الاثنين، 28 سبتمبر 2015

زيارة موسفيني.. تسونامي حطم أحلام قادة التمرد السودانيين

بقلم :عميد ركن حسن أحمد حسن
لعنة حاملي القرآن في صدورهم الذين هجروا عرصات الخلاوي وحرموا حلاوة التلاوة في المساجد وكتابة الشرافة في الألواح وعزة الكرم والترحاب بـ(جيتا جيتو) ومزاحمة قداحة عصيدة الماريق في الضرا، والتسابق إلى الصلاة عند سماع الآذان، وسكنوا في مجتمعات النازحين، ويقتاتون من فتات الغرب، ولعنة الأسلاف الصالحين الذاكرين الذين قادوا المحمل لكسوة الكعبة الشريفة، وسال العرق على جباههم الطاهرة النضرة، مختلطاً بتراب وسقاية البئر التي حفروها بمعدلهم وأظافرهم في المدينة المنورة وحملت اسم علي حتى يومنا هذا، ولعنة النساء الحريرات اللائي تشردن، ولعنة الأطفال الذين تشردوا وحرموا من لعبة شليل وينو أكلو الدودو وتجاوزتهم سنون التعليم، وصادقوا أعداء وطنهم الفرنجة الذين تسببوا في عنتهم من أجل كسب قطعة حلوى أو بسكويت، ولعنة الديار المهجورة الطاهرة التي كان يصدح في سمائها القرآن، وتشهد عليه أشجار الهشاب والهجليج والطلح واللعوت والسدر، وتسمعه الهوام بين شعاب الجبال وقمحها والطيور في أوكارها، لعنات كل هؤلاء حملت يوري موسيفيني إلى الخرطوم والجلوس بكل صدق وشفافية مع شقيقه المشير البشير رئيس الجمهورية لتفضي الزيارة بتسونامي حطم أحلام وبدد آمال قادة التمرد السودانيين، وعلى رأسهم مالك عقار إير رئيس الجبهة الثورية التي تنضوي تحتها فصائل متمردي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ومتمردي فصائل دارفور، ولعب الفأر في عبهم من مصير مستقبلهم المظلم عندما يطردهم يوري موسيفيني من دولته يوغندا، ويجفف منابع شركاتهم الاستثمارية التي أسست بدماء أهلهم ويصادر أعداء وطنهم ويحذو حذوه سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب بالاستغناء عن مساعدات فصيل العدل والمساواة، ويقول لهم اتطلبوا الله، فإن ارض الله واسعة وأتركونا وحدنا نعالج جراحاتنا.
إن المشير البشير رئيس الجمهورية قد ناشد حاملي السلاح ضد الدولة مراراً وتكراراً حتى بح صوته ليضعوا السلاح ارضاً ويحكموا عقولهم والعودة إلى الداخل بضماناته الشخصية والجلوس للحوار لإنهاء الاقتتال وحقن الدماء والوصول لكلمة سواء لتدور عجلة التنمية والاعمار، فأبوا وتفتتوا واختاروا الانقياد لأعداء وطنهم لتدميره بأياديهم، وقتل مواطنيه الابرياء بوعود سراب للوصول إلى السلطة عبر فوهة البندقية، ولكن طال الزمان واتهدت صفوفهم وتبعثرت وخارت قواهم وسئمت قواتهم القتال وانشقت فصائل منهم ولحقت بقطار السلام، وذلك للضربات الموجعة التي تلقوها من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والقوات الامنية الاخرى، لقد سدت عليهم الدروب بمخرجات زيارة يوري موسيفيني ود. رياك مشار فأين المفر؟ وأحسب أن الحل يكمن في تلبية نداء المشير البشير رئيس الجمهورية الذي أعلن العفو العام عن كل حاملي السلاح، وأجزم أنه صادق في قوله وأفعاله، ولن يستغل فرصة ضعفهم ليستثمروها لتركيعهم واذلالهم، بل سيرحب بقدومهم معززين مكرمين لأنهم أبناء السودان، والجلوس معهم بكل صدق حتى تعود دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق لسيرتها الأولى، ليأخذ كل صاحب حق حقه وتتصافى النفوس ويلم الشمل، ويعود كل إلى دياره وحقله وعمله وتندمل الجراح وتزول المراراتن وتغادر بعث الأمم المتحدة المنظمات الأجنبية إلى دولها وتسكن زخات الذخيرة إلى الأبد، ويعيش الجميع في سلام ووئام والسودان حدادي مدادي، يسع الجميع.
والله من وراء القصد وهو المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق