الاثنين، 6 نوفمبر 2017

سلفا في الخرطوم .. الأمن مفتاح التطبيع

تقرير : إيمان مبارك أحمد
حرص السودان على اقامة علاقات استراتيجية مع دول الجوار بما يحقق المصالح المشتركة وصولاً  علاقات متزنة مع جنوب السودان بحكم الجوار الجغرافي والروابط الشعبية. ولعب السودان دورا بارزا في حمل الأطراف المتصارعة في جوبا على الجلوس والتفاوض عبر منظومة “الإيقاد” اضافة الي ذلك فقد فتح السودان ابوابة لإحتضان اللاجئيين الجنوبيين وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين وإستقبال اكثر من مليون لاجيء جنوبي منذ إندلاع الأزمة في بلدهم .
كل تلك المؤشرات جعلت حكومة جنوب السودان تشرع في بدء إجتماعات مشتركة ضمن التحضيرات للقمة بين رئيسي الدولتين لحل المشاكل العالقة ، فقد أجرى وزيرا الدفاع بالبلدين جلسات مباحثات إتفقا خلالها علي فتح أربعة معابر حدودية يبدأ تشغيلها في المرحلة القادمة ، وتفعيل اللجان الأمنية المشتركة والتواصل المباشر بين المسؤوليين بين البلدين لحل المشاكل العالقة ولضمان تسريع ما تم الاتفاق علية وسحب القوات من المنطقة الامنية المنزوعة السلاح البالغة (10) كيلو مترات المتفق عليها .
وتطرق اجتماع وزيري الدفاع للعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، وقال وزير الدفاع الوطني الفريق أول عوض بن عوف أن الطرفين أتفقا علي تفعيل إتفاقيات التعاون المشتركة بين الخرطوم وجوبا ، وتأمين الحدود حتي ينعكس إيجابا علي شعبي البلدين بجانب فتح (4) معابر حدودية عقب إستكمال الاجراءات . واشار الوزير الي أن الجانبين أتفقا علي سحب قواتهما من المنطقة الامنية منزوعة السلاح المتفق عليها بين الدولتين ، ونوه الي أن الاتهامات المتبادلة بين البلدين قد “ذابت” وتابع أن عملية نشر القوات المشتركة علي طول الحدود تحتاج الي وقت وستنتقل إليها لاحقا ، واشار بن عوف الي وجود إختراق كبير في القضايا محل خلاف ، وتابع تم الاتفاق علي تفعيل نقاط المراقبة وتفعيل اللجان المشتركة لضمان وأهمية التواصل المباشر بين البلدين لحل الاشكالات العالقة لتسريع ما تم الاتفاق عليه .
من جهة أخري قال وزير الدفاع بجنوب السودان إن الجانبين اتفقا علي تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين مشيرا في الوقت ذاته الي أن الامر رهين بالاستقرار علي الحدود المشتركة بينهما وأضاف كوال أن الزيارة تهدف لتقوية العلاقات لتنعكس إيجابا علي الشعبين ، وتابع من الضروري أن نضع العلاقات في مسارها الصحيح الذي يخدم المصلحة الاستراتيجية للبلدين .
ويوضح الخبير العسكري الفريق الفاتح الجيلي(smc) في هذا الإطار أن تنفيذ الاتفاقيات مسألة مهمة ولها آثار اقتصادية وأمنية وسياسية ونفسية خصوصاً بعد لجؤ أعداد كبيرة  من الجنوبيين لى السودان بعد شعورهم بعدم الامان في موطنهم بحكم أن السودان أقرب دولة لهم وأكثرها أمناً .
واعتبر الجيلي ان جنوب السودان اكثر الدول ارتباطا بالسودان بحكم العلاقات التاريخية التي تربط الجانبين والتي من المفترض ان تكون افضل العلاقات وذلك بحكم أن السودان اقرب الدول وأكثرها امانا أضافة الي أن تنفيذ الاتفاقيات بين الخرطوم وجوبا يعتبر مورد اقتصادي مهم للجنوب فالسودان يساعد جوبا في تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها ، مضيفاً هذا يدل علي أن السودان هو البلد الوحيد الذي يمكن أن تلجأ اليه دولة جنوب السودان . أما في الجانب الاخر يري ان إتفاق السودان وجنوب السودان علي فتح معابر حدودية وتفعيل اللجان الامنية المشتركة واجراء مباحثات تطرقت للعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك يمكن ان تفضي الي علاقات تجارية وامنية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين خاصة في الجانب الامني إذ يمكن أن يوقف الجهات التي كانت تشكل تهديد أمني للسودان من ناحية الجنوب .
ويقول اللواء يونس محمود الخبير العسكري  لـ(smc) أنه لا مناص من التعامل مع دولة جنوب السودان كدولة وتحديد المصالح المشتركة علي المستوي الدولي والشعبي وذلك لعدة اسباب موضوعية كالجوار الجغرافي والتداخل الشعبي وما تقتضية الحاجة، مشيراً الى ضرورة فتح الملفات التى ظلت مغلقة وعالقة لاسباب متعلقة بدولة الجنوب والتي عطلت عمل اللجان المشتركة كعدم تسمية الاعضاء في هذه اللجان ورفض سحب القوات للخط الصفري.
ويؤكد محمود أن الملف الامني هو الملف الاول الذي تبني علية بقيت الملفات الاخري التجارية والنفط والمعادن وغيرها ، ويشير الي أن عدم إلتزام جوبا بالاتفاق ، اضافة الى انها  ما تزال تأوي الحركات السودانية المتمردة وتدعمها وتحتفظ بفرقتين من الجيش الشعبي قطاع الشمال ( جبال النوبة والنيل الازرق ) لهذا فان الملفات العالقة  لاتزال عالقة اضافة الى ملف ابيي المتعثر قائلا: ان من هذه الملفات كفيل بتصاعد الخلافات . واكد ان  تعقل السودان جعله يستغل الوضع الهش في الجنوب كما فعلت بعض الدول من قبل ، مبيناً ان السودان الان يمكن أن يكون وسيط مقبول لحل مشكلة الجنوب السياسية بعد اعانته للاجئين ، ويضيف محمود ان المكاسب التي يمكن أن تعود علي السودان جراء تفعيل تنفيذ الاتفاقيات أن تفتح الابواب للتجارة وانعاش النفط بالاضافة الي ذلك يأمن السودان جوار آمن بعدم قيام  الحركات المتمردة المسلحة بأي عمل انطلاقاً من جنوب السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق