الاثنين، 14 ديسمبر 2015

سد النهضة ... طريق السودان الثالث للحل ...!!

التحذير الذي اطلقه السودان على لسان وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى السودان من سيناريو سيكون الأسوأ حال اتجاه دولة من دول حوض النيل للاستفادة من مياه النهر منفردة ما سيؤدي للصراع والصدام بين الدول المتشاطئة، يعكس مدى حرص السودان على اتفاق دول الحوض  فالسودان ظل يحذر ولا زال من  “مخاطر جسيمة” ربما تحدث في حالة عدم التزام دول حوض النيل بالتعاون في القضايا المتعلقة بإدارة المياه وتطويرها وحسن استغلالها على نحو منسق بين الدول، تحاشياً للسيناريو الأسوأ، وهو أن تعمد كل دولة للاستفادة من المياه النيل بشكل منفرد.فحدوث هذا السيناريو يعني حتما الصراع والصدام بين دول الحوض المتشاطئة.
مع موقف السودان من الازمة يعد موقفا عقلانيا بشهادة دولية إلا إن الحكومة المصرية لا فيه ذلك بل تتهمه بالانحياز إلى الطرف الاثيوبي وعمدت القاهرة خلال الآونة الأخيرة على أرسال رسائل غاضبة إلى الخرطوم مفادها أن مصر لن ترضى على السودان وموقفه الحكيم هذا من الازمة
والأسبوع المنصرم  طلبت القاهرة من الخرطوم تأجيل اجتماعات وزراء المياه بدول السودان ومصر وأثيوبيا بشأن سد النهضة التي كانت مقررة أواخر نوفمبر الحالي في الخرطوم إلى موعد يحدد لاحقاً.وجاءطلب مصر بعد أن اقترحت أن يكون الاجتماع سداسياً بمشاركة وزراء الخارجية.
وكان وزير الموارد المائية والري المصري حسام مغازي، أكد في وقت سابق، أنه يجري حالياً مشاورات على أعلى مستوى بين حكومات السودان ومصر وإثيوبيا، لعقد اجتماع سداسي بخصوص قضية سد النهضة، يضم وزراء الخارجية والموارد المائية من الدول الثلاث بالخرطوم بما يتناسب مع ارتباطات الوزراء.
وقال وزير الري والكهرباء الوداني معتز موسى أن التأجيل جاء بمبررات عدم تناسب الموعد المقرر مع وزراء الخارجية، مشيرا إلى أن التأجيل جاء لظروف عملية وليس لمبررات أخرى.وينتظر عقد الاجتماع في العاصمة السودانية بحضور المكتبين الاستشاريين الفرنسي "بي. آر. أل" والهولندي "دلتارس"، بهدف تقريب وجهات النظر بينهما فيما يتعلق بآليات تنفيذ الدراسات المطلوبة.وفي السياق ذاته، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول تعليق السودان لمفاوضات سد النهضة على خلفية ما أثارته وسائل إعلام سودانية حول "استهداف" سودانيين في مصر.
عموما يقول خبراء في مجال السدود أن  الموقف الرسمي السوداني لا يعتقد  بوجود أضرار محتملة تقع عليه جراء بناء سد النهضة، بل على العكس من ذلك، يمكن تعظيم استفادة السودان من الطاقة الكهرمائية التي ينتجها السد.مضيفين بالقول إذا كانت مفاوضات سد النهضة تقفز دائما إلى الوراء عبر المماطلة والتسويف، فإن السودان اتخذ خطوة إلى الأمام حيث وقع يوم 22 يوليو الماضي اتفاقا مع إثيوبيا من أجل عمل دراسات للربط الكهربائي بين البلدين، وهو ما يسمح للسودان بشراء الكهرباء التي ينتجها سد النهضة. وسرعان ما اتفقت الخرطوم وأديس أبابا على اختيار بيت خبرة إيطالية للقيام بالدراسات المطلوبة لتحقيق الربط الكهربائي بينهما.
لذا لايملك المفاوض المصري والحالة تلك ترف المرونة أو تقديم تنازلات في مفاوضات سد النهضة. يعني ذلك أن الأزمة في جوهرها تتجاوز في الإدراك المصري العام الجوانب التقنية والفنية التي يتحدث عنها المهندسون وخبراء الري.. إنها سياسية ذات بعد إستراتيجي هام حيث تجسد التنافس والصراع بين دولتين على المستوى الإقليمي.أحدهما مصر والآخرى إثيوبيا. فإثيوبيا تحاول جاهدة أن تكون مصدرا لإنتاج الطاقة الكهرمائية بما يعزز مكانتها الإقليمية، حيث بدأت بالفعل تصدير الكهرباء إلى كل من جيبوتي والسودان. أما مصر على الطرف الآخر فتصارع من أجل البقاء والحفاظ على المكان والمكانة الإقليمية عبر الدفاع عن أمنها المائي. ولعل فقه الواقع الإقليمي الجديد سيكون له القول الفصل في تحديد موازين القوى القادمة، وفي وسط هذا الصراع الذي تقول قرائن الحوال سيؤدي إلى حرب وقطيعة بين الدولتين يحاول السودان ايجاد طريق ثالث يحفظ للعلاقة بين تلك الدول سالف عهدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق