الأحد، 31 ديسمبر 2017

الزيارة الإستراتيجية الأبرز في التاريخ السياسي المعاصر للسودان!!

زيارة الرئيس التركي، أحد أبرز القادرة الأتراك الذين وضعوا بصمات تاريخية مفصلية واضحة في تركيا والإقليم وعلى النطاق الدولي (رجب طيب أردوغان) إلى السودان أواخر ديسمبر 2017م هي
في واقع الأمر وببساطة متناهية زيارة ذات طابع إستراتيجي بحت. كيف ذلك؟ الرئيس أردوغان قال
في معرض حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده معه الرئيس البشير في باحة القصر الرئاسي المطل على النيل في الخرطوم ان بلاده سبق وأن وضعت في العـ2005ـام إستراتيجية دخول القارة الأفريقية من أوسع أبوابها ولذا فإن تركيا الآن تؤسس لتعاون إستراتيجي مع السودان لفائدة
الطرفين، جاءت أولى خطواته بتوقيع الجانبين على إتفاقية التعاون الإستراتيجي بين البلدين والتي يترأسها رئيس البلدين.
هذه الإتفاقية تحوي في متنها الاتفاقيات الـ(12) التي وقعها الجانبان في المجالات المختلفة (الزراعة ، الصناعة، الصحة) وغيرها، وكان أبرز ما لفت الأنظار بحق الطبيعة الإستراتيجية للزيارة أن الوفد التركي جاء محتشداً بحوالي (200) من قادة ورؤساء الشركات التركية ورجاء الأعمال ذوي الباع
الطويل في المجالات الإقتصادية المختلفة. ولكي نقف على المدى الإستراتيجي الهام لهذه الزيارة التي إمتدت لـ(3) أيام نلاحظ الآتي :
أولاً : الجدية البالغة التي تباهت بها وفد رجال الأعمال التركي مع رصفائهم السودانيين.
كانوا جميعاً يملكون معلومات كافية ودراسات جدوى حاضرة وأفق واسع للمستقبل، إذ على سبيل المثال تم الاتفاق على زراعة (مليون فدان) من القطن في الأراضي السودانية من شأنها أن تحقق عائداً يصل إلى (مليار دولار) في سنوات قلائل.
ثانياً : رفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين من الرقم المتواضع السابق ( 500 مليون دولار) إلى مليار دولار في عام واحد ليصبح بعد ذلك 10 مليار دولار.
وقد بدت جدية الجانب التركي شديدة الوضوح في هذه النقطة على وجه الخصوص حيث كان وزير الاقتصاد التركي (نهاد زيابيكي) يحمل ضمن أوراقه قرار فتح ملحقية تجارية لتركيا في سفارتها بالخرطوم للإهتمام المباشر والناجز برفع قيمة التبادل التجاري.
ثالياً : قضايا السياحة والتعدين والزراعة وساحل البحر الأحمر في السودان حظي باهتمام الرئيس أردوغات شخصياً بالزيارة التي قام بها إلى هناك وتفقد خلالها سواكن والميناء السوداني وأبدى ملاحظات وقدم مقترحات كان واضحاً أنها نابعة من صميم شعور تركيا بأنها تدخل في شراكة
إستراتيجية كاملة مع السودان لا تدع مجالاً سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً الا وقتلته بحثاً.
رابعاً : المخاوف والهلع الذي بدأ واضحاً على بعض دول الجوار جراء الزيارة وطبيعة المحادثات والأهداف التي جرى بلورتها لتصبح عنواناً لمستقبل الشراكة كلها أمور تشير إلى متغيرات إستراتيجية وإلى نهضة اقتصادية كبرى من الطبيعي أن تثير ذعر بعض الذين يعانون المخاوف والوساوس
والهواجس.
ان اقتران الإقتصاد السوداني الناهض بالإقتصاد التركي وتأسيس هذه البنية التحتية الإستراتيجية في عصر النهضة وعصر الكيانات الإقتصادية الكبيرة ما هي إلا نقلة تاريخية يدير السودان يدير السودان إدارة دفتا بمهارة يحسد عليها حتى من جيرانه ذلك أن تركيا لاعب إقليمي ولاعب دولي نجح
في توظيف الملعب الأوروبي الشرق أوسطى لصالح الإقليم بإمتياز ومن المؤكد أن السودان المتطلع إلى مستقبل زاهر وأفضل يقيم هذه الشراكة بدافع بناء نهضته بالمشاركة مع أصحاب التجارب الناجحة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق