الأربعاء، 13 يناير 2016

(الملف) الأمريكي!

بقلم: محمد مصطفي المأمون
الناظر إلي خارطة العلاقات السودانية الأمريكية المرسومة بأوراق  قديمة وبالية ومعلقة في (حيطان) قابلة للسقوط في أي وقت يلحظ بوضوح شديد أن (عراب) (الضغط) الذي نصح النظام الأمريكي بفرض حصار اقتصادي شامل علي السودان منذ مجيء ثورة الإنقاذ الوطني في العام 1989م لأسباب (واهية) ومعلومات مغلوطة مأخوذة من كوادر سودانية حزبية مناهضة للنظام وفي أغلب  الأحيان من (جهالة الإعلام) الذي يعتبر حتي الآن  الحلقة الأضعف في منظومة الحكم والحزب الحاكم الذي تفرقت كوادره الإعلامية بين المؤسسات الدبلوماسية والمنظمات والأجهزة الحكومية الأخرى وضع (لبنة) العداء الشعبي مع الولايات المتحدة الأمريكية ولم يخدم المصالح الأمريكية بهذا النصح (المتعجل) والمتحامل  فقد توصل الشعب السوداني بفطنته إلي حقيقة أن أمريكا تستهدف الشعوب وأن (الحصار الاقتصادي) مقصود به الشعب لا الحكومة.
بعد ربع قرن من الحصار الأمريكي تضاعفت معاناة الشعب السوداني بحظر (متعمد) اعتمدته المخابرات  الأمريكية وطبقته الإدارات المتعاقبة وما تزال تطبقه الإدارة الحالية بقيادة الرئيس أوباما وسارت عليه دول الاتحاد الأوروبي الحليف القوي لأمريكا ووضع الجميع الحكومة السودانية تحت الضغط المتواصل مما أكسبها لياقة ذهنية عالية في معالجة الأزمات وملاحقة الآثار بالبدائل وفتح منافذ جديدة للخروج عن الطوق الأمريكي بالاتجاه شرقاً إلي دول آسيا خصوصاً (الصين وماليزيا) مما أنتج بترولاً من تحت الأرض بعد طول  معاناة وتضحيات.
وتواصل الضغط الأمريكي ليطال تشويه السمعة بتحريك المنظمات الدولية بدواعي حقوق الإنسان وغيرها من القضايا ذات الطابع السياسي والأجندة الخفية وصولاً إلي الوصايا الدولية والمحكمة الجنائية ودعم وإيواء الحركات المسلحة المعارضة ورعاية الإرهاب وتأجيج الصراع القبلي في دارفور وجنوب كردفان وتحريض البلدان المجاورة بفتح أراضيها واستقبال المعارضة المسلحة.
الحكومة تقول إن التدهور الاقتصادي في الماضي والذي ما تزال آثاره باقية ومستفحلة سببه (الحصار الاقتصادي) والنقد الأجنبي.
المصارف والبنوك وشركات الطيران والمصانع والمعاملات التجارية كلها تحت (الحصار).
لم يبق لأمريكا شئ سوي وضع الحبل علي (رقبة الشعب) ليموت بعد أن فشلت في قتله بتأجيج الصراع والانحياز إلي الجماعات المسلحة.
رغم ذلك كله علي أمريكا أن تعيد قراءتها لملف التعامل مع السودان لتخسر  الشعب السوداني كله في (الحاضر) وتفقد التعاطف من دول العالم الغربي والإسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق