الأربعاء، 3 يونيو 2015

هوامش على خطاب البشير في احتفال التنصيب!

مما لاشك فيه أن الدورة الرئاسية الجديدة التي بدأت للتو في السودان تبدو الأكثر تميزاً حيث سبق للرئيس البشير عقب ظهور نتيجة الانتخابات وإعلان فوزه فيها أن أشار إلى قضايا عديدة مهمة تلامس على نحو مباشر قضايا المواطنين السودانيين يعتزم أن يوليها اهتمامه الخالص.
النائب الاول للرئيس البشير، الفريق بكري حسن صالح قال هو الآخر في مخاطبة جماهيرية قبل أيام إن السودانيون موعودون بانجازات مهمة في المرحلة المقبلة. غالب قادة المؤتمر الوطني والساسة الممسكين بملفات إستراتيجية قالوا ذات الشيء؛ الأمر مختلف هذه المرة والأمور سوف تمضي باتجاه على جانب كبير من الأهمية.
هذه الإشارات تصب أول ما تصب في صالح الموطن السوداني وهي بهذه المثابة يمكن قراءتها في سياق التطور والتمرحل الطبيعي للأمور. أولاً، طوال العقدين المنصرمين ظلت التحديات تواجه السودان سواء تمثل ذلك في الحرب الطويلة الضروس في جنوبه، والتي كانت تثقل ظهره أو في العداء المبرر وغير المبرر الذي واجهه السودان جراء مواقفه السياسية والمبادئ التي ظل يعض عليها بالنواجذ، أو حتى في العقوبات الاقتصادية الشديدة الوطأة التي ظل وما يزال يعاني منها.
لا شك أن تلك المعطيات ومهما كانت قدرات الحكومة كانت تعيق التقدم وتعرقل انجاز بعض الملفات المهمة. الآن الأمور أصبحت أكثر مرونة عن السابق وبدأت تحدث انفراجات ملحوظة في محيط السودان الإقليمي والدولي، وهو ما يقطع وعلى نحو جازم بأن بإمكان هذا البلد متخففاً من هذه القيود أن ينطلق بصورة أفضل.
ثانياً، العلاقة القوية القائمة على الثقة التي نشأت بين المواطن السوداني وحكومته أتاحت للحكومة القيام بدورها وهي تسند ظهرها على هذا المواطن مطمئنة. كما أتاحت للمواطن السوداني أن ينتظر انجلاء غيوم التحديات والتعقيدات المحيطة بالسودان لمنح حكومته فرصة أوسع لكي تقدم له ما لم تقدمه من قبل.
والواقع إن هذه النقطة على وجه الخصوص تبدو الأبرز والأكثر أهمية وبلغت ذروتها حين تقدم الناخبون السودانيون رغم كل حملات القوى المعارضة وضغوط بعض القوى الدولية لإعادة انتخاب الرئيس البشير -من جديد- رئيساً لـ5 سنوات قادمة!
تفسير هذا السلوك السياسي أن المواطن السوداني مدفوعاً بهذه الثقة الراسخة وجد العذر فيما مضى للحكومة السودانية في ما لم تنجح في انجازه، وهو ينتظرها الآن -في ظل المعطيات الجديدة- لكي تنجز ما فاتها.
ثالثاً، خطأ قوى المعارضة المركزي الذي جعلها تركز كل جهودها في إسقاط الحكومة القائمة ومن ثم العودة للمربع القديم، حكومة انتقالية ثم انتخابات عامة ثم أحزاب متشاكسة، هذا الخطأ تعامل معه المواطن السوداني بحكنة سياسية وحكمة سياسية ذكية، فقد أدرك أن قوى المعارضة لم تستوعب بعض مقتضيات الواقع والمتغيرات المهمة التي حدثت في المحيط السوداني والمحيط الإقليمي والدولي، ولهذا فهو لم يلمس ما يمكن اعتباره بديلاً سياسياً تمثله قوى المعارضة طالما أنها ما تزال بذات العقلية القديمة البالية، وفي واقع الأمر فإن هذه النقطة المهمة أدركتها الحكومة السودانية ولهذا فإن من الطبيعي أن تجعل من الدورة الحكومية الجديدة هذه سراً لتحقيق كل مطلوبات الاستقرار ورفاهية السودانيين.
وعلى ذلك فإن أفضل ما يميز هذه الدورة الرئاسية وقد تجلى ذلك في خطاب تنصيب البشير وفى تصريحات كبار المسئولين أنها -عملاً وقولاً- دورة انجاز ما نقص من النهضة والسعي للعبور بالسودان من مرحلة إلى مرحلة جديدة مختلفة كلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق