الثلاثاء، 23 مايو 2017

هجوم المرتزقة.. هل يكون آخر كروت جوبا الخاسرة؟

تقرير: الطاف حسن الجيلي (smc)
في الوقت الذي يشهد فيه السودان عودة الأمن والإستقرار إلى ولايات دارفور، بعد انحسار نشاط حركات التمرد، نشطت دولة جنوب السودان وبعض المجموعات في ليبيا في دعم مرتزقة الحركات المسلحة لإجهاض كل ما حققته حكومة السودان من سلام.
ولا شك أن فشل هجوم المجموعات المرتزقة الذي صدته القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بشمال وشرق دارفور مؤخرا كان بمثابة درس قاس إلى جوبا بعد ان أثبت السودان مقدرته على أي هجوم مدعوم من الخارج.
ويبدو أن جوبا تمادت في دعم المتمردين بدلا من طردهم من أراضيها لكسب ود حكومة السودان لتجاوز مشاكلها وحروبها الداخلية.
ويبدو أن انفتاح السودان علي المستوى الخارجي وتقدمه في العلاقات الدولية خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية بات واقعا لا تحتمله بعض الدول المحيطة بالسودان، خاصة دولة جنوب السودان، والشاهد علي ذلك أنها إيقاظ خلايا التمرد ومليشيات المرتزقة التي تأويها وتستغلها لتحقيق مأربها المعادية للسودان.
وكانت الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع قد تصدت لمجموعات مسلحة من المرتزقة دخلت في وقت متزامن من ليبيا ودولة جنوب السودان لشمال وشرق دارفور بهدف إجهاض ما تحقق من سلام واستقرار للمواطن، وبحسب بيان باسم العميد أحمد خليفة الشامي المتحدث الرسمي باسم قوات المسلحة أن الجيش والأجهزة الأمنية تراقب كل تحركات التمرد والمرتزقة بدولة جنوب السودان وعلي كامل استعدادها لصد أي هجوم أو محاولات تسعي لزعزعة أمن واستقرار البلاد، وعلى وجه الخصوص مواطن دارفور الذي أصبح مستقرا وآمنا من ويلات الحرب خلال السنوات الأخيرة، ويضيف أن المليشيات التي تم دحرها كبدت خسائر فادحة في الأرواح بجانب الأسرى والمركبات والذخائر والأسلحة الأمر الذي جعل بقاياها تفر نحو دولة الجنوب باتجاه غرب تمساحه.
ولعل ما يجري في السودان من استقرار وانفتاح اقتصادي يرتبط بالبيئة الإقليمية والدولية خاصة وأن هناك طفرة سياسية توافقية جديدة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني والتقدم في المسارات الخمس المتعلقة بقرار رفع العقوبات الاقتصادية وإزالة اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب وهو ما لم تحتمله دولة جنوب السودان، فكانت أول ردت فعل لها دعم المليشيات المرتزقة وحركات التمرد أن تشعل الحرب من جديد .
لكن دارفور شهدت تطورات إيجابية مؤخرا تجعل العودة للحرب مرة أخرى خيارا مرفوضاً، قمعظم النازحين واللاجئين  عادوا لمناطقهم بعد الاستقرار الذي تحقق فيه منذ أكثر من أربع سنوات.
وأشار نهار عثمان نهار الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة جناح دبجو إلى استمرار حكومة جوبا في دعم التمرد وإيواء الحركات المسلحة واصفا المحاولات الأخيرة للمرتزقة بالفاشلة، خاصة أن السودان شهد تطورات في الملفات كافة كان المجتمع الإقليمي والدولي شاهداً عليها. ويضيف أنهم يملكون أدلة ووثائق تؤكد تورط حكومة في دعم الحركات المسلحة والمجموعات المرتزقة بجانب أنها لم تلتزم بالمواثيق والعهود الدولية المرتبطة بالسودان.
وقال نهار أن ما قامت به جوبا من في تحريك ميلشيات ومرتزقة نفذتها بشمال وشرق دارفور مؤخرا أمر متوقع وتحسبت له الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والدعم السريع، وهذا ما أسهم في صدها منذ دخولها مباشرة. ويمضي في حديثه “أن القوى السياسية السودانية أصبحت متوافقة ومتوحدة ولا يمكن زعزعتها، وعلى حكومة جوبا الكف عن ما تقوم به من إيواء ودعم التمرد والسعي لكسب حكومة السودان التي تمد لها يد العون في حلحلة مشاكلها الداخلية التي أفزرتها الحروب والصراعات التي تشهدها بمشاركة الحركات المسلحة التي تؤويها.
مؤشرات ودلائل موثقة تفضح دولة الجنوب في خروقاتها المتتالية ومحاولات تقويض السلام والاستقرار بالسودان واستمرارها في إيواء التمرد.
وكشفت قيادات ميدانية منشقة من حركة العدل والمساواة استمرار دولة الجنوب وتورطها في رعاية وإيواء المجموعات المتمردة السودانية بغرض إنفاذ مخططاتها التي يتزعمها إنفاذ مشروع السودان الجديد عبر الحركة الشعبية شمال.
ويقول الفريق محمد بشير سليمان الخبير العسكري أن دولة جنوب السودان تقوم بتعرية قواتها فيما تقوم به من دعم لوجستي وفني لحركات التمرد المسلحة وتقويتها على بلدها السودان، مشيراً إلى محاولة الهجوم التي قادتها المليشيات والمرتزقة بشمال وشرق دارفور والتي جاءت في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الحدوية استقرار كبيرا بعد إنفاذ اتفاقيات السلام وخاصة اتفاقية سلام دارفور (الدوحة) التي أغلقت الباب أمام أي مليشيات تسعي لزعزعة الأمن القومي.
ويضيف في حديثه أن حكومة السودان والأجهزة الأمنية  والنظامية حققت نجاحات كبيرة ولديها تجارب تمكنها من دحر أي هجوم أو محاولات بائسة لزرع الفتنة، وقال إن البلاد مقبلة على مرحلة انفتاح جديدة تقودها العلاقات الخارجية وقرار رفع الحظر الأمريكي بالإضافة إلي تقدم السودان في ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ودعا الفريق سليمان الحكومة السودان وضع إستراتيجية قومية تتضمن إبراز الحقائق الكاملة لما تقوم به جوبا بجانب ما حققه السودان من مكاسب تتعلق بالسلام والتنمية والاستقرار وتمليكها للرأي العام الإقليمي والدولي، ويؤكد في ختام حديثه أن هذه المحاولات اليائسة لا تؤثر علي علاقات السودان الخارجية بل تفضح حكومة جوبا أمام المجتمع الخارجي.
ومنذ فترة ليست بالقصيرة أشارت وثائق ودلائل إلى أن حكومة جوبا قامت بتكليف قيادة هيئة أركان الجيش الشعبي واستخباراتها بإدارة ملف المجموعات السودانية وتجهيزها لتحقيق أهدافها بما في ذلك قتال المجموعات المتمردة الجنوبية داخل الجنوب، وأشارت الوثائق إلي أن هذه القيادات قامت بتمويل واستضافة قادة المجموعات المتمردة بمنازل ومقار خاصة بجوبا، وتسهيل مرور الدعم المختلف الذي تجلبه جهات أخرى معادية للسودان، كل هذه المحاولات والتحركات لم تغفل عنها حكومة السودان بل جعلتها تتأهب للتصدي لأي هجوم وهذا ما فعلته مع ميلشيات المرتزقة بشمال وشرق دارفور خلال اليومين الماضيين.
المراقب للساحة يرى أن دعم جوبا للحركات المتمردة بات أمرا غير مجد في ظل التطورات الايجابية التي حققها بالسودان وربما تجعله دولة محورية خلال المرحلة المقبلة الأمر الذي يتطلب من الدول التي ما زالت تعمل بنظيرة المؤامرة  التكيف مع الوضع الجديد والإستفادة من الانفتاح الذي يشهده السودان بدلاً من التمادي في معاداته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق