الأحد، 1 نوفمبر 2015

التطبيع مع إسرائيل ... رؤية قاصرة ومرفوضة ..!!

ظهرت على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة التصريحات النشاذ لبعض أفراد الأحزاب السياسية ممن ينادون بالتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) هذه التصريحات تخرج عن أفراد بالرغم من أنهم ينتمون لأحزاب، إلا أنها تصريحات لم تخرج من مؤسسة الحزب كى يتبناها الحزب، وتظل هذه الدعوة رؤية قاصرة وغير دقيقة، وذلك لأن السودان أعلن الشريعة الإسلامية فى الحكم وله مساهمات فى الحكم وموقف واضح من دولة الكيان الصيهوني باعتبار أنها دولة مغتصبة للحق الفلسطيني العربي، ودولة منهجها يهودي يتعارض تماماً مع الإسلام، بمعنى أن الموقف الحكومي الرسمي وليس الحكومة الحالية فقط، فمنذ استقلال السودان ظل ثابتاً لكل الحكومات بمختلف توجهاتها الحزبية والفكرية التى تعاقبت على السودان، ظل موقفها واضحاً ضد الكيان الصهيوني، وهذه الدعوات تعتبر معزولة، ولا تمثل إلا أشخاصاً فقط. فموقف الشعب السوداني من قضية التطبيع مع إسرائيل يقوم على أسس عقدية، تنبع من أن فلسطين أرض مقدسة في الوجدان حتى أكثر من السودان من حيث الأولوية في الدين ،فإسرائيل لا نستطيع أن نطبع معها وهي تدير الحرب في فلسطين، وتعتدي على الإسلام والمسلمين فيها. لذا نجد غالبية الشعب السوداني يعارض اتجاهات التطبيع بشدة مع اليهود باعتباره لا جدوى من وراء ذلك، بل أن بعض الدول التي اتخذت خطوات في هذا الصدد مثل مصر التي وقعت اتفاق كامب ديفيد وأقامت سفارة للإسرائيليين، أصبحت الآن ليس لديها قابلية للاستمرار في هذا التطبيع.

فأي تطبيع مع إسرائيل يعتبر جريمة في تاريخ الأمة العربية. وهناك عدم اقتناع من الشارع السوداني بالمبررات والأسباب التي يستند عليه البعض لتبرير التطبيع، و قضية المسلمين هي تحرير بيت المقدس من اليهود بعد أن حررها من قبل الخليفة عمر بن الخطاب ومن بعد صلاح الدين الأيوبي. والأمة الإسلامية مطالبة بعدم التفريط في أولى القبلتين (أي مساندة لإسرائيل تعتبر خيانة لتاريخ الأمة الإسلامية).
فعامة الشعب ليسوا مع التطبيع مع إسرائيل، وموقف الشعب السوداني واضح من قضية التطبيع مع إسرائيل، ولكن من حق أي حزب أن يعبر عن رأيه، فملايين السودانيين لا يرون في دوة الاحتلال الصهيوني شيئا جميلا
فلا يمكن أن تحقق مكاسب من وراء التطبيع مع إسرائيل، لأن العد التنازلي الآن بدأ لزوالها. وإسرائيل الآن تعاني كما تعاني أمريكا داعمتها الأساسية من الأزمة الاقتصادية التي أثرت على قدرتها الاقتصاديةولا يجوز عقائدياً التطبيع معهم سيما وأنهم الآن يحتلون المسجد الأقصى ويقتلون المسلمين الفلسطينيين ويسعون في الأرض فساداً. كما أنهم يتظاهرون بالعدوان ضد كل المسلمين في العالم، وبالوقائع التاريخية الماثلة يعد التطبيع مع إسرائيل خيانة لله ورسوله وللأمة الإسلامية. ومن ينادي بالتطبيع مع إسرائيل ينوء عن المرجعية الدينية والتاريخية، لأننا لا يمكن أن نتصالح مع من يحمل السلاح لقتلنا، سيما أن القضية الفلسطينية تمثل قضية محورية للمسلمين والعرب، وأن إسرائيل مازالت تمثل بؤرة تنطلق منها الأضرار السياسية والأمنية والعكسية للأمة العربية والإسلامية. وفي وقت سابق أفتت هيئة علماء السودان بحرمة الدعوة للتطبيع مع إسرائيل، واعتبرت أن مثل هذه الدعوات للتعامل مع دولة الكيان الصهيوني تصادم مشاعر المسلمين. ونبهت الهيئة لخطورة الدعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في هذا التوقيت.وناشد الأمين العام لهيئة علماء السودان أ.د محمد عثمان صالح أئمة المساجد والفعاليات الشعبية ونشطاء العمل الإسلامي بتفعيل مبادرات الدعم والوقوف بصلابة لنصرة الشعب الفلسطيني. وأكد صالح أن ما يعيشه الإخوة الفلسطينيون لا يتفق مع أي دعاوى للتطبيع مع دولة إسرائيل التي تعمل على إفشال جهود السلام في المنطقة، الأمر الذي يتطلب مقاطعة الكيان الصهيوني ونصرة الشعب الفلسطيني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق