الأحد، 29 مارس 2015

العلاقات السودانية الأمريكية وعلامات الانفراج

بقلم: أبو بكر  حسين عبد الرحمن
تكتسب هذه العلاقة أهميتها من حيث أن السودان بموارده ووضعه الجغرافي الذي يربط الدول الأفريقية وإسهاماته ودوره في استقرار المنطقة، أما بالنسبة لأمريكا، فهي صاحبت الهيمنة على العالم اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً والممسكة بزمام التحكم في السياسة الدولية، وبالتالي فإن شكل العلاقة مع أمريكا يحدد شكل العلاقات مع الدول بل حتى على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية والعلاقات السودانية الأمريكية معقدة ومتوترة بعض الشيء، ويغلب عليها طابع الحصار والعزل في غالب الأحيان وتتسم بالحوار والتفاوض تارة أخرى، وهو ما يعرف بسياسة العصا والجزرة، وكانت العلاقات بينهم في تاريخها عبارة شراكة اقتصادية في مجال الإنتاج النفطي، ولكن بمجيئ الأنظمة السياسية ذات النهج العسكري والإسلام السياسي وعلاقتها ومواقفها بالقضايا الإقليمية.
ونتج عن ذلك أن ساءت العلاقات السودانية الأمريكية، وأعلنت المقاطعة والحصار الاقتصادي عليه من قبل أمريكا واتهام السودان بدعم وإيواء المنظمات الإرهابية، وبل مارست العداء وشد الأطراف وتأجيج الصراعات ودعم الحركات المسلحة المعارضة للنظام، ولكن ليست هذه الأسباب التي أثرت على هذه العلاقة وحدها، فهنالك دول بذات الأسباب لكنها بعلاقة جيدة مع أمريكا، فهنالك بالتأكيد سبب آخر نتوقف عنده وهو اللوبي الصهويني والمنظمات الأفريقية المعروف عداؤهما للسودان، فإسرائيل لها دور اقتصادي وسياسي كبير في أمريكا، حيث تقوم بتمويل الأحزاب وجماعات الضغط والمصالح بل كل مرشح للرئاسة في الولايات المتحدة لا بد أن يذكر أمن إسرائيل حتى يلقى ويحظى بالتأييد من الشعب والإعلام  الأمريكي، فبذلك تؤثر في قراراتها الخارجية، فمن الطبيعي أن تؤثر عفي العلاقة بين البلدين.
والسودان لم يقف مكتوف الأيدي في شأن العلاقات الخارجية بل اتجه شرقا صوب الصين نموذجاً لشراكة والتعاون بين البلدين في المحالات المختلفة، والحكومة السودانية لا بد أن تكثف جهودها  والدبلوماسية وإبعاد كافة المؤثرات الدخلية والخارجية وتحقيق الاستقرار الداخلي عبر التنمية والحوار الوطني وجهود رجال الأعمال ورموز المجتمع كافة لإرجاع تلك العلاقات التي توصف بالمهمة التي تعد مفتاحاً لنجاح وتقدم للسودان على المستوى الداخلي والخراجي، فهنالك مؤشرات إيجابية تدل على قرب انفراج العلاقات بين البلدين نذكر منها اعتراف الإدارة الأمريكية بالسودان غير داعم للإرهاب ومتعاون في المكافحة وتأييدها للحوار الوطني والتحول الديمقراطي، وتهنئة أوباما للشعب السوداني بأعياد الاستقلال وإرسال مناديب لشراء الصمغ العربي، الذي يمثل سلعة استراتيجية لأمريكا ودعوة الكنغرس لوزير الخارجية السوداني ومساعد رئيس الجمهورية والمنظمات الأفريقية ضغطاً كبيراً على الإدارة الأمريكية، وكما يقول باحثون في العلاقات الدولية إن أمريكا يمكن أن تتخطى الثوابت والمبادئ من أجل المصالح، فلابد من استمرارية وسيلة الحوار القائمة على المصالح حتى تنجلي المقاطعة بين الطرفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق