الأحد، 14 يونيو 2015

الخرطوم و موسكو ... علاقة استراتيجية ذاهبة إلى تطور

ظلت العلاقات السودانية الروسية طيلة الـ (26) سنة الأخيرة وتتقدم وتتطور حيث لم تهتز علاقات البلدين، كما لم تنتقل إلى مرحلة الشراكة السياسية أو الاقتصادية، وإنما ظلت مستقرة دون اهتزاز، إلا أنه في الأشهر الأخيرة شهدت هذه العلاقات جنوحا نحو خلق شراكة استارتيجية بين البلدين وهذا ماتؤكده رغبة حكومتا البلدين ولعل أحدث تلك الرغبة هي رغبة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي بعث قبل يومين ببرقية تهنئة لنظيره السوداني الجديد أ.د. إبراهيم غندور الذي عين وزيراً للخارجية في التشكيلة الحكومية الأخيرة، وأكد لافروف استعداده للعمل المثمر لتوسيع العلاقات بين البلدين والتعاون الثنائي على مستوى الإقليم ودولياً.وتمنى الوزير الروسي لغندور النجاح في مهامه، وعبر عن عميق تقديره للعلاقات الثنائية بين السودان وروسيا والتعاون القائم بينهما ، مؤكداً أن تعميق هذه العلاقات والتعاون يخدم المصالح الأساسية المشتركة وتقوية السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

وأختتمت قبل يومين بالعاصمة الروسية موسكو مباحثات مشتركة للجنة الوزارية بين البلدين حيث كشف وكيل وزارة المعادن أ.د. راشد أحمد حسين رئيس الجانب الفني في اللجنة من جانب السودان، عن اتفاق لسداد ديون السودان المطلوبة من قبل روسيا التي تبلغ 17 مليون دولار، وأوضح أن هذه الديون سيتم دفعها على دفعات على أن يبدأ سداد الدفعة الأولى في شهر ديسمبر المقبل، ومن ثم يتم سداد كل الديون خلال ست سنوات.مشيرا إلى عن سعيهم لتفعيل الزيارات المشتركة خاصة زيارة قيادات رفيعة من روسيا كانت قد أجلت في وقت سابق لحين الفراغ من الانتخابات الأخيرة في السودان.وإن هذه الزيارة ستتم في القريب العاجل، إلى جانب زيارة مرتقبة لوزير التعليم العالي الروسي.وأكد حسين أن الاجتماعات المشتركة شهدت مناقشة عدد من الملفات كالديون والتمويل والقرض السلعي واتفاقية تشجيع الاستثمار بين الدولتين.وأشار إلى أن المباحثات تناولت أيضاً إنشاء مركز الإبصار ومخابز في العاصمة الخرطوم تعمل بالقمح المخلوط، إضافة إلى النقاش حول رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين.من جهته، أكد رئيس الجانب الروسي في اللجنة السودانية المشتركة نور الدين إنعاموف، تقدم العلاقات بين البلدين في المجالات كافة الاقتصادية والسياسية.وأشار إلى مواصلة دعمهم للسودان في المحافل الدولية كافة، لافتاً إلى أن تبادل الزيارات خاصة على مستوى قيادتي البلدين ستعطي دفعة قوية لملف التعاون بين الدولتين.

والاسبوع المنصرم كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن خطط محددة لتعاون عسكري تقني نشط بين بلاده والسودان سيتم تطويرها بحيث لا تخل بتوازن القوى في المنطقة، مؤكداً أن هذه الخطط ستكون منسجمة تماماً مع التزامات الخرطوم وموسكو الدولية.ووصل لافروف إلى الخرطوم، وأجرى لقاءً مع الرئيس عمر البشير في القصر الرئاسي بالخرطوم بعد جلسة مباحثات سودانية روسية ترأسها لافروف ونظيره السوداني ،ونقل لاروف للرئيس البشير تحايا الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع السودان ودعم القضايا السودانية.وأكد وزير الخارجية الروسي دعم بلاده للسودان في كل المجالات، وتطلعها للمساهمة في حل النزاع القائم في دارفور، كما أعرب عن رغبته ببحث إمكانية مساهمة روسيا في تسويته. وشدد على أن بلاده تدعم الدور القيادي للدول الأفريقية ودول الشرق الأوسط في تسوية المشاكل الإقليمية.وعبر رئيس الدبلوماسية الروسية، بحسب موقع "روسيا اليوم"، عن رغبة بلاده في تطوير العلاقات الثنائية مع السودان بشكل فعال، مشيراً إلى تحقيق تقدم جيد في هذا المجال.وعن التعاون العسكري والتقني بين روسيا والسودان قال لافروف في هذا الشأن «توجد خطط محددة، بشأن تعاون عسكري تقني نشط بين بلدينا سيتم تطويره بحيث لا تخل بتوازن القوى في المنطقة، وتكون منسجمة تماماً مع التزامات بلدينا الدولية»وأكمل الوزير لافروف بالقول «حين يضطلع ضيف من بعيد، غير مدعو، بدور قيادي يؤدي ذلك إلى مأساة وانهيار الدول، وقد لاحظنا ذلك في العراق وفي ليبيا، والآن يحاولون فعل الشيء نفسه في سوريا»

عموما فقرائن الأحوال تقول أن روسيا تسعى بجدية نحو خلق علاقة قوية مع السودان ، ولذا فالمطلوب من الخرطوم السعى بذات الجدية لخلق علاقات قوية مع روسيا من اجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين في كافة المجالات خاصة تلك التي تتمتع فيها روسيا بخبرات كالمعادن والنفط والنقل بانواعه البري عبر السكة الحديد والجوي عبر الطيران ، الى جانب التصنيع الحربي باقامة مصانع للاسلحة للاغراض التجارية وتوفير الاسلحة التقليدية ، بجانب توقيع اتفاقية بين البلدين لحماية البحر الاحمر ، وتفعيل التعاون التجاري بالاستفادة من منطقة التجارة الحرة بالبحر الاحمر ، فضلا عن الاستفادة من الخبرات الروسية في مجال المعادن بمنح الشركات الروسية فرصا للاستثمار في مجال التنقيب عن المعادن بدارفور خاصة في (حفرة النحاس) بجنوب دارفور لاستخراج المعادن الكامنة في تلك المنطقة خاصة اليورينوم الذي يوفر عائدات كبيرة للبلاد، كما يحدث استقرار امني في تلك المنطقة كنتيجة خاصة وان روسيا قادرة على حماية مصالحها واستثماراتها بدارفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق