الاثنين، 27 فبراير 2017

المجاعة تعيد جنوب السودان لشماله

أعلنت جنوب السودان المجاعة في أجزاء منها الأسبوع الماضي، الأمر الذي ينذر بمأساة إنسانية مروعة يشهدها مواطنو الدولة الحديثة، الذين يلجأون إلى مخيمات اللاجئين في الجارة الشمالية (السودان) كقشة يتعلق بها الغريق.
وأوضحت ريبيكا جيمس (35 عاما) التي تحملت لأعوام المعارك ونقص الغذاء في جنوب السودان، ولم تقرر الفرار من بلادها إلا بعدما بدأت المجاعة تفتك بالمسنات والأطفال، أن عددا كبيرا من أفراد أسرتها قضوا جوعا أو قتلوا في المعارك.
وريبيكا المتعبة والجائعة واحدة من مئات السودانيين الجنوبيين، ومعظمهم نساء وأطفال، تجمعوا، الإثنين، في “مركز للاجئين” في نقطة عبور العليقات بجنوب السودان، على بعد أقل من 10 كيلومترات من الحدود، والتي يمضي فيها الفارون من الحرب والمجاعة في جنوب السودان بضعة أيام قبل أن يتم استقبالهم في مخيمات دائمة للاجئين أقيمت في كل أنحاء السودان، الذي يستضيف نحو 330 ألف مواطن من البلد المجاور منذ اندلاع الحرب الأهلية.
وجاءت ريبيكا (35 عاما) من منطقة أعلنت فيها حالة المجاعة رسميا الأسبوع الفائت، وروت لـ(فرانس برس) “ركضت طوال يومين من دون توقف حتى بلغت الحدود”، مضيفة “في الطريق، شاهدت نساء مسنات يمتن جوعا وشبانا قتلوا بالرصاص”.
فيما قال ستيفن (13 عاما): “اضطررنا إلى عبور 65 كلم للوصول إلى الحدود، ولم نأكل طوال المسير سوى أوراق الأشجار”، مضيفا “والدتي وأنا فررنا بعد مقتل والدي في المعارك”.
وأعلن جنوب السودان استقلاله في 2011 بعد انفصاله عن السودان المجاور، وسرعان ما غرق في حرب أهلية في كانون الأول/ديسمبر 2013.
وأفادت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، أن نحو 32 ألفا من السودانيين الجنوبيين لجأوا إلى السودان منذ بداية العام متوقعة أن يحذو عشرات الآلاف حذوهم في الأشهر المقبلة.
يشار إلى أن الحرب الأهلية في جنوب السودان بدأت حين اتهم الرئيس سلفا كير خصمه ونائبه السابق رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه.
وخلفت المعارك الشرسة بين أنصار كير المنتمين إلى قبيلة الدنكا ورجال مشار من قبيلة النوير عشرات آلاف القتلى وتسببت بتشريد أكثر من 3 ملايين آخرين.
ويؤكد المسؤولون الإنسانيون في العليقات أن المركز الذي تديره السلطات السودانية والهلال الأحمر السوداني مجهز فقط لتقديم مساعدات أولية إلى اللاجئين، مثل الطعام الذي تؤمنه مفوضية اللاجئين وشركاؤها.
وأقيم المخيم على أراض زراعية على طول طريق سريعة تربط بين الحدود وكوستي، عاصمة ولاية النيل الأبيض، وهو مزود حمامات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق