الثلاثاء، 3 مارس 2015

ليبيا وجيرانها.. تضارب المصالح هل يفك الشفرة؟

بقلم:  عمر خالد
الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يومي 21و22 من لشهر الماضي لتشاد والكاميرون والنيجر تؤكد تغليب خطورة بوكو حرام علي داعش الليبية، في نظر الحكومة الفرنسية التي لعبت دوراً محورياً في سقوط القذافي وإنهاء حكمه.. وعلي أيام الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي  كان هناك صوت واحد وهو صوت عراب التدخل الفرنسي في ليبيا برنارد هنري ليفي لكننا نسمع الآن من صوت، لأن المصالح تضاربت حتي داخل الحكومة الواحدة.
تتصارع المصالح وتتجلي المخاوف في دول الجوار الليبي في تحديد ما يجب أن تقوم به تجاه ما يحدث في الجارة المنكوبة، والجديد أن أكثر الدول التي تضع ليبيا في أولوياتها الآن قد إصابتها شظايا الاقتتال الليبي وهي تحاول أن تتوصل لما يمكن أن يسهم في إطفاء الحريق قبل أن ينتقل إليها.
فالسودان اكتوي بنيران الاقتتال الليبي، الذي لم يستفد منه إلا متمردو دارفور، وهو لا يملك ألا أن يدفع في اتجاه حل سلمي في كامل التراب الليبي، وتفاهم يغلب المصلحة الداخلية الليبية والإقليمية والدولية، رغم محاولة البعض زجه وتصنيفه ضمن محور ضد آخر باختلاف أخبار ملفقة مثل التي راجت عن الطائرة التي تنقل المؤن للقوات المرابطة علي الحدود فأصبحت بقدرة قادر طائرة تحمل أسلحة وذخائر لطرف دون آخر.
لم يكن جديداً التصريح الذي نسب للرئيس البشير بالاعتراف بحكومة طبق وإنما تأكيد لموقف سابق، بل وكما يذكر البعض فان السودان قد عرض علي لسان وزير خارجيته التوسط بين الحكومتين المتنازعتين في طبرق وطرابلس.
واستضاف السودان مؤتمر دول الجوار الليبي الخامس الذي عقد في الأسبوع الأول من ديسمبر الماضي وكذلك استقباله لرئيس الوزراء عبد الله الثني في 28 أكتوبر 2014 الذي صرح من مطار الخرطوم بأنه أنه مستعد لمحادثات سلام مع خصومه الذين يسيطرون علي طرابلس ويشككون في شرعيته مشترطاً إن تقدم كل الأطراف تنازلات.
مصر كانت قد طرحت مبادرة خلال الاجتماع الرابع لدول جوار ليبيا في القاهرة في أغسطس الماضي، وتدعو أبرز بنودها للحوار ووقف كافة الأعمال المسلحة وإلغاء جميع الجماعات للسلاح، ودعم دور المؤسسات الشرعية في الدولة وإعادة تكوين الجيش والشرطة، لكنها الآن تطالب مجلس الأمن بتفويضها للتدخل عسكرياً بعد مذبحة الأقباط التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا متخذة من اعتراف المجتمع الدولي بحكومة الثني غطاء لها في ضرباتها التي وجهتها لدرنة.
فرنسا نفسها وحتي وقت قريب تسوق لفصل المسألة الليبية إلي شمال يجب حل معضلته بالحوار، وغرب يستدعي تغليب الحل الأمني خوفاً من تمدد الإرهاب التي تحاربه في شمال النيجر ومالي وتشاد وغيرها من البلاد الواقعة تحت النفوذ "والحماية الفرنسية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق