الاثنين، 17 أكتوبر 2016

الحوار الوطني.. إجماع أهل السودان

منذ خطاب الوثبة في يناير 2014 م ظلت تصريحات السيد رئيس الجمهورية عن الحوار الوطني وإصراره على قيامه وتنفيذ مخرجاته، تؤكد جدية الدولة في السعي لحل كافة القضايا الوطنية العالقة، وآن الأوان أن نتجاوزالأطر الحزبية الضيقة التي ننظر من خلالها لقضايا
ومشاكل السودان . ومنذ ذاك الحين ظل السودانيون ينظرون للحوار الوطني باعتباره عقد اجتماعي يضم كافة شرائح المجتمع ويناقش القضايا الوطنية بدافع وطني محض ، فينبغي أن يكون إجماع أهل السودان أقوى من كل إرادة خارجية إقليمية كانت أم دولية. فالذي يحدد مصير السودان، هم أبناء السودان، وليس مجلس السلم الإفريقي، أو الأمم المتحدة، وهذا لايتم إلا بتنازل كبير من الجميع ، وكانت هذه فرصة العمر للشعب السوداني أن يجتمع أبناؤه حاكمين ومعارضين، عُزَّل ومسلحين، ليتحدثوا في الهواء الطلق وبكامل حرياتهم عن مشاكل السودان سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية ليضعوا من بعد ذلك خارطة طريق للوطن تجمع شتات أبناء الوطن من بعد طول فرقة واحتراب،لأن الذي يحاك ضد السودان في المجتمع الدولي أمر خطير وتآمر عالمي يسعى لتفكيك أوصال السودان.
وبالأمس قطع الرئيس السوداني، عمر البشير،الخميس، بأن هذا الحوار هو الحوار النهائي في السودان، خاصة أنه أصبح أنموذجاً بشهادة كل من زار السودان من السفراء والدبلوماسيين وعلى الأخص الغربيين، مجدداً التزامه بتنفيذ مخرجاته وإنزالها إلى أرض الواقع.واستعرض رئيس الجمهورية خلال مخاطبته الجالية السودانية بمصر بقصر القبة، نتائج الحوار الوطني وما توصل إليه الشعب السوداني من توصيات، مشيراً إلى أنه تم التوافق بالإجماع على نسبة كبيرة من تلك التوصيات، التي قال إنها ستكون وثيقة أهل السودان التي تؤسس لدستور دائم في البلاد.الآن وبعدما اجاز الجميع ماجاء في جلسات الحوار الوطني والذي جاءت مخرجاته فعالة وبحسب قرارات السيد رئيس الجمهورية فإن المخرجات النهائية نفاذة، وبهذا سيقطع الشعب السوداني الطريق على المتربصين بالسودان والنيل من عزته وكرامته المصونة.
وفي السياق أكملت الأمانة العامة للحوار الوطني السوداني ترتيبات الجلسة الختامية للمؤتمر العام يوم الاثنين المقبل، وذلك بمشاركة رؤساء مصر وموريتانيا وإثيوبيا وأوغندا وتشاد وأمناء منظمات إقليمية وممثلين للأمم المتحدة والصين وروسيا.وقال هاشم علي سالم، الأمين العام للحوار الوطني السوداني، في تصريحات صحافية، إن الأمانة العامة وضعت اللمسات الأخيرة للجمعية العمومية لمؤتمر الحوار، مشيراً إلى أن المؤتمر سيقوم بإجازة التوصيات في هذه الجلسة التي وصفها بالأخيرة.وأضاف أن السودان سيصبح بعد العاشر من أكتوبر أمة واحدة بعيداً عن الجهوية والاثنية، وأضاف لدى لقائه كتلة شرق السودان المشاركة في الحوار إن التوصيات تضمنت تمييزاً إيجابياً لبعض المناطق التي عانت من ضعف التنمية والتهميش.وأكد سالم أن الحوار استمر لأربعة أشهر بمشاركة مجموعات كبيرة من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي انضمت لمسيرة السلام، مشيراً إلى أن التوصيات التي خرجت بها لجان المؤتمر تمثل رغبة أكثر من 90٪من السودانيين، واشاد بالروح التي سادت المداولات.
وشهدت الخرطوم في السادس من أغسطس الماضي، الجمعية العمومية الأولى للحوار الوطني بحضور الأحزاب المسجلة كافة والحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات السلام، وخاطبها الرئيس عمر البشير، وجاءت هذه الجمعية تتويجاً لمؤتمر الحوار الوطني والذي عرف في وسائل الإعلام باسم «الوثبة» وانطلق في العاشر من أكتوبر 2015 وسط مقاطعة لقادة الحركات المسلحة الرئيسية وشارك منتسبون لبعض الحركات المسلحة التي انضمت مؤخراً للسلام.
وتتم في المؤتمر العام المقبل إجازة توصيات لجان الحوار الست وهي لجنة قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار، لجنة الحريات والحقوق الأساسية، لجنة الهوية، لجنة السلام والوحدة، لجنة الاقتصاد ولجنة العلاقات الخارجية، وقال الرئيس إن التوصيات الختامية ستكون الأساس لإعداد دستور البلاد المقبل، وتمثل ركيزة أساسية للوثيقة الوطنية التي تعبر عن المشاركة الشعبية في الوصول إلى توصيات تؤدي إلى إصلاح البيئة السياسية، وفتح المجال أمام المجتمع المدني للمشاركة في صناعة القرار المتصل بدائرة الحكم والمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق