الأحد، 31 ديسمبر 2017

الزيارة الإستراتيجية الأبرز في التاريخ السياسي المعاصر للسودان!!

زيارة الرئيس التركي، أحد أبرز القادرة الأتراك الذين وضعوا بصمات تاريخية مفصلية واضحة في تركيا والإقليم وعلى النطاق الدولي (رجب طيب أردوغان) إلى السودان أواخر ديسمبر 2017م هي
في واقع الأمر وببساطة متناهية زيارة ذات طابع إستراتيجي بحت. كيف ذلك؟ الرئيس أردوغان قال
في معرض حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده معه الرئيس البشير في باحة القصر الرئاسي المطل على النيل في الخرطوم ان بلاده سبق وأن وضعت في العـ2005ـام إستراتيجية دخول القارة الأفريقية من أوسع أبوابها ولذا فإن تركيا الآن تؤسس لتعاون إستراتيجي مع السودان لفائدة
الطرفين، جاءت أولى خطواته بتوقيع الجانبين على إتفاقية التعاون الإستراتيجي بين البلدين والتي يترأسها رئيس البلدين.
هذه الإتفاقية تحوي في متنها الاتفاقيات الـ(12) التي وقعها الجانبان في المجالات المختلفة (الزراعة ، الصناعة، الصحة) وغيرها، وكان أبرز ما لفت الأنظار بحق الطبيعة الإستراتيجية للزيارة أن الوفد التركي جاء محتشداً بحوالي (200) من قادة ورؤساء الشركات التركية ورجاء الأعمال ذوي الباع
الطويل في المجالات الإقتصادية المختلفة. ولكي نقف على المدى الإستراتيجي الهام لهذه الزيارة التي إمتدت لـ(3) أيام نلاحظ الآتي :
أولاً : الجدية البالغة التي تباهت بها وفد رجال الأعمال التركي مع رصفائهم السودانيين.
كانوا جميعاً يملكون معلومات كافية ودراسات جدوى حاضرة وأفق واسع للمستقبل، إذ على سبيل المثال تم الاتفاق على زراعة (مليون فدان) من القطن في الأراضي السودانية من شأنها أن تحقق عائداً يصل إلى (مليار دولار) في سنوات قلائل.
ثانياً : رفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين من الرقم المتواضع السابق ( 500 مليون دولار) إلى مليار دولار في عام واحد ليصبح بعد ذلك 10 مليار دولار.
وقد بدت جدية الجانب التركي شديدة الوضوح في هذه النقطة على وجه الخصوص حيث كان وزير الاقتصاد التركي (نهاد زيابيكي) يحمل ضمن أوراقه قرار فتح ملحقية تجارية لتركيا في سفارتها بالخرطوم للإهتمام المباشر والناجز برفع قيمة التبادل التجاري.
ثالياً : قضايا السياحة والتعدين والزراعة وساحل البحر الأحمر في السودان حظي باهتمام الرئيس أردوغات شخصياً بالزيارة التي قام بها إلى هناك وتفقد خلالها سواكن والميناء السوداني وأبدى ملاحظات وقدم مقترحات كان واضحاً أنها نابعة من صميم شعور تركيا بأنها تدخل في شراكة
إستراتيجية كاملة مع السودان لا تدع مجالاً سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً الا وقتلته بحثاً.
رابعاً : المخاوف والهلع الذي بدأ واضحاً على بعض دول الجوار جراء الزيارة وطبيعة المحادثات والأهداف التي جرى بلورتها لتصبح عنواناً لمستقبل الشراكة كلها أمور تشير إلى متغيرات إستراتيجية وإلى نهضة اقتصادية كبرى من الطبيعي أن تثير ذعر بعض الذين يعانون المخاوف والوساوس
والهواجس.
ان اقتران الإقتصاد السوداني الناهض بالإقتصاد التركي وتأسيس هذه البنية التحتية الإستراتيجية في عصر النهضة وعصر الكيانات الإقتصادية الكبيرة ما هي إلا نقلة تاريخية يدير السودان يدير السودان إدارة دفتا بمهارة يحسد عليها حتى من جيرانه ذلك أن تركيا لاعب إقليمي ولاعب دولي نجح
في توظيف الملعب الأوروبي الشرق أوسطى لصالح الإقليم بإمتياز ومن المؤكد أن السودان المتطلع إلى مستقبل زاهر وأفضل يقيم هذه الشراكة بدافع بناء نهضته بالمشاركة مع أصحاب التجارب الناجحة!!

التعايش الديني في السودان حقائق وأرقام غير قابلة للنفي!!

لا يستطيع أي مراقب موضوعي ومنصف للشأن العام في السودان أن يتجاهل عمق التعايش الديني والتسامح الذي يتجلي بوضوح في هذا البلد سواء علي النطاق الرسمي متمثلاً في القواعد والقوانين الداعمة لهذا التوجه الاستراتيجي

أو علي النطاق الشعبي الجماهيري الملاحظ في الممارسة اليومية المعتادة.
الحكومة السودانية وحرصاً منها علي تعميق هذه الروح وهذه الإستراتيجية أقامت في 18 ديسمبر 2017 ورشة التعايش الديني في السودان ناقشا عدداً من الأوراق الهامة في هذا الخصوص.
الورشة تولت إقامتها وزارة الإرشاد والأوقاف وهي وزارة تم إنشائها بصفة رسمياً في العام (2001) وذلك بموجب المرسوم الجمهوري الصادر عن الرئيس البشير والذي يحمل الرقم (12) استناداً إلي دستور السودان السابق الصادر في العام سنه 1998، وعقب إجازة الدستور الانتقالي الذي أعقب اتفاقية السلام الشاملة في العام 2005 أنيط بالوزارة بوضوح السياسات العامة والتخطيط والتنسيق بين المستويان الاتحادية والولائية والتدريب المجتمعي.
ومن ثم فإن الوزارة المعنية بقضايا المجتمع حددت بوضوح أهدافها الإستراتيجية المتمثلة في أّذكاء روح التدين لدي الأفراد وتزكيتهم للوصل إلي مجتمع الفضيلة وتحريك وسائل الدعوة والإرشاد في مجتمع يسوده التوافق والانسجام وعلي وجه العموم فإن وزارة الإرشاد السودانية المعنية بهذا الملف الاستراتيجي الهام أصبحت لديها (11) اختصاص تم تحديهم بموجب المرسوم الجمهوري رقم (21) الصادر في العام 2017 من بينها وضع السياسات العامة للدعوة، وتعميق روح الإخاء والتسامح الديني وكفالة حرية الاعتقاد ورعاية الشئون الدينية الخاصة بغير المسلمين بالتعاون مع الولايات والمؤسسات ذات الصلة.
وقد تم عقد ورشتين بها الخصوص في أمراهما في العام (2012 ) وثانية في العام 2016 الأولي لمسئولي الدعوة الإسلامية والثانية لقادة الكنائس ورجال الدين المسيحي.
الورشتين خرجتا بموجهات إستراتيجية تمثلت في ضمان حرية العقيدة والعبادة وحفز وتكثيف النشاط الديني لتزكية المجامع ودعم جهود تعميق الإيمان وتبني منهج الوسطية ودعم مؤسسة الأسرة وحمايتها وتشجيع الحوار الديني والمجادلة بالحسنى وبناء قاعدة بيانات دعوية وأحكام التنسيق بين وزارة الإرشاد ووحداتها بالولايات وتوجيه وتطوير الخطاب الدعوي بما يخدم مصلحة المواطنين والوطن، وإصلاح واقع الأوقاف ومراعاة التوازن في توزيع المساجد والكنائس والخلاوي ودور العبادة المختلفة علي نطاق السودان.
بناءً علي تلك الأسس دعت الوزارة في العام (2007) لأول مؤتمر للحوار الإسلامي المسيحي شارك فيه دعاة وقادة كنائس من مختلف أنحاء العام ثم انعقد المؤتمر الثاني في العام (2009) وكان من ثمار هذين المؤتمرين أن المشاركين الذين جاء وأمن كافة أنحاء العام أثنوا ثناءً كبيراً علي نموذج التعايش الديني الذي لمسوه عملياً وعلي الأرض في السودان، بل أن هؤلاء المشاركين تداعوا للمشاركة في اليوم الذي احتفلت فيه الكنائس الوطنية السودانية – العام 2016- ربما أسمته (يوم الشكر) وهو كرنفال حاشد شهدته أم درمان أكد فيه المشاركين وقادة الكنائس السودانية أنهم يتمتعون بكامل حقوق المواطنة والعيش الكريم المشترك ولذل يبرز السؤال المهم: هل في السودان تعايش ديني؟
في الواقع لم يسجل التاريخ حادثة واحدة ولو طفيفة تنفي وجود تعايش ديني في السودان فعلاوة علي أن السودان يستقبل مئات الآلاف من اللاجئين من دول الجوار فهناك وجود أجنبي كثيف لغير المسلمين في السودان بعضهم دخلوا البلاد بطرق قانونية ولديهم أقامات وهم حوالي (50,157) مقيماً وهم من مختلف دول العالم وبعضهم دخولا بطرق غير مشروعة وهم حوالي (454,556) أجنبي! وبعض ثالث هم لاجئين من أُثيوبيا واريتريا وجنوب السودان ويقيمون في مخيمات لاجئين ويبلغ عددهم حوالي (3 مليون) هذه الأعداد المهولة للاجئين أجانب ليسوا جميعهم مسلمين يؤكد حقيقة التعايش الديني في السودان، فإذا كان حال الأجانب غير السودانيين فما بالك بالسودانيين أصحاب الجنسيات وحقوق المواطنة؟ أما عدد الكنائس فحتي نهاية العام 2016 بلغت (702) كنيسة مقابل (28,911) مسجد، لم تسجل مضابط الشرطة أي اعتداء علي كنيسة وان سجلت اعتداءات علي مساجد، ومرد ذلك دون شك إلي التعايش الديني الملموس في السودان.
لقد عملت الورشة المذكورة من خلال الأوراق المهمة التي قدمت علي مدي يوم كامل علي إثبات وترسخ مفهوم التعايش الديني في هذا البلد ومن المستحيل حتي علي من هو مكابر ومغالط أن يغالط في وجود تعايش ديني حقيقي وملموس في السودان.

أنقرا.. الخرطوم و(3) أيام هزت العالم!!

لم تأت الشراكة السودانية التركية المشبعة بقدر وافر من الرؤى الإستراتيجية المتطلعة للمستقبل من فراغ! فالرئيس أردوغان لم يستقل طائرته الرئاسية ليقضي زهاء الـ(3) أيام في السودان فقط من أجل البروتوكول والمراسم والصدى الإعلامي.

الرجل ملأ طائرته بأكثر من مائتي رجل أعمال ورئيس شركة ووزراء ومساعدين بحيث سد الأفق تماماً في مطار الخرطوم. السودان من جانبه كان قد هيأ كل أوراقه وقضاياه لاستقبال المنظومة التركية الإستراتيجية التي نادراً ما تلتئم على هذا النحو، إذا لم يكن الأمر بالفعل يأتي في سياق عمل إستراتيجي تاريخي حافل بالمتغيرات. تركيا كانت منذ عقود ترنو بعينين ثاقبتين إلى الموارد السودانية الهائلة التي تحتاج فقط لتحريكها وإخراجها من مكانها.
ويكفي أن نعلم هنا أن القطاع الخاص التركي، قطاع صعب الإستهانة به وقل أن تجد نظيراً موازياً له في المنطقة، إذ أن هنالك حوالي (101) مؤسسة طوعية في تركيا تضم  رجال الأعمال والشركات وتدير مصالحهم!! ولا شك أن هذا يعكس أهمية القطاع الخاص في تركيا وتأثيره المباشر على مجمل النشاط الاقتصادي للدولة هناك، ومن جانب آخر يعكس أيضاً قدرة هذه المؤسسات في نقل تجربتها وإمكانات التدريب وإكساب المهارة لدولة أخرى!! كما أن حديث الرئيس أردوغان القطاع بعدم رضائهم في تركيا عن حجم التبادل التجاري بين أنقرا والخرطوم والذي لا يتعدى الـ(500) مليون دولار سنوياً وعزفهم رفع هذا الحجم إلى (1) مليار دولار على المدى القصير ثم (10) مليار دولار على المدى المتوسط يعطيك قراءة كافية على أن هذا الوفد الكبير لم يأت إلى السودان في إطار زيارة والسلام.
بل أن وزير الاقتصاد التركي (نهاد زيابيكي) جزم بأن الوزراء المختصين في البلدين منحو فترة زمنية قدرها (عام واحد) ليرفعوا تقارير وافية عن ما تم إنجازه وتحقيقه بشأن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي بلغت (12) اتفاقية! الوزير التركي قال إن متابعة صارمة سوف تتم خلال المدى الزمني المضروب لمعرفة ما تم حتى يتسنى البناء عليه واستكمال الشراكة الإستراتيجية بكافة جوانبها! بل ان بعض المشروعات التي تم طرحها في المجال الزراعي مثل زراعة مليون فدان قطناً، بدأ واضحاً ألا عائق يعيشقها،
الأرض موجودة، الري موجود، ورأس المال متاح والجانب التركي مستعد بالآليات والمكينة والمورد البشري. وهكذا بإمكاننا أن نقول ان الخرطوم وأنقرا وضعتا أساساً لشراكة اقتصادية من نوع استراتيجي خاص من النادر أن يتوفر في ظروفنا الحاضرة، فالسودان خرج من مرحلة العقوبات الإقتصادية الأمريكية وهو يبحث عن ما يداوي جراحة ويعيد حركة جسده المثخن بالطعنات والضربات، وتركيا التي لم تكن على قناعة أصلاً بتلك العقوبات ووقفت مع السودان في تلك المحنة تدرك أن تكامل الجهد والعقل ورأس المال والخبر يصنع المستحيل! تركيا حققت ما يشبه المستحيل في السنوات الـ(10) الماضية، ويتكامل نجاحها المذهل الآن لخلق مساحة نجاح إقليمية أوسع وأكثر تأثيراً وحراكاً!

زيارة أردوغان والإعلام المصري..

لا ندري لماذا تحاول بعض وسائل الإعلام المصرية، التعامل مع زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا للسودان بهذه الدرجة من الغيظ وسوء النية،
وتفسيرها والإيحاء بأنها ليست في صالح مصر، كأن السودان عدو لدود وتركيا خصم متربص، كما تحاول بعض العقليات الإعلامية المصرية التعامل مع قضايا السودان بحنق كأنها تعتقد أن بلادنا ضيعة تتبع للقاهرة،
فهذا الوهم والتوهم الذي يسيطر على بعض إخوتنا الإعلاميين وربما السياسيين في شمال الوادي، لا معنى له وهو يثير السخرية وربما الشفقة لما وصل إليه حال الإعلام المصري .
> زيارة الرئيس التركي أردوغان، زيارة مهمة وتاريخية بالنسبة للسودان، ومن حق السودانيين الاحتفاء بضيفهم وحُسن وفادته واستقباله.
> فتركيا دولة شقيقة مسلمة ظلت لقرون قائدة للعالم الإسلامي، وهي آخر مواطن الخلافة الإسلامية التي تآمر على إسقاطها الغربيون واليهود، ومزقوها إرباً إرباً، كمقدمة لتمزيق وحدة بقية الدول الإسلامية والعربية. ولو كانت تركيا قوية في بدايات القرن العشرين، لتغير مسار التاريخ، والآن بقوة تركيا الحالية سيتغير مسار التاريخ .

> للسودان علاقات قوية مع تركيا، وبينهما روابط ومنافع مشتركة ومنطلقات واحدة لا يمكن أن تنفصم عُراها، وهي لصالح الشعبين ولمصلحة كل الأمةالإسلامية، ولن تكون أبداً علاقة موجهة ضد أية جهة أو على حساب مصر كما تتوهم بعض الأصوات والأقلام المصرية .
> زيارة السيد أردوغان إلى السودان، زيارة أخ لإخوته وزعيم دولة عظيمة تهب كل تجربتها وخبرتها لصالح إخوة الدين والعقيدة، ولا تحمل إلا الخير للسودان ومحيطه وجيرانه، ومن العيب أن تظن بعض وسائل الإعلام المصرية أن الزيارة لها أهداف ومرامي أخرى يمكن أن يتضرر منها أي طرف مهما كان، فهذا تفسير وتأويل لا قيمة له وتحركه أغراض ومشاعر مريضة، لا تخدم حتى مصالح مصر نفسها التي أعلن وزير خارجيتها السيد سامح شكري أن بلاده تريد تطبيع علاقاتها مع تركيا، فكيف تخرج علينا تخاريف صحافية وإعلامية من القاهرة تريد تشويش وتشويه زيارة رئيس دولة الى دولة أخرى ذات سيادة وليست لديها أية علاقة عداء مع جيرانها، فلمصلحة من يُراد لهذا الفهم المغلوط والقاصر أن يتمدد في الإعلام المصري؟.

> إذا كان السودان يعمل على تطوير وترقية علاقاته مع أشقائه وأصدقائه من كل دول العالم، ويعمل على تنمية موارده وقدراته الاقتصادية والعسكرية وتقوية دوره السياسي والتفاهم مع الجميع على قواسم وأسس مشتركة للتعاون، فما الذي يضير مصر من ذلك؟ هل من حقنا بناء على ما ينشره ويبثه الإعلام المصري أن نصدق ما يقال عن حرص مصر الرسمية في كل الحقب في السابق والحاضر، أن يظل السودان ضعيفاً وفقيراً معدماً وتابعاً؟ وأن يقبع في أقبية التخلف التنموي وتحت الضغوط الاقتصادية ولا يستفيد من موارده وثرواته؟.

> من العيب أن يظل بعض الإعلاميين المصريين يحملون هذه الرؤية والتصور في التعامل مع السودان، وأن يلوكوا هذه العلكة الفاسدة كل هذا الوقت، اذا لم يتخلصوا من هذه العلل والأمراض والوساوس القهرية، ستفقد مصر كل جار وصديق، وستكسب الكراهية والبغض من أقرب الأقربين قبل الأبعدين، وبعد قليل اذا استمرت هذه العقليات الشوهاء في واجهة الإعلام المصري ، فلن نجد من يُؤْمِن بحقيقة أن قوة السودان هي قوة لمصر وقوة مصر قوة للسودان .
> يا هؤلاء رويدكم ..زيارة أردوغان لن تغير حقائق الجغرافيا ولا معالم التاريخ .. لكنها حتماً ستغير من مفاهيم بالية وقديمة .. فغيروا من نظرتكم للسودان يتغير الكثير معها .

الخميس، 28 ديسمبر 2017

مصر تقترح مشاركة البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة


اقترح وزير الخارجية المصري سامح شكري ، أمس، مشاركة البنك الدولي طرفا (محايدا) في اللجنة الفنية الثلاثية لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
وأجرى شكري،أمس ، مباحثات مع نظيره الإثيوبي (ورقينة جيبيو)، بأديس أبابا، لطرح سبل تجاوز الجمود في المسار الفني لمفاوضات سد النهضة.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها إن القاهرة اقترحت (مشاركة البنك الدولي بوصفه طرفا له رأي محايد وفاصل في اللجنة الفنية الثلاثية، نظرا لما يتمتع به البنك من خبرات فنية واسعة، ورأي فني، يمكن أن يكون ميسراً للتوصل إلى اتفاق داخل أعمال اللجنة الثلاثية).
وقال شكري إن بلاده تثق في (حيادية) البنك الدولي، وزاد (لديه قدرة على الاستعانة بخبراء فنيين على درجة عالية من الكفاءة).
وأشار الوزير المصري الى أن بلاده تعاملت بمرونة مع التقرير الاستهلالي ووافقت عليه دون تحفظات، اقتناعا منها بأن الدراسات ذات طبيعة فنية ولا تحتمل التأويل أو التسييس.
وزاد (عدم التوصل لاتفاق حول التقرير الاستهلالي المعد من جانب المكتب الاستشاري، من شأنه أن يعطل بشكل مقلق استكمال الدراسات المطلوبة عن تأثير السد على دولتي المصب (السودان ومصر )، في الإطار الزمني المنصوص عليه في اتفاق المبادئ).
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإثيوبي التزام بلاده بالاتفاق الإطاري لإعلان المبادئ، وأن بلاده حريصة على نجاح المفاوضات والتعاون مع السودان ومصر ، مشيرا إلى أن إثيوبيا لا تسعى للإضرار بمصالح مصر المائية.
وتعهد الوزير الإثيوبي – حسب البيان المصري – بدراسة المقترح المصري والرد في أقرب فرصة، كما أعرب الوزير المصري عن اعتزامه طرح المقترح على السودان خلال الأيام المقبلة (دون تحديد موعد).

تقرير فرنسي: زيارة أردوغان تسهم في فك العزلة الغربية عن السودان

نشرت صحيفة (آفريك لاتريبين) الفرنسية تقريراً حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أرودغان إلى الخرطوم ضمن جولة أفريقية تشمل عدة دول.
أشار التقرير أن زيارة أردوغان إلى السودان تعتبر الأولى من نوعها، مشيراً إلى أن نتيجة هذه الزيارة ستمكن السودان من اختراق حاجز العزلة الدولية الغربية التي كان يعاني منها، وكسب الدعم المالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة أردوغان إلى القارة الأفريقية تهدف إلى أن أنقرة تسعى للمشاركة في السباق الاقتصادي العالمي نحو السوق الأفريقي، مشيراً إلى أن الأهداف الاقتصادية تعد من إبراز الدوافع التركية نحو بسط نفوذها في القارة الأفريقية خاصة وأن تركيا تمثل قوة صاعدة تسعى لاكتساح أسواق جديدة لفائدة شركاتها.
وتطرق التقرير إلى توقيع (12) اتفاقية للتعاون بين الخرطوم وأنقرة في المجالات الزراعية والاقتصادية والعسكرية فضلاً عن إنشاء مجلس للتعاون الإستراتيجي للطرفين والاتفاق على زيادة حجم الشراكة بين الجانبين.

غندور: لا نؤمن بسياسة الأحلاف ونتعاون مع تركيا حول أمن البحر الأحمر

الخرطوم:هويدا المكي اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أمس ، زيارته للبلاد والتي استمرت ثلاثة أيام ، توجها بتوقيع (21) اتفاقية مع السودان ، وأعلن الرئيسان عمر البشير وأردوغان في بيان مشترك ، تطابق وجهات نظرهما في التطورات الإقليمية والدولية، والتزامهما بمواصلة التنسيق وتبادل الدعم في المحافل الإقليمية، ومنابر المنظمات الدولية ، فيما نفى وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور وجود حلف يضم (تركيا وإيران وقطر) يشارك فيه السودان وشن هجوماً عنيفاً على وسائل إعلام مصرية شككت في أهداف زيارة أردوغان للخرطوم، وقال (واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول).
وقال غندور ،في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ،أمس، بمطار الخرطوم ، إن (السودان لم ولن يكون طرفاً في حلف ولا نؤمن بسياسة الأحلاف، ونحن منفتحون على أشقائنا في كل العالم كأصدقاء محبين للسلام لتحقيق المصالح المشتركة والسلم والأمن الدوليين).
وأضاف (نحن منفتحون على كل دول العالم الأصدقاء والمحبين للسلام، وتجمعنا المنفعة المتبادلة لمصلحة شعوبنا، ولمصلحة السلم والأمن العالميين).
ووصف غندور تركيا بأنها (دولة شقيقة ويربطنا معها تاريخ عريق، وعلاقاتنا معها ظلت على الدوام علاقات متميزة، وهذه الزيارة تضع تلك العلاقات في طريقها الصحيح لتتحول من علاقات حب إلى علاقات منفعة لشعبي البلدين).
ولم يستبعد غندور وجود ترتيبات عسكرية مع تركيا في إطار التدريبات العسكرية التي استضافها السودان مع دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول شرق أفريقيا. وقال (بالتالي أي ترتيبات عسكرية مع تركيا واردة وقد وقعت اتفاقية قد ينتج عنها أنواع من التعاون العسكري).
ولفت إلى توقيع السودان على اتفاق لإنشاء مرفأ لصيانة السفن المدنية والعسكرية شراكة بين السودان وتركيا، بجانب الجزيرة الممتدة خارج سواكن التي ستقدم للاستثمارات التركية كمنطقة سياحية لإعادة سيرتها الأولى لينطلق منها الحجاج سياحة وعبادة.
وأكد أن السودان يولي أهمية كبيرة لملف أمن البحر الأحمر ، (خاصة أن 750 كم من شواطئ البحر الأحمر هي شواطئ للسودان، من إريتريا وصولاً إلى حدودنا مع مصر، وأن 86% من تجارة النفط العالمية تمر بهذا الممر المائي المهم، وتقع على شاطئه كثير من الدول)، مشيراً الى تنسيق السودان مع أشقائه وجيرانه المطلين على البحر الأحمر.
واستنكر وزير الخارجية ردود بعض الإعلام المصري السالبة على زيارة الرئيس التركي للبلاد. وقال (نحن لا نأخذ كل الشعب المصري بجريرة البعض ولكن واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول).
وزاد (واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول، لو لم تكن الزيارة ناجحة جداً ومهمة جداً لما أثاروا تلك النقاط، لذلك من يمت بغيظه فليمت، وليفرح بسعدنا وفرحنا من يفرح).
وأكد وزير الخارجية أن توقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين السودان وتركيا ومجلس استراتيجي برئاسة رئيسي البلدين، بجانب أكثر من 21 اتفاقية في مجالات التعاون المختلفة أكبر دليل على نجاح وأهمية زيارة الرئيس التركي للسودان.

من جانبه قال وزير الخارجية التركي في رده على ردود الفعل السالبة لبعض الأجهزة الإعلامية المصرية حول الزيارة، قال أوغلو (إن غالبية الشعب المصري تشعر بالسعادة تجاه الزيارة، ومن لا يريد أن يفرح بها فليحزن).وأكد أن زيارة أردوغان للسودان حققت أهدافها الاستراتيجية المنشودة كافة، وأن مجلس التعاون الاستراتيجي الذي تم الاتفاق عليه سيتابع تطوير وتعزيز العلاقات في المجالات كافة.وقال (إنها المرة الأولى التي يبقى فيها الرئيس التركي خارج بلاده لمدة ثلاثة أيام مما يؤكد اهتمامه بعلاقة البلدين).
وأبان أن الاتفاقيات التي وقعها الجانبان خلال الزيارة ستزيد حجم الاستثمارات التركية بالبلاد، مشيراً إلى رغبة الرئيس التركي في زيادة التبادل التجاري من 500 مليون دولار بالتدرج إلى عشرة مليارات دولار.
وأكد أوغلو اهتمام تركيا بالأمن في أفريقيا عموماً، والسودان بوجه خاص.وقال إن تركيا ستواصل الدعم الأمني للسودان ومكافحة الإرهاب في منطقة البحر الأحمر، ولفت أوغلو إلى توجيهات رئيسي البلدين بتقديم الدعم الأمني والشرطي للسودان. وقال (سنطور علاقاتنا في مجال الصناعات الدفاعية)، مشيراً إلى دخول الشركات الأمنية في هذا المجال وإلى توقيع اتفاقيات في ما يتعلق بأمن منطقة البحر الأحمر.
ونفى الوزير أن يكون لبلاده أي تحالف مع قطر وإيران، مؤكداً أن تركيا تنظر بنظرة واحدة لكل الدول الإسلامية، داعياً إلى عدم الالتفات لمثل هذه الفتن.وقال (إن تركيا تقول لكل من يخطئ إنك أخطأت) لافتاً إلى الانتقادات التي وجهتها بلاده إلى إيران حول أحداث العراق.
وأكد أوغلو أن تركيا هدفها وحدة وتعاضد الأمة الإسلامية حول قضاياها والقدس بوجه خاص. وقال (إن أزمة الخليج ليس لها سبب واقعي وحتى الآن تم طرح ادعاءات ولم يتم إثباتها). وأشار إلى دعم تركيا للمبادرة الكويتية، لافتاً إلى عدم وجود سبب يمنع تسوية الأزمة.
وفي ما يتعلق بالعلاقات التركية المصرية، قال وزير الخارجية التركي (لم يصلنا أي طلب مصري بعودة العلاقات، وكل ما هناك هو تصريح من وزير الخارجية المصري في هذا الاتجاه). وأضاف (وزيرا خارجية البلدين سيعملان عبر الحوار على عودة العلاقات)، مشيراً إلى أن مصر القوية مهمة لأفريقيا والعالم العربي والإسلامي وفلسطين بوجه خاص.
وفي السياق ذاته، قال بيان صادر في ختام زيارة أردوغان للبلاد إن (الرئيسين عبرا عن ثقتهما بأن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها إبان الزيارة ستسهم في ترقية التعاون الثنائي على أساس المنافع المتبادلة والشراكة العادلة بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في السودان وتركيا).وأشار البيان إلى أن (الرئيسين اتفقا خلال المباحثات الثنائية على قيام شراكة استراتيجية بين البلدين).

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

مباحثات عسكرية بين السودان وتركيا وقطر بالخرطوم

كشفت رئاسة أركان الجيش التركي، بأن رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي أكار، قد عقد في العاصمة الخرطوم، اجتماعاً ثلاثياً، مع نظيريه السوداني والقطري، على هامش مرافقته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الزيارة الرسمية إلى السودان.
ونقلت وكالة الأنباء التركية (الأناضول)، بياناً عن أركان الجيش التركي، قال إن الجنرال أكار قد عقد اجتماعاً ثلاثياً، الاثنين، مع نظيريه السوداني عماد الدين مصطفى عدوي، والقطري غانم بن شاهين الغانم، دون الإشارة إلى تفاصيل عن المباحثات العسكرية الثلاثية.
وأنهى الرئيس أردوغان، زيارة إلى السودان، الثلاثاء، استمرت لثلاثة أيام، وذلك ضمن جولة أفريقية، تقوده إلى تشاد وتونس، يرافقه فيها 200 رجل أعمال.
وتطورت العلاقات الثنائية بين السودان وتركيا حثيثة، بعد وصول حزب (العدالة والتنمية) إلى السلطة في تركيا عام 2002، وشهدت تحسناً لافتاً خلال الفترة اللاحقة.
ولم يستبعد وزير الخارجية إبراهيم غندور وجود ترتيبات عسكرية بين بلاده وتركيا في إطار التدريبات العسكرية التي استضافها السودان مع دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول شرق أفريقيا.
وأضاف: "بالتالي أي ترتيبات عسكرية مع تركيا واردة وقد وقعت اتفاقية قد ينتج عنها أنواع من التعاون العسكري".
وزيارة أردوغان إلى الخرطوم، وهي الأولى لرئيس تركي للسودان منذ استقلاله 1956، استمرت يومين.

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

أردوغان في الخرطوم السودان وتركيا … تقارب (سياسي) وتآلف (شعبي)

استقبلت الخرطوم يوم (الأحد)، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبالا جماهيريا حاشداً، حيث اصطفت الجماهير على طول جنبات الطريق المؤدي الى المطار رافعين لافتات تحمل صوره وترحب به. وتعد زيارة الرئيس التركي للسودان الأولى من نوعها منذ إعلان استقلال السودان في يناير عام 1956، وتأتي جولة أردوغان في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، بسبب قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والبدء بنقل سفارة بلاده إليها. وفي وقت تعتبرها الأوساط الرسمية والشعبية مكسباً للسودان، و يعول كثيرون أن تنشط هذه الزيارة، الشراكة الاقتصادية بين البلدين، لاسيما وان الرئيس التركي الذي وصل الخرطوم على متن طائرتين احداهما تقل 200 رجل أعمال تركي. وتحتفظ تركيا بعلاقات جيدة مع السودان، كما يحظى الرئيس رجب طيب أردوغان بقبول شعبي كبير في السودان، لا سيما بسبب موقفه الأخير الرافض للقرار الأمريكي بشأن القدس. الزيارة الأولى من نوعها
ورغم أن أردوغان سيكون أول رئيس تركي يزور السودان منذ استقلاله ، إلا أن السنوات القليلة الماضية شهدت العديد من الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إن «الزيارة تأتي في إطار تعميق العلاقات الأخوية المتطوّرة بين البلدين، والتي ترتكز على روابط تاريخية وثقافية واجتماعية عميقة الجذور، ولتعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة بين البلدين». وتوقع عدد من المراقبين بأن الزيارة ستؤتي أكلها بتعزيز العلاقات السودانية التركية في مختلف المجالات، وفي نفس الوقت تقود لوحدة الأمة الإسلامية، لتحقيق غايات كبيرة أهمها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية».
«الفرصة تأتي مرة واحدة «هذه العبارة ابتدر بها الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي الرشيد ابو شامة حديثه حول زيارة الرئيس التركي اردوغان للخرطوم، وقال لـ(الصحافة) « انا متفاءل كثيرا بهذه الزيارة لاسيما وان العلاقات جيدة بين البلدين»، واضاف ان السودان يتفق مع تركيا في العديد من المواقف الدولية لاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والموقف اتجاه سوريا. وزاد: « تحاول تركيا اعادة امجاد الإمبراطورية العثمانية وقيادة العالم الاسلامي، كما ان الرئيس التركي حفيد احد السلاطين العثمانيين والسودان لا يختلف مع تركيا وحريص على علاقاته بها، وهي تعد من قائمة الدول الـ 20 الأكبر اقتصاداً في العالم، ويمكن الاستفادة منها في المجالات الزراعية والصناعية لاسيما في المجال الطبي»، واقترح ابو شامة ان تستفيد (الخرطوم) من واجهة (أنقرة) بتحويل صادرات السودان عبرها والدخول للعالم عبرها خاصة انها دولة قوية ومنفتحة مع العالم.
تعاون مشترك
ويرى الدكتور حسن علي الساعوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين ورئيس الجمعية السودانية للعلوم السياسية ان زيارة الرئيس التركي اردوغان للخرطوم مفيدة للسودان ولتركيا في ذات الوقت، وقال لـ(الصحافة) اللقاء الاول بين الرئيسين عمر البشير و اردوغان مهم ، لاسيما وان استراتيجية تركيا الدخول للاستثمار في العالم العربي والافريقي عبر بوابة السودان، واحتياج السودان للتقنية التركية خاصة وانها تعد من الدول المتطورة في مجالات الصناعة والزراعة . واضاف الساعوري ان السودان كان (بطئ) في علاقة التعاون مع تركيا ، وتوقع ان تسرع هذه الزيارة خطى العلاقات لاسيما في مجال الاستثمار
بدورها، أعلنت جامعة الخرطوم عن منح درجة الدكتوراة الفخرية لأردوغان «اعترافاً بجهده المتميز في قيادة نموذج ناهض للتنمية في بلاده، وخلقه لشراكات مع السودان والمجتمع المدني في مجال التعليم والصحة، وتقديم العون الإنساني والتنموي والاقتصادي، إضافة لمواقفه المميزة تجاه قضايا الحقوق والعدالة في العالم» بحسب بيان الجامعة.
اهتمام كبير بالزيارة
زيارة الرئيس أردوغان للسودان قوبلت باهتمام كبير رسميا وشعبيا، حيث تم الغاء مؤتمر شورى حزب «المؤتمر الوطني» ، من أجل الزيارة، وتوقعت وزارة الخارجية في بيان لها بأن «تفضي الزيارة إلى نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين وتعزيز الشراكات الاقتصادية القائمة بينهما، خاصة في مجال الاستثمار والإنتاج الزراعي ومجالات التعليم العالي والبيئة والتعاون العسكري والقانوني والطرق والتعدين والطاقة والصحة والسياحة». وستتضمن زيارة أردوغان للسودان توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة بين الخرطوم وأنقرة، كما ان الموارد الضخمة والموقع الاستراتيجي للسودان، وما تتمتع به تركيا من تقنية وسبق اقتصادي، مكنها من أن تكون على قائمة الدول الاكبر اقتصادا، مما جعلها زيارة ذات فوائد عديدة لاسيما في المجال الاقتصادي.
مكاسب سياسية
وتعتبر الحكومة السودانية، هذه الزيارة مكسباً سياسياً، كونها الأولى من نوعها لرئيس تركي للبلاد منذ استقلال السودان في 1956، في حين كانت زيارة الرئيس الأسبق جعفر النميري لتركيا، في العام 1981، هي الأولى لرئيس سوداني إلى تركيا.
وبعد وصول «الانقاذ الوطني» للحكم في السودان (عام 1989)، وفوز حزب «العدالة والتنمية» في انتخابات 2002، شهدت العلاقات بين الخرطوم وأنقرة تطوراً نوعياً، توج بتشكيل لجان وزارية مشتركة وزيارات عديدة للرئيس عمر البشير لتركيا، لتنضم الأخيرة بذلك للدول التي تحدت قرار المحكمة الجنائية الداعي لتوقيف البشير، وكانت آخر زيارة للرئيس السوداني قبل أيام معدودة للمشاركة في القمة الإسلامية حول القدس.
تعاون اقتصادي
العديد من الاتفاقيات تم التوقيع عليها لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ويتضمن برنامج الزيارة انعقاد ملتقى اقتصادي يجمع كبار رجال الأعمال من البلدين.
. وأعلنت وزارة الاستثمار السودانية أن حجم الاستثمارات التركية في البلاد بلغ ملياري دولار خلال الفترة الممتدة بين 2000 و2017.
اهتمام تركي بالسودان
موقع السودان هو ما أغرى تركيا بالاهتمام به، إذ تريد تركيا أن تجعل من (السودان باب تركيا المنفتح علي أفريقيا خلال المرحلة القادمة) حسبما يذكر ذلك المسؤولون في الحكومة التركية. فالسودان الذي يرتبط مع سبع دول أفريقية بحدود مشتركة، يعتبر دولة كبيرة بحكم موقعها الجغرافي السياسي. وترى تركيا في موقع السودان الجيواستراتيجي وفي دوره السياسي الأمني الاقتصادي والتجاري في القارة الأفريقية وفي عضوية منظمة الوحدة الأفريقية والكوميسا ومجموعة الساحل والصحراء ما يؤهله لأن يقدم لها ما ترغب فيه لتحقيق انفتاحها على الدول الأفريقية. وفقا لإدارة الشؤون الأوربية بوزارة العلاقات الخارجية.
ليس هذا فحسب بل تنظر تركيا باهتمام أيضا إلى علاقة السودان بالدول الإسلامية وعضويته في منظمة المؤتمر الإسلامي. فالسودان باستطاعته أن يساهم في دعم تركيا في سياساتها التي تطبقها منذ العام 1995إزاء أفريقيا . بحسب مؤسسة الأبحاث التركية. وكذلك في سياسات تركيا التي تقوم الآن بتطويرها بكل اهتمام بهدف تعزيز موقعها بين الدول والشعوب الإسلامية. وفي إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، كما يستطيع السودان أن يقدم دعما مهما لتركيا في علاقاتها التاريخية.
بدء العلاقات مع تركيا
ظلت العلاقات بين الخرطوم وانقرة، تتسم بالتقليدية، ولم تشهد اتجاها نحو تطويرها ودفعها. ربما كان ذلك بسبب انغماس السودان في القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية واتخاذه موقفا متحفظا تجاه العلاقات مع تركيا، التي تحتفظ أيضا بعلاقة رسمية متقلبة مع إسرائيل العدو اللدود للبلاد العربية والإسلامية.
ولم تتجاوز العلاقة بين البلدين البعد الاقتصادي إلى أبعاد سياسية أو ثقافية، وحتى هذا البعد الاقتصادي انحصر في التبادل التجاري بينهما. وفي مطلع الثمانينات حدث تطور مهم في سعي القيادة التركية لتعميق صلاتها مع العالم العربي والإسلامي، أمام الضغوط السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها من حلفائها الغربيين وخاصة دول المجموعة الأوربية فصارت تبحث لها عن دور فعال في منظمة المؤتمر الإسلامي، وتتخذ مواقف سياسية واقتصادية، مؤيدة للقضايا العربية بشكل عام، ومنها تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وتوثيق صلاتها مع الدول الإسلامية عبر المؤتمر الإسلامي ومنها السودان.
العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية والدبلوماسية ينتظر ان تثمرها هذا الزيارة التي انتظرها السودان طويلا.

غندور : تبادل وثائق مع واشنطن بشأن قائمة الإرهاب

كشف وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور عن اتفاق مع واشنطن على تبادل وثائق لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال غندور في حديث لتلفزيون (بي بي سي) بثه مساء أمس الأول إن (السودان اتفق مع الجانب الأميركي على تبادل الوثائق لبناء استراتيجية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب خلال الاسابيع المقبلة للاتفاق على مسارات اخرى في إطار الجولة الثانية من المحادثات بين الخرطوم وواشنطن).
ومن ناحية أخرى قال غندور إن الخرطوم (بدأت في مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة واطلاعه على المتغيرات الديمغرافية التي تتم في منطقة حلايب من الجانب المصري).
ونفى استخدام السودان ملف سد النهضة كوسيلة للضغط على الجانب المصري لحل مشكلة حلايب.
وقال (القضيتان منفصلتان عن بعضهما وموقف السودان من سد النهضة اصيل منذ الإعلان عن قيامه).
وأشار إلى أن السودان مع اتفاقية مياه النيل للعام 1959 ومع حقوق مصر المائية. واضاف (لا أستطيع الاجابة حول الذي يريده المصريون وربما يكون هناك كثير من عدم بعد النظر لان الذي يمكن ان تجنيه مصر أكبر بكثير من الذي يمكن ان تجنيه بحلايب وغيرها).
واضاف(نحن نحاول عدم التصعيد لان العلاقة مع مصر مقدسة ولكن إذا كان هذا السبيل الوحيد فإن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية).

الاثنين، 25 ديسمبر 2017

زيارة أردوغان للسودان.. اهتمام شعبي وتطلع لعلاقات استراتيجية

يتزايد الاهتمام الشعبي والرسمي، بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ إعلان الحكومة السودانية الأسبوع الماضي، عن زيارة مرتقبة إلى البلاد.
فعلى الصعيد الرسمي، ينظر السودان إلى تركيا كحليف استراتيجي بات مؤثرا على الساحة السياسية الدولية، بل إنها ترغب في تطوير العلاقات مع أنقرة على كافة الأصعدة.
أما شعبيا فمواقف الرئيس التركي مؤخراً، من القضية الفلسطينية والقدس تحديدا، جعلته يحظى بتأييد وجماهيرية عالية لدى قطاعات كبيرة بين السودانيين على اختلاف انتمائتهم السياسية.
وزيارة أردوغان هذه، الثانية من نوعها، بعد أخرى أجراها إلى السودان في مارس/ آذار 2006، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء.
وآنذاك زار الرئيس التركي إقليم دارفور غربي البلاد، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية “أرفع زيارة يقوم بها مسؤول أجنبي للمنطقة التي تشهد نزاعا مسلحا منذ 2003.
**ترحيب حكومي
الخميس الماضي، وعند إعلان الزيارة المقررة اليوم الأحد، عبّرت الحكومة السودانية، عن ترحيبها بالزعيم التركي، في بيان صدر عن وزارة الخارجية في البلاد.
وفي البيان الذي اطّلعت عليه الأناضول، وصفت الزيارة التي تستغرق يومين بالتاريخية، كونها الأولى من نوعها لرئيس تركي منذ استقلال، البلاد في 1956.
وقالت إن الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة الرئيس السوداني عمر البشير، “ستشكل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين”.
وعلى جدول الزيارة، فمن المقرر أن يجري الرئيسان مباحثات مشتركة، وسيوقعان عددا من الاتفاقيات، كما سيشاركان في ختام انعقاد الملتقى الاقتصادي بين البلدين، بمشاركة أكثر من 150 شركة تركية.
ومن المقرر أن يزور الرئيس التركي مدينتي بورتسودان وسواكن (شرق) لتفقد الآثار العثمانية، كما سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الخاصة بالمنطقة الحرة والميناء.
وضمن الزيارة سيتسلم أردوغان درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم (أعرق جامعات السودان)، اعترافاً بجهده في قيادة نموذج ناهض للتنمية في بلاده، وخلق شراكات مع السودان والمجتمع المدني في مجالات مختلفة.
** تنسيق سياسي
وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسيمة (سونا)، فإن البلدين عملا على تقديم الدعم لبعضهما في المحافل الدولية.
وأشارت الوكالة إلى دور السودان في فوز تركيا بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، لفترة 2009-2010.
وفي ملف أصدرته الوكالة حول العلاقات بين أنقرة والخرطوم، الخميس، بمناسبة زيارة أردوغان، لفتت إلى دعم الحكومة السودانية لمرشح تركيا لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في 2007.
وأشارت إلى دعوة الحكومة السودانية المستمرة لحل المسألة القبرصية في إطار الأمم المتحدة.
وظلت تلعب الحكومة التركية، وفق الملف، على دعوة المجتمع الدولي لاعتماد الطرق الدبلوماسية في التعامل مع السودان وحل قضاياه.
كما أعلنت موقفا صريحا برفضها ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس، الذي تتهمه منذ 2009، بـ”ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية، في إقليم دارفور، إضافة إلى اتهامه بـ”الإبادة الجماعية” في 2010.
ولفت الملف ذاته، إلى تقديم تركيا مقترحا لدعم السلام والاستقرار بين السودان ودولة جنوب السودان، عبر آلية للتعاون الثلاثي بين أنقرة والخرطوم وجوبا، لتنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية، بما يعزز السلام والاستقرار عقب انفصال دولة الجنوب في 2011.
**اتفاقيات البلدين
في هذا الإطار، وقع السودان وتركيا اتفاقية للتعاون الفني في 1989، قبل أن يوقعا برتوكول للتعاون الثقافي، واتفاقية لجدولة ديوان السودان في 1992.
وشهد 2002 توقيع عدة اتفاقيات للتسهيلات الائتمانية، لبناء الجسور ومشاريع الصرف الصحي، تلتها اتفاقية للتعاون الصحي في 2007.
ووقع البلدان أيضا اتفاقية للتعاون بين المركز القومي للدراسات الدبلوماسية السوداني (حكومي)، والأكاديمية الدبلوماسية التركية في 2010.
وفي العام ذاته، تم التوقيع على اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الدبلوماسية بين البلدين.
وبعد خمسة أعوام وقعا مذكرة تفاهم في مجال الإرشاد والأوقاف. وأخرى في مجال المعلومات والتقنيات الإلكترونية بين وزارتي خارجية البلدين.
وفي أبريل/ نيسان 2015 جرى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الصحة الإلكترونية، والفنون والعلوم والجوانب العسكرية.
***التبادل التجاري
بلغ حجم التبادل التجاري في 2013، 291 مليون دولار، ليرتفع في 2015 إلى نحو 320 مليون دولار، حسب وكالة “سونا”.
وقالت وزارة الاستثمار السودانية، الخميس، إن حجم الاستثمارات التركية في البلاد بلغ 2 مليار دولار، خلال الأعوام الـ17 الماضية.
وذكر تقرير صادر عن الوزارة أن “عدد المشاريع الاستثمارية (في السودان) بلغ 288 مشروعا، خلال الفترة ذاتها”.
ويتبادل البلدان الصادرات الزراعية، في حين تستورد السودان من تركيا الأجهزة الكهربائية، ومدخلات الإنتاج الصناعي والزراعي والملابس.
وساهم بنك تنمية الصادرات التركي، وفق الملف الذي أصدرته الوكالة السودانية، في مشروعات البنى التحتية بالخرطوم، إذ تم إنشاء جسري “المك نمر” و”الحلفايا” بالعاصمة، فضلا عن محطتي “مياه الخرطوم بحري”، والصرف الصحي، بتمويل يبلغ نحو 100 مليون دولار.
***المنح
وقدمت تركيا للسودان تسهيلا ائتمانيا، بحدود 100مليون دولار في 2008، رفعته لاحقا إلى 200 مليون دولار.
ومنحت أنقرة الخرطوم أيضا، مبلغ 4.7 مليون دولار، لإنشاء “المستشفى التركي” في ضاحية الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم، في عام 2000.
وخصصت منحة بمبلغ 50 مليون دولار، لإنشاء “المستشفى التركي”، في مدينة نيالا، غربي البلاد.
وتواصل تركيا تقديم المنح العلاجية السنوية للمرضى السودانيين، كما تخصص منحا دراسية للطلاب في كل المستويات التعليمية بالجامعات التركية.
الخرطوم/ حسام بدوي/ الأناضول

البشير: قوة موقف أردوغان بشأن القدس عزلت أمريكا عن العالم

قال الرئيس، عمر البشير، إن مخرجات قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في إسطنبول، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانت “سببا في عزلة أمريكا في العالم”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، اليوم الأحد، عقب جولة مباحثات بالقصر الرئاسي بالخرطوم، شهدت توقيع 12 اتفاقية تعاون بين البلدين.
وأضاف البشير أن “آخر مواقف الرئيس أردوغان، كانت قمة إسطنبول التي دعا لها، ردا على قرار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب الجائر”.
وتابع “بعد الموقف الذي أظهرته القمة، جاء الرد الدولي الواسع والقوي الرافض للقرار، في مجلس الأمن، والأمم المتحدة”.
وعقدت قمة طارئة لدول منظمة التعاون الإسلامي، استضافتها إسطنبول، في 13 من الشهر الجاري، بدعوة من أردوغان، بهدف التوصل إلى موقف موحد ضد القرار الأمريكي غير المسبوق.
وأرجع البشير “العزلة الأمريكية بين المجتمع الدولي، للموقف التركي القوي المساند للحق الفلسطيني، وللقدس عاصمة أبدية لشعب فلسطين، وقبله المسلمين”.
وزاد القول “وجدت أمريكا نفسها وحيدة ومعزولة، فاضطرت لاستخدام حق النقض (فيتو)، مقابل 14 صوتا مؤيدا للحق الفلسطيني”.
وقال أيضا: “حتى في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، سقط القرار بأغلبية ساحقة، وذلك لعدالة القضية وموقف الرئيس أرودعان القوي”.
ووصل أردوغان الخرطوم، اليوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى لرئيس تركي للسودان، منذ استقلاله 1956.
وينتظر أن تتواصل الزيارة يوم غد الإثنين، بزيارة مدينة بورتسودان “شرق”، والمدينة الإسلامية التاريخية “سواكن”.
وفي هذا الإطار، أنهى الرئيسان مباحثات مشتركة بالقصر الرئاسي بالخرطوم، شهدت توقيع 12 اتفاقية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وأبدى البشير، في المؤتمر ذاته، سعادته بزيارة أردوغان.
وقال: “إنها تاريخية كونها أول زيارة لرئيس تركي للبلاد. وقد تميزت بحضورها، ما يدل على اهتمام أردوغان بالشعب السوداني”.
واعتبر البشير أن “السودان وتركيا تربطهما علاقات قوية وأشواق تاريخية”.
وحول جدول الزيارة غدا، قال إنهما سيزوران مدينة بورتسودان، على ساحل البحر الأحمر، والمدينة التاريخية “سواكن”، لتفقد الآثار التي تعود لدولة الخلافة الإسلامية.
وأضاف: “السودانيون متعلقون بتركيا، لأنها آخر دولة خلافة إسلامية، والزيارة تاريخية لها ما بعدها، وقد أتت في زمن يتطلع فيه المسلمون لما يوحدهم بوجه الظلم الذي يواجهونه”.

مباحثات قمة سودانية تركية في الخرطوم

عقدت ظهر الأحد بالقصر الجمهوري بالخرطوم المباحثات السودانية التركية حيث رأس الجانب السوداني رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورأس الجانب التركي الرئيس رجب طيب اردوغان بحضور الوزراء من الجانبين.
وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون بين البلدين في كافة المجالات بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مراسم الإستقبال
وأقام الرئيس عمر البشير، مراسم استقبال رسمية، لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل الخرطوم، اليوم الأحد. وبدأت مراسم الاستقبال بعزف النشيد الوطني للبلدين، ليستعرض الرئيسان بعدها حرس الشرف.
وفي السياق ذاته، قدم أطفال سودانيون باقات الأزهار للرئيس التركي وعقيلته، تعبيرًا عن ترحيبهم بالضيوف.
ويرافق أردوغان في جولته عقيلته أمينة أردوغان، ورئيس الأركان خلوصي أكار، ووزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والزراعة والثروة الحيوانية أحمد أشرف فاقي بابا، والثقافة والسياحة نعمان قورتولموش، والمالية ناجي أغبال، والتربية عصمت يلماز، والدفاع نور الدين جانيكلي، والمواصلات والاتصالات والنقل البحري أحمد أرسلان، فضلًا عن عدد كبير من رجال الأعمال.

الأحد، 24 ديسمبر 2017

أردوغان يستهل جولة أفريقية بزيارة السودان

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم جولة أفريقية تستمر أربعة أيام يستهلها بالسودان، وتشمل أيضا تشاد وتونس، ويتصدر تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي جدول أعمالها.
ويجري الرئيس التركي اليوم في الخرطوم مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير والمسؤولين هناك. ومن المقرر أن يوقع السودان وتركيا خلال الزيارة عددا من اتفاقيات التعاون والاستثمار في مجالات الزراعة والصناعة والنقل.
ونقلت وكالة الأناضول عن رئيس "مجلس الأعمال التركي السوداني "محمد علي قورقماز، قوله إن هناك العديد من المشاريع والأعمال، المنتظر تنفيذها من قبل أنقرة والخرطوم.

ولفت إلى أن العلاقات بين السودان وتركيا "علاقات تاريخية، يلعب فيها الدين المشترك والرؤية والمواقف السياسية دورا كبيرا" مضيفا "نريد ترجمة هذا القرب بين الدولتين إلى استثمارات اقتصادية على الأرض، وبإمكاننا تحقيق ذلك".
وأشار إلى وجود معوقات أمام تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، على رأسها المصرفية، لكنه توقع مضاعفة حجم التجارة مع السودان حال زوال تلك الموانع، متوقعا ارتفاع حجم التجارة مع السودان، وأضاف أنه سيجري تشجيع المزيد من الشركات التركية للاستثمار في السودان خلال الزيارة.
أما رئيس "مجلس الأعمال التركي التونسي" أوغور دوغان فقال إن تونس -المحطة الثالثة لأرد وغان- تعد "أكثر دولة فتية في شمال أفريقيا، والأكثر تعليما أيضا".

وأشار إلى وجود مغريات تشجع رجال الأعمال الأتراك للاستثمار في تونس، وأن تونس تعد مكانا ملائما للمستثمرين الأتراك، لافتا إلى حاجة تونس للاستثمار في البنية التحتية كالطرقات والجسور والسدود ومنشآت توليد الطاقة ونقلها.
من جهته، قال رئيس مجلس الأعمال التركي التشادي، جان هاكان كاراجا، إن من أبرز مجالات الاستثمار في تشاد بالنسبة لرجال الأعمال الأتراك هي الإنشاءات والزراعة وتعليب وتغليف المنتجات الزراعية والحيوانية، والتخزين البارد، والنسيج وصناعة الآلات والمعدات الصناعية، والطاقة.
وأشار إلى أن تشاد تعدّ دولة غنية بالذهب والنفط، "إلا أن اقتصادها يعاني من صعوبات عدة، على رأسها ضعف المؤسسات التنظيمية، وارتفاع تكلفة نقل الطاقة، والفساد".

تطور العلاقات السودانية التركية في العام 2017م

رصد- سعيد الطيب
شهد العام 2017م والذي كاد ان ينقضي وقد تبقي له اسبوع واحد تطورا متصاعدا في مسيرة العلاقات السودانية التركية ويمكن القول ان خير ختام للعام الزيارة التاريخية التي سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للبلاد ، ولتتبع هذا التطور فيما يلي سلسلة متتابعة من المواقف والفعاليات تؤكد ذلك .
في الرابع عشر من ديسمبر الجاري بحثت د. سمية أبو كشوة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بمكتبها مع سفير تركيا بالخرطوم الدكتور عدنان نذير اوغلو ، أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مجالات التعليم المختلفة مثل تبادل المنح وأساتذة الجامعات والطلاب والأبحاث المشتركة وأشادت بملتقي الجامعات السودانية التركية الذي انعقد خلال العامين السابقين بكلٍّ من الخرطوم وتركيا، وأدي الي تمتين العلاقة بين البلدين.
في الثاني من ديسمبر الجاري تقلد السودان ممثلا في الجمعية السودانية التركية للاغاثة الطبية مركزا مرموقا في مجال العمل الطوعي والانساني العالمي، وذلك بانتخاب الدكتور وهيب ابراهيم هارون رئيس الجمعية من قبل عضوية المؤتمر العالمي الثاني للتجمعات الصحية الاسلامية الذي بدأ أعماله في اسطنبول في 27 نوفمبر الماضي، وكذلك مساعدا للرئيس.
في الثاني عشر من نوفمبر الماضي استقبل وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندور بمكتبه سفير جمهورية تركيا الجديد لدي السودان عرفان أوغلو والذي قام بتسليم الوزير نسخة من أوراق اعتماده حيث أعرب السفير أوغلو عن سعادته بالعمل في السودان واعتزازه بالروابط التي تجمع بين البلدين ،مؤكداً عزمه علي بذل كل جهد من أجل تقويتها وتطويرها .
في التاسع عشر من اكتوبر الماضي التقي وزير النقل والطرق والجسور المهندس مكاوي محمد عوض بوفد هيئة سكك حديد تركيا برئاسة المهندس عيسى أبادين رئيس مجلس الادارة والمدير العام لسكك حديد تركيا والذي رافقته عدد من الشركات العاملة في مجال السكة حديد وذلك بحضور المهندس ابراهيم فضل عبد الله المدير العام لسكك حديد السودان وقدم رئيس الوفد التركي شرحا مستفيضا عن أجندة اجتماعاتهم مع مسئولي هيئة سكك حديد السودان التي تضمنت وضع مذكرة تفاهم شاملة تحتوي علي تقديم عرض الاحتياجات المختلفة للسكة حديد خلال الربع الأول من العام 2018 والاتفاق علي بناء القدرات لمنسوبي سكك حديد السودان بالتدريب في مختلف المجالات. كما تباحث الطرفان حول مشروع خط بورتسودان داكار حيث أبدي الوفد التركي رغبتهم في المشاركة في تمويل وبناء الجزء السككي من بورتسوان الي انجمينا.
في التاسع من اكتوبر الماضي أكدت وزارة التجارة أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارية بين السودان وتركيا ستمكن السودان من الاستفادة من الخبرات والتقنية التركية في كثير من المجالات كما انها ستمكن السودان للنفاذ للأسواق الأوربية. جاء ذلك في السمنار الذي نظمته وزارة التجارة بفندق كورنثيا بهدف تنوير القطاع الخاص باتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارية بين السودان وتركيا وآفاق التعاون المشترك، بحضور عدد من وزراء القطاع الاقتصادي والقطاع الخاص.
الثامن من اكتوبر رحبت وزارة الخارجية التركية، بقرار الولايات المتحدة الأمريكية، رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علي السودان.وأوضحت في بيان لها أنّ القرار الأمريكي الصادر في 6 أكتوبر بخصوص رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، سيكون نقطة تحول مهمة في علاقات البلدين.وأعربت عن ثقتها بأنّ قرار رفع العقوبات، سينعكس ايجاباً علي الأمن والاستقرار في بلدان جنوب الصحراء الافريقية.
في الحادي عشر من سبتمبر اطلع الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي علي نتائج جولة المفاوضات الثالثة حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارية بين السودان وتركيا والتي انعقدت خلال الفترة من 8-10 أغسطس الماضي بالعاصمة التركية أنقرا.حيث كانت الجولة مخصصة لمناقشة الملاحق المتعلقة باتفاقية الشراكة حول قواعد المنشأ والمعاملة التفضيلية بين البلدين والعرض الجمركي لهذه الاتفاقية مبينا انه تم الاتفاق خلال هذه الجولة علي معظم محتويات هذه الملاحق.
الحادي عشر من سبتمبر توجه والي البحر الأحمر علي أحمد حامد الي تركيا يرافقه وزير الاستثمار بالولاية، لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات بين الولاية ومجموعة الاستثمار التركية وترجمتها الي واقع ملموس ، ومن بين تلك الاتفاقيات اتفاقية زراعة خمسة آلاف فدان قطن بمشروع دلتا طوكر الزراعي .
في العشرين من يوليو أبدت الحكومة التركية رغبتها في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع السودان والانتقال بها الي آفاقٍ أرحب، فيما أبدي الفريق أول د. محمد عثمان سليمان الركابي وزيرالمالية والتخطيط الاقتصادي لدي لقائه بمكتبه بسفير تركيا لدي السودان السفير جمال الدين ايدن بحضور عبد الله ابراهيم وكيل التخطيط بالمالية رغبة بلاده في الاستفادة من خبرات وتجارب تركيا في تطوير تقنيات الانتاج في القطاعات الحقيقية بالتركيز علي القطاعين الزراعي والصناعي وتحديث تقنية التصنيع الزراعي وتطوير وتنويع الصادرات السودانية ورفع قدراتها التنافسية في السوق العالمية وفتح المزيد من الأسواق العالمية امامها .
في الثالث من اغسطس بحث وزير النقل والطرق والجسور المهندس مكاوي محمد عوض بمكتبه مع السفير التركي بالخرطوم والسيد يس اكتاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي يرافقهما وفد رفيع المستوي ،بحث آفاق التعاون المشترك بين البلدين في مجالات قطاع النقل والطرق والجسور .وأبدي الوفد التركي رغبة بلاده في الاستثمار في مجالات الطرق والسكة حديد والطيران مؤكدين دعمهم لكافة أوجه التعاون بين البلدين .
العاشر من اغسطس بدأت بأنقرة الجولة الثالثة لمفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية التجارية بين السودان وتركيا حيث رأس الجانب السوداني وزير الدولة بالتجارة الصادق محمد علي والجانب التركي نائب وزير الاقتصاد التركي الفاتح متين، ورافق وزير الدولة عدد من الوزراء الولائيين وممثلي وزارات الخارجية و الصناعة والزراعة والثروة الحيوانية .
العاشر من يوليو كشف د.اسماعيل بشارة مدير اكاديمية العلوم الصحية عن وصول خمسة اطباء خبراء ومختصين في مجال صحة الام والطفل للسودان للتدريب في القبالة من دولة تركيا في اطار التعاون الصحي بين البلدين.
اما في الرابع عشر من ابريل 2017م رحّبت تركيا، ، بتشكيل «حكومة الوفاق الوطني» في السودان.وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها، ان «حكومة الوفاق تأتي تتويجاً لتوقيع وثيقة الحوار الوطني .»في السودان» في 10 أكتوبرالماضي».
التاسع من مايو التقي الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف وزير الدفاع، في اطار زيارته الي تركيا للمشاركة في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية بأسطنبول التقي بنظيره التركي فكري اشيق وأجري الجانبان مباحثات مشتركة تناولت سبل تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والصناعات الدفاعية.
السابع والعشرون من ابريل الماضي التقي الأمين العام لمجلس الأحزاب السياسية الافريقية الدكتور نافع علي نافع بيس اكتاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بتركيا. وقال الدكتور نافع في تصريح صحفي عقب اللقاء انه بحث مع نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي توثيق العلاقة بين مجلس الأحزاب السياسية الافريقية واقامة مناشط مشتركة ومساهمة حزب العدالة والتنمية في تطوير ونهضة الأحزاب السياسية الافريقية. وأضاف قائلاً «ان الزيارة تسهم في تقوية العلاقة بين المجلس وحزب العدالة والتنمية»، مشيرا الي أن الجانبين سيتبادلان الزيارات في هذا الخصوص.
من جانبه أوضح يس اكتاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية بتركيا حرص حزبه علي تطوير علاقاته مع الأحزاب السياسية الافريقية من خلال مجلس الأحزاب السياسية الافريقية، لافتا الي الرغبة الكبيرة لدي الطرفين للتعاون المشترك.
الثالث والعشرون من ابريل اختتمت بالخرطوم المباحثات المشتركة بين السودان وتركيا ومنظمة التعاون الاسلامي حول القضايا الصحية والتي استمرت لمدة خمسة أيام .وهدفت المباحثات الي رفع مقدرات السودان في مجال الاستعداد والاستجابة للطوارئ وتقييم احتياجات التدريب في مجال الطوارئ الصحية من كوادر ومنشآت والعمل علي أن يكون السودان مركزاً للتدريب في مجال الطوارئ علي مستوي الاقليم اضافة لتقييم الدعم التركي وتقوية مدارس القابلات ومساعدة السودان في تقوية نظم وبرامج التدخل السريع لمجابهة الكوارث.
انعقاد الدورة الرابعة للجنة التشاور السياسي بين السودان وتركيا في أنقرة خلال الفترة من 28 فبراير الي 2 مارس واستعرضت الاجتماعات العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ومستوي تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين والاتفاق علي خارطة الطريق لتطوير العلاقات نحو بناء شراكة استراتيجية واقتصادية بين البلدين.

انعقاد اجتماعات اللجنة الزراعية السودانية التركية

انعقدت الأحد في الخرطوم اجتماعات اللجنة الزراعية السودانية الخاصة بالتعاون الزراعي. وترأس الجانب السوداني وزير الدولة بوزارة الزراعة والغابات صبري الضو بخيت، فيما ترأس الجانب التركي نائب وزير الزراعة التركي، بحضور عدد من الخبراء في البلدين.
ورحَّب وزير الدولة للزراعة، خلال مخاطبته الاجتماع، بزيارة الوفد التركي، التي وصفها بالمهمة، من أجل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، موضحاً أن العلاقة بين البلدين في تطور مستمر في المجالات السياسية والاقتصادية كافة.
وأعرب عن أمله في أن تكلل الزيارة بالمنافع لمصلحة شعبي البلدين.
وقال الضو بخيت إن الاجتماعات ستناقش التعاون في الجال الزراعي وإنفاذ ما تم الاتفاق عليه وإدخال الشراكات في المحاصيل الزراعية والإنتاج الحيواني والتنمية الريفية، مبيناً أنه تم إعداد خطة مشتركة سيتم الاتفاق والتوقيع عليها يوم الأحد.
من جانبه، أكد نائب وزير الزراعة التركي رغبه بلاده في تعزيز التعاون في المجال الزراعي مع السودان، لافتاً إلى أن بلاده لديها خصوصية في التعاون الزراعي مع السودان.
وأشاد بحكومة السودان وتخصيص مساحة استثمارية زراعية تركية. وقال إن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من الشراكات والتعاون بين البلدين.


البشير: حريصون على تطوير العلاقات مع موسكو

أكد رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، حرص الخرطوم على تعزيز التعاون مع موسكو. ووجه خلال لقائه الوفد الوزاري الروسي الزائر للسودان، برئاسة وزير الموارد الطبيعية والبيئة، سيرجي دينسكوي، بتذليل كل العقبات أمام الاستثمارات الروسية بالبلاد.وقال وزير المعادن، هاشم علي سالم، في تصريحات عقب اللقاء، إن اللجنة الوزارية المشتركة بين السودان وروسيا انتهت إلى توقيع اتفاقيات مذكرة تفاهيم واتفاقية لإنشاء محطة للطاقة النووية للأغراض السلمية، والبدء في تنفيذ جميع الاتفاقيات مع الجانب الروسي في مطلع العام 2018.
وأضاف أن انعقاد اللجنة الوزارية الخامسة امتاز بمشاركة وزارات القطاع الاقتصادي، مشيراً إلى أن اللجنة ذللت الكثير من العقبات مع الجانب الروسي، ووضعت الحلول المناسبة بحسب توجيهات الرئيسين البشير وبوتين في هذا الصدد.
ووقعت وزارة الموارد المائية والكهرباء، وشركة “ريد اسون” الروسية، اتفاقية إطارية، لإنشاء محطة طاقة نووية للأغراض السلمية، ضمن برتوكول للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين السودان وروسيا.
ووقع كل من وزير المعادن، هاشم علي سالم، ووزير الموارد الطبيعية الروسي، سيرجي دينسكوي، برتوكول التعاون الاقتصادي والتجاري والفني.

الخارجية تشيد بمساندة الأفارقة للسودان ضد الجنائية

أشادت وزارة الخارجية بمواقف الدول الأفريقية المساندة للسودان ضد المحكمة الجنائية الدولية مثمنة إتجاه الدول الأفريقية للخروج من المحكمة.
وقال السفير عطا المنان بخيت وزير الدولة بالخارجية إن السودان يعمل على تحقيق المزيد من الإنفتاح على الدول الأفريقية، وذلك بتفعيل آليات وبرامج التعاون المشترك من خلال اللجان الوزارية ولجان التشاور السياسي مع دول القارة.
وأوضح بخيت أن السودان في ظل الإنفتاح الخارجي استقبل في الفترة الأخيرة عدداً من القادة الأفارقة ، معتبراً أن تلك اللقاءات دعماً كبيراً من الدول الأفريقية لمواقف السودان العادلة في المحافل الإقليمية والدولية.

الخميس، 21 ديسمبر 2017

الملتقي الاقتصادي السوداني في لندن.. حقائق مذهله!!

قاعة (Inslutute Directors ) قاعة لندنية فخيمة ولها لدي أنخب الانجليزية المختلفة وداً واحتراماً خاصاً كونها غالباً ما تحتضن أوراقاً علمية وورش وسنيمارات ومؤتمرات ذات مذاق وطعم علمي خاص.
وقد شهدت هذه القاعة الأنيقة الأسبوع الماضي وقائع الملتقي الاقتصادي السوداني  البريطاني الذي يسعي لتأسيس شراكة ومعادلة استثمارية لرأس المال البريطاني في السودان ومن المؤكد أن البريطانيين يعرفون مزايا غير قليله عن الموارد الاستثمارية السودانية والإمكانات الاقتصادية المهولة.
لذا كان أكثر ما لفت أنظار المراقبين في هذا الملتقي اكتظاظ القاعة واستحالة استيعابها للعدد الذي حضر فعلياً ليشهد الملتقي!
وكان أمراً مدهشاً أن الكثيرين اضطروا لمتابعه الملتقي وقوفاً علي جنبات القاعة التي امتلأت عن أخرها بما يفوق أي محفل شهدته في تاريخها!
الوزير السوداني البروف إبراهيم غندور أثلج صدر الحاضرين بحديثه الواقعي الرصين ومنطقة القوي وصراحته المبسطة والعميقة المعهودة!.
أحد  الخبراء البريطانيين الحاضرين لوقائع حديث البروف غندور لم تفارق الابتسامة شفتيه قط  علي الرقم مما يقال عن صرامة الانجليز وصلابة ملامحهم واعتدادهم الشديد بأنفسهم، وكان واضحاً أن الرجل  تفاعل مع الوزير السوداني والمحفل السوداني المحترم!
ولا شك أن هذا المشهد المثير للإعجاب أعاد رسم خارطة السودان في المخيلة الخارجية بذات ملامحها الأصيلة المعروفة والتي حاول البعض في أزمان مضت طمسها وتغييرها وتصوير هذا البلد المظلوم بأنه بلد حروب ومسغبة وكوارث.
نجح السودان في واقع الأمر في تقديم نفسه بطريقة لائقة وجاذبة أعطت أملاً بالغد والمستقبل.
الوزير غندور عقد علي هامش الملتقي لقاءات هامة خاصة مع نظيره البريطاني (بوريس جونسون) تناول خلال العلاقات الثنائية والحوار المنتظم بين البلدين المنطلق منذ العام 2016.
غندور استطاع أن يعكس دور السودان في دعم الاستقرار الإقليمي خاصة في مناطق النزاعات المعروفة في دولة جنوب السودان وفي الصومال والأوضاع في اليمن، وقدم فذلكة مطولة للدور السوداني المؤتمر في مكافحة الهجرة غير الشرعية، احدي أهم هواجس الدول الأوروبية والغربية في السنوات الأخيرة.
وأجاب الرجل باستفاضة عن الكثير من الأسئلة والتي خلقت ارتياحاً ملحوظاً وسط الحاضرين.
 وأزالت الكثير من المفاهيم الجادة الخاطئة للدرجة التي اعترف فيها بعض المحللين المتابعين للشأن السوداني في لندن بأنهم ولأول مرة يحيطون بطبيعة أوضاع السودان ودوره الإقليمي والدولي بصورة مغايرة للصورة النمطية  التي عادة ما تنقلها وسائط الإعلام العالمية خاصة علي أيام الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
في الواقع نجح الملتقي نجاحاً منقطع النظير!

تقرير مثير للسخرية!!

كان تقريراً مثيراً للسخرية ذلكم الذي قدمته مدعية محكمة الجنايات الدولية مؤخراً إلي مجلس الأمن فالتقرير خلا من المواكبة والإلمام بطبيعة الأوضاع في السودان عامة وإقليم دارفور بصفة خاصة، إذ أم محكمة الجنايات الدولية ما تزال تعتقد
- بالمخالفة لحقائق الواقع علي الأرض- أن إقليم دارفور يعيش مناخاً مسلحاً واضطراباً أمنياً كبيراً!! مع أن المجلس الذي قدم له التقرير كان قد أقر قبل أشهر بانتهاء النزاع المسلح في دارفور وعودة الحياة إلي طبيعيتها!!
محكمة الجنايات الدولية ومع أنها جهة قضائية مطلوب منها تحري الدقة وضبط الكلام وإيراد الحقائق المجردة، جعلت من نفسها مجلساً أعلي للأمن الدولي فوق مجلس الأمن لكي تؤكد أن النزاع في دارفور لم ينته وأن علي المجلس والمجتمع الدولي أن يتحرك! وربما حز في نفس المدعية العامة للمحكمة السيدة (فاتومينسوتا) أن الرئيس البشير الصادرة بحقه مذكرة توقيف دولية منذ العام 2009 ما يزال يجوب العالم والمحافل الإقليمية الدولية وتحط طائرته الرئاسية في كل مطارات العالم، دون أن تجرؤ أية دولة علي تنفيذ مذكرة التوقيف! ويبدو أن مشاعر الخيبة التي لازمت المدعي العام السابق موريس لورينو أوكامبو الذي كان يمني نفسه بتحقيق سابقة قضائية دولية بتوقيف رئيس وهو علي سدة الحكم، انتقلت الآن إلي السيدة مينسوتا فقد شارفت سنوات عملها علي الانقضاء والأمنية المستحيلة ما تزال بعيدة المنال!.
ولعل أكثر ما يؤسف أي مراقب للشأن القضائي التي اتصفت به محكمة الجنايات الدولية سواء ما تعلق بالمسلك السياسي الأقرب لمسلك المنظمات السياسية والأمنية، أو ما تعلق بمنهج التمييز السياسي والنظرة العنصرية المتذكرة فقط علي القارة الإفريقية، أن محكمة الجنايات الدولية ما تزال تصر علي القيام بهذا الدور المخزي، دور الرافعة والآلية السياسية والأمنية التي تحقق مصالح ورغبات قوي دولية بعينها متجاهلة أحكام التاريخ التي لا ترحم!
محكمة جنايات يفترض أنها سلطة قضائية دولية معنية بتقديم الأنموذج للعدالة الدولية، تخوض في خضم السياسة الهائج وتصادم الاتفاقيات الدولية وتناطح سيادة الدول الوطنية دون أن تفكر في إعادة ترتيب أوراقها!
محكمة جنايات يثبت أن قضاتها المبجلين يملكون (حسابات مصرفية سرية) ويتم فتح أموال لهم في هذه الحسابات السرية ويفتضح أمر هذه الحسابات ويعلم الكافة أنها رشاو ومنح لتحقيق أغراض وأهداف خاصة ومع ذلك لا تجري تحقيقاً ولا تثور لكرامتها ولا تحرك أي ساكن ومع ذلك لا تتواني في تقديم تقرير لمجلس الأمن تطالب بالتحرك لملاحقة الرئيس البشير.
لا يمكن لأي دارس قانون مبتدئي أن يصدق أن هذه محكمة دعك من أن تكون جنايات دولية!

اسطنبول ومحاور إستراتيجية حقق فيها السودان اختراقات مؤثرة!!

في مدينة اسطنبول التركية – أواخر الأسبوع الماضي – كان الرئيس السوداني المشير البشير بالبزة السودانية الوطنية المميزة، يشكل حضوراً اقليمياً ودولياً زاهياً.
حضور السودان في محفل اقليمي دولي يناقش بقوة قضية استراتيجية محورية مثل القضية الفلسطينية، هو في واقع الأمر حضور استراتيجي بكل ما تعني الكلمة، إذ أن قضية القدس قضية لا تحتمل المساومة وأنصاف الحلول، وهي قضية يقف فيها السودان مصطفاً في صف أمته ومبادئه قبل
أية مصالح دولية ولهذا فإذا أردنا قراءة الأبعاد الإستراتيجية للحضور السوداني المميز في اسطنبول فإننا نقرأ : أولاً : أثبتت السودان ألا شئ يعيقه عن التفاعل مع قضايا أمته قط، ذلك أن أهم ما تميزت به السياس السودانية الخارجية طوال العقود الثلاثة الماضية أنها غير مقيدة، غير مرتبطة
بمحاور تسيطر عليها القوى الدولية، هي سياسة طليقة الا من أساور قضايا الأمة المحورية، وهو ما جعل السودان دائماً مرتكزاً ونصيراً للمستضعفين والمظلومين جراء ظلم وافتئات القوى الدولية ذات الذيول الصهيونية! لم يتردد السودان قط طوال تاريخه في خوض معارك أمته، ولم يضع مبادئه
القومية يوماً في جيبه الخلفي وعلى ذلك فإن الرئيس البشير حين اصطف في صف زعماء العالم الاسلامي في اسطنبول عبر عن ذلك البعد الاستراتيجي المؤشر للسودان في خضم قضايا الأمة.
ثانياً : لم يفكر السودان قط وهو يسارع للمشاركة في هذا العمل القومي المشترك في العقبات والمتاريس الموضوعة أمامه من قبل ذات القوى الدولية. ونعني هنا على وجه الخصوص مهزلة محكمة الجنايات الدولية والقيود التي ما فتئت تضعها أمام حركة الرئيس البشير. فقد ظل الرئيس
السوداني ومنذ صدور مذكرة لاهاي – العـ2009ـام – شديد الحرص والمثابرة على الحضور المواظب في المحافل الدولية ولهذ فإن ظهور الرئيس في اسطنبول في ظل أزمة كهذي، أكد للعالم أن السودان لا يهاب أحداً ولا يعترف بمحكمة سياسية محشوة بالمصالح الدولية لا علاقة لها بالعدالة لا
من قريب ولا من بعيد! لقد ضرب السودان أكثر من عصفور بحجر واحد، فهو اخترق – كعادته – أجواء التخويف ومحاولة تقييد الحركة، وانتظم في صف مناهض للقرارات التي تصدرها القوى الدولية الظالمة بأخذ حقوق الفلسطينيين وحقوق المسلمين ومنحها – بغير أدنى حق – للاسرائيليين
الصهاينة. وهو ايضاً بهذا الموقف سجل نفسه في قائمة الصف الدولي المنادي بالحقوق، الرافض للظلم، وغير القابل للمساومة وهو صف لا يضم المسلمين وحدهم فهنالك مناصرين لقضايا المسلمين وحقوقهم العادلة المشروعة على نطاق العالم فقد شكل الرئيس الفنزويلي حضوراً ربما
فاجأ بعض القوى الدولية وأدهشها!!
ثالثاً : حضور السودان في اسطنبول في هذا الظرف التاريخي العصيب عمل على تعلية العلاقات السودانية التركية وتمتينها وتقويتها، اذ أن وكالات الأنباء المختلفة نقلت عن اسطنبول اللقاء المغلق المطول الذي عقده الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والسوداني المشير البشير والذي امتد
لما يقارب الساعتين!! اذ أن من المؤكد أن محادثات مغلقة تمتد لكل هذا الوقت لا يمكن أن تكون مجرد محادثات روتينية ومجاملات دبلوماسية خاصة اذا علمنا أن الرئيس التركي بصدد زيارة السودان في أواخر خواتيم هذا العام – أي في غضون أيام – ومن المتوقع أن يكون بمعيته وفد وزاري رفيع
لوضع نقاط مهمة للغاية على حروف علاقات البلدين.
إذن مجمل الأمر أن السودان في تحركه الاستراتيجي الجاد باتجاه بناء جدار سميك وقوي لحماية مقدسات الأمة وحقوقها غير القابلة للتنازل، يتحرك من واقع مشاعره القومية ومواقفه المبدئية، ويسعى لترسيخ وحدة العمل الاسلامي المشترك القائم على الحق والخير بعيداً عن المحاور
الدولية التي تعبث بمصالح الأمة. كما أن السودان بتحركاته هذه أثبت أنه قادر على التفاعل، قادر على دفع اشتراكه الاستراتيجي من جيبه السياسي الخاص ومستعد لتشكيل حضور أنيق أكثر تأثيراً وعمقاً كلما تعلق الامر بقضية من قضايا أمته!

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

ربط دارفور بشبكة الكهرباء.. الحلم يرى النور

بدات ولايات دارفور تتحسس طريقها بخطى ثابته نحو التنمية والتعمير بعد حرب دامت لاكثر من عقد من الزمان، شهدت خلاله الولايات وحواضرها وقراها دماراً للبنى التحتية التى استهدفها المتمردون الذين إستهدفوا المواطنين فى امنهم واستقرارهم واقعدوا بتنمية دارفور وحالت دون اذدهارها.
لكن بعد ان بدأ الوضع فى التعافى بتوقيع اتفاقات سلام بين الحكومة والمتمردين ادت الى تهدئة الاحوال بصورة عامة وعاد النازحون واللاجئون الى قراهم، وبدء التفكير بصورة جادة فى اعمار مادمرته الحرب وتاهيل كافة المرافق الخدمية فى قطاعات الصحة والتعليم.
وكان قطاع الكهرباء من القطاعات التى نالت أولوية الاهتمامات لانها العمود الذى يرتكز عليه تحريك عجلة التنميه وخلق فرص عمل جديدة عبر تشغيل العديد من المصانع التي ترتبط بالمنتجات الزراعية والحيوانية التى تذخر بها دارفور عبر استقطاب الكثير من الايدى العاملة.
وكانت الاجتهادات متلاحقة باصرار قوى من قبل الجهات المسؤولة على ضرورة ربط دارفور بالشبكة القوميه للكهرباء وحشد الدعم الداخلى والخارجى لتنفيذ هذا الامر.
ويبدو ان ثمار هذه المجهودات بدات تؤتى اكلها بعد أن أكد وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى في تصريحات سابقة أن خطوط الشبكة القومية للكهرباء ستكتمل في كل أنحاء السودان بعد«48» شهراً بما في ذلك قطاع ولايات دارفور وشرق السودان وكردفان الكبرى.
وكشف موسى عن ثلاثة خطوط دائرية للشبكة القومية ، وأشار إلى أن خط دارفور يمر بالفولة وبابنوسة والضعين وعديلة ونيالا وزالنجي وكاس، والخط الغربي من الدبيبات والدلنج يمر بغرب النيل، بالإضافة إلى خط شرق السودان وخط “عطبرة ــ بربر ــ أبو حمد”.
وقال إن كل هذه المشروعات تمويلها جاهز بتمويل من الصندوق العربي وقطر، وأشار إلى تعهد الممولين بتنفيذ خط ولاية النيل الأزرق «الدمازين ــ كرنق ــ الكرمك ــ قيسان» عقب اكتمال كهرباء دارفور .
وأعلنت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، إن نهاية العام 2020م المقبل موعد نهائي لربط مواطني ولايتي وسط وغرب دارفور بخطوط الشبكة القومية للكهرباء موضحة أن خطوط نقل الكهرباء ستصل الجنينة في غضون ثلاثة أعوام.
وبحسب الشرتاى  جعفر عبدالحكم والي وسط دارفور فان مواطني الولاية سيتمتعون  بتوفير خدمة الكهرباء في باقي حواضر المحليات خلال فترة وجيزة  بعد استقرار كهرباء زالنجي، ويؤكد انتقال الخدمة من القطاع السكني للقطاعين الزراعي والصناعي بعاصمة الولاية، مبيناً أن وسط دارفور تتميز بالإنتاج في المجالين الزراعي والحيواني ما يتطلب إنشاء منطقة صناعية لتطوير المنتجات وإنشاء مبردات لحفظ التقاوى والمحاصيل الزراعية.
وفي السياق شدد والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف على ضرورة  تأمين التوليد الحراري لكهرباء مدينة الفاشر بجانب الخطوات العملية لتوصيل وربط مدينة الفاشر بالشبكة القومية .
كما أعلن اللواء شرطة مهندس محمد كمال ابوشوك وزير التخطيط العمرانى بشمال دارفور عن بدء تركيب المحطات التحويلية لربط الولاية بالشبكة القوميه للكهرباء خلال ثلاثين شهراً من تاريخ البدء موضحا ان شمال دارفور سيتم ربطها عبر مسار الضغط المنخفض (374) كيلو والذى يمر بمحليات عديله واللعيت والطويشه ودار السلام والفاشر مشيرا الى ان الجهات المختصه بالولاية سلمت المسار للشركات التى بدات العمل لانجازه خلال ثلاثين شهرا. ويشير أبوشوك الى ان الحاجة الفعلية لمدينة الفاشر من الإمداد الكهربائي الآن تبلغ 17.5 ميقاواط بينما يبلغ المنتج منها حاليا 12.5ميقاواط..
وحول مشروع إدخال الكهرباء القومية إلى الولاية قال إن وزارته قامت بتخصيص وتسليم قطعة أرض بمساحة 160 ألف متر مربع لإنشاء محطة تحويلية للكهرباء القومية بشرق مدينة الفاشر.

  ومن جانبه يكشف طه عبدالله وزير التخطيط العمرانى بولاية جنوب دارفور عن اتجاه  لتشغيل (40) مصنع بعد زيادة (30) ميقاواط  لانتاج الطاقه الكهربائية عبر ادخال مولدات جديدة لمضاعفة التوليد، كاشفا عن تعاقدات لانارة محلية برام وتوصيل كهرباء مدن قريضة وعد الفرسان وعدد من الاحياء داخل مدينة نيالا موضحا ان ولاية جنوب دارفور بها عدد من المصانع الحيويه التى كانت قد توقفت بسبب مشكلة الكهرباء.
ويشير طه الى  افتتاح البنك الصناعى لدعم المصانع المتعطلة واعادة تشغيلها سيما وان كهرباء المدينة قد تم مضاعفتها لتتمكن المصانع القديمة العمل مؤكدا ان حكومة الولايه مستعدة للتصديق على مصانع جديدة وتسهيل كافة الاجراءات.
وابان عبدالله انه سيتم تركيب شبكات بجانب المعدات التى تم جلبها لمد المحليات بالطاقه الكهربائية.
وكانت الشركة السودانية لنقل الكهرباء، قد وقعت بمدينة شنغهاي الصينية فى العام (2015) على عقد مع شركة  شنغهاي إلكترك لتنفيذ ربط الخط الناقل لكهرباء بابنوسة  عديلة بالشبكة القومية وتبلغ التكلفة 50 مليون دولار وفترة التنفيذ 24 شهراً بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية بجدة.
ويتكون مشروع كهرباء الفولة، من خط ناقل مزدوج 220 كيلو فولت، بطول 380 كلم يبدأ من الأبيض وينتهي بمدينة بابنوسة، وعدد أربع محطات تحويلية بطاقة 480 ميقافولت أمبير في الدبيبات، أبو زبد، الفولة، بابنوسة.
ويعتبر توقيع الخط الذي يغطي عدداً من مدن كردفان هو البداية الفعلية لربط ولايات دارفور بالشبكة القومية، وسيربط الخط مع خط مشروع (الفولة ـ الأبيض ) ثم يليه توقيع  توقيع خط ( عديلة ـ الضعين ـ نيالا). ويعد الخط الناقل الأبيض- الفولة- بابنوسة المرتكز الأساسي الذي يجري التوصيل منه لعديلة الضعين، نيالا، ثم الفاشر بولايات دارفور.
وكانت وزارة الكهرباء قد قالت إن التغطية للعام 2015 ستشمل ولايات بينها دارفور وجنوب وغرب كردفان بعد معالجة المعوقات التي اعترضت الشركات العاملة في محطة الفولة الحرارية، وتوقيع عقود لإكمال خطوط الضغط العالي بشرق السودان وشرق وجنوب دارفور، وصناعة الأعمدة والمحولات وصناعة العدادات وتصدير الفائض إلى الدول الصديقة والمجاورة.
وتظل دارفور تحتاج لمزيد من الجهود والهمم لاعمارها والنهوض ببنياتها التحتيه التى دمرتها الحرب واحداث تنميه شامله بجميع ولاياتها الخمس لتكون من الولايات المتقدمة بالبلاد.

بريطانيا تؤكد تعاونها والسودان في التصدي للهجرة غير الشرعية

قال سفير بريطانيا لدى الخرطوم، مايكل أرون، يوم الأربعاء، إن بلاده حريصة على التعاون مع الحكومة لبناء قدراتها، في التصدي للهجرة غير الشرعية، خاصة أن أعداداً كبيرة من المهاجرين في بريطانيا عبرت من السودان.
 وأوضح السفير البريطاني، وفق وكالة السودان للأنباء، إن الهجرة قضية هامة في أوروبا، وبريطانيا خاصة، ورأى أن الهجرة ظاهرة طبيعية، وواقع معاش على مدى التاريخ، لكن ما نريده أن يتم ذلك في ظروف مقبولة، وتابع "نحن مهتمون جداً، وقلقون حول القضايا التي تحدث حول الرق الحديث، ولا نريد أن نرى الناس يهاجرون تحت ضغط الاتجار بالبشر أوالتهريب".
وأشار إلى أن تلك الأسباب تجعل بلاده حريصة على التعاون مع السودان للتصدي للهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وشدّد على أهمية التعاون مع الخرطوم لتوفير التدريب اللازم وبناء القدرات، لجهات الاختصاص في وزارة العدل والشرطة، لتطوير قدراتهم ومهاراتهم الفنية للتعامل مع القضايا بصورة إنسانية مقبولة.
ووصف أرون الملتقى الاقتصادي البريطاني بالعاصمة البريطانية لندن، الذي عقد بمشاركة وزير الخارجية، إبراهيم غندور بالناجح، وقال إنه وجد مشاركة واسعة من ممثلي القطاع الخاص البريطاني وعدد من الجهات ذات الصلة في البلدين.


معالجة خلافات سد النهضة وفق الإطار الفني المشترك

طالب وزير الخارجية، إبراهيم غندور، بضرورة حل الخلافات بشأن بناء سد النهضة الإثيوبي في إطار التعاون الفني الثلاثي المشترك. وبحث مع رئيسة اللجنة الفرعية للبرلمان الأوروبي، كريستين بيدا، والمعنية بحقوق الإنسان، علاقة البلاد بالاتحاد.وتطرق اللقاء الذي ضم عدداً من أعضاء البرلمان الأوروبي، لعدد من المواضيع المتعلقة بالعلاقات مع دول الجوار السوداني، والدور الذي تلعبه الحكومة في تعزيز الاستقرار في دول المنطقة، والجهود المبذولة لإحلال السلام والاستقرار بدولة جنوب السودان، والخطوات التي اتبعتها الحكومة لرأب الصدع وحل الإشكالات بين طرفي النزاع.
وثمن غندور، التعاون الوثيق بين الحكومة السودانية والتشادية في تأمين الحدود المشتركة بين البلدين.
وفي سياق غير بعيد، أكد غندور اهتمام البلاد بأوضاع الهجرة واللاجئين، والتعاون مع الجهات المختصة في الحد من ظاهرة التهريب والاتجار بالبشر.
كما ناقش اللقاء تعزيز التعايش الديني في البلاد، وأوضح أن الشعب السوداني جُبل على التعايش مع الديانات الأخرى.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعقدها وفد اللجنة الفرعية للبرلمان الأوروبي مع المسؤولين بالدولة، بغرض الوقوف على أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد والحريات الدينية، وتتبع سبل حماية المهاجربن واللاجئين الذين تزداد وتيرة تدفقهم عبر الحدود المشتركة.

البشير: رواندا دعمت السودان وناهضت مزاعم الجنائية

قال رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، إن رواندا قدمت مواقف قوية في دعم ومساندة السودان في قضاياه العادلة بالمحافل الإقليمية والدولية. وأشار إلى صوتها العالي في مناهضة مزاعم المحكمة الجنائية واستهدافها للقارة الأفريقية لخدمة أجندة بعض القوى.
ودعا البشير، لدى مخاطبته جلسة المباحثات السودانية الرواندية، يوم الأربعاء، القادة الأفارقة إلى تطبيق مقررات قمة الاتحاد الأفريقي، خاصة الانسحاب من عضوية المحكمة الجنائية إذا لم تستجب للمطالب الأفريقية.
وثمَّن رئيس الجمهورية جهود رواندا في تحقيق السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، خلال مشاركتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام. وأضاف "ونشيد بصورة خاصة بالمشاركة المقدرة للقوات الرواندية ضمن بعثة يوناميد في دارفور، ما أسهم في تعزيز جهود الدولة لاستتباب الأمن والاستقرار في ربوع دارفور، وإنجاح الحملة التي تقوم بها الدولة حالياً لنزع وجمع الأسلحة غير المرخصة التي كانت منتشرة في أيدي المواطنين وحملة السلاح".
وأكد أهمية العمل الأفريقي المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، إضافة إلى اهتمام الحكومة لعلاقاتها بالدول الأفريقية ودول الجوار، وعملها على وقف الحرب ودعم السلام في جنوب السودان والمساهمة في الجهود الإقليمية لمكافحة عصابات الإتجار بالبشر والإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
من جهته، أكد رئيس جمهورية رواندا بول كاقامي بناء علاقات وطيدة مع السودان للإسهام في أمن ونهضة القارة الأفريقية. وأشار إلى رغبة رواندا في زيادة التعاون في المجالات الاقتصادية، التي من شأنها الدفع بعلاقات البلدين نحو التطور والتقدم.