الأحد، 31 يناير 2016

أحدث دليل على دعم جوبا للحركات السودانية المسلحة!

بالطبع ليس أمراً جديداً أن حكومة جنوب السودان درجت ومنذ اختيارها الانفصال وإقامة دولة قائمة بذاتها دعم وتسليح الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية. ليس جديداً ولا سراً أن حكومة جنوب السودان ومنذ أكثر من 6 سنوات وحتى هذه اللحظة توفر الملاذ الآمن، والمعسكرات والتسليح والدعم اللوجستي بكافة أنواعه للحركات السودانية المسلحة.
هذه أمور لم تعد محلاً للجدال. غير أن من الأمور الملفتة للانتباه أن حكومة جنوب السودان ظلت وباستمرار تعقد الاجتماعات بواسطة كبار مسئوليها العسكريين بقادة وجنود الحركات المسلحة وكأنهم جزء من قواتها المسلحة!
ففي الخامس من يناير 2016 على سبيل المثال -وهو تاريخ حديث للغاية- عقد حاكم مدينة (راجا)؛ وهو من الذين تم تعيينهم حديثاً ويُدعى (رزق زكريا حسن) وبمعيته اللواء (ماريال شلونق) أحد أشهر ضباط الاستخبارات فى الجيش الجنوبي اجتماعاً مع قادة حركة عبد الواحد ضم 4 من كبار ضباط الحركة.
مكان الاجتماع -ولك أن تتمعن هنا في العملية برمتها- كان في مدينة جوبا عاصمة الدولة نفسها وفي فندق (بانوراما) المجاور، أو فلنقل على طريق مطار جوبا! مكان واضح ومكشوف وبارز! وكما يجري عادة في مثل هذه الاجتماعات، فإن القادة الجنوبيين يقدمون الشكر (لتعاون) قادة الحركة معهم و (تنفيذ طلباتهم)! وللقارئ أن يتصور كيف لثائر أن يقبل الجلوس إلى جهة أجنبية تملي عليه ما تملي ثم تشكره على تنفيذه ما أملته عليه!
والأكثر غرابة أن حاكم راجا راح يعدد المهام التي أنجزتها حركة عبد الواحد مثل تأمينها للحدود ثم مشاركتها في دحر المتمردين الجنوبيين! حركة عبد الواحد -بزعم حاكم راجا- حققت حتى الآن هدفين لدولة الجنوب، وفرت حماية للجنوب عبر الحدود، وأسهمت في دحر المتردين الجنونيين.
بالمقابل ماذا وجد قادة حركة عبد الواحد من الاجتماع؟ لم يفعلوا سوى إزجاء الشكر والتقدير والتمنيات بأن يكونوا عند حسن ظن الحكومة الجنوبية. ثم عادت الكرة مرة أخرى -كأمر طبيعي- للحاكم والقائد الاستخباري اللواء شلونق لكي يضعوا موجّهات إستراتيجية مهمة أهمها تأمين الحدود. السماح لحركة عبد الواحد بحرية الحركة والتنقل ولكن كيف؟ بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية!
وأخيراً، أنظر كيف احتفظ قادة الحكومة الجنوبية بـ(الحلوى) في نهاية اللقاء، فقد ختم حاكم راجا الجديد حديثه بأن حكومته (سوف تدعم قوات حركة عبد الواحد وتساهم في تأهيلها وتدريبها)! المضحك هنا أن عبارة (تدريبها وتأهيلها) بدت (حلوى مغشوشة)، فلو كان الجيش الجنوبي يمتلك التدريب والتأهيل لما احتاج للاستعانة بقوات مرتزقة يستخدمها مقابل الإيواء والدعم، ولكنها مفارقات وإذلال مؤلم أوقعت الحركات الدارفورية نفسها فيه بلا وجود أي أفق لمستقبل من أيّ نوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق