الثلاثاء، 12 يناير 2016

متمردو دارفور .. المتاجرة بأسم دعاوي التهميش

المطالبة التي طالبت بها الناشطة السياسية، تراجي مصطفى، لبعض الأحزاب والحركات المسلحة، بعدم المتاجرة باسم نازحي دارفور، تلقي حجرا في بركة الملف الساكنة في قدرة النازحين على التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم دون أن يتبنى أحد قضاياهم،فمنذ تفجر قضية دارفور منذ نحو ثلاثة عشر عاما عمد كثير من قيادات الحركات المتمردة وبعض قيادات الاحزاب السياسية لإستغلال الأزمة بما يخدم أغراضهم وأبت أنفسهم إلا أن تستمر في ذلك النهج بعناد ومكابرة، ويصرون بأنهم هم فقط لا غيرهم من سوف يأتي بحقوق أهل دارفور البسطاء.
وبإعادة النظر إلى الواقع يلحظ المراقب الحصيف أنه يشير عكس ذلك فهذه القيادات ليس لها مآرب من التمرد وحمل السلاح، غير الارتزاق والمتاجرة باسم الحرب وأهل دارفور .هذا الواقع أثبت طيلة الفترة الماضية صحته وكما أسلفت هناك مآرب وجهات خارجية تستثمر من وراء حرب دارفور والحركات المسلحة تتاجر بقضاياهم دون وعي وتطلق شعارات ووعود جوفاء من شاكلة «تغيير النظام بالقوة، وتقديم مجرمي الحرب الى المحكمة الجنائية»،فحركات التمرد بدارفور ظلت تنتهج مبدأ الحرب كوسيلة لكسب العيش بدلاً عن الشعارات المرفوعة في المنابر والتي تنادي بالتهميش. ويقول مراقبون أن عدم تطبيق العدالة ضد الذين تسببوا في الحرب وأولئك الذين أسهموا في تأجيج نيرانها، فتح الأبواب على مصراعيها لبعض المتكسبين وهذا الشيء قاد إلى ظهور ثراء واضح على بعض المنسوبين للحركات المسلحة. ويضيف المراقبون إن أية حرب مثلما تحدث دماراً هائلاً على صعيد البنية التحتية والبشرية، هناك من يستفيد منها ويجني من ورائها أموالاً طائلة، وهؤلاء يسمون تجار الأزمات. وحرب دارفور لم تكن استثناء ولابد من تحقيق الاستقرار والسلام بالإقليم، وعلينا مواجهة الحقيقة والاعتراف بأن هناك من ظهر عليه الثراء بسبب الحرب وهذه الفئة تعتبر بالغة الخطورة لجهة أنها تريد أن تمضي الأوضاع على ما هي عليه، وذلك لأن السلم يسهم في إيقاف مداخليها.
والواقع يقول أن هناك مستفيدين من الحرب بدارفور ويريدون استمرارها، فوجود أطماع شخصية وتطلعات مشروعة وغير مشروعة تسهم في استمرار الأزمة وعدم توقف الحرب ويمكننا القول إن هناك أشخاصاً مستفيدون من الأجواء الحالية التي تظلل سماء دارفور وهؤلاء ينشدون استدامتها لأنها تخدم مصالحهم الشخصية وعلى رأسهم بكل تأكيد الذين يمارسون السلب والنهب ويقطعون الطرقات ويعتدون على ممتلكات، المواطنين والدولة كما اعترف به الناطق العسكري لحركة عبدالواحد في وقت سابق ، وهؤلاء أساس لصوص وعطالة لا عمل لهم سوى الاستفادة من أجواء الحرب سيما أن الحركات المسلحة أيضاً تمارس أحياناً السلب والنهب والعنف ضد ممتلكات الدولة والمواطنين ومجرد اعتدائها مثلاً على دونكي مياه وسرقة الوقود يمثل نوعاً من أنواع الاستفادة من الحرب لأن هدفهم استمرار نشاطهم وبكل تأكيد هذا خطأ كبير يرتكبه من يرفع السلاح بادعاء رفع الظلم والتهميش ولا ينبغي على الحكومة الأخذ بما يُنادي به.
عموما تصلح الانتقادات اللاذعة التي صوبتها الناشطة السياسية تراجي مصطفى لقيادات الحركات المسلحة، وقولها إن حركات التمرد بدارفور سطّرت تاريخاً دامياً جعل المجتمع الدولي والمحلي يغيّر نظرته تجاهها، بجانب أنواع العمل المسلح في المطالبة بالحقوق، وأن الوقت الآن تجاوز دعاوى التمرد بالتهميش وقضايا الكسب السياسي والمادي.يصلح كتلخيص لما بدانا به بأن تلك الدعاوي مرتبطة فقط بقادة التمرد بعيداً عن مطالب أهل دارفور الحقيقية فالحرب بدارفور خلقت طبقات مختلفة من الأثرياء حتى على المستويات المحلية،مما جعل بأن يظهر إلى الوجود د مستفيدين من حرب دارفور وهم الذين يطلق عليهم اصطلاحاً «تجار الحرب» ممن يشكلون خطراً كبيراً على ترسيخ دعائم الاستقرار والمصالحات والسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق