الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

تمديد الحوار في إنتظار الممانعين ..

بقلم: حسن محمد صالح  

كثيرا ما أواجه سؤالا عن الحوار الوطني وربما واجه هذا السؤال كثيرون غيري ما رأيك في الحوار الوطني ؟ والإجابة احيانا تكون إستفهامية أو علي صيغة سؤال وهل هناك بديل للحوار ونحن نري اشقاءنا وأحبابنا في سوريا والعراق واليمن ومصر يتقاتلون وتسيل دماؤهم أنهرا بعد أن تفرقوا أيدي سبأ في المنافي والملاجي  ؟ وقد تكون أيها المسئول عن الحوار مثلي قد أقنعت من يسأل عن الحوار بجدواه وأهميته السياسية والإقتصادية والإجتماعية . ولكن ينشأ سؤال آخر خطير للغاية وهو هل تلتزم الحكومة والمؤتمر الوطني والرئيس البشير بمخرجات الحوار وينفذون ما يتوصل إليه الحوار علي أرض الواقع ؟

     والرد علي هذا السؤال يصبح أصعب كثيرا منالرد علي الأسئلة السابقة  علما بأنه ليس مخولا لأحد  أن يتحدث  نيابة عن المؤتمر الوطني وحكومته ولكن من المؤكد أن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير هو صاحب الدعوة للحوار في خطاب الوثبة الشهير في أعياد الإستقلال في العام 2014م وهو من دشن مؤتمر الحوار الوطني قبل ثلاثة اشهر بقاعة الصداقة وأن المؤتمر الوطني والأحزاب المشاركة في الحوار جميعها اكدت علي أن الحوار لا يستثني احدا وأن مخرجاته ملزمة ومقضية كما ذكر ذلك صراحة رئيس الجمهورية في إفتتاح مؤتمر الحوار الوطني في العاشر من إكتوبر الماضي وتم تحديد أمد الحوار بثلاثة أشهر تنتهي  في العاشر من يناير القادم .
     ولكن فجأة ودون مقدمات أعلنت اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني ((7+7)) بتاريخ الأحد 27 ديسمبر 2015م  عن تمديد فترة الحوار الوطني ((لأجل غير مسمي)) والمبرر للتأجيل هو إتاحة الفرصة للحركات المسلحة والأحزاب الممانعة للمشاركة في الحوار وتمكين المنضمين حديثا للحوارللإدلاء بآرائهم داخل لجان الحوار الست كما صرح بذلك مساعد رئيس الجمهورية نائب ريئس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب إبراهيم محمود حامد .
    ونقول مرة أخري أن الحوار الوطني مهم وان الصبر عليه اهم وأن فترة الثلاثة اشهر لم تكن كافية لإنجاز مشروع كبير هو مشروع الحوار الوطني بقضاياه المتعددة والمتنوعة والصعبة . ولكن هل هذا يعني أن الحوار قد اصبح مفتوحا وبلا سقف زمني .وهل آلية الحوار الوطني وهي لم تلتق الحركة الشعبية الشمال أو تتفاوض معها كما ذكرت ذلك الحركة صراحة في البيان المنسوب إلي الناطق الرسمي بإسم الحركة الذي قال نحن لم نلتقي بما يسمي بآلية الحوار الوطني سبعة زايد سبعة ولم نتفاوض معها وعليه هل لدي الآلية ما فيد بأن الحركة الشعبية سوف تنضم للحوار ومتي يكون ذلك وبذات القدر حركات دارفور ممثلة في تحرير السودان وحركة عبد الواحد نور والعدل والمساواة وحزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي الذي اكد علي اهمية الحوار ولكنه لم يعلن صراحة أنه سوف ينضم للحوار بل أنه رهن امر الإنضمام للحوار باللقاء التحضيري الذي ينظمه الإتحاد الإفريقي !
     وهل الحزب الشيوعي الذي يقف من الحوار موقفا أيدولوجيا صرفا سوف يلحق بالحوار ؟ وهل إنتهاء جل الحوار يحدده من يلحقون بالحوار يعني الحوار شكوه من جديد ؟
    دخول عناصر مثل حملة السلاح والأحزاب الممانعة للحوار تعتبر ضرورة لإنجاح الحوار وتحقيق الإجماع حوله ولكن البت في القضايا المعلقة ومنها قضية الحكم والدستور والإقتصاد والعلاقات الخارجية تبدو ضرورية  وجاذبة للذين لم يلحقوا بعد وهذه القضايا لن تنتظر إلي الأبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق