الأربعاء، 3 يونيو 2015

المفهوم الايجابي للمشاركة الدولية

بقلم/ محمد المعتصم حاكم
البرلمانات العربية كانت حاضرة وعدد من الرؤساء الأفارقة والعرب والوزراء والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية جميعهم كانوا حضوراً بالأمس، احتفاء بتنصيب الرئيس عمر البشير لولاية قادمة تتسم بالانفتاح الدبلوماسي الجديد واستقرار العلاقات الخارجية وتدعيم تطبيعها مع كافة دول العالم بما يحقق المصالح الشعبية المشتركة والتعاون في مجالات الاستقرار وتحقيق السلام في كل دول المنطقة وعلى وجه الخصوص في الدول العربية الشقيقة التي تشهد نزاعات مستمرة وحروباً في الآونة الأخيرة حيث يمكن للسودان أن يلعب دوراً متضامناً مع جامعة الدول العربية والشرعية في تلك البلاد من أجل استقرار الإنسان العربي الذي يعاني من الاضطرابات والصراعات السياسية في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وأيضاً نحن في هذا الوطن الكبير نعاني من صراعات وحروب أهلية في الأطراف بإقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ولكننا بصدد الوصول إلى حلول ومعالجات ستكون على رأس مهام الولاية الجديدة للرئيس البشير، صاحب الفكرة والدعوة إلى حوار شامل بين كل الفرقاء في الداخل والخارج، وصولاً إلى سلام عادل وحلول نهائية لتلك الإشكالات المتراكمة في كل بؤر الصراع المسلح الذي يمكن معالجته بالحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات وان ذلك التزاحم الدولي والمشاركة غير المسبوقة لبعض القيادات الدولية احتفاء بتنصيب الرئيس البشير هو تأكيد بأن الأشقاء والأصدقاء في كل دول العالم يعولون كثيراً على نجاح التجربة السودانية القادمة والتي تتلخص في الحوار السلمي والمشاركة الجماعية لألوان الطيف السياسي والحركات المسلحة كافة للتفاوض حول القضايا العالقة دون إقصاء أو استثناء لأحد حتى يمكن أن تكرر التجربة السودانية لمعالجة الصراعات والاختلافات في العراق واليمن وليبيا وسوريا باعتبار أن الحروب الأهلية تظل دائماً عثرة وعقبة أمام تقدم الشعوب، وأن الخاسر الأكبر في تلك النزاعات المسلحة هو المواطن الذي يتطلع إلى الاستقرار والتنمية في نظام حكم ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الإنسان كافة ويسعي للتقسيم العادل للسلطة والثروة وبالتالي فإن تنصيب الرئيس البشير لولاية جديدة له ما بعده من خطوات وبرامج في اتجاه تحقيق الحوار الوطني الذي يمكن أن يصبح أنموذجاً في كل دول الصراعات العربية والأفريقية، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة في الاتجاه الصحيح الذي لا يقبل النكوص أو التردد فطريق الاستقرار والتنمية لا بد أن يعبد جيداً بوقف الحروب الأهلية عبر الحوار والتفاوض، وبالتالي فإن دعوة الرئيس البشير لذلك الحوار المرتقب هو فرصة نادرة لا يمكن التراجع عنها، وليس هنالك بديل لها سوى استمرار الحروب التي ظلت سبباً مباشراً في التردي الاقتصادي وإزهاق الأنفس البريئة بلا ذنب، مما يستوجب على المعارضين كافة في الداخل والخارج تشجيع الفكرة والمشاركة فيها بصورة جادة وإيجابية وصولاً إلى بناء الدولة السودانية الديمقراطية العصرية المستقرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق