الاثنين، 11 يناير 2016

الحوار الوطني ... إستمرارية نحو الغايات

التاكيد الذي أطلقه مؤخرا بسنار نائب رئيس الجمهورية، حسبو محمد عبدالرحمن، بإستمرارية الحوار الوطني إلى غاياته. وإن الدولة تسعى لأن يكون الحوار الوطني القائم الآن منهجاً وسلوكاً وحضارة، لإنهاء العنف والإقصاء، يمثل عنوان للرسالة التي تريد الدولة ايصالها لمنتقدي الحوار الوطني ورافضيه.
واستمر الحراك داخل أروقة مؤتمر الحوار الوطني بقاعة الصداقة الذي دعا إليه رئيس الجمهورية بمشاركة أحزاب سياسية وحركات مسلحة وشخصيات قومية موزعين في ست لجان للوصول لمخرجات لمشكلات البلاد المزمنة، ويستمر الحوار في شهره الرابع واللجان تشهد خواتيم نشاطها حسب ما جاء من الأعضاء داخل اللجان ولجان إحداها شرعت في تكوين لجان مصغرة تقوم بصياغة توصيات اللجنة ومن ثم عرض تلك التوصيات على اللجنة الأم.
وبالأمس القريب أجمع أعضاء آلية (7+7) للحوار على تمديد فترة الحوار الوطني التي كان محدداً لها ثلاثة أشهر.. والقرار جاء على خلفيات حدوث تطور في مسار التفاوض مع الرافضين للحوار، بما يبشر أن هناك قوى اقتنعت باللحاق بالحوار الوطني كخيار أفضل، ومعروف أن الهدف منه هو حل كل مشكلات البلاد، سياسية كانت أم اقتصادية علاوة على الاتفاق في كيف يحكم السودان، وبالتأكيد كل هذه الأمور تحتاج حتماً لقدر كبير من الإجماع، سيما أن المطالب واختلاف وجهات النظر هي ما قاد البعض إلى حمل السلاح وآخرين لاختيار المعارضة السلمية، لذلك فإن حل مشكلة هؤلاء جميعاً تكمن في هذا الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية وليس في التفاوض في أديس أو الدوحة حول توزيع المناصب وإعادة تشكيل الحكومة وغيرها من التدابير، لأن التجربة أثبتت كيف أن هؤلاء جاءوا عبر السلام وما أن أمضوا فترة في خدمة السلطة خرجوا مرة أخرى للمعارضة المسلحة أو السياسية والأمثلة كثيرة في ذلك. حسناً فعلت الآلية وهي توقف قطار الحوار لتلحق بهم قوى إضافية كانت تتحفظ على المبدأ، وفي ذلك أمل أن لا تخذل هذه القوى المتوقع انضمامها للحوار، سواء أكانت حركات مسلحة أو معارضة، هؤلاء الذين يجتمعون في قاعة الصداقة بغية إخراج البلاد من نفق الخلافات والحرب المستعرة وتردي الأوضاع الاقتصادية وغيرها من المشكلات التي يتبنونها هم كمطالب، دعوا هذه المطالب تجد حظها من النقاش والحوار فحتماً ستكون النهاية الاتفاق حولها وهذه هي الغاية المهمة.حتى الآن لا نعرف من هم القادمون الجدد للحوار، لكننا نتمنى لهم النجاح في مهمة الحوار وأن يكون دعماً حقيقياً له.
وفي وقت سابق ألمحت الخرطوم إلى أن هناك ترتيبات لمشاركة قاع الشمال في الحوار، فيما أشار وفد الحكومة في مفاوضات المنطقتين إلى تفهم وفد الحركة الشعبية – قطاع الشمال – لقضية الحوار الوطني، وأنها أعلنت عن إمكانية مشاركتها، وأن الإجراءات الآن لم يتبق إلا أن تسير بصورة جيدة، ولم يتبق منها إلا القليل. وأشار وفد الحكومة إلى أن وفد قطاع الشمال كان أكثر موضوعية خلال الجولة غير الرسمية المنعقدة بأديس أبابا مؤخراً، التي كان وفد قطاع الشمال من خلالها أكثر مرونة في كثير من المواقف، ما احدث تقدماً في كثير من الجوانب.وقال عضو وفد الحكومة، عبد الرحمن أبو مرين، إنه منذ الجولة الثامنة وحتى الحادية عشرة، كان التركيز من الجانبين على الترتيبات الأمنية بغرض وقف العدائيات المفضي بدوره إلى الوقف الشامل لإطلاق النار، بغرض توفير الضمانات الكاملة لحضور الحوار وتوزيع الإغاثة للمواطنين، وأضاف أن الجولة الحادية عشرة الأخيرة وغير الرسمية، أكد من خلالها قطاع الشمال استعداده للحضور لهذا الغرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق