الأربعاء، 27 أبريل 2016

إستعادة دارفور من الدعاية الدولية.. إستعادة لمصداقية السودان!

لم يعد إقليم دارفور بعد الآن يصلح من للمزايدات السياسية والإعلامية محلياً أو إقليمياً أو دولياً. إقليم دارفور السوداني الذي نال أعلى درجة ظلم وأكاذيب ودعاية اعلامية من قبل بعض القوى الاقليمية والدولية، الآن لا يعدو كونه إقليماً سودانياً خالصاً استطاع بقدر غير قليل من الصبر والمثابرة أن يستعيد وأن يثبت كذب من إدعوا ما ظلوا يدّعونه.
لم تعد هناك أنشطة يُؤبه لها من قبل الحركات المسلحة. مضبطة قوات حفظ السلام المعروفة اختصاراً بيوناميد لم تعد تحتوي على أي حركة من الحركات المسلحة. قوات حفظ السلام في اقليم دارفور لا تفعل الآن شيئاً سوى إطعام منسوبيها الـ16 ألف واستلام الوقود لعرباتهم، وصرف مرتبات الجند والموظفين، ومن ثم التمتع بحماية القوات الحكومية.
النازحين الذي لجئوا إلى معسكرات النزوح -وهم بضع آلاف- لديهم الآن خيار وطني ديمقراطي مدهش، إذ ان بإمكانهم البقاء في هذه المعسكرات بعد إعادة تخطيطها مدنياً بكافة أنواع الخدمات (المياه والكهرباء والتعليم والصحة). المعسكرات نفسها بدأت تتناقص ويعود بعض ساكنيها إلى بلداتهم القديمة. معسكرات النازحين في دارفور لم تعد (فترينة العرض) التى كانت الوفود الدولية تزورها وتتحدث عنها وتناشد المجتمع الدولي بحل الازمة.
الحكومة السودانية باتت الآن تحكم سيطرتها التامة على كامل تراب دارفور، ولمن أراد أدلة على ذلك فهي واضحة، أقلّها: أولاً، ان الحركات المسلحة غابت تماماً عن الميدان في دارفور ولو كانت موجودة ولو بنسبة ضئيلة لما سمحت قط بزيارة الرئيس الكبيرة للإقليم قبيل عملية الاستفتاء، ولا بإجراء الاستفتاء الإداري في دارفور، إذ انه وحتى لو كانت هذه الحركات المسلحة موجودة بنسبة متواضعة في الاقليم لحاولت عرقلة زيارة الرئيس التى شملت الولايات الخمس، أو عرقلت عملية الاستفتاء. حركات مسلحة لم تستطع فعل شيء في ظل أحداث كبيرة شهدها الاقليم ولا يمكن لعاقل أن يفترض مجرد افتراض أنها موجودة وقوية وفاعلة.
ثانياً، شمول امتحانات الشهادة السودانية -ربما للمرة الأولى- كافة أنحاء الاقليم وبدايتها ثم انتهاءها دون حدوث أي حادث هذا يعني أيضاً ان الاقليم آمن وان من كانوا يثيرون الحروب خارت قواهم وخرجوا من ميدان اللعبة تماماً.
ثالثاً، الانسياب والتناغم العجيب ما بين عملية الاستفتاء وإدارة العملية، والزيارات المتواترة لكبار المسئولين من المركز إلى ارجاء عديدة من الاقليم فيه دلالة كبرى هو أيضاً على ان الاقليم بات آمناً.
رابعاً تفكير نازحي الاقليم على الحدود مع تشاد على العودة -وربما يكون بعضهم قد عاد فعلاً- دليل في حد ذاته على أن الاقليم آمن، إذ أنّ معنى ذلك انه قد ترسخ في الثقافة الشعبية المحلية -بأدلة قاطعة- أن العمل المسلح قد انتهى أو تضاءل إلى حد بعيد.
خامساً، حادثة الهجوم على منزل والي شرق دارفور أسطع دليل على ان الحركات المسلحة قد تملكها اليأس، وبدأت تفكر في العمليات الفردية الخاطفة، فهي نقلة من مرحلة مهاجمة القرى والبلدات واحتلالها أو إتخاذها معقلاً، إلى مرحلة الهجوم الإجرامي الشبيه بعمليات السطو الليلي، هذه نقطة ايجابية مهمة في الحرب التى كانت دائرة في الاقليم حيث تضاءلت قدرات ورغبات (ما تبقى) من حركات دارفور المسلحة من حرب العصابات والهجمات الواسعة النطاق، إلى مجرد القيام بعمليات انتحارية فردية لا تتجاوز كونها جريمة سطو مسلح!
سادساً، التفكير الجدي تماماً -للمرة الأولى أيضاً- من قبل الجهات الدولية المعنية في مناقشة إستراتيجية خروج (يوناميد) يعكس بدرجة كبيرة جداً ان وجود هذه القوات -عملياً- ومهما كانت المغالطات بشأنها لم يعد وجودها مجدياً، فالإقليم مستقر والحركات المسلحة تلقت هزائم موجعة ومهلكة فماذا يجدي بقاء قوات دولية تكلف العالم مليارات الدولارات؟
وهكذا بالإمكان القول إن إقليم دارفور حقق لنفسه وبنفسه حقائق واقع لم يعد بالإمكان إنكارها أو المغالطة بشأنها. الاقليم عاد إلى سيادة السودان الوطنية سالماً معافى وأغلق تماماً باب المزايدات السياسية والإعلامية إلى راهنت علي السراب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق