الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

الخرطوم وجوبا ..الثقة التي تبحث لها عن موطئ قدم

بقلم/ أحمد كفوته
العلاقة بين السودان وجنوبه ومنذ العام 2011م عام الفجيعة كما يسميه الكثير لم تكن ذات وتيرة واحدة، لوجود قضايا خلافية كثيرة لم تحسمها اتفاقية نيفاشا الموقعة بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية في العام 2005م، أبرزها قضية الحدود ومنطقة أبيي المتنازع عليها، التصعيد العسكري العالي والحرب الإعلامية بين الطرفين الذي وصل إلى أعلي القمم في أحيان كثيرة، والعلاقة التي تتسم تارة بالسكون والهدوء وتارة أخرى بالتصعيد والحركة، والاتهام المتبادل بين الطرفين بإيواء المتمردين في البلدين، إلا أن ثمة هدوء نسبي شهدته العلاقة بين البلدين الشهور الماضية، حزمة من التطورات اعتلت سطح المشهد مجدداً هذه الأيام، فما بين طلب جوبا تأجيل اجتماع اللجنة السياسية والأمنية المقرر انعقاده في الخرطوم الأسابيع الماضية، ومحاولة السرقة التي تعرض لها بين الملحق العسكري السوداني بجوبا هذه الأيام، وتخوف جوبا من استقلال السودان لقيادات منشقة عن زعيم المعارضة د. رياك مشار للضغط عليها في الملفات السياسية بحسب سفير دولة جنوب السودان في القاهرة أنتوني كون، وتزامنها في توقيت واحد، هو ما يدعوا إلى البحث وراء هذا الملف.
الناظر إلى طبيعة العلاقة بين السودان وجنوب السودان طيلة السنين الماضية من الانفصال، يجد أن التصعيد العسكري ظل يتحكم في مجمل سير العلاقات بين البلدين، إذ لم يكن الانفصال كافياً لوضع حد فاصل للحروب المستمرة بين من كانوا سابقاً شعباً واحداً في أرضاً واحده هي السودان شماله وجنوبه، العلاقة بين السودان وجنوبه وصلت إلى حد عدم التعاون الكامل في كل المجالات خاصة إبان الفترة التي اجتاحت فيها قوات الجنوب منطقة هجليج، إلا أنها لم تدم طويلاً، ففي الجانب الدبلوماسي بين الطرفين نجد أن هنالك تسعة اتفاقيات تم التوقيع عليها بين الطرفين، في عدد كثير من القضايا المشتركة، تساؤلات لدي الكثيرين حول تزامن جملة من الأحداث في هذا التوقيت، والتساؤل حول هل يمكن أن تعصف هذه الأحدث بشكل العلاقة بين السودان وجنوبه، وما مدي تأثيرها على القضايا العالقة بين البلدين؟، خاصة وأن جوبا نفسها وعبر سفيرها في القاهرة أبدت تخوفاً من السودان فيما يخص جانب الملفات السياسية، وأنها لم تخفي علاقتها المباشرة مع إسرائيل التي اعترفت بأنها تربطها معها مشاريع مياه، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير علي صادق نفي وجود توتر في العلاقة بين السودان وجنوب السودان، وقال في تصريحات صحافية أن السودان أكثر الدول حرصاً على إقامة علاقات طبيعية وصحية مع جنوب السودان، مضيفاً أن السودان حريص أيضاً على تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، فضلاً عن الجهود التي يبذلها مع الشركاء من أجل تحقيق المصالحة بين الفرقاء في الجنوب، موضحاً أنه حتى يوم أمس الأول لم ترد للوزارة تفاصيل من سفارتها بجوبا حول حادثة السرقة.
(3)
المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية البروفيسير صلاح الدين الدومة في حديثه لـ(ألوان) أمس، يقول أننا لسنا – والحديث للبروف – بحاجة إلى هذه التساؤلات لكي نسبت أن هنالك توتراً بين السودان وجنوب السودان، هنالك توترات بين الخرطوم وجوبا، وخلال ردة لـ(ألوان) عن طلب جوبا تأجيل لاجتماعات اللجنة الأمنية والسياسية المشتركة، يقول: أن جوبا طلبت التأجيل لقراءتها للواقع بأن إجراء الاجتماع في هذه الظروف لن يجديها نفعاً، مبيناً أن جوبا الآن تعيش حالة تنازع، وغير قادرة على منازعة نظام الإنقاذ بهذه الصورة، موضحاً في السياق ذاته أن العلاقات التي تربط جنوب السودان بإسرائيل ليست لها أي تأثير على العلاقة بين السودان وجنوبه، فيما يذهب الخبير الأمني والإستراتيجي حسن بيومي، إلى إن الجنوبيين في السودان تتم معاملتهم بالدولار، وحتى معاملة اللاجئين الجنوبيين في السودان لا تتم بالصورة المطلوبة، مضيفاً: أن الجنوبيين هم أحق من أي أحد في المعاملة داخل السودان، مشيراً إلا أن هنالك آمال في إعادة الوحدة بين البلدين، مشيراً إلى إن الاعتداء على منزل الملحق العسكري للسودان في الجنوب لا يخرج من كونه حالة سرقه عادية يمكن أن يتعرض لها أي شخص، وفي أي مكان، مقللاً في الوقت ذاته من عدم تأثير العلاقة بين جوبا وتل أبيب على العلاقات بين جوبا والخرطوم، موضحاً بأنهم على علم بعلاقات الجنوب بتل أبيب من قبل الانفصال، مؤكداً أن جنوب السودان دولة مستقلة ومن حقها ان تبني علاقاتها مع أي دولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق