الثلاثاء، 8 مارس 2016

الخرطوم ، جوبا ... صفحة جديدة للعلاقات ...!!

نافذة جديدة لأفق العلاقات بينهما فتحتها الخرطوم مع جارتها جوبا الأسبوع المنصرم حين اتفق حزبا المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، والحركة الشعبية الحاكم في دولة جنوب السودان، على تعاون حقيقي يسهم في تحقيق الاستقرار في البلدين، كما توافقا على التوقيع على إعلان مبادئ مشترك بينهما بجوبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة. حيث اختتمت بالمركز العام للمؤتمر الوطني بالخرطوم ء، المباحثات المشتركة مع وفد الحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة الجنوب، حيث رأس جانب المؤتمر الوطني نائب الرئيس للشؤون الحزبية، المهندس إبراهيم محمود، وجانب الحركة الشعبية الأمين العام المكلف، السيدة جيما نونو كمبا.وأوضحت رئيسة قطاع العلاقات الخارجية بالوطني، أميرة الفاضل في تصريحات صحفية عقب الجلسة الختامية للمباحثات، أن الطرفين تباحثا حول القضايا ومجالات التعاون المشترك بين الحزبين والبلدين في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية، وسبل تذليل العقبات التي تجابه انسياب التعاملات المالية والإدارية والتجارية بين البلدين .وتوافق الطرفان على التوقيع على إعلان مبادئ مشترك بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بجوبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وأكد الطرفان أنه سيمثل البداية للتعاون الحقيقي المثمر بين الحزبين .

خلال اللقاء المشترك تم التوافق على أهمية استمرار التعاون المشترك خاصة فتح الحدود، أثر إعلان الرئيس البشير بإعادة فتح الحدود، وهي خطوة تهدف لإتاحة حرية حركة السكان والبضائع وانسياب التجارة . وينتظر أن ينعكس انتعاش الحركة التجارية بين البلدين على الولايات الحدودية المتاخمة والمناطق الحدودية التي ترتبط مع دولة الجنوب في الخط الحدودي البالغ 2175 كيلومتراً، حيث تتوفر وسائل النقل التي تربط بين الدولتين سواء كانت برية أو نهرية أو جوية ما يعني سهولة الاتصال وتنشيط التجارة البينية وتبادل السلع والخدمات بين الدولتين.

ورحبت بعثة جنوب السودان عبر سفارتها بالخرطوم في وقت سابق بقرار الرئيس البشير بفتح الحدود بين السودان وجنوب السودان، مشيرة الي المدلولات والابعاد السياسية والاقتصادية والامنية الإيجابية الكبيرة للقرار. وقال السفير ميان دوت رئيس البعثه إن اعلان الرئيس البشير بفتح الحدود بين الخرطوم وجوبا من شانه الاسراع في تنفيذ اتفاقيات القضايا العالقة مثل حل قضية ابيي وترسيم الحدود وتحديد الخط الصفري بين الدولتين بجانب اعفاء الديون، مشيراً الي ان فتح المعابر العشرة سيعمل علي انسياب البضائع والتبادل التجاري وانعاش الاوضاع الاقتصاديه بالدولتين.وأكد ميان ان الحدود والقوافل والاطواف التجارية ستكون مؤمنة بين الطرفين نسبة لوجود الشرطة والمواصفات والمقاييس وشرطة وامن الحدود بالمعابر الحدودية وزاد قائلا :( إن اعلان فتح الحدود قرار تاريخي سيعمل علي تطبيع العلاقات بين الطرفين وزرع الثقة بين الخرطوم وجوبا ).
وفي المقابل فقد أكد إتحاد عام غرف النقل السوداني جاهزيتهم لتفعيل التبادل التجاري مع دولة جنوب السودان وفقاً للسياسات والإتفاقيات الموقعة بين البلدين.وأعلن شمس الكمال حمد دياب المسؤول بالإتحاد أن جميع مواعين النقل بالسودان جاهزة لمد دولة الجنوب بجميع السلع الغذائية والدوائية والملبوسات عقب التوصل لاتفاق في هذا الشأن بين البلدين، خاصة وأن هناك مطالبات من التجار بدولة الجنوب لمدهم بالسلع كافة.وتوقع دياب إنتعاش التجارة بين البلدين والإقتصاد بشكل مباشر بعد قرار فتح الحدود خاصة وأن دولة الجنوب تعتمد كلياً على السلع من السودان، مؤكداً الإلتزام بسياسات الدولة الموضوعة بشأن التبادل التجاري بين البلدين.
ويقول خبراء اقتصاديون أن السودان قد خسر مليارات الدولار, نتيجة, توقف التجارة عبر الحدود مع دولة جنوب السودان المغلقة أن السودان قد تضرر اقتصاديا كثيرا من غلق الحدود، وأشاروا إلى أن السودان تكبد خسائر فادحة بلغت نحو 7 مليارات دولار، جراء إغلاق الحدود مع دولة الجنوب.
عموما فإن التجارب والشواهد السابقة تؤكد أن السودان يعد من أكثر الدول التي تتعامل بالمثل في السياسة الخارجية، وأن سياسة “المرونة”، لم تكن يوما على حساب المواطن السوداني ، لذا فإن إعادة فتح الحدود مع دولة الجنوب قد ستاتي وتعود بالخير الوفير للسودوان وشعبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق