الأربعاء، 4 يناير 2017

مستقبل الحزب الشيوعي بعيون سياسية

أمين بناني: الحزب الشيوعي أشبه بالمنظمة السرية لخدمة الأجندة الخارجية
علي نايل: إذا أسرعت الحكومة في إنفاذ مخرجات الحوار فلن يؤثر عليها الشيوعي أو غيره
البروفيسور: الشيوعي يمارس سلوكيات مشينة ولا مستقبل له بالسودان
بناني: من الطبيعي أن يوظف الحزب الشيوعي أفكاره لإسقاط النظام لأنه “إسلامي”
عبده مختار: تأثير الحزب الشيوعي إنتهي ويواجه الآن مستقبل قاتم
إستطلاع: وداد محمد علي (smc)

وصف العديد من القيادات السياسية والأكاديمية الحزب الشيوعي بأنه من أكثر الأحزاب كراهية من قبل المجتمع السوداني وهو يواجه نقداً لاذعاً لما تقوم به مؤسسات هذا الحزب من ممارسات مشينة وسالبة في حق الشعب السوداني، ومعارضته للحوار الوطني الذي تنادت إليه جميع المكونات السياسية بالبلاد.
المركز السوداني للخدمات الصحفية جلس إلى العديد من السياسيين والأكاديميين واستطلعهم حول توجهات الحزب الشيوعي وعلاقته بالدوائر الخارجية المعارضة للسودان وسياساته.
قال الدكتور أمين بناني رئيس حزب العدالة إن الحزب الشيوعي تعرض للكثير من الضربات والأهوال منذ عهد نميري وإلي يومنا هذا لذلك يسعى للمحافظة على وجوده بالساحة السياسية، وأشار إلى أنه ليس له المقدرة على تحجيم وتحديد قدرات الآخرين، وأبان بناني أن الحزب الشيوعي فقد السند الخارجي والمعنوي، مشيراً أن المنظومة الشيوعية انتهت وتحولت إلى حزب أشبه بالمنظمة السرية لخدمة الأجندة الخارجية إذ أصبحت معظم أنشطتهم سرية وغير مباشرة.
ويشير بناني أن الشيوعي أصبح مقرباً من المنظمات الليبرالية ولا يستحي من التعامل معها ويمكن أن يتعاون مع أمريكا أو غيرها من اجل وقف المد الإسلامي بجانب أنه يتبني الحركات المطلبية والجهوية وإثارة النعرات العرقية ومحاولة بناء دولة علمانية لمواجهة وإجهاض المشروع الإسلامي خاصة وانهم اصبحوا حلفاء لما يسمى بالجبهة الثورية.
وقال من الطبيعي أن يوظف الحزب الشيوعي أفكاره لإسقاط النظام لانه إسلامي، ودعا بناني الشيوعيين للدخول في الحوار الوطني والمشاركة في الإنتخابات والبرلمان بجانب خلق معادلة بين التيارات الإسلامية واليسارية.
فيما دعا القيادي البارز بالحزب الإتحادي الأصل علي نايل الحكومة إلى ضرورة تسريع إنفاذ مخرجات الحوار الوطني بجانب السير في المسارات الصحيحة وقال إذا قامت بذلك فلن يؤثر عليها الحزب الشيوعي أو غيره ولن يصيبها أي أذى من تلك المزاعم.
سلوكيات مشينة
وأوضح بروفيسور عبده مختار موسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية لـ(smc) أن الحزب الشيوعي يعاني من مشكلتين أساسيتين تعوق حركته ونشاطه الآن وهما آيدولوجية وسياسية، مبيناً أنه يمكن القول إنه فشل آيدولوجياً على المستوى العالمي بجانب إنهيار النظام الإشتراكي، وأشار إلى أن الحزب الشيوعي في السودان يستند إلى عقيدة إلحادية لاتؤمن بالله وهي عقيدة ماركسية مادية تنفي وجود الله ومن ينتمون لهذا الحزب في السودان هم كفار في نظر السودانين لذلك لايتمتع بحاضنة إجتماعية تمكنه من التطور وزيادة العضوية ويمارس سلوكيات مشينة وهي التي تؤدي إلي المزيد من سقوط الحزب وإنشقاقاته وتزيده ضعفاً كبيراً.
وقال مختار إن تأثير الحزب الشيوعي قد إنتهى ويواجه الآن مستقبل قاتم، مبيناً أن الإعلام أعطى الحزب الشيوعي أكبر من حجمه ورغم ذلك فإن الحزب يعلم بأنه غير مرغوب فيه لدي السودانيين ولن يحقق أي نجاح في أي شأن يقوم به في السودان أما على مستوى الإنتخابات فإنه يدرك أنه لن يحقق نجاحاً نسبة لكراهية المجتمع السوداني له، وأردف قائلاً لا أرى أي مستقبل للحزب الشيوعي الذي يعاني من الإنهزام والإنشقاق بالسودان.
أزمة حقيقية
ويرى المحلل السياسي أنور الصادق أن أزمة الحزب الشيوعى ظلت تتفاقم يوماً بعد يوم خاصة بعد قيام المؤتمر العام السادس للحزب، فقد إشتدت الخلافات بعد إختيار خليفة  لسكرتير الحزب الراحل محمد إبراهيم نقد، حيث برزت يومها معالم الخلافات بين تيارين، أحدهما عرف بالحرس القديم على رأسه محمد مختار الخطيب، ويوسف حسين، وآخر يقوده الشفيع خضر وآخرون ينادي بأفكار حديثة من بينها تغيير أسم الحزب الشيوعي وتجديد مشروعه الفكري وخطه السياسي.
وذكر الصادق إن قررت اللجنة المركزية حينها فصل الشفيع خضر من عضوية الحزب واتهمته بأنه ينتهج طريق مخالف لخط الحزب السياسي والفكري الذي أجازه المؤتمر الخامس وعدم إلتزامه برأي الأغلبية في القضايا الخلافية ومناقشة قضايا الحزب الداخلية خارج قنوات الحزب التنظيمية.
وقال إن قرار الفصل لم يرض شباب الحزب الذين يرون أن الحزب به العديد من الملاحظات التي تحتاج إلى الوقوف عندها.
وقال القيادي الشاب بالحزب علاء الدين محمود في تصريحات سابقة، إن ما حدث للشفيع لا ينفصل عن ما يحدث في الحزب الشيوعي بصورة عامة ولفت إلى أنهم ناقشوا من قبل في الحزب الشيوعي قضية التيارات وتوصلوا حينها إلى أن الصراعات يمكن أن تعصف بالحزب من واقع أن أي تيار فيه يلجأ في صراعه إلى لائحة الحزب في ظل غياب الديمقراطية الحزبية، معتبرا أن الشفيع راح ضحية غياب الديمقراطية الحزبية فضلا عن تسلل مجموعات مشبوهة تروم القضاء على الحزب وتصفيته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق