الاثنين، 9 نوفمبر 2015

الوفد الأمريكي .. (الخاص) يتقدم ويتأخر (العام)!!

بقلم/ بخاري بشير
* لم تنته زيارة الوفد الأمريكي بعد، فالوفد الذي يمثل قوامه نواب من الكونغرس الأمريكي، منهم نواب ديمقراطيون وآخرين جمهوريين لا زال يزور السودان بدعوة وترتيب من القطاع الخاص السوداني ممثلاً في مجموعة سي تي سي (التي يرأسها رجل الأعمال أمين عبد اللطيف).
* الوفد يحضر اليوم جلسة داخل البرلمان السوداني، وكان قد التقي بعض المسؤولين وأمضي لحظات إحتفالية في حفل العشاء الذي أقامه أمس الأول رجل الأعمال كمال عبد اللطيف بمنزله، وحضره إلى جانب رموز المجتمع البروفيسور إبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان وعدد من رجال الأعمال.
* زيارة الوفد الأمريكي ربما تكون الأولي لمسؤولين تشريعيين أمريكان، لكن أعقبتها زيارات لمسؤولين تنفيذيين سودانيين، كلهم حجوا إلى بلاد العم سام، لذات الغرض وهو محاولة رفع الحصار الجائر عن السودان، وكان من بين الذين زاروا واشنطن وزراء الخارجية، بالإضافة إلى رئيس البرلمان بروفيسور إبراهيم أحمد عمر.
* رئيس البرلمان عندما زار واشنطن قبيل تعيينه رئيساً للهيئة التشريعية القومية، تفاءل كثيرون بأن زيارة البروف ربما كان لها ما بعدها، لكنه جاء وقال إنه لا يريد من الناس أن يتفاءلوا بنتائج الزيارة، والتي مرت كسابقاتها دون إحداث أي تغيير على الموقف الأمريكي المتعنت.
* واشنطن وقبل أن يطير وفدها القادم من الكونغرس، أصرت أن تقابله بالتجديد السنوى للعقوبات الاقتصادية ضد السودان، التي تم تجديدها في الثالث من نوفمبر الحالي وتمديدها لعام آخر ينتهي في ديسمبر من العام 2016م
* وكأنها تريد أن تذكر أعضاء وفدها الميمون بان العقوبات باقية إذا زرتم السودان، أو إذا حضرتم جلسات البرلمان السوداني في الخرطوم، وعدت واشنطن أكثر من مرة برفع العقوبات، ووعد أكثر من مرة برفع الحظر على السودان، لكنها أخلفت كل وعودها.
صدقها السودان عندما وقع على (بياض) نيفاشا دون أن يقبض الثمن، وصدقها في بروتوكول أبيي، فأعطته ظهرها، وصدقها في كل ما قالت، فأقسمت أن تمديد العقوبات لعام آخر، ومعروف إنها رفعت العقوبات عن كوبا دون شروط ومعروف إنها رفعت العقوبات عن (الصمغ العربي السوداني) لحاجتها له.
سافرت الوفود الشعبية إلى واشنطن فلم تعرهم التفاته، لكنهم ووجهوا بالمظاهرات المضادة من (سودانيين) هم أقل عدداً من أعضاء وفودنا أنفسهم، ورغم ذلك علا ضجيجهم، وطارت بأخبارهم الاسافير.
* سافر غندور وسبقه آخرون، وتبعه رئيس البرلمان، وعادوا من دون حتى (خفين) .. واستقبلت الخرطوم وفد الكنغرس بالضجيج والاحتفاء على موائد العشاء (الفاخرة) والابتسامات الرنانة، وبحضور عليه القوم وصفوتهم، ولن تعود الزيارة بجديد.
لماذا ترضي الدولة أن يرتب للزيارة القطاع الخاص، وماهو دور السفارة السودانية في واشنطن أو بعثتنا الأممية مادام أن النجاح يقوم به القطاع الخاص، وترفض كل الدعوات الرسمية للخرطوم حتى إذا جاءت من رئاسة الجمهورية.
ماذا كان يحدث إذا رفضت الخرطوم الرسمية (على الأقل) استقبال وفد الكونغرس الذي لن يقدم لون يؤخر؟..
ماذا كان يجري أكثر من الذي جرى؟.
بعد أن دمرت العقوبات الأمريكية كل المشاريع الكبيرة في السودان؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق