الأربعاء، 20 أبريل 2016

الرقم الوطني في "أبيي"!!

بقلم: د. إبراهيم دقش
في 1985 هبطت عاصمة زمبابوي، هراري، ودعاني الراحل ناتان سيموريرا وكان وزيراً لإعلان بلاده، علي العشاء في فندق دعا له بعض المثقفين ودار حوار حول قضية جنوب السودان، وهالني أن معظم الحاضرين لديهم  فهم خاطئ بأن الحرب الأهلية سببها ديني  باعتبار أن أهل الجنوب مستحيون أو وثنيون فيما الشمال أهله من المسلمين، وحاولت  تصحيح  ذلك  المفهوم فتصدي لي أحدهم بأن الدكتور "جون قرنق" دخل الغابة بعد إعلان الرئيس الراحل جعفر نميري للشريعة الإسلامية في (سبتمبر) 1983م.
أي قبل إعلان الشريعة بستة أشهر، فعلق أحدهم موجهاً حديثه لي: أراك متحمساً للدفاع  عن أهل الشمال الذين يضطهدونكم .. فلما أقحمته بأني الذي اضطهد – حسب فهمه – وليس المضطهد قام علي الفور ليتحسس يدي: أتعني أنك من الشمال؟.. فأجبته بل من شمال الشمال نفسه!.. وشعرت باندهاش أغلب الحاضرين الذين يبدو أن تعبير (للعرب) عندهم يعني اللون الفاتح والشعر "السبيبي" وربما العين الخضراء.. وعذرتهم.
وانفصل  جنوب السودان في عام 2011م ولم ينعم سكانه بالهدوء أو السلام، لأن الحرب اندلعت فيما بينهم، وبالتأكيد أن سبب الحرب (قبلي) وليس دينياً، لكن ما لفت نظري أن دينكا (نقوك) الذين ينتمون لمنطقة "أبيي" تظلموا من حكومة  "جوبا" التي فرضت عليهم رسوماً نظير دفن موتاهم في أراضيها، مما يعني عدم الاعتراف بهم كجنوبيين وقرروا رفع الأمر للآلية الأفريقية رفيعة المستوي مشفوعاً بمطالبتهم بفك ارتباطهم مع "جوبا" نهائياً.
ويبدو أن "الإشارة" وضحت لهم الآن، لأن الرسالة السباقة المتمثلة في خطاب رسمي يعتبر لوكا بيونق – وهو من دينكا نقوك – أجنبياً قد شابها بعض الغموض عندما أنكرها وزير خارجية دولة جنوب السودان (المعزول) "برنابا بنجامين".
فقديماً قال أهلنا (ألما فيها شق لا تقول طق).. وقد كثرت  (الطقطقة) في "أبيي"، ويلزم دينكا نقوك الآن أن يسجلوا للرقم الوطني السوداني إن لم يكن قد حصلوا عليه بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق