الثلاثاء، 28 يوليو 2015

موقف إيران مع الشعب السوداني.. مخجل ومعيب

بقلم: جمال علي حسن
انسحاب إيران من تمويل جسر (بحري توتي) ومشروع محطة مياه أبوسعد بأم درمان ومشروعات تنموية أخرى كان قد التزم بتنفيذها نائب الرئيس الإيراني في زيارة سابقة له للسودان قبل عامين، هذه الخطوة التي اتخذتها إيران قد تكون متوقعة بنظر الكثير من المراقبين بعد أن أوقف السودان مشروع التشيع الذي كانت تتبناه المراكز الثقافية الإيرانية بالخرطوم.
لكنها تعني أن علاقات إيران مع السودان كانت مبنية من جانبها على هذا المنطق الدنيء.. إما أن نتنازل لها عن هويتنا المذهبية والإسلامية أو تعتبرنا خصوماً لها وتتخلى عن التزامات التعاون المشترك بينها وبين السودان وشعبه.
إيران تضع سهمها في مشروعات التنمية مقابل مسخ هوية الشعب السوداني المذهبية والدينية وتشترط دون حياء لمواصلة التزاماتها في مجالات التنمية السماح لها بتنفيذ مشروع التشيع الذي كانت تقوده مراكزها الثقافية في السودان.
هذه هي العلاقات الثنائية بين السودان وإيران كما تفهمها هي وكما تريدها قيادة تلك الدولة الطائفية الغريبة.
لكن (كل شيء لخير كبير) كما يقول أهل السودان في ثقافتهم اليقينية..
فنحن شعب عزيز وكريم وكبير لا يجب أن تعتقد إيران أو غيرها بأننا من الممكن أن نقايض هويتنا بجسر أو بئر مياه.. هؤلاء الفرس بخلاء أصلا ولا يرجى منهم خير.. ويقال إن أحد كبار رموز الحركة الإسلامية في السودان ـ ولا أريد أن أذكر اسمه ـ حين استقبل شخصية إيرانية رفيعة في إحدى سنوات الضيق التي مرت ببلادنا في السابق أهدى لهذه الشخصية الإيرانية الرفيعة كتاب (البخلاء) الذي ألفه الجاحظ أحد أبرز أئمة الأدب وأعلامه التاريخيين وهو من أمتع وأطرف الكتب التي تختص بأخبار البخلاء.. وقد كانت رسالته لتلك الشخصية الإيرانية رسالة بليغة لو يفهمها.
ما فعلته إيران بإيقاف تمويل محطة مياه شرب في السودان هو فعل مخجل ومعيب حقاً لأنه ربط بين علاقة تعاون تنموي وموقف سياسي أو سيادي من حق السودان أن يتخذه.. حقاً هو موقف مخجل سياسياً وكان يجب أن يمنعها الحياء من القيام به، لكن إيران اعتبرت أن السودان فارقها (فراق الطريفي لي جملو) حين انضم إلى حلف عاصفة الحزم الذي قادته السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
قرار إيران بإيقاف تمويل المشروعات التنموية في السودان يعتبر صك وشهادة براءة للحكومة السودانية أمام المتشككين في استمرار وجود علاقات سرية غير واضحة بين السودان وإيران.. أولئك الذين يروجون ظنونهم بأن السودان يخادع السعودية ودول الخليج العربي في موقفه المعلن.
كما أن القرار الإيراني هو أيضاً دليل إدانة لإيران بوقوفها مع تمرد الحوثيين وشاهد إثبات وتأكيد لمشروعها التوسعي في المنطقة العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق