الاثنين، 17 أكتوبر 2016

الحركات السودانية المسلحة العبء السياسي والأمني الكبير على المنطقة!

على الرغم من ان الضرورات السياسية في السودان فرضت قضية التفاوض مع الحركات المسلحة سواء في اقليم دارفور أو المنطقتين (جنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق)، باعتبار ان هذه المناطق تحتاج الى معالجات تنموية وخدمية وقدر من ما يمكن
ان نطلق علي التمييز الايجابي وصولاً الى ما يصفه البعض بالتنمية المتوازنة؛ إلا أن المشهد الحقيقي لهذا الأمر ليس بهذه البساطة.
الحركات السودانية بكل تأكيد لم تعد حركات سياسة جادة ذات جذور وطنية قوية حملت السلاح مضطرة للأسف الشديد ومما يؤلم حقاً ان الحركات السودانية المسلحة حركات تهوى المغامرة والمراهنة على تحقيق اهداف سهلة بالبندقية. ولمن أراد ان يتأمل، فلينظر الى الحركة الشعبية الأم الحاكمة في دولة الجنوب، تقاتل الآن نفسها دون أدنى اعتبار لمسئولية إدارة الدولة.
 ليس ذلك فحسب؛ الحركة الشعبية الجنوبية احتفظت فى قرارة نفسها بغلّ سياسي مرير حيال السودان عملت على ترجمته حالياً في احتضان الحركات المسلحة المناهضة للحكومة المركزية فى الخرطوم. حركات دارفور ولأنها اصلاً لم تنشأ على أساس وطني، مطلبي، مخلص، لم تستطع الصمود فى ميادين القتال ما لم تمتلك منطقاً سياسياً واضحاً للتفاوض مع المركز وحل الازمة.
وفي ذات الوقت فإنها عملياً غير قادرة على التعايش حتى مع بعضها، فهي بالعشرات ومتأثرة الى حد كبير بالإثنية. هذا بالإضافة اى ان هذه الحركات تعاني من هشاشة واضحة فى عظامها السياسية الوطنية، فقد قبضت المال من جهات استخبارية عديدة لتحقيق غايات ضد المصلحة الوطنية، كما عمل بعضها ولا يزال يعمل في مجال المقاولات الحربية حيث تحولوا الى مرتزقة يقاتلون لأجل المال ولصالح من يدفع.
هذه الحركات بهذه الصفة هي دون شك بمثابة عبء أمني كبير على السودان. فهي ستظل بؤرة اجرام وقد تفرخ اجيال كارهة للوحدة الوطنية وقد يلحق بعضها إضرار بالأمن القومي السوداني، ولهذا فإن قضية الحركات المسلحة والتفاوض معها لا ينبغي النظر اليها بالنظرة السودانية المعهودة.
نحن أمام حركات اخترقت المجال الجوي الوطني وألقت بظلال سالبة على مجمل أوضاعه. صحيح انها خرجت كلية من ميادين القتال ولم يعد لها من قوة للمغامرة بأيِّ مواجهة، وصحيح أيضاً ان منابع دعمها قد جفت الى حد كبير حين بدا للداعمين أنها حركات لا مستقبل لها ولوجودها في المعادلة السياسية، ولكن بالمقابل فإن الأمر تطلب وقتاً طويلاً للغاية وصولاً الى استقرار سياسي تصبح فيه هذه الحركات جزء من الماضي وأصداء من التاريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق