الاثنين، 18 يناير 2016

الحوار الوطنى ونجاح مذهل فى مداواة الأزمة السودانية!

هل يعقل أن يكون كل ذلكم الجهد المتواصل-ليل ونهار- بقاعه الصداقه قبالة النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم منذ حوالى 3 أشهر, مجرد أحاديث ومؤانسات وسمر سياسى؟ هل يمكن لعاقل أن يختزل كل هذا الزخم السياسى التاريخى النادر فى محض مجادلات سياسية ونقاش لا فائدة منه؟ لا شك أن الإجابة واضحة وقاطعة فذلك الذى يجرى منذ 3 أشهر بين اكثر من (100) حزب ومكون سياسى ومدنى ومسلح فيما عرف بمشروع الحوار الوطنى, هو الذى  بدأ الآن  يثمر ويمد  أغصانه على إمتداد أرض السودان.
مشروع الحوار الوطنى ذاك الذى استهان به البعض هو الذى يصيغ ويعيد صياغه  الحياه فى السودان من جديد واليكم بعض الأدله القاطعه:
أولاً، حتى الآن يحظى هذا المشروع الوطنى -فى كل يوم- بمشاركين جدد, ومن المؤكد ان هؤلاء المشاركين الجدد ما كانوا ليلتحقوا به لولا أنهم تأكدوا وبطريقه حازمة أن المشروع جاد وحقيقى ومن المقرر أن يحدد مستقبل البناء الوطنى فى السودان.
ثانياً، الرئيس البشير فى حديث (نوعى) جمعه بأعيان مدينة بورتسودان أواخر ديسمبر الماضى أكد أن حزبه (المؤتمر الوطنى) لن يحكم منفردا بعد اليوم, وأن العام 2016 عام البشريات فى هذا الصدد واستخدم الرئيس عبارة شعبيه سودانية حين قال (وصلنا الميس)!
ثالثاً، اللقاء (غير الرسمى) الذى جمع ما بين الوفد الحكومى السودانى ووفد قطاع الشمال بأديس أبابا مؤخراً وبدت فيه خطوط تفاؤل واضحة, فيه دلالة قاطعة أيضا على أن عنصر التوافق والرغبة فى حل الأزمة السودانية, بات هو العنوان الأبرز لدى كافة الفرقاء السودانيين, وهذه بدون شك محمدة كبرى ,اذ أنها المرة الاولى التى تتجه فيها القلوب  باتجاه التوافق الكامل بتأكيد الرغبة فى إحداث نقله تاريخيه فى السودان لم يشهدها من قبل.
رابعاً، الإلتزام القوى المعزز بقرائن وشواهد واضحة من قبل الرئيس بتنفيذ كل مخرجات الحوار الوطنى -والرجل المعروف عنه الصدق- بمثابة قيمة مضاف للمشروع الوطنى العملاق, اذ يعنى هذا أن قابلية وقدرة السودانيين على حل مشكلاهم -منفردين- ودون وسطاء تظل بمثابة قيمة سودانية وطنية خالصة.
خامساً، رئيس حزب الامة القومى, السيد الصادق المهدى الموجود فى العاصمة المصرية القاهرة بدأ هو الآخر فى احتفاليته الثمانينية أكثر  تفاؤلا بما يجرى، اذ من النادر أن يبدى المهدى شعوراً بالتفاؤل دون أن تتكون لديه أدله وبراهين معقوله.
وهكذا يمكن القول إجمالا أن مطلع العام الحالى2016 من المنتظر أن يشهد تسوية تاريخية للأزمة السودانية بحلحلة كافة القضايا التى ظلت محلاً للتنازع بين الفرقاء السودانيين منذ عقود خلت, فالحوار الوطنى الذى  قامت أهم ركائزه على فرضيه التحاور الحر بلا وسطاء وبدون حواجز استطاع فى مدة وجيزة (فقط 3 أشهر)أن يحقق ما عجزت عنه عشرات المحاولات التى جرت فى عواصم خارجية وبحضور أطراف اقليمية ودولية, كما أن الحوار الوطنى  الذى صوب كل سهامه باتجاه القضايا السودانيه الكلية ,استفاد من (الخبرة السودانية) نفسها فى وصف الداء ووصف الدواء, الأمر الذى يتأكد معه أن الطبيعة السودانية المرتكزة على الأعراف والتقاليد الراسخة, هي الأقدر على حلحلة كافه النزاعات والقضايا ولو تطاولت لما يجاوز الـ(60)عاما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق