الأحد، 31 يناير 2016

الحدود مع دولة الجنوب .. فتح من أجل المصلحة الاقتصادية...!!

قابل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير تحية رصيفه الجنوبي الفريق سلفاكير ميارديت وقرار بفتح الحدود مع السودان بقرار مثله حيث اعلن الرئيس السوداني عمر البشير، فتح حدود بلاده مع جنوب السودان، لأول مرة منذ 2011، وهو ما وصفته المتحدثة باسم حكومة جنوب السودان، مايكل ماكي لويث، بالخطوة الإيجابية في الطريق الصحيح نحو تطبيع العلاقات مع السودان.

وسبق سيلفا كير، الذي تعاني بلاده من أزمة اقتصادية طاحنة بسبب الحرب الدائرة هناك، البشير بقرار سحب جميع القوات العسكرية التابعة للجنوب، من الحدود مع الشمال، لمسافة 5 أميال جنوباً، وفقاً لحدود عام 1956، إضافة إلى تفعيل جميع اللجان المشتركة التي تم تشكيلها بعد انفصال عن السودان في 2011، وأعلن سيلفا كير، في خطوة غير متوقعة، رغبته في تطبيع العلاقات مع السودان ردا على موافقة البشير الأسبوع الماضي على خفض رسوم عبور نفط الجنوب في أراضي السودان عبر خط أنابيب إلى البحر الأحمر في ظل انخفاض أسعار النفط عالمياً، بعد مطالبات من جوبا بخفض الرسوم.

وينتظر أن ينعكس انتعاش الحركة التجارية بين البلدين على الولايات الحدودية المتاخمة والمناطق الحدودية التي ترتبط مع دولة الجنوب في الخط الحدودي البالغ 2175 كيلومتراً، حيث تتوفر وسائل النقل التي تربط بين الدولتين سواء كانت برية أو نهرية أو جوية ما يعني سهولة الاتصال وتنشيط التجارة البينية وتبادل السلع والخدمات بين الدولتين.

ورحبت بعثة جنوب السودان عبر سفارتها بالخرطوم بقرار الرئيس البشير بفتح الحدود بين السودان وجنوب السودان، مشيرة الي المدلولات والابعاد السياسية والاقتصادية والامنية الإيجابية الكبيرة للقرار. وقال السفير ميان دوت رئيس البعثه إن اعلان الرئيس البشير بفتح الحدود بين الخرطوم وجوبا من شانه الاسراع في تنفيذ اتفاقيات القضايا العالقة مثل حل قضية ابيي وترسيم الحدود وتحديد الخط الصفري بين الدولتين بجانب اعفاء الديون، مشيراً الي ان فتح المعابر العشرة سيعمل علي انسياب البضائع والتبادل التجاري وانعاش الاوضاع الاقتصاديه بالدولتين.وأكد ميان ان الحدود والقوافل والاطواف التجارية ستكون مؤمنة بين الطرفين نسبة لوجود الشرطة والمواصفات والمقاييس وشرطة وامن الحدود بالمعابر الحدودية وزاد قائلا :( إن اعلان فتح الحدود قرار تاريخي سيعمل علي تطبيع العلاقات بين الطرفين وزرع الثقة بين الخرطوم وجوبا ).

وفي المقابل فقد أكد إتحاد عام غرف النقل السوداني جاهزيتهم لتفعيل التبادل التجاري مع دولة جنوب السودان وفقاً للسياسات والإتفاقيات الموقعة بين البلدين.وأعلن شمس الكمال حمد دياب المسؤول بالإتحاد أن جميع مواعين النقل بالسودان جاهزة لمد دولة الجنوب بجميع السلع الغذائية والدوائية والملبوسات عقب التوصل لاتفاق في هذا الشأن بين البلدين، خاصة وأن هناك مطالبات من التجار بدولة الجنوب لمدهم بالسلع كافة.وتوقع دياب إنتعاش التجارة بين البلدين والإقتصاد بشكل مباشر بعد قرار فتح الحدود خاصة وأن دولة الجنوب تعتمد كلياً على السلع من السودان، مؤكداً الإلتزام بسياسات الدولة الموضوعة بشأن التبادل التجاري بين البلدين.

ويقول خبراء اقتصاديون أن السودان قد خسر مليارات الدولار, نتيجة, توقف التجارة عبر الحدود مع دولة جنوب السودان المغلقة أن السودان قد تضرر اقتصاديا كثيرا من غلق الحدود، وأشاروا إلى أن السودان تكبد خسائر فادحة بلغت نحو 7 مليارات دولار، جراء إغلاق الحدود مع دولة الجنوب.

عموما فإن التجارب والشواهد السابقة تؤكد أن السودان يعد من أكثر الدول التي تتعامل بالمثل في السياسة الخارجية، وأن سياسة “المرونة”، لم تكن يوما على حساب المواطن السوداني ، لذا فإن إعادة فتح الحدود مع دولة الجنوب قد ستاتي وتعود بالخير الوفير للسودوان وشعبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق