الاثنين، 6 نوفمبر 2017

ماذا بعد رفع العقوبات … الخرطوم تُجيب ؟

تقرير: رانيا الامين
لم تكن ساندرا أودكيرك اول مسؤولة امريكية تزور السودان لكن تعتبر الزيارة مختلفة حيث انها أتت في ظروف تعتبر فيها العلاقات بين الخرطوم وواشنطن في افضل حالاتها عقب قرار رفع العقوبات الاقتصادية ، وركزت المسؤولة الامريكية في مباحثاتها مع الحكومة والجهات ذات الصلة على ضرورة الاستمرار نحو التواصل الإيجابي بين الخرطوم وواشنطن.
وقادت ساندرا أودكيرك مباحثات عديدة مع وزارة الخارجية تأكيداً للتوجه الجديد لسياسة واشنطن نحو الخرطوم في مرحلة ما بعد رفع العقوبات الاقتصادية. وأعربت عن استعداد واشنطن التام لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خدمةً للمصالح المشتركة والدفع بها الى الأمام كما اعلنت وزارة الخارجية التزام السودان بمواصلة التعاون البناء على كافة الأصعدة الثنائية والتعاطي الإيجابي مع الولايات المتحدة واستعداده لبناء آليات عملية تؤدي إلى خلق شراكة للسلام والتنمية لخدمة مصالح البلدين.
صحيح ان قرار رفع العقوبات عن السودان قد مهد الطريق الى اقامة حوار جاد بين الخرطوم وواشنطن يفضي الى تطبيع كامل للعلاقات بين الطرفين بما يحقق المصالح المشتركة ، لكن وجود اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب يشكل عائقاً. ويبدو الولايات المتحدة ادركت ان ازاحة اسم السودان من قائمة الإرهاب اصبح من اولويات المرحلة المقبلة بالنظر الى المجهودات التى ظل يقودها في مكافحة الظاهرة، الامر الذي دعاها الى اتخاذ خطوات جادة في اقامة حوار متواصل مع الخرطوم حول محاربة الظاهرة.
ويوضح السفير محمد عيسي مدير الإدارة العامة للشؤون الأوربية والامريكية بوزارة الخارجية ان السودان ليس معني بالدول الراعية للارهاب وثبت ذلك للادارة الامريكية بشكل واضح ، واضاف نأمل ان تكون الخطوة القادمة هي ان نتعاطي مع الجانب الأمريكي حول رفع اسم السودان من قائمة الارهاب لانه ليس هنالك مسوغ لوجود السودان فيها باعتراف كامل من واقع التقارير التى اصدرتها المؤسسات الامريكية سواءً الخارجية او البنتاقون او الـ(CIA) بان السودان ليست دولة ارهابية.
استطاعت الحكومة ان تخترق حاجز المجتمع الدولى بتغيير نظرته تجاه السودان الذي بذل وما يزال يبذل جهوداً حثيثة ومتصلة في محاربة الإرهاب في الأطر الدولية والأقليمية وعلى المستوى الوطني ، فبجانب السجل المتميز في التصديق والإنضمام للإتفاقات الدولية والإقليمية قام بعدد من المبادرات والجهود وعلى رأسها وضع التشريعات الوطنية لمكافحة الارهاب كقانون مكافحة الإرهاب لسنة 2001 وقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لسنة 2010 المعدل 2014م كما استضاف عدداً من المؤتمرات الدولية لمحاربة الأرهاب جميع هذه الجهود دعت بعض قادة العمل السياسي والرأي في الولايات المتحدة للمناداة بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب نظير تلك الجهود.
لا يوجد خلاف حول حاجة الولايات المتحدة الي السودان في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ، كما انها ترغب في أن يلعب السودان دوراً مهماً في حل قضايا المنطقة متمثلة في الإرهاب والتطرف والمساعدة على تخفيف التوترات الأمنية واحلال السلام في كل من ليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان ، فوجود السودان المحوري يمكنه من لعب دور ايجابي في تلك الدول.
اختتمت المسؤولة الامريكية زيارتها للخرطوم واتجهت الى واشنطن ولسان حالها يقول حان اوان رفع اسم السودان من قائمة مستصحبه في ذاكرتها كثير من التساؤلات التى سبق ان أثارها قادة الراي في الولايات المتحدة حول لماذا لا يزال السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ، رغم الجهود الذي ظل يبذلها في مكافحة الظاهرة.
يدرك السودان ان قرار رفع العقوبات الإقتصادية هو بداية وليس نهاية ويبقي وجوده في قائمة الإرهاب معركة جديدة ولاشك ان وجود السودان في قائمة الإرهاب يعتبر معوقاً لمصالح الولايات المتحدة والسودان على حد سواء، الأمر الذي يجبرها على اتخاذ خطوات حثيثة لرفع اسمه من قائمة الإرهاب استحقاقاً لمجهوداته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق