الأربعاء، 17 يونيو 2015

الرئيس البشير من جوهانسبيرج للخرطوم.

زار المشير عمر البشير رئيس الجمهورية مدينة جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا تلبية للدعوة الرسمية التي وجهها له السيد جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب أفريقيا لحضور مؤتمر القمة للاتحاد الافريقي كذلك تلقى دعوة رسمية من مفوضية الاتحاد الافريقي ويبدو أن بعض القوى المعادية للسودان قد حركت بعض المنظمات المشبوهة وعدداً من المتربصين الحانقين على السودان ونسقوا مع محكمة بجنوب افريقيا وحرضوها لتقديم طلب لايقاف مؤقت للرئيس البشير حتى يبت القضاء في امره وتسليمه للمحكمة المزعومة بلاهاي وفعلوا ذلك بادعاء أنهم منخرطون في عضويتها وعليهم الامتثال لأوامرها. وراجت أنباء صحبتها حملات إسفيرية على أوسع نطاق مع شريط أخباري مبثوث في بعض القنوات الفضائية يحمل ذات المعنى ولكن الرئيس جاكوب زوما أعلن على الملأ ولكل الدنيا شجبه لما حدث وتبرؤه منه وتعهده وحكومته بالتزامهم الأخلاقي بحماية الرئيس البشير طيلة فترة وجوده وحضوره للمؤتمر مع تأمين عودته سالماً لوطنه في الوقت الذي يرتضيه وأصدر الحزب الحاكم هناك بياناً مماثلاً رفض فيه ما صدر عن تلك المحكمة ولعل المعارضة هناك أرادت ان تحرج الرئيس زوما وربما يؤدي هذا لجدال وشجار بين السلطتين القضائية والتنفيذية وهذا شأن يخصهم هناك ويحمد الرئيس الجنوب أفريقي زوما أنه كان صادقاً في تنفيذ ما التزم به ولم يحنث بعهده ووعده. وشارك البشير في المؤتمر وتخلل وجوده هناك مقابلته لرصفائه الرؤساء أو ممثليهم وأمضى مهمته دون أي تأثير لتلك الزوبعة المفتعلة المثارة حوله وعاد سالماً لوطنه واستقبل استقبالاً شعبياً عفوياً حاشداً بالمطار.
 وان تلك القوى المعادية للسودان لا تعرف طبيعة شعبه الذي يرفض الضيم والتعدي على سيادته الوطنية ويعتبر ان في هذا (حقارة) والقضية ليست مع فرد واحد هو المواطن عمر حسن أحمد البشير بصفته الشخصية ولكنها معه بصفته الرسمية كرئيس للجمهورية ورأس للدولة وقائد أعلى للقوات المسلحة وبهذه الصفات الرسمية هو رمز لسيادة الوطن ويمثل الاعتداء عليه اعتداء على هذه السيادة. وان اعداء السودان لم يستوعبوا درس الأمس القريب إذ أن المدعو أوكامبو عندما أعلن قرار توقيف الرئيس في عام 2009م كان البشير في زيارة عادية لمنطقة تقع شمال مدينة أم درمان وعند عودته من تلك الزيارة بعد إذاعة ذلك البيان الخبيث خرج كافة المواطنين بطريقة عفوية وأخذوا يهتفون باسم البشير واستقبلوه استقبال الفاتحين كأنه محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية أو كأنه المعتصم بعد الانتصار في عمورية وكان منطلق الجميع ومصدر غضبهم العفوي المتفجر هو انتهاك السيادة الوطنية وفي اليوم التالي لإعلان التوقيف تم افتتاح سد مروي وأخذ كل الحاضرين يهتفون بملء حناجرهم السد السد الرد بالسد. وعند إجراء الانتخابات الرئاسية في عام 2010م كان المدعو اوكامبو في تقديري وبغباء لا يحسد عليه مغفلاً نافعاً دون أن يدري وأضحى هو أمين التعبئة غير المعلن لحملة البشير الانتخابية نكاية في القرار الظالم لتلك المحكمة وكان عليها كما قال أحدهم أن تبل قرارها وتشرب (مويتو) وهكذا ظل أولئك يقدمون للنظام الحاكم بين الفينة والأخرى هدية قيمة بالتفاف الجماهير حوله من اجل الدفاع عن سيادة الوطن والذود عنها والحفاظ عليها كما حدث مؤخراً في جنوب افريقيا.
 وان الوطن الغالي مستهدف من اعدائه في الخارج الذين ما برحوا يكيدون له وعلى مدى ربع قرن من الزمان ظلوا يحاربونه بشتى السبل اقتصادياً وسياسياً وفي كافة المحافل مع دعمهم للحركات المتمردة الحاملة للسلاح ودعمهم لبعض جيوب المعارضة وهم يدركون ان السودان يملك كل مقومات النهضة ليكون دولة ذات شأن عظيم ولكن الحروبات المفتعلة والصراعات العقيمة السقيمة حول كراسي السلطة قعدت به. وان الملتقيات التي تعقد في بعض عواصم الدول الغربية بحضور معارضين سودانيين لمناقشة قضايا سودانية تتعلق بحقوق الانسان والديمقراطية هي مجرد طلاء خادع وهي قضايا لا تشكل هاجساً بالنسبة للخواجات من بعيد او قريب.  وكل هدفهم اثارة الفتن والحروب والصراعات سعياً منهم ليظل السودان قعيداً كسيحاً ويضع هؤلاء الخواجات اعينهم على موارد السودان الضخمة وكنوزه وثرواته الهائلة باضعافه وانهاكه مع السعي لتقسيمه وتمزيقه ليتسنى لهم السيطرة على تلك الموارد الضخمة والثروات الهائلة اي أن حربهم ضد السودان هي حرب موارد. وان السودان يملك كل المقومات التي تؤهله ليصبح اقتصادياً في مصاف ماليزيا واليابان اذا استتب فيه الأمن وطويت صفحة التمرد سلماً أو حرباً مع التوصل لصيغة توافق وطني في إطار واسع يتجاوز الاناء الضيق ليتفرغ الجميع للعمل والانتاج والبناء والنماء ويقتضي هذا سعة في الافق وسياسة داخلية رشيدة تجمع ولا تفرق وسياسة خارجية رشيدة تضع مصالح الوطن العليا نصب أعينها وحسناً فعلت مؤخراً بانفتاحها وتعاونها مع المملكة العربية السعودية وكافة دول الخليج.. ومع الصين وروسيا ودول شرق آسيا... الخ. وقد صمدت كوبا الجزيرة الصغيرة في وجه الصلف الاستعماري الامريكي والغربي منذ عام 1959م. والآن وبعد ربع قرن من الصبر على لؤم وغطرسة الخواجات لا بد انهم سيعيدون يوماً حساباتهم تجاه السودان دون اعتماد على تقارير مخابراتهم وعملائهم الكاذبة الخاطئة اذ انهم لم يحققوا مبتغاهم وكأن لسان حال السودان يردد (كناطح صخرة يوماً ليوهنها وما ضرها واوهى قرنه الوعل). وإن التماسك الداخلي وبسط العدالة الاجتماعية وتصحيح المسيرة والاهتمام بقضايا المواطنين اليومية وهمومهم المعيشية هو المطلوب في هذه المرحلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق