الاثنين، 22 مايو 2017

الخرطوم واوشنطن .. خطوات الأمن والدبلوماسية

تقرير: رانيا الامين
بخطوات متوازنة مضي السودان خلال الفترة الماضية في تحقيق مطلوبات الحوار مع الولايات المتحدة تمهيداً لرفع العقوبات بشكل نهائي خلال يوليو المقبل ، ورغم بروز كثير من المؤشرات الإيجابية على تحسن العلاقات الأمريكية السودانية من خلال تبادل اللقاءات والزيارات الا ان الرفع النهائي للعقوبات يبقي رهين باستكمال فترة السماح كما يُطلق عليها ، واستبشر كثير من الباحثون بتغير جوهري في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن خلال الفترة المقبلة دون التقليل بدور جماعات الضغط والتى اصبحت اقل عداءاً للسودان كما ان ادوارها ضعفت نسبياً.
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلنت ان اولوياتها تتمثل في مكافحة الإرهاب وأن الولايات المتحدة بحاجة لتعاون السودان تشيء بامكانية رفع العقوبات ، مع الأخذ في الإعتبار وجود العديد من الأفراد في إدارة ترامب لا يُحبذون سياسة العقوبات ويؤمنون بعدم جدواها خاصة وان المصالح الإقتصادية للولايات المتحدة في السودان لايمكن تحقيقها الا عن طريق الرفع النهائي للعقوبات.
الشاهد ان السودان استطاع ان يكسب ثقة الولايات المتحدة خاصة تجاه قضايا الارهاب وتجارة البشر وبعض القضايا الدولية التى يلعب السودان دوراً فعالاً في مكافحتها.
ولم تكن مطالبة البرلمان العربي برفع العقوبات عن السودان الا في هذا الإطار .حيث طالب د. مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي خلال اليومين الماضيين مجلس النواب الأمريكي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع كامل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه تقديرا للجهد الكبير الذي يبذله في محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم في العالمين العربي والإسلامي وأفريقيا.
وقال د. السلمي في رسالة خطية وجهها إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين إن البرلمان العربي إذ يثمن ما قامت به الإدارة الأمريكية السابقة من الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على دولة السودان فإنه يتطلع الى مراجعة إدارة الرئيس دونالد وأن يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع كامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن هذا المطلب يأتي نظراً لأن السودان يعد من الدول المحورية في محاربة الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي ومن أوائل الدول التي انضمت للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية ، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ومحاربة التنظيمات الإرهابية ، كما ان السودان يقوم بدور إيجابي وفاعل في تحقيق السلم والأمن في أفريقيا وخاصة في دولة جنوب السودان.
ويقود البرلمان السوداني جهوداً مثكفة لرفع العقوبات بحلول يوليو المقبل ومن المتوقع ان تسهم زيارة وفد من الكونغرس للسودان في أكتوبر القادم في توطيد العلاقات بين الخرطوم وواشنطن خاصة وان كثير من اعضاء الكونغرس يجهلون كثير من الحقائق عن السودان الامر الذي يجعل بعضهم لاتخاذ مواقف سالبة تجاه السودان وكما التزم السودان بتنفيذ تعهداته تجاه الحوار مع واشنطن فواشنطن تدرك ان عليها تنفيذ التزاماتها تجاهه.
تري الولايات المتحدة ان السودان دولة محورية في المنطقة وليس في القرن الإفريقي وحسب بل في منطقة شمال إفريقيا والساحل . كما انها لا تستيطع ان تتجاهل مساهمته في حل الأزمة في جنوب السودان ، الأمر الذي دعاها الى اعتبار السودان لاعباً إقليمياً ذو أهمية كبرى لها في القضايا الدولية ولم يكن تصريح الولايات المتحدة ابان قرار رفع العقوبات عن السودان ببعيد عن الأذهان اذ اوضحت انها اتخذت قرار رفع العقوبات عن السودان اعترافاً منها بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السودانية.
يعول السودان كثيراً على رفع العقوبات الإقتصادية المفروضة علية بشكل نهائى وفي ظل الجهود التى تبذلها اللجنة الكلفة بالحوار مع الولايات المتحدة يبقي المراقب للساحة في انتظار ماستسفر عنه مقبلات الايام المقبلات ، في انتظار الخطوة المرتقبة بالرفع النهائي للعقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق