الثلاثاء، 2 يونيو 2015

تنصيب البشير.. فرح سوداني خالص لصالح المستقبل!!

تبدو العاصمة السودانية الخرطوم – نهار الثلاثاء الثاني من يونيو الجاري – مركزاً محورياً للسودانيين عامة وللمحيطين العربي والأفريقي لمتابعة حدث تنصيب الرئيس البشير- الإهتمام السوداني البالغ بهذا الاحتفال ذي الطبيعة السياسية والإجتماعية له أسبابه ودوافعه التي لا تخطئها العين وفقاً لما سوف نورده لاحقاً في صلب هذا التحليل، ولكن من المؤكد أن اهتمام السودانيين بالحدث مرده الأساسي ثقتهم وحبهم للرئيس والذي وصل درجة أن بعض المقاطعين للعملية الانتخابية، قاطعوها ولكنهم لم يقاطعوا عملية إنتخاب الرئيس. ولا شك أن مناسبة تنصيب الرئيس البشير – هذه المرة على وجه الخصوص تحظى بكل هذا الزخم لعدة إعتبارات بالغة الأثر والأهمية.
أولاً : إنتخابات العام 2015م التي فاز فيها البشير لدورة رئاسية مدتها (5) سنوات هي أول إنتخابات أعقبت إنتخابات العام 2010م، تلك الإنتخابات التي أعقبتها عملية إنفصال جنوب السودان ووضع حد فاصل لأزمة الإقليمين امتدت لنصف قرن من الزمان. البشير هو أول رئيس سوداني منتخب وفق الخارطة الجديدة للسودان، وهو بهذه المثابة يأت رمزاً لحل مشكلات السودان على خلفية إجماع السودانيين عليه شخصياً، كما أنه ما يزال رمزاً لآمال الكثيرين بأن تتم حل مشاكل السودان في دورته الجديدة هذه.
ثانياً : إصرار حكومة الرئيس البشير السابقة على ضرورة قيام الانتخابات العامة في موعدها (في إبريل 2015) رغم رفض بعض القوى المعارضة ورغم مقاطعتها لها ومحاولة عرقلتها، ورغم الضغوط الدولية الكثيفة التي مورست على الحكومة لتأجيل تلك الانتخابات والتي بلغت ذروتها بحجب الدعم الدولي وافتئات الاتحاد الأوروبي على السودان، ثبت أنه كان إصراراً على تأمين السودان والحفاظ على استقراره وترسيخ الممارسة الديمقراطية، فها هو السودان الآن – عقب العملية الانتخابية – ينهض متماسكاً معافىً لاستكمال نهضته واستكمال الحوار الوطني وبناء الدولة الديمقراطية القوية. السودانيون وفيما يشبه الامتنان للرئيس البشير وحكومته السابقة يحتفلون بهذه المثابة لإزجاء العرفان للرئيس بحرصه على ترسيخ التداول السلمي للسلطة والمضي بالبلاد إلى الأمام، فلو لم تقام العملية الانتخابية في موعدها لم يكن من أحد ليدري ماذا كانت ستكون مآلات الأوضاع في هذا البلد المثخن بالجراح.
ثالثاً : إحتفال التنصيب أيضاً يأخذ في اعتباره التوجهات المشرفة والمشرقة لحكومة الرئيس البشير في ترميم علاقات السودان الإقليمية والدولية، فقد عاد السودان فاعلاً في محيطه الأفريقي والعربي ومشاركته في عاصفة الحزم في اليمن الشقيق إلا دليلاً على نجاح السودان في تأكيد دوره هذا، وهذا يعني – لعامة السودانيين – أن السودان بهذه المعطيات الإقليمية قادر على إحداث إختراق على صعيد اقتصاده وعلى صعيد علاقاته الدولية وعلى صعيد الاستثمار وكلها أمور تجلب البهجة والسرور على قلوب السودانيون وتدفعهم للاحتفاء بما هو متوقع وما هو قادم. وأخيراً فإن حفل التنصيب في حقيقته بمثابة تنصيب لسيادة السودان في مواجهة العديد من التحديات والتعديات الاقليمية والدولية سواء تمثل ذلك في بعض مؤامرات بعض دول الجوار المتورطة في دعم متمردين سودانيين، أو في ملاحقات ما يُسمى بمحكمة الجنايات الدولية التي تحاول عبثاً أن تشوش على السودانيين ولكنها لم تنجح! إذ من المستحيل أني حظي الرئيس البشير بكل هذا التأييد الجماهيري من فراغ!! فقد وقف السودانيون مع البشير بدوافع وأسباب وطنية شتى فمن جانب فإنهم يلتمسون فيه ابن البلد الأصيل الصادق في أطروحاته وحمل هموم أبناء بلده، ومن جانب ثان فإن الرجل محل ثقة حتى لمعارضيه الذين لا يمانعون من بقائه رئيساً في أية ترتيبات إنتقالية!!
ومن جانب ثالث فإن برنامجه الانتخابي المطروح يتضمن طموحات الكثيرين الذين ينتظرون إنفاذه على الأرض في السنوات الخمس القادمة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق