الاثنين، 22 مايو 2017

الدعم السريع.. هادم لذات الحركات السودانية المسلحة!

من المعروف ان الحسابات السياسية الساذجة التى نشأت على اساسها الحركات المسلحة فى السودان انها بالسلاح بإمكانها ان اتصل الى مبتغاها وان تصبح سلطة حاكمة. الحركة الشعبية الجنوبية التى ربما تأسّت بها حركات دارفور لم تصل الى
السلطة بالسلاح، على العكس تماماً وصلت الى السلطة بالتفاوض، وللمفارقة و سخريات القدر انها و بعد ان وصلت الى هدفها بالوسائل السياسية عادت تستخدم السلاح ضد سلطتها!
الدرس المؤلم الذي يمكن استنباطه من هذه المفارقة، ان السلاح لا يصلح قط للعمل السياسي، فهو مرتد لا محالة الى صدر حامله! الآن الحركات التى ما تزال تحمل السلاح فى السودان ترتكب خطأً مزدوجاً لا جدال فيه لتفادي النتيجة المدمرة.
رفضت التفاوض؛ وحتى تلك التى قبلته قبلته فقط لتفادي النقد من قبل القوى الدولية، والمضحك فى هذا الصدد ان هذه الحركات على ضعفها الميداني و انحسار وجوها و تردي اوضاعها ما تزال ترفض التفاوض وتراهن على الوصول الى الخرطوم فاتحة!
الدكتور خليل ابراهيم ساوره هذا الشعور فى العاشر من مايو 2008 ولكنه بعد وصوله ام درمان اصطدم بالحقيقة الساطعة البالغة المرارة، السودانيون لا يخضعهم السلاح ولا يتهاونون ابداً مع من يحاول اجتياح شرفهم الوطني! درس الدكتور خليل كان بالغاً و كافياً للغاية، و لكن بعض حركات دارفور ما تزال تأنس فى نفسها القدرة على الاتيان بما لم يأت به الاوائل!
 سوء حظ الحركات الدارفورية التى ما تزال خارج السياج الوطني أوقعتها الآن في مأزق يفوق كل مآسي و مخازي المآزق على مر التاريخ الانساني. فهي رفضت الحوار و التفاوض، فنجح الحوار وخرجت منه الوثيقة الوطنية ثم تشكلت حكومة وفاقية.
تشكيل الحكومة الوفاقية الواسعة قلل من مساحة الحركة السياسية والمناورة لهذه الحركات، فقد نزع عنها الحوار الوطني حجة استئثار المؤتمر الوطني -منفرداً- بالسلطة، كما قلل من مساحة تحالفاتها و زاد من سمك جدار الحكومة و قوة سياج السلطة الحاكمة. مهمة الحركات المسلحة حتى في الحوار و التفاوض باتت صعبة وحتى اذا ما اصبحت سهلة فإن ما قد تجده من مقاعد قليل وفى الصفوف الخلفية!
أما ميدانياً -وهذا هو الاكثر سوءاً- فإن مساحة المناورة العسكرية لهذه الحركات اصبحت معدومة. فقد تخرجت قبل ايام قوة جديدة من قوات الدعم السريع من حوالي 6 ألف مقاتل شرس، انتشروا الآن فى المفاصل و المجال الحيوي للحركات المسلحة .
قوة نالت تدريباً نوعياً غير مسبوق، تخصصت فى ملاحقة مجرمي تجارة البشر والمخدرات وبلغت شأواً عظيماً جداً في أي قتال تكتيكي تعرفه الحركات المسلحة. إن قوات الدعم السريع هي أسوأ مضاد بشري و آلي قتالي تواجهه الحركات المسلحة مما يعني ان خيارات هذه الحركات لسوء الحظ، قد انعدمت تماماً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق