الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

الكوميسا .. البحث عن لعبة الفائزين

انتنانياريفو:عبد العظيم صالح
أمضينا يومين في مدغشقر ووصلناها عند المغيب بعد إقلاع الطائرة من مطار الخرطوم في الثامنة صباحاً، وتوقفنا بعد 3 ساعات من الطيران في عاصمة دار السلام تنزانيا للتزود بالوقود، حيث تمت مراسم استقبال ووداع رسمية لنائب الرئيس، وأمضت الطائرة 4 ساعات بين السحاب حتى وصولنا الجزيرة الساحرة التي تقع في أعماق المحيط الهندي، وتتنازعها هويات آسيوية وإفريقية مختلطة، ورغم ذلك  تعيش في هدوء وانسجام.

الوفد السوداني: مشاركة مميزة
لعب الوفد السوداني برئاسة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن دوراً كبيراً ومؤثراً في اجتماعات قمة مدغشقر التي تحمل الرقم (19)، السودان من المؤسسين للمنظمة وشارك الوفد بفعالية في اجتماعات اللجان الوزارية الفنية وفي أنشطة المؤتمر، والجلسات الختامية التي استمرت لأكثر من يومين حتى لحظة إعداد البيان الختامي، حدثنا عن ذلك الدور سفير السودان في زامبيا وممثله المعتمد لدى الكوميسا حسين عوض، والذي قال إن حضور السودان للقمة كان كبيراً ومميزاً وساهم ذلك في خروج القرارات التي ساندت السودان، منها الإشادة بالحوار وإدانة الحركات المسلحة وتسديد السودان لاشتراكاته رغم ظروفه ودعمه المتواصل لمقر المنظمة في الخرطوم
انطباعات ومشاهدات
أقيمت القمة في قاعة مؤتمرات حديثة تم بناؤها لهذا الغرض داخل العاصمة - انيتتا ريغوا - ورغم الإجراءات المشددة  في الدخول والخروج والتنظيم فقد كان التعامل راقياً وودوداً من المسؤولين داخل المقر، وكان ذلك واضحاً في إشادة  رؤساء  الوفود وبحسن التنظيم - منها كلمة نائب الرئيس الرواندي والذي وجه تحية خاصة لقوات الأمن والمترجمين ووسائل الإعلام والخدمات - المسؤول الرواندي أضحك الحضور وهو يقول أهنئ القاضي الجديد بالمنصب وأتمنى أن يكون أكثر عدالة من قضاة محكمة العدل الدولية
ركزت كلمات الوفود على أهمية البحث عن حياة مزدهرة للأفارقة، وتكررت كثيراً وكقاسم مشترك كلمات  التكامل، إزالة الحدود، التنمية الاجتماعية،  التجارة الحرة، التصنيع، مرور السلع، التمية المستدامة، السوق المشتركة، تغيرات المناخ، البيئة، القدرة التنافسية، الزراعة
الكوميسا لا تقدم شيئاً
سألت أحد الخبراء السودانيين داخل الردهات ما الذي يمكن أن تقدمه الكوميسا للسودان، قال لي: لا تقدم شيئا مباشراً للدول، وعلى السودان البحث عن الفرص داخلها - فرص تحقيق التكامل الإقليمي - تسهيل العمليات التجارية والالتزام بالمواثيق والقوانين التي تسهل عملية التجارة بين الدول، وتقليل التكلفة، كما يجب أن تكون الصادرات السودانية بمواصفات عالية الجودة وتستطيع المنافسة، والكوميسا سوق كبيرة بها 400 مليون نسمة، والاهتمام برفع قدرات القطاع الخاص وبناء برنامج متكامل لتدريب العاملين في قطاعات الزراعة والتجارة والصناعة وفق خطة استراتيجية مدروسة وليس بالضرورة من ينفذها : المهم الاستمرارية حتى نضع  السودان بكل إمكانياته في الصورة
نصيحة مجرب للباحثين عن عمل بالخارج
واحد من الوجوه السودانية المميزة التي وجدناها هناك الأخ عبد المنعم عبد الرحمن، يعمل موظفا بالأمانة العامة للكوميسا بمقر المنظمة بلوساكا، بعد رحلة عمل طويلة في الاتحاد الافريقي وقبلها اغتراب لأكثر من عشر سنوات بالمملكة العربية السعودية وقبلها تخرج في جامعة الخرطوم كلية التربية في العام 1989 يستهل عبد المنعم حديثه قائلاً : العمل في مثل هذه المنظمات يأتي ضمن حصة السودان وفي ذات الوقت لا علاقة له بترشيح الحكومة : المهم في الأمر الكفاءات والمهارات
اثنين فقط عدد السودانيين في الوظائف الثابتة وثالث يعمل ضمن المشاريع، وتقاعد قبلها اثنين من الموظفين ونسأل عبد المنعم من واقع تجربته كيف يكون لنا وجود في مثل هذه المنظمات، يقول : المتابعة الشخصية عبر الأنترنت مهمة، فالوظائف مفتوحة وما في حاجة اسمها الواسطة، المطلوب الكفاءة والقدرة على ملء الوظيفة، وعلى الشخص المتقدم أن يعرف مسبقا أنه سيخضع لمنافسة حادة من حيث الكفاءة
نصيحتي والحديث لعيد المنعم الاهتمام بالتدريب في فترة ما بعد التخرج، هنالك كورسات عملية، والمهم أيضا الاهتمام باللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية وكلها عوامل مهمة لمن يريد الالتحاق بمثل هذه المنظمات.
ماذا تعرف عن الكوميسا؟
الكوميسا هى اختصار لـ(السوق المشتركة لشرقي وجنوبي إفريقيا) وهي منطقة تجارة تفضيلية تمتد من ليبيا إلى زيمبابوى، وتضم فى عضويتها تسع عشرة دولة.
وتعود نشأة مجموعة الكوميسا للعام 1994، عوضاً عن منطقة التجارة التفضيلية الموجودة منذ عام 1981. وتأسست فى البداية من تسع دول هى: (مصر ـ جيبوتي ـ كينيا ـ مدغشقر ـ مالاوي ـ موريشيوس ـ السودان ـ زامبيا ـ زيمبابوى)، كما انضمت رواندا وبورندى بعد ذلك وتحديداً فى العام 2004، وكذلك انضمت ليبيا وجزر القمر فى العام 2006.
ويضم التحالف الحالى 19 دولة هى كالتالى: (جيبوتى ـ إريتريا ـ مصرـ ليبياـ السودان ـ مدغشقرـ جزر القمرـ موريشيوس ـ سيشل ـ بوروندى ـ كينيا ـ ملاوى ـ روندا ـ أوغندا ـ سويزلاند ـ زامبيا ـ زيمبابوى ـ كونغو ـ جنوب السودان(.
خط ملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط:
طرح الوفد  المصري  الذي ترأسة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية واستعرض عدداً من المشروعات الإقليمية الهادفة إلى زيادة معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين دول تجمع الكوميسا، تضمنت مشروع الخط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط الذي يسهم فى تسهيل نقل البضائع والسلع والمنتجات الزراعية والحيوانية بين دول حوض النيل، كما يسهم في زيادة معدلات التجارة الخارجية لدول الكوميسا مع الدول الأوروبية .
اتفاق تحت دائرة النقاش:
حظي اتفاق التجارة الحرة بين التكتلات الأفريقية الثلاثة والتي تضم الكوميسا والسادك وجماعة شرق أفريقيا  بنقاش واسع بين المؤتمرين، ووصفه البعض بأنه  يسهم في تسريع وتيرة التعاون الاقتصادي بين دول القارة، كما يسهم فى زيادة معدلات التبادل التجاري الإقليمي والقاري .
مدغشقر: حقائق وأرقام:
جمهورية مدغشقر هي واحدة من الدول الأفريقيّة، إلا أنها دولة على شكل جزيرة تقع في المحيط الهندي، ولكنها تابعة لقارة أفريقيا، تقع مدغشقر مقابل ساحل أفريقيا الشرقي في المحيط الهندي، وهي الجزيرة الرابعة من حيث كبر حجم المساحة على مستوى العالم.
عاصمة مدغشقر هي أنتاناناريفو، ولغتها الرسميّة الفرنسيّة واللغة الملغاشيّة. ومساحتها 590 ألف كيلو متراً مربعاً، يبلغ عدد  سكانها 22 مليون نسمة، عملتها هي الأرياري، وتعتبر مدغشقر دولة كثيرة التنوّع من الناحيتين النباتيّة والحيوانيّة.
وتعد من أكثر دول العالم إنتاجاُ للفانيليا، ويعتمد اقتصادها على الزراعة وصادراتها الكاكاو، والأرز، والقرنفل، وقصب السكر، والكسافا، والموز، والفاصوليا، والفول السوداني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق