الأربعاء، 29 يوليو 2015

غندور وأوباما وجهاً لوجه في أديس أبابا..!!!

بقلم/ عمر أحمد الحاج
عقد بروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا عقب الاجتماع الخاص بجنوب السودان وجرى فيه بحث القضايا العالقة بين البلدين.
وأفاد مراقبون أن اللقاء كان مثمراً ومفيداً وبناء أزال كثيراً من الضبابية التي شهدتها العلاقات خلال ربع قرن من الزمان وادي إلى التوصل لكثير من التفاهمات.
مجرد أن يلتقي وزير خارجية السودان مع الرئيس الأمريكي أوباما وجها لوجه فهذه خطوة ايجابية لها ما بعدها في مسار العلاقات بين البلدين لأن الإشكاليات التي عطلت مسار العلاقات في الفترات الماضية تكون قد طرحت على مائدة اللقاء بصورة واضحة من الجانبين ويكون الرئيس الأمريكي أوباما قد تأكد تماماً بأن السودان يرغب في إقامة علاقات ندية مع الولايات المتحدة الأمريكية تحكمها المصالح العليا المتبادلة بين الطرفين وفقاً للأطر الدبلوماسية التي تنظمها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
مواقف السودان الخارجية ومشاركته في عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن والتقارب السوداني مع دول مجلس التعاون الخليجي بصورة عامة والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة بصورة خاصة والرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية على السودان في الجانب التكنولوجي والمستجدات الأخرى على الساحة الإقليمية والدولية ومواقف السودان الايجابية تجاهها وتعاون السودان مع المجتمع الدولي في معالجة الكثير من القضايا كلها ساهمت في إحداث انفراج نسبي في العلاقات السودانية الأمريكية وأدت إلى جلوس غندور واوباما على (طاولة) مباحثات ثنائية في أديس بل وجها لوجه بغية التوصل إلى تفاهمات مشتركة لتطبيع العلاقات بين البلدين وفق أسس ومبادئ ومصالح مشتركة بعيداً عن سياسة (العصا والجزرة) التي ظلت تستخدمها الإدارة الأمريكية تجاه السودان على مدي ربع قرن من الزمان.
عندما بزغ فجر الإنقاذ توجست الإدارة الأمريكية من قيام دولة إسلامية ذات توجه إسلامي ايدولوجي في السودان الذي يحتل موقعاً استراتيجياً في أفريقيا وكانت تلك المخاوف بناءً على تقرير مهرته إدارة البنتاغون بتوقيعها في عام 1999 قبل قرارات الرابع من رمضان الشهيرة وكانت أمريكا تعتقد أن الإسلاميين السودانيين الذين تسلموا مقاليد الحكم في الثلاثين من يونيو عام 1989م متطرفون وإرهابيون لكنها بمرور الوقت اكتشفت أن الإسلاميين السودانيين هم الأكثر اعتدالاً وأن منهجهم ودعوتهم تقوم على الوسطية فلا تطرف ولا إرهاب ولا غلو في الدين وقد بدأ ذلك واضحاً للإدارة الأمريكية.
المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلي عن سياسة الاستعلاء والاستكبار وسياسة الكيل بمكيالين في التعاون مع القضايا السودانية وأن ترفع عقوباتها الاقتصادية الأحادية على السودان رفعاً كاملاً دون قيد أو شرط فهي محتاجة إلى عون السودان لها اليوم أكثر من أي وقت مضي في حل كثير من المشاكل والأزمات في عدد من الدول العربية والأفريقية لأن السودان يتمتع بقبول دبلوماسي وسياسي لدي العديد من الدول و المنظمات الإقليمية والدولية ولديه سمعة طيبة في المجتمع الدولي ذلك أن أرادت أمريكا أصلاحاً وتطبيعاً كاملاً لعلاقاتها مع السودان ونأمل أن يأتي لقاء غندور واوباما في أديس ابابا ثماره في غضون الفترة المقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق