت زوما الأطراف الممتنعة للتوقيع على وجه السرعة على الاتفاق، وفي مدة أقصاها حتى «28» مارس الحالي، من أجل إعطاء دفعة لعملية ستؤدي إلى تسوية الصراعات المتعددة في السودان. وطالبت الأطراف التي لم توقع بعد بالكف عن إطلاق أية تصريحات علنية لا تخدم الهدف الأسمى، وهو سلام دائم في السودان.
إذن ما بين مهلة الاتحاد الإفريقي التي ستنتهي يوم الإثنين القادم ودراسة حزب الأمة لخريطة أمبيكي وضغوط واشنطن لإلحاق الرافضين، يتبين أن الأسبوع المقبل سيشهد كثيراً من التطورات التي ستلقي بظلالها على الساحة السياسية المحلية والإقليمية والدولية، وربما ينتقل الملف إلى مجلس الأمن الذي من المؤكد أنه سيتدخل لحسم الأمر.

الحكومة: أمبيكي سيحيل ملف السودان لمجلس السلم الأفريقي

قال مسؤول بارز في الحكومة السودانية، إن الوساطة الأفريقية برئاسة أمبيكي ستحيل ملف التفاوض بين الحكومة والحركات المتمردة، إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي للاجتماع، والتقرير بشأنها، واستبعد إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
وأوضح عضو وفد الحكومة السودانية لمفاوضات دارفور أمين حسن عمر، في حديث لبرنامج (وجهات نظر)، الذي بثته قناة (الشروق)، ليل الأحد، أن أمبيكي أبلغ الأطراف بوضوح بإحالة الملف إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي.
ورأى "حينها سيجتمع مجلس السلم والأمن الأفريقي ويدرس الملف لاتخاذ قرار بشأنه". واستبعد إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وتابع "ليست هناك رغبة في أفريقيا بتحويل قضايا القارة وتدويلها وهذا توجه جيد".
حماية الأرض
وقال عمر "نحن لسنا في حاجة لإحالة الملف إلى مجلس الأمن، ونحن سنمد أيادينا للمعارضة للسلام، فإذا لم يقبلوا سنمارس مسؤولياتنا في حماية الأرض وحماية الأهل ضد كل من يخرق القانون".   
ورأى أن المعارضة ليس لها بديل سوى خارطة الطريق. وتابع "بديلهم صرح به الحزب الشيوعي السوداني بأن الحوار لابد أن يؤدي إلى إسقاط النظام أو تفكيكه، وهذا مضحك وسخيف".
وقال إن حضور المعارضة أو غيابها في الحوار الوطني لن يؤثر في الحوار الوطني. وتساءل "حتى لو جاءوا كلهم، هل يمكن أن نقول إن الحوار شمل كل السودانيين والقوى السياسية؟".
وأضاف "الحوار سيمضي إن جاء هؤلاء الإخوان أو لم يأتوا، لأن طبيعته حوار، والحوار المطلوب فيه توسيع دائرة الاتفاق من خلال توسيع دائرة التشاور.

تعديلات مرتقبة بمجلس الأحزاب السياسية والأفريقية

قال رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الأحزاب السياسية والأفريقية ديفيد جاما، يوم الأحد، إن الجمعية العمومية في دورتها الثانية المقرر عقدها بالثلاثاء، ستناقش عدداً من القضايا المتعلقة بالتعديلات الخاصة بالمجلس وفق التطورات والأحداث الإقليمية والدولية.
وأشار، خلال المؤتمر الصحفي لمجلس الأحزاب السياسية، بالتعاون مع حزب المؤتمر الوطني، إلى دور الأحزاب الأفريقية في التخطيط السياسي للحد من الظواهر السالبة في الدول الأفريقية.
وأبان أن اللجنة التنفيذية للجمعية العمومية أمنت على اعتماد تقرير الأداء للمجلس في سنواته الثالث السابقة. وأضاف "الأحزاب السياسية تخطط للخروج برؤية مكاملة يتم عرضها في جلسة المجلس العمومية في الـ 29 من مارس الجاري".
إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لمجلس الأحزاب السياسية والأفريقية أزهري التجاني أن مهام المجلس تقوم على ثلاثة أجهزة تضم اللجنة الدائمة ولجنة تنفيذية تضم نحو 30 حزباً سياسياً من أفريقيا وجمعية عمومية.
وأشار أزهري إلى أن الاجتماع التحضيري تناول كيفية استيعاب تطورات جديدة للمجلس قدمها نافع علي نافع، موضحاً أن اللجنة الثلاثية ستنعقد بالاثنين لمناقشة أجندة التعديلات وإعدادها للجمعية العمومية.

ما فعلته الخرطوم ولم تفعله واشنطن

حتى في قضية ما تسميه واشنطن إرهاباً.. وفي إفريقيا بالتحديد قادماً من آثار سلوكيات وسياسات الغرب، فإن للخرطوم دور حاسم في معالجته.. والفرق كبير حينما نقول معالجته ومحاربته.. ولو كانت محاربته بمعنى مجازي فإن غارات واشنطن وروسيا على رؤوس المدنيين تعطي هنا المعنى الحقيقي لمعنى محاربة.
 ما أسمه تطرفاً وإرهاباً هنا في السودان، قد تمت معالجته بالحكمة والموعظة الحسنة.. ونامت الخرطوم وكل مدن وقرى السودان مطمئنة أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.. اللهم إلا القليل جداً من المناطق تستهدفها إلى وقت قريب عناصر التمرد المدعوم من واشنطن نفسها.. وهو ما يمثل الوجه الإرهابي لواشنطن في إفريقيا.
والسودان إذن.. حسب المصطلحات التي تستخدمها أمريكا يمكن أن نقول بأنه كان يواجه شكلين من الإرهاب.. شكل ديني حسمته الآن بالحكمة والذوق الحكومة السودانية مستفيدة من استيعابها للدوافع الفكرية لدى الشباب والصبيان الذين يحملون طاقة إيمانية بورع خاطئ ..وشكل آخر يحسم فيه الآن الجيش السوداني.. وهو التمرد المدعوم من عدة جهات معلومة.
 وقارن الآن بين الأسلوب الذي تعاملت به واشنطن لمحاربة الإرهاب وبين ما تعاملت به الخرطوم لمعالجة مشكلة التطرف.. وإن كان مصطلح التطرف قبل المعالجة يمكن أن يدخل في اتهامات متبادلة، فكل طرف يتهم الآخر بأنه متطرف عن الحق وجادة الطريق.
 لكن بالحوار العلمي، فإن موضوع التطرف اكتسب علاجاً ناجعاً..بخلاف أسلوب واشنطن الذي يأتي دائماً بنتائج عكسية.
 ولو كان دافع المستهدفين بالحوار العلمي هو أمور علمية في الشريعة.. فإن بهذا النوع من الحوار يكون الوصول إلى النتائج سهلاً جداً.. والحوار العلمي لا شيء يمنع أن يكون جزءاً من الحوار الوطني خارج قاعته.. أو ملحقاً له.
فالسلام الاجتماعي الذي يمكن أن ينسفه التطرف بصورة أو بأخرى،  هو أحد أهداف الحوار الوطني..
والمتهمون بالتطرف إذا رفضوا الحوار العلمي لا يمكن أن يكونوا بالطبع أهل دعوة في المجتمع، وإنما شيء آخر غير واضح الملامح..لكن التكهنات تصوره عملاً  تآمرياً مدفوع الأجر لصالح جهات تعادي وتستهدف حياة المسلمين، على رأسها طائفة اليهود.
 ثم إن اليهود في دولة احتلالهم في فلسطين أو خارجها لو كانوا يعلمون أن سلوك واشنطن لمحاربة التطرف والإرهاب يخصب لتفريخهما بصورة متزايدة كما نرى..فهم يريدون بشدة «هشا» السلوك الأمريكي..لأنه يخدم قضية يهودية مهمة..هي استمرار أمان الاحتلال اليهودي وأسواق المسلمين ذات السلع النفطية الرخيصة بفعل الحروب.
 فمعالجة التطرف في آسيا على نحو معالجته في السودان ليس من صالح العدو اليهودي. فاستقرار المسلمين في بلانهم أمر مقلق جداً لدولة الاحتلال اليهودي في فلسطين.
 وقد استقر العراق من قبل ووصلت صواريخه إلى عمق دولة الاحتلال اليهودي هذي.. والآن فإن العملية السياسية في العراق لجبر الكسور التي سببها الاحتلال الأمريكي وإطاحة صدام تعارضها إسرائيل.. لأنها تسأل نفسها: ماذا بعد إعادة الاستقرار في العراق..؟ لذلك فإن الرهان الآن على سيطرة الشيعة الأقرب دبلوماسياً وتعاونياً إلى إسرائيل.  وهنا في السودان تراهن القوى الأجنبية على استمرار التمرد بدعم وتمويل وتسهيل منها.. لأنها وجدت الخرطوم قد نجحت في معالجة ملفات عدة منها المتصل بالأقاليم مثل التطرف والإرهاب.
 والقوى أجنبية تعلم أن السودان اقتصادياً متأخر جداً، لكنه متقدم على مستوى حكومته وعلماءه وخبراءه في التفكير القوي الخارق.. وهذا ما أهله لمعالجة ملف التطرف والإرهاب بحنكة.
 يمكن أن تنظر إلى السودان بأنه دولة ضعيفة اقتصادياً تأخذ ولا تعطي.. وهذا إذا كان بسبب فواتير الحرب التي موَّل إشعالها الغرب بالتعاون مع إسرائيل التي أكثر ما يهمه في المنطقة حمايتها..فإن السودان على صعيد الدفاع عن نفسه أقدر من أن يفاوض الإرهاب الآخر.
 لكن أسأل السودان عن إمكانياته الفكرية والتكفيرية في المساهمة في معالجة مشكلة التطرف والإرهاب .. ونقول معالجة.. وليس محاربة ومكافحة.. لأن الموضوع لا يحتمل مثل هذه المفردات التي تسد الطريق أمام العلاج الناجع.
 وهذه القضية لا أثر لها يذكر في السودان مقارنة بدول عديدة منها أمريكا وفرنسا.. ولكن أغلبها يعتمد العنف المضاد علاجاً.. ولا يمكن أن ينجح العنف المضاد طبعاً.
 إذن.. الحكومة نجحت في المعالجة بدون استخدام العنف والقسوة، بخلاف دول كثيرة معروفة.

الخميس، 10 مارس 2016

لجان الحوار عقدت 300 اجتماع وناقشت 518 ورقة

قال بروفيسور هاشم علي سالم الأمين العام للحوار الوطني أن لجان الحوار الست عقدت خلال فترة الحوار 300 اجتماع ناقشت فيه أكثر من 518 ورقة شملت المحاور الستة للحوار الوطني.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقدته الأمانة العامة للحوار الاربعاء بقاعة الصداقة أن أكثر من 675 عضوا في لجان الحوار شاركوا فى الاجتماعات من بينهم 60 شخصية قومية . وقال إن الأمانة العامة بصدد إعداد تقريرها النهائي لرفعه في غضون أسبوعين مع توصيات اللجان للجنة التنسيقية العليا للحوار (لجنة 7+7) .
وأضاف أن المرحلة الأولى من الحوار قد انتهت برفع توصيات اللجان للأمانة العامة للحوار ،مبينا أن التوصيات ستجاز من قبل الجمعية العمومية للحوار والتي ستنعقد خلال الفترة المقبلة.
وقال بروفيسور هاشم انه طيلة مدة الحوار تمت إتاحة الحريات دون سقف لها داخل لجان الحوار مبينا أن الحوار تم توثيقه نصا وصوتا وصورة وذلك باعتبار أنه ملك للأجيال المقبلة.
وأوضح الأمين العام للحوار أن المرحلة الأخيرة من الحوار شهدت اهتماما دوليا وإقليميا من خلال زيارات الوفود الأجنبية للأمانة العامة ،مبينا أن 17 وفدا أجنبيا زار الأمانة العامة ووقف علي سير مداولات الأعضاء داخل لجان الحوار مؤكداً أن هذا الاهتمام يعكس الجدية والمصداقية التي لمستها الجهات الخارجية في قضية الحوار والالتزام الذي قطعه رئيس الجمهورية بتنفيذ مخرجاته.

مشروع وطني مشترك
من جهته قال فضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي وعضو آلية ( 7+7 )أنه بإنتهاء المرحلة الأولى من الحوار الوطني نكون قد امتلكنا مشروع برنامج وطني مشترك بين الحكومة والأحزاب والحركات المسلحة واجب التنفيذ.
وأكد في المؤتمر الصحفي الذي عقد بقاعة الصداقة ثقة المتحاورين في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني خاصة وأن رئيس الجمهورية اكد اكثر من مرة أن هذه المخرجات هي أوامر من الشعب السوداني واجبة التنفيذ ، مشيرا الي ضرورة طرح هذا المشروع الوطني علي الممانعين من الأحزاب والحركات المسلحة وذلك من باب شمولية الحوار وعدم إستثناء أي حزب أو حركة من المشاركة فيه .
وأعرب شعيب عن شكره وتقديره للإعلام المسموع والمقروء والمرئي للدور الذي ظل يلعبه طيلة فترة الحوار في التبصير بقضايا الحوار ومراحله المختلفة.
وترحم رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي علي روح فقيد البلاد الشيخ حسن الترابي مثمنا دوره الكبير في إنجاح الحوار من خلال أفكاره وآرائه التي ساهم بها في دفع عجلة الحوار الوطني.

امبيكي يجري مشاورات في الخرطوم الأربعاء المقبل

قال وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، إن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ثابو امبيكي، سيصل الخرطوم الأربعاء المقبل، للتباحث مع الحكومة حول دعوته للاجتماع التشاوري الاستراتيجي في أديس أبابا مع الحركات المسلحة وحزب الأمة.
وأضاف الوزير، في حديث لبرنامج "صدى الأحداث" الذي بثته قناة "الشروق" ليل الأربعاء، إن وصول امبيكي للخرطوم الأسبوع المقبل لمزيد من التشاور حول هوية وكيفية الاجتماع التشاوري.
وقال "نريد معرفة ما هو المقصود من دعوته هل هي إلحاق الحركات المسلحة وحزب الأمة القومي، بعملية الحوار الوطني، وإذا حدث ذلك كيفية إلحاقهم وكيفية تقديم وجهة نظرهم في الحوار، أم المسألة جر الحوار للخارج وهذا مرفوض بالنسبة لنا".
وجدّد بلال رفض حكومته ابتدار حوار آخر بالخارج، منوهاً إلى أن خارطة طريق الحوار ووثيقة أديس أبابا هي المرجعية الأساسية للحوار الوطني.
وتابع "إذا أراد الممانعون للحوار أن يطلعوا على نتائج ما توصل إليه الحوار فلا مانع لدينا سنتوجه بمخرجاتنا إليهم" وأضاف أن هناك "إشارات إيجابية من قبل الممانعين".

البشير يصل حفر الباطن ليشهد ختام مناورات "رعد الشمال"

وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، الأربعاء، إلى منطقة حفر الباطن للمشاركة مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في ختام مناورات "رعد الشمال" العسكرية، التي ستجرى الخميس، شمالي المملكة العربية السعودية.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن ليل الأربعاء، رؤساء الدول العربية والأفريقية الذين سيشهدون ختام مناورات "رعد الشمال"  والعرض العسكري الخميس.
ويعد تمرين "رعد الشمال" بمدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، واحداً من أكبر التمارين العسكرية في العالم، بمشاركة جيوش 20 دولة عربية وإسلامية وقوات درع الجزيرة واستمر نحو 3 أسابيع وسط اهتمام إقليمي ودولي.
وقال المتحدث الإعلامي للقوات السودانية المشاركة في مناورات "رعد الشمال" الرائد حسن إبراهيم، لقناة "الشروق" الأربعاء، إن ختام المناورات العسكرية سيكون سيناريو لعملية كبيرة جداً على أرض المعركة ومنعاً للاعتداء على أية دولة إسلامية.
وأضاف أن مشاركة الجيش السوداني في المناورات وجدت حفاوة وتجاوباً كبيراً على المستوى الرسمي لقادة المملكة العربية السعودية، وعلى المستوى الشعبي.
وقال إن الهدف من المناورات هو عرض الترسانات العسكرية للحلف مجتمعة وإظهارها في بوتقة واحدة وانسجام تام، مبيناً أن اليوم الختامي سيشهد رماية بالذخيرة الحية وطابور عرض في المساء.

الأربعاء، 9 مارس 2016

المعارضة والمخابرات الأجنبية.. حقائق ووقائع خطيرة للغاية!

إعتراف صريح ومباشر وإذا أردنا الدقة (صادم) وشديد الإيذاء أدلى به السياسي المثير للإرتياب (مبارك الفاضل) في حوار تلفزيوني مطول أجرته معه قناة الشروق السودانية قبل أيام. لا شمس وتراً وطنياً بالغة الخطورة والحساسية.
مبارك الفاضل أقرّ –وعلى رؤوس الأشهاد– بأنهم كمعارضة يجلسون ويجالسون مسئولي المخابرات الأجنبية. وبالطبع لم يفصح الفاضل ولا نعتقد أنه سيفعل لو سئل عن (تفاصيل) ووقائع هذه اللقاءات المريبة، إذ أن مجرد الإقرار بالتعامل -مجرد التعامل- ووفق كل القوانين الوطنية في أي دولة من دول العالم يعتبر جريمة يطلق عليها (جريمة التخابر مع جهة أجنبية)!
مكمن التجريم هنا أن الشخص في هذه الحالة لا يخرج لقاؤه بأجهزة المخابرات الأجنبية عن عدة أمور، واحدة منها أخطر من الأخرى، فهو: إما أنه يمد هذه الأجهزة بمعلومات ضد بلاده ظناً منه أنه بهذه الطريقة يسقط السلطة الحاكمة التى يعارضها ويسعى لإزالتها، أو هو ثانياً، يرتضي أن يعمل -مع تلك الأجهزة- بغض النظر عن نتائج ذلك العمل نظير أجر معين أو إقامة أو أية تسهيلات لإسقاط حكومة بلاده أو هو ثالثاً، يقع ضحية خداع ويتم تجنيده كعميل مخابرات للاستفادة منه (مستقبلاً) إذا ما حملته الأقدار إلى كرسي السلطة والمسئولية. أو رابعاً، تتم محاربة بلاده استخبارياً وتوظفه الدولة المعنية في حربها المخابراتية ضد دولته!
وهكذا ففي كل الأحوال فإن الأمر يشكل جريمة لا تدانيها جريمة . وليس سراً قصة القائد الفرنسي الأشهر في التاريخ (نابليون بونابرت) الذي استطاع توظيف شخص ليقوم بمعاونته على إجتياح بلاده، وحين تم له ما أراد فإنه من على ظهر حصانه ألقى بحفنة المال إلى الشخص رافضاً مصافحته بيده لأنه (في نظر نابليون) خائن لوطنه! القصة قديمة ومعروفة ومتجددة ومن الصعب نسيانها ولهذا فإن فتح ملف تعاون القوى المعارضة السودانية مع القوى الاستخبارية الأجنبية هو في واقع الأمر قضية حيوية وإستراتيجية، فالعمل المعارض شيء، والتعاون مع القوى الاستخبارية الأجنبية شيء آخر مختلف تماماً.
لقد رأينا الكثيرين ممن وقعوا في هذه الحبائل الاستخبارية من قادة الحركات المسلحة والساسة بالخارج وكانوا خائنين لبلادهم وانتهوا في خاتمة المطاف نهاية مأساوية، فالدكتور خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة فعل ذلك كثيراً جداً مع مخابرات دول مجاورة في ليبيا وتشاد ومضى به الأمر حتى (الموساد) وانتهى به الأمر (قتيلاً).
المتمرد عبد الواحد محمد نور وقع في شباك المخابرات الفرنسية في عهد ساركوزي ووزير خارجيته الصهيوني كوشنير والموساد وانتهى به الأمر إلى الطرد من باريس، حتى أن المبعوث الأمريكي الشهير (سكوت غرايشون) وحين زار النازحين في مرة من المرات أطلق تحذيراً صريحاً لساكني المعسكرات يحذرهم فيه من مغبة ارتضاء قيادة عبد الواحد لهم!
غرايشون كانت لديه (معلومات موثقة) وكافية تدفعه لتقديم تلك النصيحة الصريحة المباشرة. ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار ظلوا وما يزالون يجلسون من حين لآخر مع مسئولي مخابرات دول مجاورة، دول غربية لا يجدون حرجاً في ذلك، كما لا يجدون حرجاً في فتح حسابات مصرفية (سرية) يضعون فيها أموالهم الخاصة والتى من المؤكد أنها ليست أمول محصول عليها من عمل شريف!
إن اختلاط  مياه العمل المعارض بمياه الصرف الاستخباري أمر خطير للغاية وهو الأمر الذي ظل يزيد من تأزيم الأوضاع في السودان، لأن من الطبيعي ألا يهتم الآخرون بأمن واستقرار السودان! إذ كيف يمكن أن تكون كمبالا حريصة على أمن واستقرار السودان؟ وكيف يكون جوبا قلبها مع السودان وتريد استقراره؟.
لقد جاء إقرار مبارك الفاضل بتعاونهم كمعارضة مع أجهزة مخابرات أجنبية بمثابة نقطة بداية لكي يكون هذا الملف موضع اهتمام عام من كل المواطنين السودانيين، الشرفاء، كما أنه طلق شكوكاً مريبة ومؤلمة بشأن الذين يقيمون الآن بالخارج أمثال الصادق المهدي وعلى محمود ونصر الدين الهادي وغيرهم من الساسة الذين لا أحد يعرف (من يصرف عليهم) لكل هذه السنوات ومع من (يسهرون) لياليهم؟ وإلى أي مدى أعطوا ما يعرفونه من أسرار بلادهم لمن يتوقون لمعرفتها، خاصة وأن بعضهم -إن لم يكن غالبهم- كانوا في يوم ما في مواقع المسئولية؟
هو إذن ملف استراتيجي عالي الأهمية والخطورة وظلت المصائب والكوارث تقع على السودان من فعل هؤلاء غير المحصنين وطنياً وأخلاقياً!

الثلاثاء، 8 مارس 2016

غندور يشارك في اجتماعات مجلس الجامعة العربية بالقاهرة

يتوجّه وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، يوم الأربعاء إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري العربي المقررة الخميس، لبحث الجوانب السياسية والاقتصادية وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية.

وبدأت الثلاثاء، أعمال الدورة العادية رقم 145 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية والتي ستمتد ليومين.


ويناقش المندوبون عدة موضوعات تشمل كافة مجالات عمل الأمانة العامة من المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، إضافة إلى الشؤون القانونية والإدارية والمالية.


وبحسب وكالة أنباء السودان، سيضع المندوبون عقب تباحثهم بشأن تلك الموضوعات، مشاريع القرارات التي سترفع لوزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الخميس في مقر الأمانة العامة.


النرويج تدعم السودان في معالجة الديون والعقوبات

بدأت في الخرطوم الثلاثاء، اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين السودان والنرويج، وأبدت أوسلو استعدادها لدعم الخرطوم في معالجة الديون والعقوبات، وتقديم العون في التصدي للهجرة غير الشرعية، وموضوع المخاطر الأمنية والإقليمية والتطرف.
وترأس الجانب السوداني، المدير العام للعلاقات الثنائية والإقليمية بوزارة الخارجية، السفير دفع الله الحاج علي، فيما رأست الجانب النرويجي مديرة العلاقات الثنائية بوزارة الخارجية النرويجية، تينا سميث.
وبحث الجانبان، خلال الاجتماعات مجالات التعاون والعلاقات الثنائية في المجالات كافة، لا سيما في الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والعلمية والأكاديمية.
وتطرق الاجتماع للأوضاع الإقليمية ودور السودان في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والتطرف، والدعم النرويجي المرتقب في هذه المجالات.
واتفق الطرفان على مواصلة التشاور السياسي بين البلدين والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنفيذ برامج مشتركة، وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين.
ونقل الوفد النرويجي دعوة رسمية لوزير الخارجية السودانية، إبراهيم غندور، لزيارة النرويج في أقرب وقت ممكن.
وامتدح الجانب السوداني تجديد برنامج النفط مقابل التنمية، والدعم التنموي النرويجي في مجال رفع القدرات والإحصاء السكاني ومشروعات تربية الأسماك.
جهود النرويج"
الجانب السوداني أثنى على جهود النرويج في عملية السلام في السودان، وما يمكن أن تضطلع به من دور في إقناع ما تبقى من قوى المعارضة والحركات المسلحة للالتحاق بالحوار الوطني
"
كما أثنى الجانب السوداني على جهود النرويج في عملية السلام في السودان، وما يمكن أن تضطلع به من دور في إقناع ما تبقى من قوى المعارضة والحركات المسلحة للالتحاق بالحوار الوطني، واستكمال السلام الشامل في دارفور والمنطقتين.
ووصفت رئيسة الجانب النروجي المباحثات بأنها كانت جيدة، تناولت العلاقات الثنائية خلال الفترة القادمة وسبل تعزيزها وموضوع الهجرة، بجانب موضوع المخاطر الأمنية والإقليمية والتطرف.
وتوقعت أن يتم تبادل زيارات على مستوى رفيع بين البلدين، وقالت إن لديهم عدد من المشروعات التنموية التي تنفذها النرويج في السودان، منها برنامج النفط مقابل التنمية وهو برنامج تم تجديده مؤخراً، وأيضاً لديهم تعاون أكاديمي عريق له أكثر من 50 عاماً.
وأضافت "استمعنا لرؤية السودان حول موضوع الهجرة قائلة إنهم بصدد تقديم العون للسودان في هذا الموضوع وعبر الآليات المتفق عليها، بما يمكن السودان من القيام بالدور المناط به والمطلوب منه.
وتابعت استمعنا لرؤية السودان حول موضوع الديون والعقوبات المفروضة على السودان، قائلة إن الأمر ليس بأيديهم لكنهم سيدعمون وجهة نظر السودان.

المعرقل الأخطر لمخرجات الحوار الوطني!


للمفارقات المذهلة، فإن المخرجات الخاصة بمشروع الحوار الوطني -وهي بلا شك عالية الأهمية والقيمة- تتعرض الآن لمخاطر من قبل القوى السياسية المعارضة التي كان وما يزال من المفترض أن (تستفيد) منه فائدة تاريخية قصوى. بمعنى أدق فإن المخاطر على عدم تنفيذ هذه المخرجات لم تعد مشكلة خاصة بالحكومة السودانية أو الحزب الحاكم .
المخاطر جاءت (من حيث لا يحتسب أحد) من خصوم الحكومة! ولكي نفصِّل الأمر فإننا نشير إلى: أولاً، كثرة الحديث عن حكومة انتقالية أو حكومة وفاق وطني أو حكومة قوية أياً كانت المسميات. كثرة الحديث عن الحكومة أياً كان شكلها يقضي على هدف مشروع الحوار قضاء مبرم، إذ أن الذهنية السياسية للقوى المعارضة خاصة التى قاطعت عملية الحوار منصرفة تماماً وبإندفاع غريب باتجاه إسقاط الحكومة ووراثتها!
وهي ذهنية للأسف الشديد مردها إلى ثقافة اكتوبر 1964، تلك العقدة السياسية الأشهر فى التاريخ السياسي السوداني المعاصر حيث أصبح الهم هو إسقاط الحكومة ثم تشكيل حكومة انتقالية تنشغل بالقضاء على آثار الحكومة السابقة ثم تقوم انتخابات عامة وتفوز أحزاب بعينها بمقاعد الحكم ثم تبدأ المناورات والمخاصمات والمحاصصات. ثم تسقط الحكومة التعددية وينشأ حكم مختلف ثم يحدث الأمر مرة أخرى (بإستعادة عقدة اكتبر1964) ذاتها!
فكما هو واضح إن ذهنية اكتوبر المرتبطة بجيل اكتوبر الذي ما يزال -بعد كل هذه السنوات الطوال- موجوداً في الساحة السياسية تواقاً للسلطة، هي ذاتها الذهنية السائدة الآن حيال مشروع الحوار. الكل يريد عودة اكتوبر ولهذا فإن لم يجدوا شيئاً من ذلك داسوا على مخرجات الحوار و أعادوا الجميع إلى مربع الأزمة الأول، وهو ما بدأ يتضح الآن جلياً.
ثانياً، كثرة الادعاء بتزوير أو تغيير المخرجات، وهو تكتيك (التشكيك) الذي بدأت الآن أولى طلائعه تظهر مع أن كل مشروع الحوار بكل تفاصيله ووقائعه وبكل مضابطه مسجل وموثق من قبل أطراف غير حزبية ومحايدة وحرصت آلية 7+7 والحكومة نفسها على توثيق الأمر بدقة لكي تقطع الطريق -بالوثائق الدامغة- على أية متشكك.
وما من شك أن المخرجات بها ما لا يوافق هوى البعض، وبها ما يتوافق مع أطروحات الحكومة، وبها ما يحتاج إلى توافق شامل، وكل ذلك أمر طبيعي حين تتحاور قوى عديدة وتتناقش حول أمور إستراتيجية بالغة الأهمية تخص بناء الدولة السودانية وتؤسس لها المستقبل.
ثالثاً، إصرار بعض القوى السياسية والمسلحة على المضي قدماً لإسقاط الحكومة، وتكوين التحالفات (نداء المستقبل) حتى قبل بلورة الرؤى الأخيرة للحوار! المفارقة هنا أنك وما دمت سياسياً مؤثراً وتستطيع بناء تحالف عريض وقوي ومؤثر يتكون من 40 حزباً قوياً لماذا لم تحشد هذا التحالف في قاعة الحوار الوطني وتفرض رؤاك وأجندتك طالما أنك بهذا القدر من القوة والتأثير؟ بل إذا كانت لك كل هذه القوى السياسية وقادر على هذا القدر من التحالف المؤثر لماذا لم تنجح -قبل مشروع الحوار- في إسقاط النظام بقوتك هذي؟
سؤال آخر يفرض نفسه، ما الحاجة إلى تحالف (أربعيني) وأنت حتى اللحظة لا تعرف مخرجات الحوار وما إتفق عليه المتحاورون؟ إذن -للأسف الشديد- فإن القوى السياسية المعارضة تثبت وبوضوح أنها لا تجيد انجاز الفعل السياسي الايجابي المفيد للدولة السودانية والمصلحة العامة ، فهي في وقت الأزمات (نعامة) تدفن رأسها في الرمال وتجيد (الجري) والهروب. وهي في أوقات الفرص التاريخية النادرة والسهلة (تتحول إلى أسد صهور) وترفض ما هو متاح أمامها ظناً منها أن هذه الفرصة التاريخية إنما قدمها النظام لضعفه وهوانه وقلة حيلته!
ويتناسى هؤلاء أن شعب السوداني أذكى من أن تفوت علي فطنته هذه التكتيكات غير الذكية. تكتيكات اللحظات الأخيرة التى لا تفيد، فالذين فوتوا فرصة الحوار الوطني -تعنتاً منهم- والذين فوتوا فرصة التفاوض السوداني السوداني والقبول بالعملية الديمقراطية المتدرجة، والذين عجزوا -قولاً وفعلاً- عن إسقاط الحكومة السودانية إما لضعف أوزانهم وقواعدهم الجماهيرية أو لنفور الجماهير منهم لسابق تجربتهم من المستحيل أن يكونوا خياراً للمستقبل.





الخرطوم ، جوبا ... صفحة جديدة للعلاقات ...!!

نافذة جديدة لأفق العلاقات بينهما فتحتها الخرطوم مع جارتها جوبا الأسبوع المنصرم حين اتفق حزبا المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، والحركة الشعبية الحاكم في دولة جنوب السودان، على تعاون حقيقي يسهم في تحقيق الاستقرار في البلدين، كما توافقا على التوقيع على إعلان مبادئ مشترك بينهما بجوبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة. حيث اختتمت بالمركز العام للمؤتمر الوطني بالخرطوم ء، المباحثات المشتركة مع وفد الحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة الجنوب، حيث رأس جانب المؤتمر الوطني نائب الرئيس للشؤون الحزبية، المهندس إبراهيم محمود، وجانب الحركة الشعبية الأمين العام المكلف، السيدة جيما نونو كمبا.وأوضحت رئيسة قطاع العلاقات الخارجية بالوطني، أميرة الفاضل في تصريحات صحفية عقب الجلسة الختامية للمباحثات، أن الطرفين تباحثا حول القضايا ومجالات التعاون المشترك بين الحزبين والبلدين في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية، وسبل تذليل العقبات التي تجابه انسياب التعاملات المالية والإدارية والتجارية بين البلدين .وتوافق الطرفان على التوقيع على إعلان مبادئ مشترك بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بجوبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وأكد الطرفان أنه سيمثل البداية للتعاون الحقيقي المثمر بين الحزبين .

خلال اللقاء المشترك تم التوافق على أهمية استمرار التعاون المشترك خاصة فتح الحدود، أثر إعلان الرئيس البشير بإعادة فتح الحدود، وهي خطوة تهدف لإتاحة حرية حركة السكان والبضائع وانسياب التجارة . وينتظر أن ينعكس انتعاش الحركة التجارية بين البلدين على الولايات الحدودية المتاخمة والمناطق الحدودية التي ترتبط مع دولة الجنوب في الخط الحدودي البالغ 2175 كيلومتراً، حيث تتوفر وسائل النقل التي تربط بين الدولتين سواء كانت برية أو نهرية أو جوية ما يعني سهولة الاتصال وتنشيط التجارة البينية وتبادل السلع والخدمات بين الدولتين.

ورحبت بعثة جنوب السودان عبر سفارتها بالخرطوم في وقت سابق بقرار الرئيس البشير بفتح الحدود بين السودان وجنوب السودان، مشيرة الي المدلولات والابعاد السياسية والاقتصادية والامنية الإيجابية الكبيرة للقرار. وقال السفير ميان دوت رئيس البعثه إن اعلان الرئيس البشير بفتح الحدود بين الخرطوم وجوبا من شانه الاسراع في تنفيذ اتفاقيات القضايا العالقة مثل حل قضية ابيي وترسيم الحدود وتحديد الخط الصفري بين الدولتين بجانب اعفاء الديون، مشيراً الي ان فتح المعابر العشرة سيعمل علي انسياب البضائع والتبادل التجاري وانعاش الاوضاع الاقتصاديه بالدولتين.وأكد ميان ان الحدود والقوافل والاطواف التجارية ستكون مؤمنة بين الطرفين نسبة لوجود الشرطة والمواصفات والمقاييس وشرطة وامن الحدود بالمعابر الحدودية وزاد قائلا :( إن اعلان فتح الحدود قرار تاريخي سيعمل علي تطبيع العلاقات بين الطرفين وزرع الثقة بين الخرطوم وجوبا ).
وفي المقابل فقد أكد إتحاد عام غرف النقل السوداني جاهزيتهم لتفعيل التبادل التجاري مع دولة جنوب السودان وفقاً للسياسات والإتفاقيات الموقعة بين البلدين.وأعلن شمس الكمال حمد دياب المسؤول بالإتحاد أن جميع مواعين النقل بالسودان جاهزة لمد دولة الجنوب بجميع السلع الغذائية والدوائية والملبوسات عقب التوصل لاتفاق في هذا الشأن بين البلدين، خاصة وأن هناك مطالبات من التجار بدولة الجنوب لمدهم بالسلع كافة.وتوقع دياب إنتعاش التجارة بين البلدين والإقتصاد بشكل مباشر بعد قرار فتح الحدود خاصة وأن دولة الجنوب تعتمد كلياً على السلع من السودان، مؤكداً الإلتزام بسياسات الدولة الموضوعة بشأن التبادل التجاري بين البلدين.
ويقول خبراء اقتصاديون أن السودان قد خسر مليارات الدولار, نتيجة, توقف التجارة عبر الحدود مع دولة جنوب السودان المغلقة أن السودان قد تضرر اقتصاديا كثيرا من غلق الحدود، وأشاروا إلى أن السودان تكبد خسائر فادحة بلغت نحو 7 مليارات دولار، جراء إغلاق الحدود مع دولة الجنوب.
عموما فإن التجارب والشواهد السابقة تؤكد أن السودان يعد من أكثر الدول التي تتعامل بالمثل في السياسة الخارجية، وأن سياسة “المرونة”، لم تكن يوما على حساب المواطن السوداني ، لذا فإن إعادة فتح الحدود مع دولة الجنوب قد ستاتي وتعود بالخير الوفير للسودوان وشعبه .

الحظـر الأمريــكـي .. الخــروج من عـنق الزجاجـة

ربــــاب علـــــي-
كشف خبراء اقتصاديون عن أضرار جمة وقعت على السودان جراء فرض العقوبات الاقتصادية عليه منذ العام 1997م وحتى الآن، والتي ساهمت في تعطيل حركة التنمية الاقتصادية في السودان. ففيما تحدث الخبير الاقتصادي بروفيسور الكندي يوسف عن الأسباب التي أدت لفرض الحظر الاقتصادي وإجماله لها في تطبيق السودان للشريعة الإسلامية إضافة الى موارده الضخمة ويؤثر على محيطه العربي والافريقي وتأثيره على كثير من القضايا في المنطقة خاصة الامن الغذائي، استنكر في ذات الوقت عدم سعي السودان لتحقيق أمنه الغذائي الداخلي، رغما عن توفر التقانات والموارد التي لم نحسن استخدامها، وهذا ليس ببعيد عن توالي النظم الشمولية التي جعلته خطراً على الأمن القومي الأمريكي ولهذا تسعى للسيطرة عليه وتسييره كيفما تشاء.
وقال الكندي خلال ندوة «آثار العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان» التي أقامها المركز العالمي للدراسات الافريقية نهاية الاسبوع المنصرم، ان كل المساعي لإسقاط الديون عن السودان ترفضها أمريكا كما تقف حجر عثرة أمام انضمامه لمنظمة التجارة العالمية، كما أنها تمد الحركات المسلحة بالأسلحة وتتبنى كل قرارات مجلس الأمن وأخذت الصلاحية بالتدخل العسكري وفقا لآخر قرار صدر منه، والذي تضمن حظر الأرصدة في البنوك، وهو شبيه بالقرار الذي صدر قبل حرب العراق وأخرجت السودان من منطقة الدولار. وأكد الكندي انه ومنذ بدء الحصار بلغ حجم الضرر وفقاً لما يقدره بعض الخبراء بعد توقف المساعدات الفنية من تقانات ومعرفة وغيرها، وصل إلى 18 مليار دولار سنوياً. وشدد في ختام حديثه وللخروج من هذا الأمر على ضرورة إعادة دعم السودان في الامم المتحدة ومجلس الأمن والتعاون مع بعض استخبارات الدول المجاورة التي تمد أمريكا بالمعلومات عن السودان وشوهت صورته عالمياً والوصول معها الى حلول، اضافة لكسر شوكة الإعلام الغربي والتعامل بمرونة في التطبيع مع مجموعات الضغط واللوبيات والمنظمات، وتشجيع الاستثمارات الغربية والأمريكية والتعامل بحذر مع دول محور الشرق ومحاربة تنظيم داعش وتمتين العلاقات مع دولة جنوب السودان التي خلقها الغرب.
فيما طرح الخبير الاقتصادي د. محمد الناير تساؤلاً يدور بأذهان الناس عن عدم استخدام السودان للصمغ العربي ككرت ضغط على أمريكا، والرد عليه يعود لحيثيات كثيرة منها عدم السيطرة على الحدود وسهولة تهريبه إلا انه يمكن إصدار قرار بعدم تصدير الصمغ كمادة خام مستقبلاً. وقال ان الأثر الموجع من الحصار تمثل في إيقاف التعاملات المالية التي أثرت سلباً على اقتصاد السودان وقيدت حركته.
وتوقع الناير ان يشهد العام المقبل رفع العقوبات الاقتصادية، منبهاً الى ضرورة التحسب لأسوأ الاحتمالات بعد رفعه بترتيب الأولويات وإحلال الواردات والاعتماد على احتياطات الذهب الذي سيحدث تحولاً كبيراً في المعادلة الاقتصادية. مشيراً إلى تحريك دور القطاع الخاص مع نظيره الأمريكي واستغلال الجهود الدبلوماسية وتكثيف الإعلام الخارجي للضغط على أمريكا وإحراجها. وقال ان دائرة الحظر الأمريكي اتسعت بسيطرتها على الدول الأوروبية وفرض عقوبات وغرامات على البنوك التي تتعامل مع السودان، مستدركاً بعدم التوازن في سياسة العقوبات المفروضة والروتينية في تجديدها سنوياً دون النظر لأسباب فرضها. مؤكداًَ ان الصين تعمل بصمت وقوة لإحداث توازن اقتصادي عالمي وسحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن يصبح الذهب نقطة تحول كبرى في اقتصاديات كثير من الدول والسودان أحدها.
كما أكد محافظ بنك السودان السابق د. محمد خير الزبير ان العقوبات الأمريكية تمضي نحو التضييق والتشديد أكثر على السودان. وطالب الحكومة بإيجاد وسيلة لإعادة العلاقات لنصابها الطبيعي، دامغاً بان أسباب الحصار سياسية، مما يجعل الحل بأيدي القوى السياسية معارضة ونظاماً حاكماً لإيقاف هذه الخسائر بتعاون من وزارة الخارجية. موضحاً ان السودان لا يقدر على مصارعة دولة عظمى كأمريكا، والحكومة لم تترك باباً إلا وطرقته لما سببه الحصار من انهيار للاقتصاد السوداني. تحليلات عدة ورؤى متقاربة تداولتها الندوة ارتكزت على أهمية التوحد السياسي وحل الأزمة السودانية بجمع الأحزاب والحركات المسلحة حتى لا تصبح مطية تمتطيها الولايات المتحدة الأمريكية في حصارها وحربها التي تشنها على السودان، مع إيجاد الحلقة المفقودة لإيقاف هذه العقوبات من خلال تمتين العلاقات مع دول الجوار.

قوة عسكرية مشتركة لتأمين الحدود السودانية الأثيوبية

أعلن وزير الدفاع السوداني، الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، استعداد وزارته للعمل المشترك مع دولة أثيوبيا من خلال لجان أوتكوين قوة عسكرية مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين لتبادل المنافع المشتركة وإتاحة الفرصة لتنمية الحدود.
وأكد ابن عوف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره وزير الدفاع الأثيوبي عقده يوم الإثنين، في ختام فعاليات الاجتماع الـ14 للجنة الفنية السودانية الأثيوبية، أكد التزام السودان بتنفيذ جميع مخرجات اللجنة الفنية السودانية الأثيوبية المشتركة بالشكل الذي يضمن سيادة وأمن واستقرار البلدين، ولأجل مصلحة الشعبين الشقيقين.
وقال إن السودان وأثيوبيا تربطهما علاقة استراتيجية في كل المجالات خاصة المجال العسكري، الذي يهدف إلى تأمين واستقرار الحدود في البلدين، مؤكداً عمق ومتانة تلك العلاقات على مستوى قيادة البلدين.
وأضاف "ناقشنا ما اتفقنا عليه في السابق وكذلك مسألة تطوير الاتفاقيات بين البلدين الشقيقين".
وفي السياق أكد وزير الدفاع الأثيوبي، سراج فقسا، حرص بلاده على إنفاذ مخرجات اللجنة الفنية، وقال إن الاجتماع يهدف إلى تقييم حاجاتنا المشتركة لمصلحة بلدينا، وقال إن حدود الدولتين آمنة الآن بفضل الجهود الأمنية المشتركة.
وأضاف فقسا قائلاً "تم الاتفاق في المجال العسكري على تبادل الخبرات والتدريب".

البشير يعلن عن تعاون اقتصادي سوداني إندونيسي خليجي

أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، الإثنين، عن تعاون اقتصادي سوداني إندونيسي خليجي يتم فيه توفير رؤوس أموال خليجية بجانب الخبرات التقنية والتدريب، على أن يقدم السودان إمكانياته في المجالات التي يتمتع فيها بنسب تفضيلية في الزراعة والثروة الحيوانية.
ورأس البشير، الإثنين فاتحة أعمال القمة الإسلامية الطارئة الخامسة المنعقدة بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا، حول قضية فلسطين والقدس الشريف.
وأعلن الرئيس السوداني، لدى لقائه الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، على هامش أعمال القمة، أعلن استعداد بلاده لتلبية احتياجات إندونيسيا من اللحوم، ودعا الشركات الإندونيسية للدخول في الاستثمار خاصة في مجالات النفط والتعدين.
التصدي لإسرائيل
"
القائم بأعمال سفارة السودان بإندونيسيا طارق التوم، قال إن اللقاء تطرق للأوضاع في فلسطين ، والتأكيد على أهمية التعاون المستمر بين الدول الإسلامية لمواجهة المخططات الإسرائيلية وضرورة التصدي لها
"
وقال القائم بأعمال سفارة السودان بإندونيسيا بالإنابة طارق عبدالله التوم، إن اللقاء تطرق للأوضاع في فلسطين والقدس، والتأكيد على أهمية التعاون المستمر بين الدول الإسلامية لمواجهة المخططات الإسرائيلية وضرورة التصدي لها.
ونقل التوم إلى وكالة أنباء السودان، أن اللقاء بحث كيفية دعم دور منظمات المجتمع المدني في مقدمتها جمعية الشيخ سوركتي بإندونيسيا والمنظمات الطوعية العاملة في المجال الإنساني.
من جهته، أبدى الرئيس الإندونيسي، رغبة بلاده في دعم التعاون بين البلدين والاتجاه لاستيراد اللحوم الحلال من السودان، وتشجيع الشركات الإندونيسية للعمل في السودان.
وأكد ويدودو، حرصه على استمرار دعم العلاقات المتميزة بين البلدين معرباً عن أمله في تنفيذ قرارات القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية.

الاثنين، 7 مارس 2016

أميركا ترغب في رفع سقف العلاقات الاقتصادية مع السودان

أعلن الملحق الاقتصادي بالسفارة الأميركية بالسودان ايزا ميلر، يوم الاثنين، رغبة بلاده في رفع سقف التعاون الاقتصادي مع السودان. وأكد حرص بلاده على تطوير العلاقات الاقتصادية مع الخرطوم لاسيما في المجال الزراعي.
وقال ميلر الذي شهد نماذج للتقانات الزراعية بمعرض القضارف السادس للتقانات الزراعية، إن استثناءات عدة قد شهدها القطاع الزراعي بالسودان من العقوبات الاقتصادية الأميركية، وتمثل ذلك في التعاون المثمر خاصة في مجال الصمغ العربي، وارتفاع نسبة الصادرات الأميركية منه.
وأشار إلى تبادل الزيارات بين عدد من الشركات الأميركية والسودانية خلال العامين الماضيين، وتطور العلاقة مع مجلس رجال الأعمال السوداني الأميركي.
وأشاد بالنقلة الكبيرة التي شهدها القطاع الزراعي في السودان والتوسع في استخدام التقانات الزراعية.
وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام لمجلس الصمغ العربي عبدالماجد عبدالقادر جدية الجانب الأميركي في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، خاصة سلعة الصمغ العربي لدخولها في عدد من الصناعات الغذائية والدوائية، إضافة لجودة المنتج السوداني وزيادة الطلب عليه في أوروبا والشرق الأوسط.

الخميس، 3 مارس 2016

مخرجات الحوار الوطني، مسئولية من؟

أياً كانت طبيعة مخرجات الحوار الوطني وأياً كان العدد الذي أسهم في انجازها من القوى السياسية والمنظمات المجتمعية المختلفة والذين لم يسهموا في إنجازها فهي على أية حال واقعاً ملزماً للجميع، ولهذا فإن مسئولية تنفيذ ووضع هذه المخرجات على محك التطبيق ليس معنيّ بها -فقط- الطرف الحاكم الممسك بالسلطة ؛ المسئولية هنا مشتركة بين الجميع.
صحيح إن هناك أمور لن يتسنى تنفيذها إلا عبر الحكومة، ولكن مجمل هذه المخرجات يقتضي مسئولية تضامنية مشتركة بين كافة القوى السياسية والمجتمعية حفاظاً على هذه المخرجات والجهد المضني الذي بذل فيها ولمصلحة المستقبل المأمول للبناء الديمقراطي. ربما يعترض البعض على زعمنا هذا بالقول إن على الحكومة وحدها القيام بتنفيذ هذه المخرجات ولكن لن يكون هذا الأمر من الناحية القانونية والسياسية سليماً.
أولاً، إذا جلس الكل في انتظار أن تقوم الحكومة بتنفيذ هذه المخرجات بكاملها لوحدها فإن هنالك متعجلون، وهناك مبالغون لا تروق لهم الأمور قط، وهناك أصحاب خصومة مستحكمة مع الحكومة. كل هؤلاء سرعان ما يهاجمون المخرجات والحكومة ويبددوا آمال الآخرين فيها! هذه النقطة مهمة للغاية إذ من مصلحة بعض هؤلاء انهيار الأمر وفشل العملية ليعودوا ويقولوا ألم نقل لكم؟
ثانياً، الوثائق الوطنية في العادة شيء شبيه بالاتفاقيات الداخلية تستلزم توزيع الحقوق والواجبات بقدر متساو، أو بنسب متفاوتة حسب موقف كل طرف، فكما يحرص كل طرف على حقوقه فإن عليه أيضاً أن يحرص على أداء واجباته واحترام حقوق وواجبات الآخرين.
ثالثاً، ليست هناك وثيقة وطنية قابلة للتنفيذ بإرادة طرف واحد، هذه حقيقة واضحة ولكن العديد من القوى السياسية السودانية ظلت وباستمرار وفي أي اتفاقية أو وثيقة وطنية تطالب فقط من الجانب الحكومي أن يوفي بإلتزاماته. هذه النظرة ليست موضوعية، كما أن التدرج في إنفاذ المخرجات ضروري لمصلحة قضية البناء الوطني.
من جانب آخر، فإن الحكومة القائمة -وحتى لا ينسى البعض- هي من الناحية القانونية حكومة منتخبة، وبطبيعة الحال فإن شرعية هذه الحكومة من عدمها لم تكن ولا كان من الممكن أو المستحسن أن تكون ضمن أوراق الحوار الوطني ومن ثم فإن محاولة دفعها لتفكيك نفسها أو التقليل من سلطاتها، أو اختصار الوقت المقرر لها- كل هذه أمور تأتي في سياق من التراضي والأخذ والرد، وليس على سبيل الإلزام. ولسنا نقول ذلك دفاعاً عن الحكومة، ولكن دفاعاً عن أي قدر من الاستقرار، نحن في أمس الحاجة للتأسيسي عليه.
دائماً البداية من الصفر تقود إلى تعقيدات ورجوع إلى الوراء. البناء السياسي الموجود حالياً فيه قدر مناسب من الاستقرار ويحتاج لبعض الإصلاح والتعديل التدرجي ليتأسس بمقتضاه بناء سياسي أقوى.

أمريكيون أكثر من الأمريكيين!

مع أن قوى المعارضة السودانية بكل مشاربها –السياسية والمسلحة– ظلت ومنذ عقود تدمن فشل فهم واستيعاب المتغيرات السياسية وكيفية إدارة أزمتها مع الحكومة في ظل عجزها عن انجاز أدنى انجاز يمكن أن يحسب لها؛ مع كل ذلك فإن هذه المعارضة من الممكن أن نجد لها العذر لكونها لا تزال متجمدة في الماضي وما تزال تراهن على جماهيرها القديمة والمعاقل المضمونة واللعبة القديمة المتهالكة التي كانت في كل مرة تتسبب في ذهاب التعددية.
ولكن كيف لنا أن نجد العذر لقوى معارضة تقيم في الخارج وقضت سنوات في ذلك (الخارج)، رأت وسمعت كيف تتعامل الشعوب مع دولها، وكيف تفرق ما بين الدولة -كدولة ووطن- والنظام الحاكم. ما يسمى بتحالف قوى المعارضة بالولايات المتحدة قدم لنا (أنموذجاً) مؤسفاً للغاية لما ينبغي أن تقوم عليه الممارسة السياسية.
هذا التحالف المعارض الذي (يصبح) و(يمسي) في دولة كبرى تدعي أنها تدين بالديمقراطية وجّه لنفسه ضربتين من حيث لا يدري! فهو أثبت أولاً أنه (لم يستفد ولم يتعلم شيئاً) عن الوطنية والديمقراطية ثم أثبت ثانياً، أن بلد الديمقراطية –الولايات المتحدة– هي في الواقع ليست بلداً ديمقراطياً حقيقياً! التحالف وحالما سمع بتوجيه قطاعات شعبية سودانية تجمع توقيعات موجهة مباشرة -عبر البريد الالكتروني- إلى البيت الأبيض حتى انتفض كمن لدغه ثعبان كوبرا أرقط!
اخرج التحالف بياناً في هذا الصدد ووصف فيه سعي شعب السودان لرفع العقوبات المفروضة على السودان بأنها (تهريج وتهافت سياسي)، ثم يمضي البيان ليؤكد (أن ما يحدث هو مهزلة سياسية بلغاء)!
ثم يزداد الأسف أكثر حين ينبري البيان ليدافع عن هذه العقوبات عبر مرافعة سياسية من المؤكد أن عتاة المحامين وجماعات الضغط هناك حسدوهم عليها، فالتحالف يدافع عن ما أسماه (قانون أمريكي) ساري المفعول عرف بقانون (ماكغفرن) أو قانون أمن و سلامة ومحاسبة السودان!
البيان لا يكتفي بذلك وإنما يعتبر هذا القانون الأمريكي المجاز منذ العالم 2004 قانوناً (يخص الأمة الأمريكية) وليس نتاج حملة تحريضات قام بها الممثل جورج كلوني، وبراند قاست! وربما تزيد دهشتك عزيزنا القارئ أن ترى كيف (يبرئ) تحالف المعارضة هذا هؤلاء النشطاء وجماعات الضغط كل هذه البراءة، ولكن دهشتك سوف تتضاعف أضعافاً لتفغر فاهك حين يشير البيان (بتأكيدات) مبكية مضحكة (أن المتضرر من الحظر الاقتصادي الأمريكي على السودان منذ 23 عاماً ليس المواطن السوداني الفقير أو الباحث عن حقنة أو لوح زنك أو طوب لبناء منزل! أمريكا لا دخل لها بكل ذلك، المتضرر من الحظر الاقتصادي الأمريكي هم لصوص المؤتمر الوطني الساعين لفك الحظر عن حركة حساباتهم)!
لو أن فهلوياً أمريكياً متعالياً حاول إعطاء مرافعة دفاع عن هذه الحظر الأمريكي الاقتصادي الجائر على السودان لما لجأ إلى هذه (المبررات) العجيبة. فحتى لو قلنا أن المؤتمر الوطني قلبه ليس على البلاد، فهل تفعل تحالفات المعارضة الشيء نفسه؟ تدافع عن حظر اقتصادي اقعد كل مواطن سوداني و سامه العذاب؟ بل ألا يحق للمواطنين السودانيين -طالما كونهم مواطنين سودانيين- المطالبة، (مجرد المطالبة) برفع الضرر عن بلادهم؟
ولماذا يقف تحالف المعارضة –وهو في بلد وعلى ارض ديمقراطية– ضد الديمقراطية بهذا المسلك المفضوح لمجرد أن هذه الديمقراطية تضر بمصالحهم؟ إنها واحدة من أزمات المعارضة السودانية وكوميدياها السوداء. لا يفرقون بين مصالح بلادهم وخصومتهم (غير الشريفة) مع سودانيين مثلهم يحكمون هذه البلاد! الأمر مؤسف ومؤلم بكل  المقاييس!

الحزبان الحاكمان بالخرطوم وجوبا يتوافقان على تعاون حقيقي

اتفق حزبا المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، والحركة الشعبية الحاكم في دولة جنوب السودان، على تعاون حقيقي  يسهم في تحقيق الاستقرار في البلدين، كما توافقا على التوقيع على إعلان مبادئ مشترك بينهما بجوبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة.
 واختتمت بالمركز العام للمؤتمر الوطني بالخرطوم الأربعاء، المباحثات المشتركة مع وفد الحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة الجنوب، حيث رأس جانب المؤتمر الوطني نائب الرئيس للشؤون الحزبية، المهندس إبراهيم محمود، وجانب الحركة الشعبية الأمين العام المكلف، السيدة جيما نونو كمبا.
وأكد الطرفان على أهمية استقرار البلدين، والتعاون في كل النواحي السياسية والاقتصادية والتجارية .
وأوضحت رئيسة قطاع العلاقات الخارجية بالوطني، أميرة الفاضل في تصريحات صحفية عقب الجلسة الختامية للمباحثات، أن الطرفين تباحثا حول القضايا ومجالات التعاون المشترك بين الحزبين والبلدين في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية، وسبل تذليل العقبات التي تجابه انسياب التعاملات المالية والإدارية والتجارية بين البلدين .
إعلان مبادئ
"
الأمين العام للحركة الشعبية تقول إنه قد تم التوافق على أهمية استمرار التعاون المشترك خاصة فتح الحدود، مثمنة في هذا الصدد إعلان الرئيس البشير بإعادة فتح الحدود
"
وتوافق الطرفان على التوقيع على إعلان مبادئ مشترك بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بجوبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وأكد الطرفان أنه سيمثل البداية للتعاون الحقيقي المثمر بين الحزبين .

وقالت الفاضل إن المباحثات لم تتطرق للاتهامات المتبادلة بين البلدين، مشيرة في هذا الخصوص إلى أنه لم يتم النقاش في القضايا الأمنية، وإنما كان في إطار التعاون السياسي والاقتصادي، وأن الطرفين أكدا على التعاون وأهمية استقرار البلدين والتعاون في كل النواحي السياسية والاقتصادية والتجارية .
من جانبها أكدت الأمين العام للحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة الجنوب، على نجاح المباحثات مع المؤتمر الوطني ومجلس الأحزاب الأفريقية واتحاد أصحاب العمل .
وقالت إنه قد تم التوافق على أهمية استمرار التعاون المشترك خاصة فتح الحدود، مثمنة في هذا الصدد إعلان الرئيس البشير بإعادة فتح الحدود، وقالت نحن نشيد ونرحب بهذه الخطوة لإتاحة حرية حركة السكان والبضائع وانسياب التجارة .
وأشارت كمبا أنهم بحثوا ضرورة معالجة مشاكل انسياب التجارة والنقل والعملة بين البلدين وضرورة تذليلها، منوهة إلى أنهم قدموا الدعوة للمؤتمر الوطني لزيارة جوبا والتوقيع هناك على مذكرة تفاهم مشترك بين الحزبين خلال ثلاثة أشهر.

أميركا تشيد بالمساعدات الإنسانية للنازحين بشمال دارفور

أشاد نائب القائم بالأعمال في السفارة الأميركية بالخرطوم بنجامين مولينقا، يوم الأربعاء، بجهود حكومة الولاية وسعيها لتحقيق الأمن والسلام وتقديم التسهيلات اللازمة لمساعدة المحتاجين والنازحين في مناطق النزوح بشمال دارفور. وأعلن استعدادهم لمعالجة قضية النزوح بمدن دارفور.
وأكد القائم بالأعمال الأمريكي خلال لقائه رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، التجاني السيسي، استعداد بلاده للتعاون مع السلطة الإقليمية لدارفور في معالجة قضية النزوح في المدن، وذلك عبر تخطيط المعسكرات التي يقطنها النازحون في ولايات دارفور المختلفة .
وبحث الطرفان العديد من القضايا الخاصة بالإقليم في إطار تنفيذ اتفاقية الدوحة لسلام دارفور، والمتمثلة في الوضع الأمني والإعمار والتنمية والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين.
وقال بنجامين إن زيارتهم لشمال دارفور تأتي للوقوف على مجمل الأوضاع بالإقليم، مبيناً أن الوفد سيلتقي بجانب حكومة الولاية قيادة البعثة المشتركة للأمم المتحدة (اليوناميد)، وقيادات المجتمع المدني وقيادات النازحيين ورجال الأعمال والقطاع الخاص. وجدَّد اهتمام الإدارة الأميركية بالسلام وإيقاف الحرب الدائرة في دارفورالجماعات المتطرفة
"
بنجامين مولينقا أكد اهتمام الإدارة الأميركية بالسلام وإيقاف الحرب الدائرة في دارفور وقال إن الوفد سيلتقي قيادة البعثة المشتركة للأمم المتحدة (اليوناميد) وقيادات المجتمع المدني وقيادات النازحين إلى جانب رجال الأعمال والقطاع الخاص
 "

وأكد نائب والي شمال دارفور أدم النحلة خلال لقائه بالفاشر وفد السفارة الذي ضم نائب القائم بالأعمال، والمستشار السياسي بالسفارة ورؤساء الأقسام، عدم قيام أي معسكرات جديدة للنازحين بالولاية. وقال إن الأرقام الفلكية للنازحين التي تتحدث عنها بعض الجهات خاطئة وغير دقيقة.

وحول ضبط الحدود مع الجارة ليبيا، أشار النحلة إلى أن القوات المسلحة السودانية تعمل على ضبط الحدود بين البلدين لما لها من عقيدة قتالية راسخة.
وأضاف أن الحكومة ستعمل على إعداد خطة لنشر قوات إضافية لضبط الحدود وللحيلولة دون تسلل الجماعات المتطرفة.
وأوضح أن حكومة الولاية ماضية في بسط الأمن والاستقرار، حيث وفَّرت المعينات والخدمات الضرورية كافة للنازحين، مؤكداً أنها ستُوزِّع مواد الإغاثات للنازحين القادمين من جبل مرة وخزان تنجر بمناطقهم الأصلية، بالتنسيق مع منظمات ووكالات الأمم المتحدة العاملة في مجال العون الإنساني.

الثلاثاء، 1 مارس 2016

مباحثات سودانية ألمانية حول ملف اللاجئين

اجتمع وزير الخارجية السوداني، أ. د  إبراهيم غندور، الثلاثاء، بوزير الدولة بوزارة التعاون الاقتصادي والتنموي الألمانية، توماس سيلبرهورن، الذي يزور الخرطوم حالياً وتمحور معظم النقاش حول ملف اللاجئين والدعم الألماني لهم بجانب الوضع في ليبيا.
وأشاد غندور بالدعم الذي تقدمه ألمانيا للسودان، لا سيما في تمويل المشروعات التي تهدف إلى مساعدة المجتمعات التي تؤوي اللاجئين والنازحين في ولاية كسلا والتي تشمل الصحة والتعليم والتدريب المهني ومحاربة الفقر.
وأشار إلى أن السودان بحكم موقعه وسط الإقليم وقربه من مناطق النزاعات في المنطقة، يستقبل أعداداً متزايدة من اللاجئين من دول الجوار ومن خارج المحيط المباشر، حيث استقبلت البلاد عدداً مقدراً من اللاجئين من اليمن وسوريا .
 وأضاف الوزير غندور أن النزاع في دولة جنوب السودان، دفع ما يقارب المليون شخص هناك للدخول إلى السودان، حيث يعيشون الآن في مختلف الولايات ولا يعيشون في معسكرات لاجئين بناءً على قرار رئيس الجمهورية بمعاملتهم كمواطنين.
دعم مشروعات
"
أعلن وزير الدولة الألماني ، أن حكومة بلاده قررت زيادة الدعم للمشروعات في شرق السودان إلى عشرة ملايين دولار عبر منظمة  الإيقاد
"
من جانبه أعلن وزير الدولة الألماني خلال اللقاء الذي حضره نائب السكرتير التنفيذي للإيقاد، محمد موسى، أن حكومة بلاده قررت زيادة الدعم للمشروعات في شرق السودان إلى عشرة ملايين دولار عبر منظمة  الإيقاد .
إلى ذلك استقبل السيد وزير الخارجية غندور، سفير باكستان الجديد لدى السودان، حيث أكد السيد الوزير على متانة العلاقات بين البلدين وحرصهما على تبادل الدعم في المحافل الدولية . كما دعا إلى زيادة التعاون بين البلدين، لا سيما في مجال الزراعة وأشاد في هذا الإطار بالمستثمرين الباكستانيين الذين يعملون في السودان.
وتناول اللقاء الإعداد لعقد اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين البلدين في مايو المقبل.
كما استقبل الوزير غندور وفداً هندياً ضم قيادات شعبية ورجال أعمال، وأشاد الوزير بالعلاقات المتطورة بين البلدين، وأكد على ضرورة دعمها لا سيما في مجالات التكنولوجيا .

غندور يبدأ جولة أوروبية جديدة منتصف مارس الجاري

يبدأ وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، جولة أوروبية جديدة منتصف مارس الحالي تشمل كلاً من ألمانيا وبولندا وسويسرا، مبيناً أن نتائج زيارته السابقة فتحت قنوات اتصال مباشر مع الاتحاد الأوروبي والاتفاق على استراتيجية جديدة للتعامل مع السودان.
وقال وزير الخارجية لوكالة أنباء السودان، إنه سيقوم بزيارة إلى ألمانيا في الـ15 من مارس الجاري، يعقد خلالها عدداً من اللقاءات ابتداءً من وزير الخارجية، إلى جانب عدد من الوزراء الآخرين والبرلمانيين.
وأضاف إنه سيزور بولندا حيث يلتقي مع وزير الخارجية، وقبل ذلك برئيس الجمهورية البولندية، وستليها زيارة إلى سويسرا وهي في إطار موضوع اللاجئين السوريين بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن ربما تتضمن لقاءات ثنائية .
وأوضح غندور أن أهم نتائج زيارته السابقة إلى أوروبا هي فتح قنوات الاتصال المباشر مع الاتحاد الأوروبي، والاتفاق على استراتيجية جديدة للتعامل بين السودان والاتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة، وكذلك العمل على دعم السودان في بعض القضايا التي تهمه وعلى رأسها قضية الديون والانضمام إلى منظمة التجارة الدولية .
دور السودان"
غندور قال إن مجمل دول العالم والدول الفاعلة في العالم على وجه الخصوص، متأكدة الآن من دور السودان المهم في المنطقة والإقليم، وإن السودان هو أكثر الدول استقراراً في هذه المنطقة
"

وقال غندور إن مجمل دول العالم والدول الفاعلة في العالم على وجه الخصوص، متأكدة الآن من دور السودان المهم في المنطقة والإقليم، وإن السودان هو أكثر الدول استقراراً في هذه المنطقة وله دور سياسي كبير ومهم، كما أن له دور مهم جداً في قضية الأمن والسلام الإقليمي.
وحول زيارته الأخيرة إلى روسيا قال إن لقاءه مع وزير الخارجية الروسي لافروف، تضمن الشكر لمواقف موسكو الداعمة للسودان في مجلس الأمن وآخرها الموقف من محاولات المندوب البريطاني لإدانة السودان فيما يتعلق بأحداث جبل مرة.
وأوضح أن وزير الخارجية الروسي، أكد دعم بلاده اللامحدود للسودان في كل ما يتعلق به من استهداف وأكد اللقاء المضي قدماً في بناء علاقات اقتصادية قوية بين السودان وروسيا والمضي قدماً بهذه العلاقات إلى مرحلة علاقات استراتيجية.

سالم: تجربة الحوار تصلح لحل المشاكل الأفريقية والعربية

قال الأمين العام للحوار الوطني السوداني د. هاشم علي سالم، إن نجاح الحوار الوطني في الفترة الوجيزة فاق كل التوقعات، مشيراً إلى أن التجربة السودانية في هذا الصدد تصلح لحل المشاكل الأفريقية والعربية.
وأكد سالم أن النتائج الإيجابية التي وصل إليها تأتي بفضل إتاحة الحرية المطلقة للجميع ولأن الحل جاء من السودانيين أنفسهم دون تدخل من أحد.
ونقلت مندوبة وكالة أنباء "الشرق الأوسط" بالخرطوم الثلاثاء، عن سالم أن الحوار  تمكن من تحقيق نتائج إيجابية مما سيسهم في تشكيل جديد لمسيرة السودان، وإشارته إلى أنه تم الخروج بتوصيات إيجابية ستقدم الأسبوع القادم للجنة العليا برئاسة الرئيس البشير بإجماع بلغت نسبته 95 في المئة.  
وأوضح سالم أن الانطباعات الخارجية لسفراء الدول والوفود العربية والأجنبية التي كانت تتابع مجريات الحوار الوطني عن قرب، جميعها إيجايبة.

وأكد الإعداد حالياً لدستور دائم للبلاد "سيحمينا ويحمي مصالح الوطن وسيكون الخط الأحمر لأي شخص يحكم"، وأضاف أن لجان الحوار الست قدمت توصياتها على شكل مصفوفة لتسهل اتخاذ القرار على الجمعية العمومية.
 وأشار إلى أن نتائج الحوار كاملة على موقع إلكتروني باللغات الثلاث (العربية والإنجليزية والفرنسية) ومسجلة في 550 ورقة علمية.

عندما تواطأ الجميع ضد السلام (1-2)

بقلم/ خالد التيجاني النور:
من الذي تسبب في عدم تسجيل الهدف الضائع لاتفاقية السلام الشامل السودانية، وما جدواها بغير تحقيق السلام. وبالأحرى هل كانت شاملة فعلاً، وإلى أي مدى يتحمل طرفاها الأساسيان، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، مسؤولية إضاعة هدفها، وهل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بريئة تماماً من فرض الطريق الذي سارت فيه، والمصير الذي آلت إليه؟.
هذه الأسئلة وغيرها كانت مدار الورقة والنقاش الذي أثارته في المحاضرة التي قدمها المبعوث الأمريكي الأسبق للسودان السفير برنستون ليمان في الأيام الفائتة في معهد أبحاث السلام بجامعة الخرطوم. سعى ليمان للإجابة على سؤال طرحه في عنوان الورقة «الجزء المفقود: أين السلام في اتفاقية السلام الشامل»؟.، تتطرق فيها لتطورات وتبعات تنفيذ الاتفاقية، وأسباب عدم تحقيقها لهدفها الأساسي بجلب السلام في البلدين.
دافع ليمان بشدة عن الاتفاقية معدّداً مآثرها «إنهاء الحرب الطويلة، إتاحة تقرير المصير، وإرساء مسار لإضفاء المزيد من الديمقراطية عبر انتخابات، تبني عملية مبتكرة لمعالجة القضايا في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر المشورة الشعبية، وحل نزاع أبيي عبر استفتاء»، وذهب إلى حد القول «ليس باستطاعة أحد القول إن اتفاقية السلام لم تكن شاملة في الرؤية والمقصد».
وقال إنه لم يكن هناك نقصاً في الاتفاقيات، فقد شملت أيضاً قضايا مثل الديون، النفط، المواطنة، الأصول، الحدود ..إلخ، «وقد تم الإيفاء ببعض هذه الاتفاقيات، ولكن بعضها سقط على جانبي الطريق». إلا أنه عاد وأقرّ بأنه على الرغم من ذلك لم يحدث سلام لا في داخل البلدين ولا بينهما. وأن ذلك كان يحتاج إلى تغيير سياسي وطريقة حكم جديدة وشاملة ومسؤولة وذات مصداقية، لافتاً إلى أن هناك نماذج لدول عديدة استطاعت أن تحدث التحول الديمقراطي، وأن تخرج من سيطرة حكم الفرد دون الحاجة لخوض حرب أهلية.
ودافع ليمان عن دور المجتمع الدولي قائلاً إنه لم تتأت له الفرصة للتأثير على مسار السياسة الداخلية في كلا الدولتين ناهيك عن السيطرة عليها، فالانتخابات التي جرت في العام 2010 قبل نهاية الفترة الانتقالية لم تنشأ عنها ديمقراطية، وعلى النقيض من ذلك مكّنت من ترسيخ القبضة القوية للطرفين المسيطرين في الشمال والجنوب. «وظل المجتمع الدولي يراقب هذه التطورات بقلق بالغ ولكننا ركزنا معظم انتباهنا على النزاعات المتواصلة، والتهديد بعودة الحرب بين الشمال وجنوب السودان، كنا غارقين في معالجة المناوشات على الحدود».
بالطبع هناك الكثير مما يمكن أن يُقال عن دور ومسؤولية وتقصير الطرفين السودانيين فيما آل إليه مصير الاتفاقية، إلا أنه أيضاً من عدم الإنصاف إدعاء ليمان أن المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، كانت عاجزة عن التأثير على مسار الأحداث، أو الضغط على الطرفين، فواشنطن على وجه الخصوص لم تكن مجرد شاهد عابر أو مسهّل، بل كانت عرّاب العملية بامتياز، ومهندسّة مسار التسوية نفسها ومآلاتها بالكامل منذ أن تبنت إدارة الرئيس جورج بوش الابن في العام 2002 خطة الطريق التي رسمها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لإنهاء الحرب في السودان عبر تبني صيغة نظامين في دولة واحدة، كما أن المجتمع الدولي الذي تقوده لم يكن مجرد شاهد على الاتفاقية بل ضامناً لتنفيذها بقرارات دولية.
الحقيقة هي أن الإدارة الأمريكية انحازت منذ وقت مبكّر لخيار تقسيم السودان، ومارست ضغوطاً، وعملت على ممارسة كل الضغوط على الخرطوم، والحرص على توفير كل الضمانات لقيام الاستفتاء على تقرير المصير في موعده لتحقيق انفصال الجنوب، ولذلك لا يمكن للإدارة الأمريكية آنذاك من تبرئة نفسها عن إضاعة هدف السلام بزعم عجزها عن التأثير على مسار الأحداث أو عدم قدرتها على فرض السيطرة على المسار الذي قاد إلى تقسيم السودان.في الواقع لم تكن واشنطن متفرجة بل لعبت دوراً مفتاحياً في تمهيد المسرح ودفع الأمور دفعاً باتجاه التقسيم، وهو أمر تيّقنت منه غداة انتهاء مراسم جنازة جون قرنق التي جرت في جوبا عقب مصرعه في آواخر يوليو 2005، فقد مثّل إدارة بوش وفد قاده أندرو ناتسيوس مدير المعونة الأمريكية، وشارك فيه عضو الكونغرس دونالد باين، ومن ضمنه كونستانت بيري نيومان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية آنذاك، وروجر وينتر الممثل الخاص لنائب وزير الخارجية، ووصلت نيومان ووينتر إلى الخرطوم قادمين من جوبا، حيث عقدا لقاءً صحفياً محدوداً لممثلي وكالات الأنباء العالمية الكبرى في الخرطوم «رويترز، أسوشيتدبرس، الفرنسية ويونايتدبرس انترناشنال» وكنت حينها مراسل الأخيرة.

مجلس الأحزاب يؤكد الحرص على إنفاذ توصيات الحوار

جدَّد مجلس أحزاب الوحدة الوطنية في السودان، يوم الإثنين، حرصه على إنفاذ توصيات الحوار بين الفرقاء السودانيين، وجعلها واقعاً معاشاً يقود إلى السلام والتنمية والاستقرار، مؤكداً دعمه ومساندته للحوار، تمكيناً لتحقيق غاياته وأهدافه المنشودة.
وامتدح رئيس المجلس عبود جابر، الذي ترأس وفداً التقى بالأمين العام للحوار أ.د هاشم علي سالم، امتدح الجهود التي بذلتها أمانة الحوار في سبيل إنجاح المؤتمر عبر تهيئة المناخ وحسن الترتيب، والدقة المتناهية في حفظ وتسجيل المداولات بين الأعضاء.
وضم وفد أحزاب الوحدة الوطنية بجانب جابر، عدد من رؤساء الأحزاب السياسية.
وكان المجلس قد كرم الأمانة العامة للحوار، متمثلة في الأمين العام هاشم علي سالم.
من جهته، عبَّر سالم عن شكره وتقديره لمجلس احزاب الوحدة الوطنية في دعمهم ومساندتهم المتواصلة للحوار.
إلى ذلك، بعث وفد اللوردات البريطاني، الذي زار مقر الحوار مؤخراً، برسالة شكر وتقدير للأمين العام لحسن الاستقبال، مؤكدين أن ما وجدوه في الحوار يؤكد الجو الصحي الذي يتمتع به السودان في تبادل الآراء، وأن الزيارة جعلتنا أكثر إدراكاً بالتحديات المواجهة للسودان.
وقال اللورد شيخ الذي ترأس الوفد، في الرسالة، إن الوفد يعد الآن في تقرير لتقديمه للمؤسسات الحكومية بالمملكة المتحدة لإتاحة المزيد من الفرص للعلاقات بين البلدين.

ريفز.. المنهج التلفيقيّ المكرر!

عقب تقريره المختلق الذي نشره على الشبكة العنكبوتية تحت عنوان (إجتماع اللجنة العسكرية الأمنية) بتاريخ 31 أغسطس 2014م وأورد فيه معلومات كاذبة سرعان ما كذبها وثبت أنها ملفقة وأن التلفيق نفسه جاء خال من أي قدر من البراعة، لفت الناشط الأمريكي (إيريك إيفز) الأنظار إليه، ليس لأنه باحث أو ناشط سياسي ولكن باعتباره ظاهرة إسفيرية تحاول أن تجد لنفسها مجالاً تعيش فيه.
إيفز ومن الوهلة الأولى أثبت حتى لخصوم الحكومة السودانية أنه كاذب، لأن خصوم الحكومة السودانية -ومع خصومتهم وعدائهم السافر لها- يعرفون حقائق الواقع بشأنها ولكن ومع ذلك ورغم أن الرجل فشل منذ الولهة الأولى في نيل ثقة أعداء الحكومة السودانية إلاّ انه عاود الكرّة ونشر على مدونته الخاصة (ريفز سودان) بتاريخ 15/11/204 ما أسماها خطة حكومية سودانية لاستخدام أسلحة كيمائية للسيطرة على منطقة (دلامي) بجبال النوبة!
هذه الكذبة الثانية كانت كافية لإنفضاض الكل من الرجل وبدا للكثيرين أن الرجل لديه مشكلة حقيقية فيما يتعلق بالحقائق والخيالات والطريقة المثلى للمزج بينهما كما يفعل دهاقنة أفلام الخيال العلمي في استوديوهات هوليود!
ولسوء حظ إيفز فإن هذه الكذبات المتتالية وغير المعقولة فتحت عليه طاقات استفهامية لم يكن يتحسب لها، حيث جرت عمليات تدقيق وتنقيب بالغة الدقة من قبل أكاديميين ونشطاء وأساتذة جامعات أجانب وغير سودانيين بحثوا فيها -لأغراض تكوين صورة ذهنية للرجل- عن جذوره الأكاديمية وخبراته وقدراته لمقايسة ما يقوم بنشره ويدّعيه بغية قياس مصداقيته كما يجري عادة في مثل هذه الحالات.
وكانت النتيجة بالفعل مذهلة، فالبروفسير الألماني (ستيفان كروبلين) وهو أكاديمي مختص بالشئون السودانية فى جامعة كولونيا قال إن ريفز غير متخصص في هذا المجال وأن مجال اختصاصه –قبل أن يتم إعفاؤه– كان الأدب الانجليزي! وأنه يتلقى تمويله من قبل (احتكارات كبرى) وأن منهاج عمله غير نزيه على الإطلاق وهو (داعية متحيز) ويشبه وزير الدعاية النازي الشهير (غوبلز)!
شهادة أكاديمي متخصص ومعروف في حق إيفز بهذا الوضوح –مع إلتزام إيفز منذ ذلك الحين– الصمت التام وعدم الرد على البروفسير كروبلين، أمر لا يحتاج التعليق! أما آخر ما أورده إيفز المثقل بكل هذه المطاعن، وثيقة أصدرها مؤخراً عن إجتماع الرئيس البشير مع حكام الولايات السودانية بتاريخ 11/10/2015م .
إيفز هذه المرة زاد طين كذبه بلاً فالتاريخ الذي أورده 11/10/2015م كانت كل قيادات الحكومة السودانية مشغولة بالتحضير للحوار الوطني يوميّ 10 و 11/5/2015م وهو أمر معروف لدى الكافة -القاصي والداني- في السودان وموثق إعلامياً.
الوثيقة تضمنت صفات رسمية لـ6 حكام ولايات منحتهم رتباً عسكرية وهم مدنيين! كما أن الوثيقة تحدثت عن طرد اليوناميد (قوات حفظ السلام في دارفور) مع أن هذه إجراءات تجري بإجراءات مع مؤسسات إقليمية ودولية ولها لجان.
الوثيقة تعرضت أيضاً لقضايا تخص مصر واثيوبيا، مناقضة تماماً لواقع علاقات السودان بالدولتين بحيث تستلقي على ظهرك من الضحك، لدرجة أن الرئيس (ديسالين) تعرض للأمر في خطابه أمام البرلمان الإثيوبي بتاريخ 26/5/2015م نافياً ما أوردته الوثيقة. إجمالاً، فإن (إيفز) لم ينس شيئاً ولم يتعلم شياً وما زال يكذب على نفسه ويصدقها!

أسوأ من العقوبات الأمريكية

خالد حسن كسلا 

 و هل هي دعوة نابعة عن أخلاق أم هي لغة دبلوماسية أملتها على الوزير الروسي مناسبة معينة؟! حينما يقول وزير خارجية روسيا إنه يدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع العقوبات عن السودان.. فهذا يعني أنه يمثل دولة عادية مثل السودان.
> ومساهمة روسيا في اتجاه رفع العقوبات الأمريكية عن كاهل الشعب السوداني بهذه الطريقة المتواضعة التي لا تكافئ تطاولها على بعض دول العالم مثل أمريكا لن تعني شيئاً.
> والسودان يمكن أن يربح هذه الدعوة الروسية المتواضعة إلى أمريكا مثل دعوات دول العالم الثالث.. فروسيا إن كان لها وزن في الساحة الدولية لدعم الحروب وقتل الشعوب وتدمير بلدانها كما كانت تفعل إلى وقت قريب قبيل الهدنة في سوريا، وكما فعلت في إريتريا حينما دمرت وسحقت مدينة نقفة.. فهي ليست متمكنة من أن تحل مشكلة تقف عليها واشنطن.
> هي يستعان بها فقط للخراب والقتل والتدمير.. لكن هي ليست صاحبة تأثير إيجابي.. والمطلوب منها فقط ألا تتدخل في دول لتقف مع طرف واحد من أطراف الصراع ضد الشعب.
> فهي تظن أن في كل دولة إسلامية «شيشان» بشكل مختلف.. كما كانت تدمر إريتريا أيام الاتحاد السوفيتي باعتبار أنه إقليم «رأسمالي».. والآن يمكن القول إن واشنطن رغم إجرامها أنقذت أخيراً الشعب السوري أو ما تبقى منه من الاعتداءات الروسية الغاشمة التي كان ضحاياها آلاف الاطفال والنساء والشيوخ.
> وروسيا قبل الآن.. فمنذ البداية وقفت إلى جانب مجرمي الحرب في طهران ودمشق وحزب الله.. لتسهم في قتل المدنيين في سوريا لأغراض خاصة بها.. معلومة.
> ونعلم أن العقوبات الأمريكية على الشعب السوداني سيئة جداً.. وظلم وجور لكن ما يمكن أن تفعله روسيا بأي شعب مسلم إذا أتيحت لها الفرصة لهو بالطبع وحسب السوابق أسوأ من العقوبات الأمريكية.. ولا مقارنة.
> و قد استطاع السودان أن يتجاوز مشكلة الحصار الأمريكي بالاعتماد على الصين والخليج ودول أخرى.. لكن سوريا لن تستطيع احتواء آثار التدخل و«التطفل» الروسي.. والغريب أن روسيا لم تتدخل في سوريا من بداية الاعتداء الحكومي الغاشم على الشعب السوري العظيم الذي لا يستحق هذا المصير.
> فقد كان تدخلها متأخراً ليكون في وقت مناسب بالنسبة لها.. وما يجعله مناسباً لها هو أن يبدأ نظام الأسد الطائفي البعثي الفاسق الفاجر الإرهابي بالعدوان السيئ بمعاونة طهران وحزب الله أو بالأحرى حزب «اللاة».
> ثم تأتي روسيا لتجد أن النظام السوري حارب الشعب بالسلاح الكيماوي.. بعدها يبقى العدوان الروسي ضد المدنيين أمراً عادياً. ويشعر السوريون بأن عدوان نظام الاسد أسوأ من العدوان الروسي.
> وروسيا في حجمها الطبيعي ليست في مستوى كثير جداً من الدول بالنسبة للسودان.. فينبغي أن نضعها في مستواها الطبيعي.. وفي حجمها الطبيعي.
> لا بأس من العلاقات مع روسيا.. لكن عليها أن توفر دعوتها إلى واشنطن لرفع العقوبات بعد أن مضت عليها عشرون سنة تقريباً. أو يمكننا أن نسأل: لماذا لم تتحرك روسيا بثقل تتقمصه ووزن تدعيه للضغط على واشنطن منذ التوقيع على اتفاقيات نيفاشا وأبوجا «أم شولة» والدوحة والشرق والقاهرة.. لرفع العقوبات أو تخفيفها باعتبار أن السودان استوفى في فهم المجتمع الدولي شروط إعادته إلى خط المجتمع الدولي؟
> لا ننسى أن دول الخليج.. وهي الأهم من روسيا والمغنية عنها قد تسامحت مع السودان بعد حرب الخليج ولو كانت روسيا في مكانها لحقدت على السودان كما هي الآن تحقد على شعوب الجمهوريات السوفيتية السابقة.
> نريد علاقات تجارية واستثمارية مع روسيا.. لكن لن نستفيد منها كقطب دولي مع دول الاستكبار زائدًا الصين.. ستظل في الواقع دولة عادية لا يميزها ما يميز غيرها... ولا ننسى أن منها هاجر اليهود الروس إلى فلسطين وهم الآن ومنذ عقود يقتلون الأطفال والنساء الفلسطينيين بدم بارد.
> وهل ننسى مواقف موسكو المخزية من حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية؟! حجم روسيا ووزنها معروف حتى لو قادت منتدى التعاون الروسي العربي وهي تحرق وتقتل العرب لصالح الفرس.