الأحد، 2 أغسطس 2015

أموم في الخرطوم بخاطر كسير وزاد قليل!

إبتعاث الحكومة الجنوبية للسيد باقان أموم، أمين عام الحركة الشعبية، العائد بعد جهد جهيد إلى موقعه القديم إلى الخرطوم يمكن القول انه وفي حد ذاته يحمل مؤشراً واضحاً على أن جوبا ما تزال بعيدة تماماً عن الالتقاء بالخرطوم. بل لا نغالي إن قلنا إن جوبا وهي تدفع بأموم إلى الخرطوم ومن اجل كسب المزيد من الوقت لمزيد من اللعب تنتظر أن يقدم أموم لعبة مخادعة جديدة تلهي الخرطوم قليلاً ريثما تنجح جوبا في إصلاح بيتها الداخلي.
أموم بكل المقاييس ليس الرجل المناسب لمهمة دبلوماسية، فعلاوة على أن الرجل لا حظَ له بالمرّة في الدبلوماسية وطابعها الهادئ الرصين وصدقيتها الناعمة، فإن أموم بالنسبة للسودان يصعب تصنيفه في خانة الصديق، بحال من الأحوال.
أموم في آخر تصريحاته عقب الانفصال أمعن فى شتم السودان وأهله، و كيل الأوصاف له ولعل أشهر تلك الأوصاف التي لم تمّحِ من الذاكرة، وصف السودان بالأوساخ  والقاذورات! ومن المؤكد أن سخريات ومفارقات القدر ألقمت اموم صخوراً حين بدا واضحاً الآن حتى لمن هو أعمى لا يرى أين هي الأوساخ والقاذورات!
الصورة واضحة تماًماً والموقف يستحق أن يوجه إلى الرجل السؤال حول: أين تراها هي الأوساخ والقاذورات الآن؟ أشتهر اموم أيضاً بأنه أكثر القادة الجنوبيين الذين جرت على ألسنتهم عبارة الدولة الفاشلة. ولكثرة ما ظل يردد هذه العبارة ويصف بها بلاده في ذلك الحين -السودان- قبل حتى إجراء الاستفتاء وتحقق الانفصال، فإن الكثيرون اعتقدوا أن اموم وحال انفصال الدول الجنوبية وفى معيته مجموعته المفاوضة من مثقفي الحركة الشعبية ومستنيريها في مقدمة قادة (ركب النجاح) للدولة الوليدة.
الكل كان يعتقد أن اموم وبوصفه أميناً عاماً للحركة الشعبية الحاكمة في جوبا سوف يبرز (مواهبه) ويقود حركته الحاكمة في مواكب نجاح تلو النجاح لبناء دولة جنوبية ناجحة. فإذا بالرجل منذ ذلك التاريخ -2011م- ينجح بالكاد في العودة إلى منصبه في الأمانة العامة للحركة الشعبية بعد أن جرى إقصاؤه منها ولحقت به إتهامات مؤسفة و(فشل) في الحيلولة دون فشل بلاده لتصبح الآن الدولة الجنوبية نموذجاً حياً للنجاح من وجهة نظر الحركة الشعبية!!
وبالطبع لسنا هنا بصدد انتقاد الرجل لأن الرجل أقل من أن ينال شرف الانتقاد الموضوعي، نحن هنا بصدد إعطاء الدورس والعبرة لكل أولئك الذين سعوا لهدم أوطان الآخرين ظناً منهم أن أوطانهم هم، لها قصب السبق والأولوية وملئوا الآفاق بنظريات وأحاديث سياسية مرسلة نالت إعجاب بعض الضعفاء حينها، ولكنها في ذات الوقت سجلت في سجل التاريخ كعناوين للكيد السياسي الأعمى، والغريب أن الرجل ومعه مجموعته وبعد كل هذه السنوات والعبر والدروس ما يزالوا على دينهم السياسي القديم! فهل تبدو على ملامح أموم وتقاطيع وجهه ولو قدراً قليلاً من حمرة الخجل؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق