الخميس، 28 ديسمبر 2017

غندور: لا نؤمن بسياسة الأحلاف ونتعاون مع تركيا حول أمن البحر الأحمر

الخرطوم:هويدا المكي اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أمس ، زيارته للبلاد والتي استمرت ثلاثة أيام ، توجها بتوقيع (21) اتفاقية مع السودان ، وأعلن الرئيسان عمر البشير وأردوغان في بيان مشترك ، تطابق وجهات نظرهما في التطورات الإقليمية والدولية، والتزامهما بمواصلة التنسيق وتبادل الدعم في المحافل الإقليمية، ومنابر المنظمات الدولية ، فيما نفى وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور وجود حلف يضم (تركيا وإيران وقطر) يشارك فيه السودان وشن هجوماً عنيفاً على وسائل إعلام مصرية شككت في أهداف زيارة أردوغان للخرطوم، وقال (واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول).
وقال غندور ،في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ،أمس، بمطار الخرطوم ، إن (السودان لم ولن يكون طرفاً في حلف ولا نؤمن بسياسة الأحلاف، ونحن منفتحون على أشقائنا في كل العالم كأصدقاء محبين للسلام لتحقيق المصالح المشتركة والسلم والأمن الدوليين).
وأضاف (نحن منفتحون على كل دول العالم الأصدقاء والمحبين للسلام، وتجمعنا المنفعة المتبادلة لمصلحة شعوبنا، ولمصلحة السلم والأمن العالميين).
ووصف غندور تركيا بأنها (دولة شقيقة ويربطنا معها تاريخ عريق، وعلاقاتنا معها ظلت على الدوام علاقات متميزة، وهذه الزيارة تضع تلك العلاقات في طريقها الصحيح لتتحول من علاقات حب إلى علاقات منفعة لشعبي البلدين).
ولم يستبعد غندور وجود ترتيبات عسكرية مع تركيا في إطار التدريبات العسكرية التي استضافها السودان مع دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودول شرق أفريقيا. وقال (بالتالي أي ترتيبات عسكرية مع تركيا واردة وقد وقعت اتفاقية قد ينتج عنها أنواع من التعاون العسكري).
ولفت إلى توقيع السودان على اتفاق لإنشاء مرفأ لصيانة السفن المدنية والعسكرية شراكة بين السودان وتركيا، بجانب الجزيرة الممتدة خارج سواكن التي ستقدم للاستثمارات التركية كمنطقة سياحية لإعادة سيرتها الأولى لينطلق منها الحجاج سياحة وعبادة.
وأكد أن السودان يولي أهمية كبيرة لملف أمن البحر الأحمر ، (خاصة أن 750 كم من شواطئ البحر الأحمر هي شواطئ للسودان، من إريتريا وصولاً إلى حدودنا مع مصر، وأن 86% من تجارة النفط العالمية تمر بهذا الممر المائي المهم، وتقع على شاطئه كثير من الدول)، مشيراً الى تنسيق السودان مع أشقائه وجيرانه المطلين على البحر الأحمر.
واستنكر وزير الخارجية ردود بعض الإعلام المصري السالبة على زيارة الرئيس التركي للبلاد. وقال (نحن لا نأخذ كل الشعب المصري بجريرة البعض ولكن واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول).
وزاد (واضح أن هناك من لا يفهم كيف تدار العلاقات بين الدول، لو لم تكن الزيارة ناجحة جداً ومهمة جداً لما أثاروا تلك النقاط، لذلك من يمت بغيظه فليمت، وليفرح بسعدنا وفرحنا من يفرح).
وأكد وزير الخارجية أن توقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين السودان وتركيا ومجلس استراتيجي برئاسة رئيسي البلدين، بجانب أكثر من 21 اتفاقية في مجالات التعاون المختلفة أكبر دليل على نجاح وأهمية زيارة الرئيس التركي للسودان.

من جانبه قال وزير الخارجية التركي في رده على ردود الفعل السالبة لبعض الأجهزة الإعلامية المصرية حول الزيارة، قال أوغلو (إن غالبية الشعب المصري تشعر بالسعادة تجاه الزيارة، ومن لا يريد أن يفرح بها فليحزن).وأكد أن زيارة أردوغان للسودان حققت أهدافها الاستراتيجية المنشودة كافة، وأن مجلس التعاون الاستراتيجي الذي تم الاتفاق عليه سيتابع تطوير وتعزيز العلاقات في المجالات كافة.وقال (إنها المرة الأولى التي يبقى فيها الرئيس التركي خارج بلاده لمدة ثلاثة أيام مما يؤكد اهتمامه بعلاقة البلدين).
وأبان أن الاتفاقيات التي وقعها الجانبان خلال الزيارة ستزيد حجم الاستثمارات التركية بالبلاد، مشيراً إلى رغبة الرئيس التركي في زيادة التبادل التجاري من 500 مليون دولار بالتدرج إلى عشرة مليارات دولار.
وأكد أوغلو اهتمام تركيا بالأمن في أفريقيا عموماً، والسودان بوجه خاص.وقال إن تركيا ستواصل الدعم الأمني للسودان ومكافحة الإرهاب في منطقة البحر الأحمر، ولفت أوغلو إلى توجيهات رئيسي البلدين بتقديم الدعم الأمني والشرطي للسودان. وقال (سنطور علاقاتنا في مجال الصناعات الدفاعية)، مشيراً إلى دخول الشركات الأمنية في هذا المجال وإلى توقيع اتفاقيات في ما يتعلق بأمن منطقة البحر الأحمر.
ونفى الوزير أن يكون لبلاده أي تحالف مع قطر وإيران، مؤكداً أن تركيا تنظر بنظرة واحدة لكل الدول الإسلامية، داعياً إلى عدم الالتفات لمثل هذه الفتن.وقال (إن تركيا تقول لكل من يخطئ إنك أخطأت) لافتاً إلى الانتقادات التي وجهتها بلاده إلى إيران حول أحداث العراق.
وأكد أوغلو أن تركيا هدفها وحدة وتعاضد الأمة الإسلامية حول قضاياها والقدس بوجه خاص. وقال (إن أزمة الخليج ليس لها سبب واقعي وحتى الآن تم طرح ادعاءات ولم يتم إثباتها). وأشار إلى دعم تركيا للمبادرة الكويتية، لافتاً إلى عدم وجود سبب يمنع تسوية الأزمة.
وفي ما يتعلق بالعلاقات التركية المصرية، قال وزير الخارجية التركي (لم يصلنا أي طلب مصري بعودة العلاقات، وكل ما هناك هو تصريح من وزير الخارجية المصري في هذا الاتجاه). وأضاف (وزيرا خارجية البلدين سيعملان عبر الحوار على عودة العلاقات)، مشيراً إلى أن مصر القوية مهمة لأفريقيا والعالم العربي والإسلامي وفلسطين بوجه خاص.
وفي السياق ذاته، قال بيان صادر في ختام زيارة أردوغان للبلاد إن (الرئيسين عبرا عن ثقتهما بأن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها إبان الزيارة ستسهم في ترقية التعاون الثنائي على أساس المنافع المتبادلة والشراكة العادلة بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في السودان وتركيا).وأشار البيان إلى أن (الرئيسين اتفقا خلال المباحثات الثنائية على قيام شراكة استراتيجية بين البلدين).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق