الأربعاء، 22 يوليو 2015

خطوات التقارب السوداني الروسي تمضي بثبات من الشراكة الاقتصادية إلى التحالف السياسي.. شراكة حقيقية

الخرطوم: رانيا الأمين مصطفى
يبتدر نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن زيارة إلى جمهورية روسيا في السابع والعشرين من الشهر الجاري وذلك بغرض توسيع التعاون القائم بين البلدين في المجالات السياسية والثقافية إلى جانب قضية الديون الروسية على السودان وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكانت اللجنة الوزارية المشتركة بين الخرطوم وموسكو من جانب السودان قد عقدت اجتماعاً مطلع الشهر الحالي برئاسة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن بحث التعاون مع روسيا خلال الزيارة ونتائج اللجنة الوزارية المشتركة والموضوعات المطروحة والموضاعات التي بدأ التنفيذ في بعضها في مجالات الاستثمار خاصة المعادن والنفط والغاز علاوة على التعاون في المجالات الأخرى التي تشمل الكهرباء والصحة والتعليم.
اتسمت العلاقات السودانية الروسية بالاستقرار طوال السنوات السابقة وبعد الأحداث الأمنية والسياسية الأخيرة التي شهدتها بعض الدول العربية الحليفة لروسيا والتي اتجهت إلى بناء وتعزيز التعاون الاقتصادي مع السودان والانتقال من مرحلة التوازن في العلاقات إلى مرحلة الشراكة وبناء علاقات استراتيجية خاصة في المجال الاقتصادي، وقد شهدت السنوات الأخيرة توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والتقني بين السودان وروسيا لتكون بديلاً لعدد من الاتفاقيات الموقعة مسبقاً.
وفي أواخر العام 2007م أوصى الرئيس البشير بتشكيل لجنة لتطوير التعاون بين البلدين في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين، كما لعبت روسيا دوراً كبيراً في دعم السودان.
السفير الرشيد أبو شامة ذكر أن السودان لديه علاقات متميزة مع روسيا في المجال الاقتصادي والسياسي قائلاً إن على السودان أن يستفيد من هذه العلاقات، خاصة وأن روسيا إحدى الدول المؤثرة في مجلس الأمن الدولي والذي لا يستطيع أن يتخذ أي قرارات ضد السودان إذا اعترضت روسيا، وأضاف أبوشامة أنه حسب العرف الدبلوماسي فإن السودان عليه أن يكثف جهوده الدبلوماسية والاستفادة من علاقته مع روسيا وأن يطلب منها الدعم والمساندة والوقوف معه في المحافل الدولية، وأضاف: إذا نظرنا إلى علاقات روسيا وسوريا نجد أن الأخيرة استفادت من هذه العلاقات في نسف جميع القرارات التي حاول مجلس الأمن فرضها عليها وعلى السودان أن يصل إلى هذه المرحلة في علاقاته مع روسيا ليضمن مساندتها على الوجه الذي يأمل.. وأضاف: على مندوب السودان في مجلس الأمن الدولي أن يكون على اتصال دائم بمندوب روسيا وأن يطلب منها المساندة متى ما استدعت الحاجة لذلك.
من خلال النظر في السياسة الخارجية لروسيا يتضح أنها تستند على مبدأين أساسيين في علاقاتها الخارجية مع الدول وهما عدم التدخل في الشؤون الداخلية بجانب مبدأ المنافع المتبادلة وأكدت روسيا وقوفها مع السودان في المحافل الدولية بجانب أنها تعتبر أن السودان هو البوابة التي يمكن أن تمكنها من تعزيز وجودها في أفريقيا، وقد أكدت روسيا استعدادها لتطوير العلاقات مع السودان على المستويين الدولي والإقليمي.
محور العلاقات الخارجية للسودان كان من أولويات الحكومة فقد أكد الرئيس البشير في خطابه إبان حفل التنصيب أن الانفتاح في علاقات السودان مع كل الدول سيكون هو أهم أهداف الحكومة في المرحلة المقبلة، تأكيداً لسياسة السودان المعلنة في إزالة كل العقبات وكسب صداقة الجميع شعوباً وحكومات، وبالنظر إلى الانفتاح الذي حققه السودان في علاقاته الأفريقية والعربية بجانب علاقاته مع المتميزة مع الصين والهند وماليزيا فإنه بدأ في الاستفادة من هذا الانفتاح ببناء علاقات شراكة حقيقية مع روسيا تفضي إلى شراكة سياسية واقتصادية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والاستفادة من المواقف الروسية الداعمة للسودان في المحافل الدولية وإحداث توازن في ميزان القوى الدولية.
مما لاشك فيه أن روسيا دولة عظمى وتمتلك من التقانات والتكنولوجيا ما من شأنه أن يحدث تطوراً في التنمية الاقتصادية للسودان بجانب أن الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي للسودان أتاح الفرصة لتحقيق شراكة استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات وتعزيز التعاون القائم في مجالات النفط والتعدين والمجالات العسكرية، فضلاً عن أن روسيا تعتبر أحد الأقطاب الدولية وتمثل الضلع الرابع في التوازن الدولي ما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين فروسيا الآن تسعى بشدة إلى تحقيق تعاون متميز مع السودان الذي يفترض أن يسعى بذات القدر لتعزيز علاقاته مع روسيا لتخفيف الآثار الاقتصادية المترتبة على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق