الأربعاء، 26 أغسطس 2015

سد النهضة.. البروفة الأولى

بقلم : علي ميرغني
منذ أن أعلنت الحكومة الأثيوبية شروعها فعلاً في بناء سد النهضة اختلفت الآراء ووجهات نظر المختصين عن أثر ذلك على السودان سلباً وإيجاباً، ولست هنا بصدد استعراض وجهات النظر هذه، لكن فقط أريد الحديث عن ظاهرة شح الفيضان لهذا العام والذي لم يخرج النيل عن مجراه الطبيعي، وهو المعدل الذي يتوقع أن يحدثه اكتمال سد النهضة وبدء التخزين فيه والذي يفصلنا عنه فقط أقل من سنتين حيث يتوقع ذلك في منتصف سنة 2017م.
عدم فيضان النيل يعني إيجابيات وسلبيات، أولاً ستظهر المفاضلة بصورة واضحة بين إنتاج الكهرباء من خزان سنار أو ري مشروع الجزيرة، خاصة في العروة الشتوية وهي الأهم من حيث إنها موسم إنتاج القمح والبقوليات الأخرى المهمة، كما ستخرج زراعة الجروف التي كانت تتم بمياه الفيضان ودون ري اضافي، أيضاً يعني ذلك عدم إمكانية زراعة الأحواض في الولاية الشمالية إلا بالري الصناعي وباستخدام وحدات الري التي تستخدم الجازولين وهذا يعني زيادة الطلب عليه، كما أنه أيضاً ستكون هناك مشكلة في توليد الكهرباء من سد مروي خاصة في ظل تسريبات عن انخفاض معدلات التخزين منذ الموسم الماضي مما تسبب في ضعف التوليد في فترة الصيف الماضية.
أعتقد أن شح الفيضان هذا العام نعمة من الله سبحانه وتعالى فهي وفرت لنا تجربة حقيقية لمحاولة ايجاد حلول لتغييرات قادمة عقب بدء التخزين في سد النهضة، والعاقل من تحسب لكل تغيير قبل وقوعه حتى لا يفاجأ بالأسوأ، وأقول منذ الآن يجب البحث عن حلول لمشكلة متوقعة في ري مشروع الجزيرة، ضعف انتاج الخضر الشتوية، وأيضاً البقوليات وعلى رأسها الفول المصري.
وبغض النظر عن كل وجهات النظر الفنية في تأثيرات سد النهضة على السودان، فلقد أصبح الأمر وقعاً تفصلنا عنه حوالي ثمانية عشر شهراً، كما إننا الحلقة الأضعف بين دول حوض النيل الشرقي، خاصة أن لمصر السد العالي وهو تخزين قرني يستحمل شح الفيضانات لأكثر من عشر سنوات.
لذلك أعتقد أن على الجهات المختصة وضع الحلول والاستفادة من تجربة فيضان هذا العام لتفادي نقاط الضعف وتعزيز الفرص الناتجة عن سد النهضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق