الاثنين، 20 مارس 2017

جوبا وحركات التمرد السودانية .. الإعلام الامريكي يكشف العلاقة الوثيقة

من جديد يفتح ملف دعم جوبا للحركات المتمردة السودانية ولكن هذه المرة من قبل الإعلام الغربي فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن جنوب السودان أصبح مكانًا للعصابات الوحشية وقوات المعارضة السودانية المذمومة بشكل كبير، والتي
تمردت على الحكومة بالشمال، مبيناً أن الحرب بالجنوب تحولت بلا هوادة ضد الشعب.وقال التقرير إن الولايات المتحدة ساعدت في ولادة هذه الدولة الجديدة، وبناء وزاراتها وتدريب الجنود، وضخت أكثر من 11 مليار دولار منذ عام 2005، مشيراً إلى أن الأمريكيون خاصة الجماعات المسيحية احتفلت بهذا الحدث، وزاد "إلا أن الجنوب تراجع وذهب إلى الطريق الدموي".

الإشارة الأمريكية الأخيرة لمواصلة جوبا بدعم حركات التمرد السودانية لم تكن الأولى من نوعها ففي اكتوبر الماضي دعت الولايات المتحدة دولة جنوب السودان لوقف دعم الحركات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن تقارير موثوقة تؤكد إيواء جوبا لهذه الحركات.

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر في تصريحات صحفية حينها :»على حكومة جنوب السودان أن تمتثل لإلتزامتها بوقف إيواء وتقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة في السودان، كما هو مطلوب بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2046م.وجاء فى البيان ان « الولايات المتحدة توجه حكومة جمهورية جنوب السودان إلى الامتثال بالتزاماتها بوقف استضافة او توفير الدعم للمجموعات السودانية المسلحة وفقا لمتطلبات قرار مجلس الأمن الدولى رقم «2046» 2012.

ورغم التزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي ورغم الاتفاقات العديدة بين حكومة جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان لإيقاف مثل هذا الدعم الا أن تقارير ذات مصداقية ظلت تؤكد أن حكومة جمهورية جنوب السودان مازالت تستضيف ومازالت تقدم الدعم للجماعات المسلحة المعارضة السودانية .

الشواهد تقول إنه ومنذ عام 2011م ظل الملف الأمني عالقاً بين الخرطوم وجوبا، وفشلت كل المحاولات الإقليمية والدولية في إثناء جوبا عن إيواء ودعم الحركات السودانية المسلحة، وفي عام 2012م تم توقيع اتفاقية التعاون المشترك بين الدولتين التي جاء في ديباجتها ضرورة أن تعيش الدولتان في أمان وسلام واستقرار بوصفهما دولتين شقيقتين وقابلتين للحياة.

الشاهد في الأمر يقول إن دولة الجنوب ظلت تعتمد على المزايدات في علاقاتها مع السودان، رغم معاناتها من انشطار وضعف وحرب مستعرة.

إذاً هذا الوضع لا يسمح لها بالمزايدات، لذلك لا بد من الحديث الجاد وطرح القضايا بما يحقق مصالح شعبي البلدين. ومنذ اندلاع حرب الجنوب منذ أكثر من ثلاثة اعوام ظلت حركات التمرد السوداني حاضرة في مشهد القتال الجنوبي حيث ظلت منحازة إلى القوات الحكومية تقاتل معها جنبا غلى جنب قوات المعارضة ، وكانت حركات دارفور خاصة حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، تحاول تأكيد ولائها لجوبا وكمبالا، وإن تخلت عن حلفاء الأمس.

بالعودة إلى وجود التمرد السوداني بجوبا نجد أن أطرافًا في الجنوب لا زالت تربطها علاقات بالحركات المسلحة، خاصة أن ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار كانوا وما زالوا جزءاً أصيلاً من الحركة الشعبية، ومن المؤكد أن علاقات جيدة تربطهم بدوائر استخباراتية وسياسية وأمنية في الجنوب ولربما هي التي تقدم لهم الدعم.

كما أن دولة جنوب السودان أول من شهد مؤتمر الجبهة الثورية، بل إنها عملت عاكفة على إنجاحه، وهي التي سعت لتوحيد فصائل الجبهة الثورية لتشكيل قوات مشتركة بين قطاع الشمال والحركات المتمردة في دارفور، خاصة أن جوبا تتأثر ببعض القادة النافذين الذين تعلو كلمتهم ولهم تأثير في العملية السلمية بين جوبا والخرطوم.

عمومًا، فإن الخرطوم مطالبة بأن تتعامل بكثير من العقلانية مع ملف دعم جوبا للحركات لأن جوبا تعتقد بأن هؤلاء هم أصدقاؤها والذين ساندوها بالأمس فليس من الواجب التخلي عنهم بهذه الكيفية، هذه نقطة، أما النقطة الأخرى فتتمثل في تخوف حكومة الجنوب من هؤلاء المتمردين السودانيين خاصة وهم يعرفون مناطق قوتها وضعفها وتخشى أن ينقلبوا عليها ويدعموا المعارضة الجنوبية، يومًا ما..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق