الاثنين، 27 مارس 2017

الحركات والمجتمع الدولى.. الثقة على المحك

تقرير: رانيا الأمين (smc)
ايام قلائل تبقت على تشكيل حكومة الوفاق الوطني التى تجئ نتاج لمبادرة الحوار الوطنى، وبالتزامن مع ذلك استمرت الحكومة في خطواتها الحثيثة لإحلال السلام الشامل بالبلاد ، سالكة جميع السبل التي من شأنها تهيئة المناخ للحركات المتمردة  التي لازالت رافضة للسلام . ومؤخراً قطعت الحكومة على الحركات المتمردة الطريق عندما بادرت باطلاق سراح المحكومين والمتهمين والبالغ عددهم 259 عن طريق العفو الرئاسي من الرئيس البشير وبالطبع ليست هذه المره الأولى فقد سبق ذلك اعلان العفو عن اطفال قوز دنقو الامر الذي اعتبرته بعض القيادات ذكاء من قبل الحكومة التى أثبتت أنها لازالت في موقف المفاوض الاقوي .
نالت خطوة اطلاق سراح المحكومين والمتهمين استحسان وترحيب المجتمع الإقليمي والدولى ، بل لم يختلف حول أنها ستصب في مصلحة السلام وتعبر عن رغبة الحكومة القوية في تحقيق سلام شامل بالبلاد ، في حين اعتبرتها الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني بأنها ثمرة من ثمرات الحوار الوطني ويعبر عن صدق الحكومة في تنفيذ ماتم الإتفاق علية خلال جلسات الحوار وماصاحبه من اجراءات لتهئية المناخ لجذب الممانعين من الأحزاب والحركات المتمردة للدخول في السلام.
ظلت الحركات المتمردة في جميع الجولات التفاوضية التي جرت تتحدث عن المحكومين والمتهمين من منسوبيها وظلت تستخدم ذلك ككرت للضغط وزريعة للتهرب من السلام ، الحكومة بادرت باطلاق سراح المحكومين بدءاً بمحكومي معركة ام درمان في خطوة جبارة كسبت بها الحكومة المجتمع الدولي الذي ظل يدرك عدم رغبة الحركات في المتمردة في السلام.
ومما لاشك فيه ان الحكومة استطاعت اقناع المجتمع الدولي بمجهوداتها في احلال السلام بالبلاد من خلال الإصلاحات السياسية التى ظلت تقوم بها والتنازلات الجمة التي قدمتها لاقناع الحركات المتمردة بالسلام ، وما كان ترحيب مفوضية الإتحاد الأفريقي باطلاق سراح الأسري الا في اطار إعتراف الوساطة برغبة الحكومة في تحقيق السلام خاصة وأن اطلاق سراح المحكومين كان يعتبر معضلة امام الوصول الى سلام خلال جميع الجولات التفاوضية التى مضت الأمر الذي صرحت به الوساطة الأفريقية حينما اوضح السفير محمود كان أن اطلاق سراح الحكومة للمحكومين والمتهمين يعتبر خطوة ايجابية في اتجاه تحقيق السلام بالسودان.
خلال الفترة الأخيرة برزت كثير من الأراء الإيجابية حول خطوات الحكومة لتعزيز السلام ، واصبحت الهيئات والمنظمات الدولية التى كانت تدعم حركات التمرد تتحدث عن مجهودات الحكومة لإحلال السلام داعيه الحركات المتمردة لإنتهاج نفس الخطوة ، فبجانب التصريحات السابقة للمبعوث الأمريكي دونالد بوث حول عدم رغبة الحركات المتمردة في احلال السلام تجئ قناعة الإتحاد الأوربي معضدة لذات الإتجاهات حول رغبة الحكومة وبالمقابل عدم رغبة بعض الحركات في احلال السلام.
ويقول المحلل السياسي د.ياسر عثمان ان الإصلاحات السياسية والإقتصادية التى التى قامت بها الحكومة وضعت الحركات المسلحة في مأزق حقيقي مع المجتمع الدولى الذي سبق ان تبنى مطالب الحركات وعلى راسها ضرورة الوصول الى سلام دائم يؤدي الى تقسيم اللسطة والثروة ، بجانب اطلاق سراح المحكومين والأسري ، واضاف ان  الحكومة بجميع الخطوات التى اتخذتها استطاعت ان تحول جميع الدول التى كانت تدعم الحركات المتمردة والمعارضة الى  داعم رئيسي للحكومة وتشجعها للمضى قدماً ،الأمر الذي اصاب المعارضة والحركات بحالة من الإحباط والتخبط اثر سلباً على مسيرتها واضعف من ادئها.
يري المراقبون ان الحكومة استطاعت ان تكسب ثقة المجتمع الدولى حتي اصبحت الجهات الداعمة لحركات التمرد مقتنعة بما تبذله الحكومة من جهود على ارض الواقع من خلال تهيئة المناخ معتبرين ان الخطوات التي تتم في اطار تحقيق السلام تأتي في الاوقات التي من شأنها التأثير الإيجابي في المشهد السياسي ، مستشهدين بخطوة اطلاق سراح الأسري والمضي قدماً في طريق تشكيل حكومة الوفاق الوطني بخطوات متوازية ، في اشارة الى طمأنة الأحزاب السياسية التي شاركت في الحوار الوطني وفي ذات الوقت تهيئة المناخ للحركات الرافضة للسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق