الأحد، 8 مارس 2015

اختراق كبير في العلاقات السودانية والإماراتية والأمريكية

بقلم: كمال بخيت
الزيارة التاريخية التي قام بها مؤخراً السيد الرئيس عمر حسن أحمد البشير إلي دولة الإمارات العربية.. حققت من النتائج ما لم تكن تخطر علي عقل مراقب.. فقد وجد السيد الرئيس قلوب أهل الإمارات مفتوحة علي مصراعيها  لقائد السودان ولمتطلبات أهل السودان، من مشاريع تنموية، ومن رغبة أصيلة من الدولة ومن الحكومة للمساهمة في الاستثمار في السودان..
لقد وجد السيد الرئيس عقول وقلوب أهل الإمارات مفتوحة لأهل السودان ولتلبية متطلباتهم في الاستثمار ودعم المشاريع التنموية الزراعية والصناعية، وهم يعلمون تماماً ما يزخر به السودان من خيرات نريد من يشمر ساعد الجد ليبدأ الخطوة الأولي في الاستثمار وقيام مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والمعدنية.
لقد شكلت الزيارة التاريخية فتحاً جديداً في العلاقات السودانية الإماراتية.. ومن وفد السودان قد ضم عدداً مهماً من المسؤولين السودانيين في معظم الملفات المهمة بين البلدين الشقيقين.. كما إن الترحاب الكبير الذي قوبل به الوفد السوداني  من قيادة دولة الإمارات العربية قد أكد  اهتمام دولة الإمارات بالسودان وبوفده الرفيع لذلك  تمت لقاءات مهمة مع رئيس دولة الإمارات ونائب الحاكم وولي العهد وحاكم إمارة دبي  الشيخ محمد بن راشد.. أحد أبرز قادة دولة الإمارات، بل أحد قيادات دول الخليج العربي.
وقد وقعت اتفاقات كثيرة ستعود بالنفع الكثير لشعبي البلدين كما تم أكمال القرض الخاص بسد نهري عطبرة وستيت.
الزيارة استغرقت أربعة أيام كاملة.. وهي نادراً ما تحدث أن تدوم زيارات السيد رئيس الجمهورية لمدة أربعة حسوماً لأحدي الدول لكن المناخ والترحيب الذي ساد الزيارة جعلها تأخذ هذا المد الزمني والذي  تمت فيه تغطية كل مناحي الزيارة.
والرئيس البشير ليس غريباً علي دولة الإمارات وعلي قيادتها.. فقد كان في مطلع عمله بالقوات المسلحة منتدياً في دولة الإمارات.. وعمل في حرس الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه.
وزيارة السيد الرئيس لدولة الإمارات ستكون حافزاً ونموذجاً لزيارات قادمة لبقية أقطار مجلس التعاون الخليجي، خاصة وقد سبقت هذه الزيارة زيارتين ناجحتين للسعودية ولدولة قطر الفتية.
يأتي هذا الانفتاح السوداني علي الأشقاء بعد الاختراق الكبير الذي أحدثه البروف إبراهيم ألي أمريكا وبدعوة من صانعي القرار الأمريكي، وهي خطوة مهمة في إعادة الثقة بين البلدين الصديقين، خاصة إن أمريكا أهم وأقوي دولة في العالم ومن المهم أن يكون للسودان علاقات متميزة معها.
السودان الآن يعيش في بدايات مرحلة جديدة للتوافق مع معظم دول العالم القوية.. وبعد تحسن العلاقات مع السعودية والإمارات وقطر الحبيبة جاء الانفراج الكبير من الولايات المتحدة الأمريكية قادها البروف غندور.. وأحداث محادثاته في أمريكا اختراقاً كبيراً وغير متوقع في العلاقات السودانية الأمريكية وسط دهشة الجميع وتشكيك المعارضين من أهل السودان ومن الحاقدين علي السودان.
ثم جاء الاختراق الأكبر إفريقيا الذي قادة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن ورجل الدبلوماسية الذكي الأستاذ علي أحمد كرتي وزير  الخارجية إلي يوغندا وقد جاءت تصريحات الرئيس اليوغندي موسفيني مبشرة بعودة العلاقات الطبيعية مع يوغندا والتي كانت تمثل العدو الأكبر للسودان في هذه القارة السمراء ونأمل أن تتواصل الاختراقات السودانية للعديد من الدول التي كانت تناصب السودان العداء.
ومهم جداً أن يقود هذه المبادرات بجانب الرئيس البشير الأستاذ علي كرتي رجل الدبلوماسية الهادفة والذي يكن له قادة الكثير  من الدول احترماً كبيراً وذلك للسياسة الواقعية التي ينتهجها.
وإذا استمر هذا الحال.. فان السودان يغلق كل الطرق التي تؤدي  إلي اختناقه وسيبك يا رئيس من الشعارات القديمة التي كادت تفتك بالسودان. 
الرئيس كان رائعاً في تدشين الحملة الانتخابية في الجزيرة حيث رد علي المعارضين الذي رفعوا شعار ارحل.. قال لن ارحل ولن أقدم استقالة في هذه الحقبة فقط أقدمها عندما يطلب مني الشعب السوداني ذلك، أو أن يرفض انتخابي، وعدم انتخابي حلم بعيد المنال لأهل المعارضة الموجودين في برلين وقال أن صناديق الاقتراع هي التي تحدد رحيلي أو بقائي.. كلمات مليئة بالصدق والثقة بالنفس والصلابة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق