السبت، 4 فبراير 2017

صلح بدون وسيط.. قبيلتان بدارفور تطويان صفحة الخلافات

طوت امس قبيلتا «الرزيقات المهرية والمساليت» صفحة من الخلافات القبلية الدامية في جلسات مؤتمر مباشر بين القبيلتين دون وسيط وبلا جودية احتضنتها محلية بليل «السلام» وفي حاضرتها بليل والتي يطلق عليها اهلها «بليل السمحة بلحيل» حيث اكدت القبيلتان انهما طوتا خلافا داميا ظل يراوح مكانه منذ نوفمبر الماضي 2016 راح ضحيته «8» اشخاص من القبيلتين واكدتا ان عملية الصلح تمت بينهما دون وسيط وفق الاعراف السابقة بين القبيلتين المتجاورتين والمتصاهرتين منذ امد بعيد وتصافحت قيادات القبيلتين وتعافوا امام الجميع في بليل بحضور والي الولاية المهندس ادم الفكي ونفر من اعضاء حكومته ولفيف من الاعيان.
وقطع والي جنوب دارفور ان حكومته اتخذت قرارا بعدم التدخل في عملية المصالحات القبلية وقال انها شأن وواجب من واجبات الادارات الاهلية والحكومات المحلية وتساندها لجنة أمن الولاية .

ووصف الفكي عملية الصلح بين «الرزيقات المهرية والمساليت»  بانه نهج جديد وادب فريد يضاف الي سجل المصالحات التي ظلت تنتظم الولاية وعلي رأسها مؤتمر شطايا.
وقال الوالي ان بليل استحقت لقب محلية السلام وانهم في قيادة الولاية متفائلون بدورها وقد طوت من قبل الخلافات بين بطون الزغاوة واخري بين «المسيرية والرزيقات» واخيرا بين «المساليت والرزيقات المهرية»  .
واكد الفكي ان جنوب دارفور الان تعيش أمنا واستقرارا  مطالبا الادارات الاهلية العمل علي تكملة ماتبقي من مصالحات بين القبائل لاجل المزيد من الاستقرار والتعايش السلمي والالتفات الي التنمية والخدمات .

من جانبهم اكد كل من وزير الحكم المحلي حسن خميس جرو ومعتمد بليل السني محمد أحمد ومعتمد قريضة حامد عبد الله حماد ان الصلح بين «المساليت والرزيقات المهرية»  اضافة حقيقية لعملية التصالحات بالولاية ، وقالوا انهم ارسوا نهجا جديدا يورث للاجيال القادمة في عملية التصالحات والتي تمت بدون وسيط ، وبدون جودية وبمبادرة خالصة من قبل الطرفين مما سهل عليهم في الحكومة الكثير من المعاناة سواء كانوا في لجنة الأمن او المسؤوليات السياسية والتنفيذية ، واجمعوا ان الصلح الذي تم في بليل يعتبر خطوة تبشر باقتراب طي صفحة الخلافات بالولاية تماما .
بينما كشف سلطان الداجو عبد الرحمن ادم ابو سلطان المنطقة المستضيفة ان الوفدين اعطوهم في الادارة الاهلية درسا جديدا لا سيما في ولاية جنوب دارفور التي ارقت اهل السودان بالصراعات القبلية موصيا القبيلتين الالتزام بما اتفقا عليه كاشفا عن تكوين آلية لمتابعة تنفيذ الاتفاق.
من جانبه عبر عمدة المساليت ابراهيم ادم ابكر «نمر» عن سعادته بالاتفاق بين قبيلته واهله الرزيقات المهرية ودعا عمدة المهرية للمصافحة امام الحشد وقد وجدت الخطوة ارتياحا لدي كافة الحضور الذين كبروا وهللوا كثيرا قبل ان يواصل عمدة المساليت قائلا ان عملية الصلح تمت مباشرة بين القبيلتين دون وسيط رجوعا للعرف القديم السائد بيننا .وقال ان الصلح يجنب المواطنين شر الفتن مؤكدا ان القبيلتين تربطهما الاواصر الاجتماعية دما ومصاهرة موصيا السياسيين والمثقفين خاصة من القبيلتين ببذل المزيد من الجهود للم الشمل .
بينما اطلق عمدة الرزيقات المهرية عبد الله مصطفى ابو نوبة تكبيرات وتهليلات داوية وقال ان اهلي المساليت واهلي الرزيقات الذين فوضوني للحديث انابة عنهم وهم اهل وتربطهم جميعا علاقات مصاهرة وتعايش سابق .
وقدم العمدة الشكر لمحليتي بليل وقريضة ولجنة الأمن بالولاية والمحليتين كما شكر حكومة الولاية لاسيما الوالي لمتابعته اللصيقة لعملية الصلح واهتمامه باكمال عملية التصالحات وختمت القبيلتين في كلمة مشتركة «صافية لبن» .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق