الثلاثاء، 31 مارس 2015

الحكومة ويونسيف.. إضاءة لإنجاز مستحق!

بقلم : محمد لطيف
في تقرير صادر عن موقف الأداء في البرنامج القطري الموقع بين حكومة السودان ومنظمة اليونسيف.. وللدقة فاليونسيف واحدة من وكالات الأمم المتحدة المعنية بقضايا الطفولة والأمومة.. قال التقرير (يعد العام 2015 بمثابة لحظة مهمة للتفكر، بما أنها أيضاً السنة التي يقيم فيها كل بلد بما في ذلك السودان مدى التقدم المحرز مقابل كل واحد من الأهداف الإنمائية للألفية المتفق عليها في عام 2000 بما في ذلك التزامه بتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، والحد من الوفيات دون سن الخامسة وتحسين صحة الأمهات وغيرها) والعام 2015 هو منتصف المدة لفترة البرنامج القطري الممتد من العام 2013 وحتى العام 2016..وقال التقرير وهو  صادر عن يونسيف.. وليس عن حكومة السودان.. ما يعزز مصداقيته دون شك.. باعتبار يونسيف جهة محايدة وليست ذات مصلحة.. أنه (تحققت في السودان مكاسب واضحة في معالجة حقوق ورفاه الأطفال).. ليس هذا فحسب،  بل إن التقرير يحمل قدراً هائلاً من المفاجآت.. سيما أنه يستند إلى أرقام ولا شك مأخوذة من الواقع الإحصائي المصاحب لكل عمليات يونسيف كما نعلم..وليس محض اجتهاد سياسيين..
يتحدث التقرير الذي صدر فيما يبدو مطلع هذا الأسبوع.. إن لم يكن نهاية الأسبوع الماضي عن انخفاض مستمر في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة خلال العقدين الماضيين من 104 حالات وفاة لكل ألف ولادة حية في 1996 – 2000 إلى 83 لكل ألف ولادة حية في فترة –2006 – 2010 هذا يعني  ان المشروع المشترك قد نجح في إنقاذ أو الحفاظ على حياة نحو أكثر من 20 طفلاً.. وهذا رقم مقدر ولا شك.. وإن كان سيظل من حق المتشائم أن يرى أن ثلاثة وثمانين طفلاً لا زالوا يموتون.. ينتقل التقرير إلى نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقه ويوضح أنه (كان هناك أيضاً بعض التقدم في صافي نسبة الالتحاق بالمرحلة الابتدائية من 59.7%  في 2006 إلى 71.5% في عام 2010).. ثم يفجر التقرير مفاجأة مبشرة حين يتحدث عن زيادة في علاج سوء التغذية الحاد ارتفعت من 40.000 طفل في عام 2010 إلى 120.000 طفل على الأقل سنوياً منذ عام 2013.. أي بزيادة ثلاثمائة في المائة.. وهذه نسبة مذهلة بكل المقاييس..ويؤكد التقرير كذلك أنه قد تمت المحافظة على تغطية التحصين، إذ بلغت النسبة نحو 94%.. ويبلغ التقرير قمته حين يؤكد أن السودان لا يزال خالياً من شلل الأطفال.. ويقف التقرير عند مؤشرات عامة.. لكنها تظل أرقاماً ذات دلالة.. إذ أنه أنجز تحسين واستدامة في الوصول إلى مصادر المياه لنحو 2.3 مليون نسمة من المحتاجين، كما زادت فرص الحصول على فرص التعليم لأكثر من 480.000 من أطفال خارج المدرسة.. واستفاد أكثر من 68.000طفل من الحماية والخدمات النفسية والاجتماعية في النزاعات والنزوح..(كما استفاد الأطفال من الحماية والخدمات النفسية والاجتماعية في المناطق المتأثرة بالنزاع).. وهذه نقطة مفصلية في هذا التقرير الذي نبهنا إلى مجموعة ضخمة من أطفال السودان.. تعيش للأسف خارج نطاق الوعي المجتمعي.. ما يستدعى زيادة الوعي بهذه الشريحة المهمة.. والتقرير.. بهذا ينتهي نهاية منطقية حين يقول : (إننا بالتالي ندعو بالنيابة عن جميع الأطفال في السودان جميع الأطراف لوضع حد لجميع النزاعات في جميع أنحاء السودان، كما ندعو السلطات الاتحادية والولائية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكافة شركاء التنمية الدوليين لجعل حقوق الفتيات والفتيان أولوية رئيسية).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق