الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

قطاع الشمال.. المؤتمر العام يشعل الصراع

يبدو أن المساعي التي بذلت من أجل إيجاد حل ينهي الأزمة المتصاعدة بين أجنحة الحركة الشعبية قطاع الشمال قد فشلت، وأصبح التسابق بين مالك عقار وعبد العزيز الحلو لإقامة المؤتمر العام للحركة هو المسيطر على الساحة.
فالحركة باتت تعاني من الصراعات التي تفاقمت ووصلت إلى عنفوانها في يونيو الماضي، عندما عزل مجلس تحرير جبال النوبة، رئيس الحركة مالك عقار والأمين العام ياسر عرمان من منصبيهما وحرمانهما من دخول مناطق الحركة، وتكليف الفريق عبد العزيز الحلو رئيساً للحركة وقائداً عاماً للجيش الشعبي، كما قرر حل المجلس القيادي للحركة الشعبية.
ومؤخراً شرعت الحركة الشعبية جناح مالك عقار في إجراء ترتيبات لهيكلة جديدة للحركة، والإعلان عن عقد اجتماع موسع لقيادة وكادر الحركة في يناير المقبل لإجازة الوثائق الجديدة والإعلان عن قيادة انتقالية، في محاولة منها لقطع الطريق أمام الحلو الذي بدوره أعلن عن ترتيبات لانعقاد المؤتمر العام بكاودة يوم الجمعة المقبل لتحديد مستقبل ومسار الحركة.
قرارات سابقة
وأصدر مالك عقار قبل أيام قراراً بإعادة تكوين المكاتب الخارجية وتنظيم فروع الحركة بالخارج، وكشف جناح عقار في بيان له أن الاجتماع المزمع عقد في يناير المقبل سيحدد تاريخ إنعقاد المؤتمر العام وإجراءاته وضمان أوسع مشاركة سياسية وفعلية في الإعداد له.
وأعلن عن فتح نقاش لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من أكتوبر وتنتهي في ديسمبر القادم، بجانب تكوين لجان بالداخل والخارج تشمل مختلف قطاعات الحركة لمتابعة وتلخيص المناقشات وتوفير الوثائق لعضوية وأصدقاء الحركة وعرض نتائجها للمؤسسات التي ستتخذ القرارات على ضوءها ومتابعة تنفيذ ما يتم التوصل إليه.
وشدد على أن قيادة الحركة الشعبية ستواصل في بناء الهياكل الإنتقالية الي حين الوصول الي المؤتمر العام الذي يجب أن يسبقه نقاش واسع حول رؤية الحركة الشعبية وتجربتها السابقة وآفاق المستقبل من خلال عملية سياسية حية تشارك فيها قواعد وأعضاء وكوادر وقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان وأصدقائها.
ويرى مراقبون أن عقار بهذه القرارات إقتنع بأنه فشل في مساعي لم أطراف الحركة، فلذلك يسعى لتأمين موقفه وحجز مقاعد له في المفاوضات القادمة مع الحكومة وذلك بسبب الضغوطات الكبيرة التي يمارسها المجتمع الدولي من أجل إحلال السلام بالمنطقتين.
ترتيبات الحلو
وبدوره فإن عبد العزيز الحلو عمل هو الآخر على ترتيب بيته الداخلي للحركة وأصدر قرارات بإعادة هيكلة القيادة العليا للحركة والجيش الشعبي وإعادة المفصولين وتشكيل لجان للمؤتمر العام.
كما عقدت مجموعة الحلو إجتماعاً وقفت من خلاله على ترتيبات انعقاد المؤتمر القومي الاستثنائي، وأكد الاجتماع بحسب بيان أصدرته المجموعة على أن المؤتمر ستكون مهامه إجازة المنفستو والدستور، وبناء هياكل الحركة الشعبية وانتخاب القيادة وتحديد الهدف الاستراتيجي من عملية التفاوض.
ولم تمضي أيام قلائل على هذا الإجتماع حتى أصدر الحلو قراراً بشكيل اللجنة المنظمة للمؤتمر القومي الاستثنائي، وتكوين لجنة فرعية منها لصياغة منفستو الحركة، بجانب تكوين لجنة فرعية لذات اللجنة لصياغة دستور الحركة.
وقال أرنو نقوتولو لودي المتحدث باسم الحركة الشعبية في وقتها إن الحلو أصدر هذه القرارات استناداً إلى التفويض الممنوح له بموجب قرارات مجلس تحرير إقليم جبال النوبة جنوب كردفان، التزاماً بتصحيح مسار الحركة الشعبية.
إلأ أن جناح عقار اعتبر القرارات التي أصدرها عبد العزيز الحلو الخاصة بإعادة الهيكلة وإعادة المفصولين، بأنها نسفت مساعي إعادة الوحدة، ومثلت إعلانا لحركة جديدة، ملوحا باتخاذ خطوات مماثلة كانت مؤجلة.
وقال مبارك أردول المتحدث باسم جناح عقار في بيان له إن قرارات الحلو أضرت بمبادرات توحيد الحركة، وخلقت ظرفا غير مواتٍ لوحدة الحركة، مضيفا أن قيادة الحركة تعكف على كتابة وثيقة سيتم عرضها في اجتماع موسع سيضم ممثلين وقادة من كافة أنحاء السودان، لاعتماد طريق جديد في بناء الحركة مبينا أن قيادة الحركة تجري اتصالات ومشاورات لإعلان هيكل قيادي انتقالي مكتمل قريباً.
وشكك مراقبون في قدرة الحركة الشعبية بجناحيها على إمكانية التوافق وإعادة المياه إلى مجاريها رغم طلب الوساطة الأفريقية عقد المؤتمر العام والذي يحاول عقار القيام بخطوات أخرى للإلتفاف عليه بعد فقدانه لنفوذه على الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق